استشارة للزواج (استشارة)

الاستشارة:

السلام عليكم

لجأت الى الله بالاستخارة ولكم بالاستشارة فلا تتأخروا علي.

انا فتاة عمري ٣٦ سنة عزباء، والدي متوفى  واخواني ليس منهم رجل حكيم رشيد اقدر استشيره،

كل ماتقدم لي خاطب يتم كل شيء والموافقه عليه وفجأه كل شي يتكنسل ولا نعرف السبب،

وفيه شخص له مايقارب ١٥ او ١٨ سنة شخص يخطبني ويردوه أهلي كونه متزوج وانه يستخدم الحشيش ، كل سنه يخطبني ويرد، الآن خطبني وقالوا لي أهله)نفسه فيك( عرفت انه اللي فيني نفسه اللي ترد عني الخطاب، وطلق زوجته وحرمت عليه ولديه اولاد منها لهم منزل خاص فيهم ويقولون لي لك منزل خاص لك وايش تبغي مستعد يسويه لك وترك كل خرابيطه حتى الدخان ماعاد يدخن .

سؤالي،

كيف اتأكد من هذا الشي، وكيف اضع شروطي كون عمره ٤٨ سنه، يعني ايش الشروط المناسبه اضعها حتى اكون في مأمن في حياتي الزوجية.

ساعدوني الله يجزاكم خير

الرد على الاستشارة:

نُرحِّب بك أُختنا الكريمة في موقع المُستشار؛ وُ نثمّنُ لك ثقتكِ بالموقع، ونسأل الله لك التوفيق، و الإعانة . فيما يخُص استشارتك؛ يَجبُ أنْ نُنَبِّهك إلى عدَّة أُمور : • أوَّلُ هذه الأُمُور : هو ما ذكرتِه في رسالتَك من أمر العين، والنَّفس؛ فلا ينْبغي نِسبة كُلّ أمر إلى أثرها، أو المُبالغة في الخوْف مِن ذلك و إنَّما يحتاط المُسلم لدفع ذلك، بالأذكار المسنونة مع التَّوكُّل على الله، وإذا أُصِبتِ بشيء من ذلك فعلاج ذلك ميسور بالرُّقى المشروعة، وليس الاستسلام لكلام النَّاس الذي قد يكونُ غير صحيح، أو قد يكونُ لأهداف أخرى. • الأمر الآخر هو : أنَّ هذا الخاطب قد طلَّق زوجته عدة طَلَقات، و بانت منه الزوجة، و حَرُمت عليه… فثلاث طلقات تختلف كثيراً عن طلقة واحدة؛ فما سبب هذا الطلاق؟ لابد من السؤال من عدة مصادر؛ حتى لا تكوني ضحية. وفيما يخُص أن الخاطب قد ترك الإدمان، و تعافى منها تماماً… حتى أنَّه قد ترك الدُّخان أيضاً ! فهل هذا الكلام من باب إخفاء الحقيقة، لتحقيق أهداف معينة..!! وإن كان فعلا حقيقةً؛ وهذا قد سبَّب لك حيرةً في قبوله ما بين رغبة في المُوافقة، وخوف من عدم القُدرة على عيش حياة زوجية طبيعية معه؛ فالإجابة التي ستحسم حيرتك – بإذن الله – لن نُحددها في المُطلق بنعم، أو لا… ولكن سيكُون تحديدُها مبنيِّاً على عدة شُروط يجب توفرها، والتَّاكُّد من أنَّ الشَّخص قد خضع لها؛ حتى لا تدخلي في دوَّامة جديدة؛ أسواً من وضعك الحاليّ. و يتّحدَّدُ الزواج منه بمدى قُوَّة تعافيه؛ وهل التحق بأحد مراكز علاج الإدمان أم لا ؟، وهل تَمَّ تغُييرهُ بشكل تامّْ، وهل تمَّ تهيئتَه لبدء حياةٍ جديدة ؟ و ما مدى التزامه بخُطُوات منع الانتكاسة؛ التي يحددها البرنامج العلاجي؟ فالتَّعافي بشكلٍ كُليّ تامّ يضمنُ عدَم الانتكاسة، ومن ضمن تلك التَّغييرات : ( التَّغْيير في السُّلُوك والأفكار السَّلبية بشكلٍ كامل، وتدريبه على مُقاومة أفكار التَّعاطي؛ والتي ستطارده حتى بعد فترة العلاج ، وهل تم إخضاعُه للتأهيل الاجتماعي ، والتدريب على كيفية العيش بدون مخدر؟، وهل تم علاجه من الامراض النفسية المصاحبة؟ مثل :” الاكتئاب، والقلق، والفصام، والأعراض الذُّهانية.. وغيرها ” )، حسب حالته التي يعيشها؛ وتلك الأسئلة تكون إذا كان طلب زواجك من هذا الخاطب فعلاً مدمن تعافي من الإدمان، وابتعد عن محفزات التعاطي من أصدقائه السابقين. ويمكن أن تتخذي قراراك هذا بناءً على تقدير الخُطورة التي يمكن أن تحصل لك من هذا الزواج، والخيار أمامك، وأنتِ صاحبة القرار، وأنت مَن تُقدّرين الحالة، ويكون الخيار بعد الإجابة الشافية، الكافية لكل هذه الأسئلة . و هذه بعض النُّقاط المُهمَّة علَّها تُفيدك في طريق الحلّ : أولاً : ما نعيشه من مشاكل هو بسبب أنفسنا، ليس بسبب آخر. يقول سبحانه :﴿ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ﴾، [النساء-٧٩]، فيجب أن نُصلح مابيننا وبين الله سبحانه، ونعود إليه و نلجأ إليه؛ حتى يُصلح حالنا. ثانياً : لابُد من التَّوبة إلى الله سبحانه من المعصية، وعدم الرجوع إليها، والابتعاد عمَّا يُغضب الله عز وجل، فإذا تاب الإنسان من معاصيه فسيتغيَّر حاله، وتزول مشكلته، يقُول سبحانه : ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11] . ثالثا : من يبحث عن الراحة والسعادة في حياته فلن يجدها إلا بالعودة إلى طاعة الله، ورضوانه. يقول سبحانه : ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ﴾ ، [هود: ٣]، ويقول سبحانه : ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ ، [النحل: 97] . رابعاً : عليك بالصلاة، والمحافظة عليها في أوقاتها، فلها أهمية كبيرة في الراحة النفسية، فقد كان -صلى الله عليه وسلم- إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، و يقول سبحانه : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾، [البقرة: 153]. فالصلاة أمرها عظيم، ولها تأثير على من يُؤديها بخشوع وخضوع . خامساً : عليك بصلاة الاستخارة، بأن تُصلِّي ركعتين من غير الفريضةِ، ثم تحمدي الله، و تصلين على نبيّه، ثم تدعين بنصّ الدعاء التالي : (( اللَّهُمَّ إنِّي أستَخيرُكَ بعِلمِكَ ، وأستَعينُكَ بقُدَرتِكَ، وأسألُكَ من فضلِكَ العظيمِ، فإنَّكَ تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتَعلمُ ولا أعلَمُ، وأنتَ علَّامُ الغيوبِ، اللَّهمَّ إن كُنتَ تعلمُ إنَّ هذا الأمرَ خيرٌ لي في ديني ومَعاشي وعاقِبةِ أَمري أو عاجِلِ أَمري وآجلِهِ فقدرهُ لي، ويسِّرهُ لي، ثمَّ بارِكْ لي فيهِ ، وإن كنتَ تعلمُ إنَّ هذا الأمرَ شرٌّ لي في ديني ، ومَعاشي ، وعاقبةِ أَمري أو عاجلِ أَمري وآجلِهِ، فاصرفهُ عنِّي، واصرِفني عنهُ، واقدُرْ لي الخيرَ حيثُ كانَ ، ثمَّ ارضِني بِهِ )) . سادساً : لابُد من زرع الثِّقة بالنفس، وكذلك الثقة بأن الله سيُغيِّر حياتك إلى الأفضل، و يُزوجك و يُؤمِّن راحتك النَّفسيِّة، وبعد التغيير ستُعيدين بناء حياتك من جديد، وعند الإحساس بعدم الثِّقة قد نُنهي حياتنا على مبدأ أن التغير لن يتم، وهذا خطأ يجب أن تتنبَّهي إليه، و اقرئي الكتب والمقالات التي لها علاقة بتطوير الذات وتقوية الشخصية فهي مفيدة بالنسبة لك. سابعاً : عليك بكثرة الاستغفار، و الصَّلاة على النَّبي -صلى الله عليه وسلَّم- فهما من أسباب تفريج الهموم، والكُربات، ولا تنسي قراءة ورد يومي من القرآن الكريم فقد ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: ( اقرَؤوا سورة البقرةِ، فإنَّ أَخْذَها بركة، وتركَها حسرة، ولا تستطيعُها البَطَلَة ). [صحيح مسلم]، والقرآن كله بركة. ثامناً : الحياة لا يجب أن تتوقَّفَ عند مشكلة يمكن حلها، و نظرتنا لأنفسنا أو احترامنا لها لا يكون من خلال أعين الآخرين؛ بل ينبع مِن داخل أنفسنا، و تطويرنا لها وتغييرنا لطريقة حياتنا على ما يرضي الله. أخيراً : عليك بالدُّعاء لنفسك، واعلمي أن الدُّعاء مُستجاب -بإذن الله- قال تعالى: ﴿ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة : 186 ]. ويقول سبحانه ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ ،[غافر : 60 ]. فأكثري من الدعاء لنفسك، ومع والدعاء سيتغير الحال – بإذن الله – إلى الأحسن. نسأل الله تبارك و تعالى لك التَّوفيق والسداد، و نسألُه سُبحانه و تعالى أن يسهِّل أمركِ و يُسعدَك، و يوفقَك، و يدلك على طريق الخير و السعادة، وأن يُزوجك بالزوج الصالح، الذي ترغبين فيه، والله الهادي إلى سواء السبيل .

_________________
بواسطة:

عبدالله بن عبدالعزيز حمد الخالدي

_________________

رابط الموضوع:

https://almostshar.com/Consulting/Details/53713

الإصلاح بين الزوجين وفضله 

الحمدُ لله الذي خلَق الإنسانَ وأسبَغ عليه النِّعم، وفضَّله على كثيرٍ مِن خلقه حتى النَّعم، وهب له عقلاً، وأمَره أن يَهتدي به إلى عبادته، وأناط به تكاليفَ إنْ وفَّى بها دخَل دار كرامته، وخلَق له زوجًا من نفْسه، ليسكنَ إليها، ويمتثلَ ما جاءتْ به الرسل مِن رِسالته، والصلاة والسلام على مَن جَعَله الله قدوةً لصحابته، وأُسوة لمَن بعدَهم من أمَّته، أدَّبه ربُّه بأفضل القِيم، ومتَّعه بأحسن الشِّيم، فجعل منه أسوةً للزوج الراعي لأهلِه وأسرته، الحريص على لَمِّ شملِها، ومثالاً للأب المربِّي لأبنائه والحاكِم في رعيَّته، إنَّه محمَّد بن عبدالله، فصلاة ربِّي وسلامه عليه وعلى آله وصحْبه أجمعين.

أما بعد: فإنَّ الله سبحانه عندما خلَق الإنسان وجعَله خليفةً على الأرض، خلَق له جملةً من الأشياء ليبتليَه بها، هل يُحسِن استخدامَها، ويُحكِم إعمالها، أم أنَّه ينساق وراءَ هواه، ويتبعه في كل خُطوة ومسعًى يسعاه، ولقد تراكمتْ على مجتمعاتنا الإسلامية مشاكِل، وأحدقتْ بها من كلِّ ناحية قلاقِل؛ نتيجةَ البُعد عن الدين وأخلاقه، وتنكيب الطريق المستقيم، والزَّيْغ عن جادة الصواب، ومما استفحل في زَمننا هذا: الخِلافات العائليَّة، والنِّزاعات الزوجيَّة، الظاهِرة التي تفشَّت أخيرًا وتنامَت، ما يَستدعي مِن المجتمع بكلِّ أطيافه أن يتدخل كلٌّ في موقعه وما لديه مِن قُدرة لنتصدَّى لهذا الزَّحْف الذي قد يأتي على الأخضرِ واليابس للأُسر والمجتمع والأمَّة.

ولقدْ مدَح الله الساعين إلى الإصلاح بيْن الناس عمومًا، وجعَل إصلاح ذات البَين مِن أفضل القُربات، ووعد عليه بإجزال العطيات، وإعظام المثوبات، فقال سبحانه: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 114]، ورُوي عنِ النبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – أنَّه قال: ((ألاَ أُخبركم بأفضلَ مِن درجة الصيام والصَّدقة والصلاة [أي: نوافل هذه الأشياء]))، فقال أبو الدرداء: بلى يا رسولَ الله، قال: ((إصلاح ذات البَيْن))، فالمصلح هو الذي يبذل جهدَه ومالَه وجاهه؛ ليرأبَ ما أفسدَه الشيطان ويجبرَ ما كسَره الغل والحِقد، ويلأم ما مزَّقته البغضاء، عملُه خالصٌ وخُطواته في رِضا الله وما يحبُّه، وهو الذي يجزل إثابته ولا يضيع عليه ما بذَلَه؛ يقول سبحانه: ﴿ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ﴾ [الأعراف: 170].

فإذا كان هذا هو الفضلَ الوارد في الإصلاح عمومًا، فإنَّ أجرَه إذا كان بين الزَّوجين سيكون أعظمَ؛ إذ هما الخليَّة الأساسية لبناء المجتمع، واللبِنة الأولى لتثبيتِ أسسه الصحيحة، ومركز انطلاق وحدته؛ ولهذا اهتمَّ الإسلامُ بفضيلة الإصلاح، ورتَّبَ عليها جزاءً عظيمًا، وأبلغ مِن ذاك أنه أباح للمصلِح الكذبَ إذا كان سبيلاً لاستمالة طرفي النِّزاع؛ روى البخاريُّ أنه – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: ((ليس الكاذبُ الذي يُصلِح بين الناس فيَنمي خيرًا أو يقول خيرًا))، ولنا في الرسول – صلَّى الله عليه وسلَّم – خيرُ أُسوةٍ وقدوة حسَنة في التدخُّل الحكيم بين الزوجين ومِن أهلهما؛ إذ أهلهما أَوْلى بالتدخُّل لحلِّ نزاعهما، كما قال سبحانه: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ﴾ [النساء: 35]، وجاء في الحديثِ الصحيح عن سهل بن سعد قال: جاء رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – بيتَ فاطمة، فلم يجد عليًّا، فقال: أين ابنُ عمِّك؟ قالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرَج، ولم يَقلْ عندي (مِن القيلولة)، فقال رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – لإنسانٍ: ((انظر أين هو))، فجاء فقال: يا رسولَ الله، هو في المسجد راقد، فجاء رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – وهو مضطجع قدْ سقَط رداؤه عن شقِّه وأصابه تراب، فجعَل رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – يمسَح عنه ويقول: ((قُم أبا تُراب، قُم أبا تراب))، قال ابن بطال: وفيه – أي الحديث -: أنَّ أهل الفضل قد يقَع بيْن الكبير منهم وبين زوجتِه ما طُبِع عليه البشر مِن الغضب، وقدْ يدعوه ذلك إلى الخروجِ مِن بيته ولا يُعاب عليه.

والسُّؤال الذي يَطرَح نفسَه هو: ما الحِكمة في تقديمِ الحَكمين مِن أهل الزوجين؟

قال العلماء: لأنَّ الأقاربَ أعرفُ ببواطن الأمور وأحرصُ على الإصلاح ولَمِّ شمل الزوجين.

وما يَنبغي أن يعرفَه كلُّ زوج وزوجة أنَّ الحياة الزوجية لا بدَّ فيها مِن مشاكل؛ لأنَّ الآراء تختلف، ولا تكاد في الغالب أن تأتلِف، وهو ما يَستدعي مِن الطرفين معًا إتقان فنِّ التعامل مع هذا الاختلافِ بحِنكة، ودِراية وحِكمة؛ حتى لا تنزلق بهما القدم فيما لا تُحمد له العاقبة، مِن شِجار ومرافعة، وسِباب وملاعنة، وهي أسبابٌ قد تُصيب العائلة وأفرادها بدمار وتشتيت، فكم مِن زوجين سبَّبَا لأبنائهما التشردَ في الطرقات، والتسكُّعَ في الشوارع والأزقَّة، وجعلاَ منهم عرضةً وفريسة للتصعلُك، والوقوع في عالَم المخدِّرات والتدخين والدخول إلى عالَم المخدِّرات والتدخين والإجرام بأنواعه المختلِفة؛ ولذا يتوجب على الزوجين أن يحميَا عشَّ أفراخهما، ويذودَا عن فلذات أكبادهما؛ ليصبحوا أداةَ خيرٍ للبلاد، ومصدرَ نفْع للعِباد، عوض أن تخرّب على أيديهم مصالِح عامَّة وممتلكات فرديَّة، ولعلَّ ما يتكرَّر كل يوم أمامَ أنظارنا أكبر دليلٍ على ذلك، ولسْنا بحاجة إلى التعليق، فالوضع غَنِيٌّ عنه، ولسان الحال أفصحُ مِن لسان المقال.

أيها الإخوة: لعلَّ المتتبع لما ينشأ بيْن الزوجين مِن الخلافات، وما يطرأ في يومياتهما مِن النِّزاعات، يَرجِع إلى عدَّة عوامل، بعضها مادي محض؛ إذ قد تجد بعض الأزواج يتخاصَم على أتْفهِ الأمور، ومِن غرائب ما سجِّل في هذا: أنَّ مصريًّا قتَل زوجته بعدَ خلاف معها حولَ شراء كيلو غرام مِن الطماطم، إذ أجبرتْه على شرائه ودخله اليومي الهزيل لا يَسمح له بذلك، فأدَّتِ المشاجرةُ بينهما إلى إردائها مقتولة! فأين هذا البيتُ مِن بيت رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – الذي يمرُّ عليه الشهرُ والشهران وما أُوقد فيه نار، وإنَّما يعيش على الأسودين الماء والتمر، فلنستمع إلى عائشةَ أمِّ المؤمنين – رضي الله عنها – قالت: ((لقد رأيتُنا مع رسولِ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – وما لنا طعامٌ إلا الأسودان التَّمر والماء))؛ أخرجه أحمد.

ثم بيوت الصحابة – رضوان الله عليهم – والسَّلَف الصالح مِن بعدهم بيوت غايةٌ مِن البساطة في المطعَم والمشرَب، لكنَّها تنعم بالسعادة التي تتدفَّق منها الينابيع؛ لأنَّها تعيش على أساس الدِّين والوازع الأخلاقي، أمَّا أكثر بيوت عصرِنا فإنَّها تتوفَّر فيها الإمكانات، وأصناف الأطعمة، لكنَّها بيوت يفتقد منها الزوجانِ ما ينشدانه مِن السعادة، فأصبحتْ حياتهما جحيمًا لا يُطاق، وصدَق رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – إذ يقول: ((خيرُكم خيرُكم لأهلِه، وأنا خيرُكم لأهلي))، وحين يقول: ((إذا صلَّتِ المرأة خمسَها، وصامتْ شهرها، وأطاعَتْ زوجها، قيل لها: ادخلي الجنةَ مِن أيِّ أبواب الجنة شئت))؛ أخرجه ابن حبان.

كما أنَّ مِن أسباب تردِّي العَلاقات الزوجيَّة: الاستعجالَ في اتِّخاذ القرارات المشتركة النَّفْع، فيتَّخذ القرار من جانبٍ واحد دون إشراك الطرَف الآخر برأيه، وكذلك الأنانية وحبّ الذات، وغياب رُوح التسامح، وانعدام الصبر في تحمُّل الخلافات، وإفشاء الأسرار الداخليَّة لكلِّ واحد مِن طرف صاحِبه، وقد حرَص الإسلام على حماية وَحدة الأسرة، فحرَّم إفشاء خبايا الأمور، وفي ذلك يقول المصطفى – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ مِن أشرِّ الناس عندَ الله منزلةً يوم القيامة الرجلَ يُفضي إلى امرأته وتُفضي إليه ثم ينشُر سِرَّها))؛ رواه مسلم.

فحِفظ السِّرِّ واجبٌ شرعي، وضرورةٌ اجتماعيَّة، بفقدانه يُصبح الإنسان مهدَّدًا في حياته، فعندما يطَّلع الناس على أسرارِ بيت الزَّوج وطريقة تعامله مع أُسرته وما عندَه مِن مال، فإنَّ ذلك فضيحة، وحِفاظًا على أن تسودَ المودَّةُ بين الزوجين، وتتوطَّد العلاقات الزوجية على أساس المحبة التي هي أسٌّ من أسس بناء المؤسسة الزوجية، ولَبِنة من لبنات الميثاق بين طرفيها (الرجل والمرأة) كما قال سبحانه: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21]، مِن أجل ذلك سيَّج الإسلامُ التكنة الزوجيَّة وأحاطها باحتياطاتٍ لعلَّ أبرزها عدَم مباغتة أهل الدار في حالةِ السفر؛ عن أنس – رضي الله عنه – قال: كان النبيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – لا يطرُق أهله، كان لا يدخُل إلا غدوةً أو عشية؛ رواه البخاري، وعن جابر – رضي الله عنه – قال: نهَى النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – أن يطرق أهله ليلاً؛ رواه البخاري.

كما أمَر المقدِمَ على الزواج أن ينظُر إلى مَن يرغب في الزواج بها استدامةً لهذه الرابطة المقدَّسة.

وأختم بالإشارة إلى أنَّ المؤسَّسة الزوجيَّة محفوفةٌ بالأشواك، فحلاوتها تُنغَّص بالمرارة، وفيها عقباتٌ، على الزوجين الحزم في تجاوزها، وأن يَعتبر كلٌّ منهما مسؤوليتَه تكليفًا وعبادةً يجب مراقبة الله في كلِّ مراحلها، حتى يلقَى الله وهو عنه راضٍ، فلا بدَّ مِن قائدين حكيمين؛ ليصلاَ إلى برِّ الأمان.

___________________
بواسطة:

عبدالرحمن عالم

___________________
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/social/0/34416/

هل أعود لزوجي الذي طلقني بسبب البيت؟ ( استشارة)

الاستشارة:

مستشارنا الكريم..
هذه استشارة لمسترشد يرغب في الحصول على رأيكم في هذا الموضوع مع الشكر لكم.

السلام عليكم أنا إمرأة في بداية الثلاثين من 
عمري قبل سنتين تزوجت شخص مطلق بنفس عمري لديه طفلين تزوجت زواج مختصر لاني
لااهتم بالماديات وكان في ظني اني بعد زواجي المختصر ساجد استقرار مادي 
بعد الزواج لكن صدمت بوضعه المادي المتدني وان زواجي المختصر لم يشكل فارق 
رضيت بوضعه المادي وحاولت جاهده ان اعاونه في الظروف الماديه ولا اطلب او 
اضغط عليه لانه كان طيب وحنون جدا واحسست انه يحبني ثم انه يشتري الاثاث ثم
يبيعه اذ احتاج اليه برخص وهذا سبب وضعه المادي ليس عنده حسن تدبير مع ان 
راتبه جيد بعد اشهر بسيطة ذهبت الي اهلي زياره فارسل لي انه متعب نفسيا 
ويفكر باطفاله ويريد الجلوس وحده لفتره تركته يفعل مايريد بعد اكثر من 
اسبوع لم يسال عني او يتطمن علي اتى واخذني فاعتبته فااصر ان لا اتكلم في 
الموضوع وانه غصب عنه وان لان يكرر الموضوع بعد شهر بدا يفتعل المشاكل مع 
انه لايحب المشاكل واذ زعلت يراضيني على طول في هذا الوقت طلبت ان ازور 
صديقتي فارفض وغضب غضب وخرج من البيت فاعرفت انه لايريدني جهزت اغراضي 
وطلبت منه الذهاب الى اهلي فاخذ اغراضي مباشرة وبعد اكثر من اسبوع اعتذر 
مني وانه تعبان وغصب عنه رجعت له وبعد شهرين عاد الامر يتكرر ثم تاكد اني 
لست حامل وطلقني وقال لوالدي ان ابنتك لم تقصر معي وانها لايعيبها شي ولكن 
انا تعبان ولدي ضيقه بعد شهرين من الطلاق اراد الرجوع فارفضت وبعد ٣ اشهر 
عاد وقال انه نادم اشد الندم وان البيت هو سبب ضيقته وغير المسكن ويطلب مني
الرجوع ويتوسل ان لا اتركه واضع اي شروط واضع اي مبلغ مؤخر وانه لان يكرر 
مافعل ابدا وانا متردده اخاف ان ارجع ثم يكرر افعاله التي يتعذر بان شيئ في
صدره يسبب له الضيقه مع العلم ان طلاقه الاول كم يقول بسبب خيانه وليس نفس
السبب فما رأيكم؟

الرد على الاستشارة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أشكر لك أختي الكريمة ثقتك بموقع المستشار . ذكرتِ في البداية بأنه طيب وحنون وتشعرين بالحب معه وهذا شيء جميل جداً ،وهو أساس الحياة الزوجية ، ومن المتضح بأن زوجك مشتت و يعاني من صراعات متعددة وهي وضعه المادي والتفكير الدائم في أبنائه ، لعله يفكر فيهم كثيرا ويرغب في وجودهم معه ، ولكن وضعه المادي قد لايسمح بذلك ، و أيضاً غير مدبر لشؤونه المالية بالشكل الصحيح ويحتاج للضبط في ذلك وبما إنه عاد ونادم على ما فعل يحق لك وضع شروط أهمها :” الضبط المالي، وان يكون لديك جزء من راتبه حتى تديرين اقتصاد المنزل بالشكل الصحيح” .. فلا ما نع من عودتك له بعد الطلاق ،ولكن لابد أن تضعي حد معه وشروط تناسبك شخصياً لعودتك من استكمال أثاث المنزل ،واحتساب المصروف الشهري الخاص لك ،و إدارة الاقتصاد بالشكل الصحيح . هذا والله أعلم .. و أتمنى لك حياة سعيدة ملؤها الحب والتوافق .

____________________

بواسطة :

المستشار/بخيتة هتلان علي الهتلان

____________________
رابط الموضوع:

https://almostshar.com/Consulting/Details/53719

الاحتقار بين الزوجين 

الاحتقار هو ازدراء شريك الحياة بالقول أو بالفعل أو بالحركات، وإشعاره بالدونية سواء في شكله أو لفظه أو فعله، وأنك تعرف وتفهم أفضل منه، مما يجعل كلا الطرفين يبتعدان، ويشعران بالجفاء العاطفي، ومما يفتح باب الصراع النفسي واللفظي بينهما، وكلما زاد الاحتقار، قلَّ اهتمام الطرفين بعضهما ببعض.

قال تعالى في سورة الحجرات: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11].

تقول هدى: زوجي يحتقرني ولا يعطيني أي قيمة، حاولت أن أرضيه بكل الطرق، ولكن بدون جدوى؛ إنه أناني، ولا يعترف بخطئه، لا يحترمني وينعتني بكلمات سيئة تجرحني في أعماقي، وجرحها لن يشفى أبدًا، يشك بي وبتصرفاتي، ولا يعامل عائلتي معاملة جيدة.

ويقول حاتم: أنا شاب أعمل في قطاع حكومي، تزوجت قبل ٦ أشهر من فتاة ذات جمال وعائلة مرموقة، ومنفتحة فكريًّا، وحاصلة على شهادة عليا، بعد الزواج بدأت مشاكلي معها؛ حيث إنها تنتقدني في كل تصرفاتي؛ في طريقة أكلي وشربي وكلامي، أشعر أنها لا تحترمني، وتتلفظ لي بكلمات سيئة، وتكلمني بأسلوب غير لائق؛ مما يجعلني أشعر بالاحتقار الذاتي، وتُشعِرني أنها أفضل مني، وأنها على علم ومعرفة أكثر مني، وتتعالى عليَّ في الجدال، رغم أني لطيف معها، وأقوم بطلباتها على أكمل وجه، ولا أقصر معها في شيء.

جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ، قالَ رَجُلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا، ونَعْلُهُ حَسَنَةً، قالَ: إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ النَّاسِ))؛ [رواه مسلم].

وللسخرية والاحتقار أثره السلبي على الحياة الزوجية؛ ومن هذه التأثيرات:

• قلة الاحترام من الطرفين، فالمحتقر يشعر أن الطرف الآخر لا يحترمه ولا يقدره، وأنه أقل من غيره، وخاصة عندما يكون الاحتقار أمام الآخرين.

• الابتعاد عن الطرف الآخر نفسيًّا وسلوكيًّا وعاطفيًّا، والشعور بالجفاء معه، والهروب منه إلى غيره، بل يجد السعادة في البعد عنه والجلوس مع غيره.

• كثرة المشاجرات، وزيادة التوتر في العلاقات؛ بسبب الكلمات الجارحة والعبارات المستفزة.

وللتخلص من الاحتقار والانتقاد والسخرية؛ على الزوجين الآتي:

• إدراك مخاطر الاحتقار والسخرية على الطرف الآخر؛ فالسخرية ليست شيئًا مضحكًا، إنه أسلوب مدمر للعلاقة الزوجية، فالكلمة السيئة تعطي طاقة سلبية للطرف الآخر تؤثر على سلوكه وشكله، ودقات قلبه وضغطه وتنفسه.

• ضع نفسك مكان الطرف الآخر، هل ترضى أن يحتقرك أحد أو يسخر منك؟ فإن الناس لا يرضَون لأنفسهم ذلك.

• انتقاء الكلمات والعبارات الجميلة والهادئة، وبحكمة بالغة أثناء الحوار.

• ابتعد عن الحوار أثناء الغضب والتوتر، وعالج الموقف في وقت آخر، حتى تهدأ نفسيتك، وتستطيع امتلاك عباراتك وألفاظك.

• عند حدوث الخلاف ابتعد عن التفكير السلبي، ولا تستدعِ المواقف والأحداث القديمة السيئة، وإنما تذكر حسنات ومواقف الطرف الآخر الإيجابية، فكل منا له حسناته وسلبياته.

• عبِّرْ عن غضبك بانتقاد السلوك والتصرف، وليس انتقاد الشخص ذاته، فلا تقلل من قيمته أو تحتقر شكله وفكره وعائلته، وإنما السلوك فقط؛ كأن تقول: (أنا لا يعجبني هذا التصرف، أنا لا أحب هذا الفعل).

• تذكر عقوبة الاحتقار والاستهزاء بالآخرين، وأن الله نهى عن ذلك؛ جاء في صحيح مسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بحَسْب امرئٍ من الشرِّ أن يحقِرَ أخاه المسلم)).

أسأل الله أن يصلح الشباب والفتيات، وأن يجمع بين قلوب المتزوجين والمتزوجات على طاعة الله والحب والتواصل السليم، وأن يخرج من تحت أيديهم من يعبد الله على الحق، وأن يجعل أولادهم لَبِنات خيرٍ على المجتمع والوطن، وصلى الله على سيدنا محمد.

_____________________
بواسطة:

عدنان بن سلمان الدريويش

_____________________
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/social/0/160059/

تغير فكري تجاه الزواج ( استشارة)

الاستشارة:

السلام عليكم ،،
سوف ارسل لكم مره إخرى تبعًا للرسالة السابقه بشكل مفصل اكثر،، شاكرة لكم على دعمكم الدائم للجميع..

لي رسالتي كانت ناقصة بسبب انها طويلة سوف احاول اختصر وارسل لكم المهم تبعًا للرسالة الاولى وارجو الرد علي بصورة عاجلة ،وهي كالتالي خلال تلك المرحلة تغير فكري تجاه الزواج . كما اني صرت اتوتر واقلق عندما يذكرون اسم الشاب او قبيلته لا اعرف لماذا؟؟ معانه قد تزوج ولديه عائله وذهب بعيدا!! وبعد ذلك قررت من خلال هذه التجربه ان لا اوافق على اي حد حتى اراه النظره الشرعية ثم اقرر. اعلم اني صرت كبيرة ولم يعد الواقع يتحمل لكن قلبي لا يستطيع الارتباط بشخص لا اعرفه بتاتًا الا بعد الخطبه هذا صعب جدا بالنسبهلي. المهم اعترف لي ابن خالي وهو متزوج واصغر مني بعشر سنوات بمشاعره المفاجئة ويريد الزواج بي ولكن انتظر ضروفه الماديه فترةلتتحسن اعرفه شاب جيد وخلوق .فرد لي بعد فترة انه لا يستطيع الارتباط بي بسبب المادية وبعد فتره تفاجأت انه قال يسعى ويجتهدلموضوعنا وذهب للبنك واخبر زوجته برغبته بالارتباط فقلت له لو سعيت وتأكدت من صدقك سوف اوافق. وخلال هذه الاشهر كنت امر بحالاتلاول مره اجربها بين الخوف والتردد ولكن حاولت تجاوز تلك المخاوف بانه ابن خالي سوف ينقذني من تأخر الزواج ومن صعوبة الاختيارواني اعرفه جيدا. تعلقت به حلمت انتظرت وكنت ادعو الله بان كان فيه خير فليكن من نصيبي صار الوضع ٥ اشهر وهنا بدايه أكتوبرصارحني بانه لا يستطيع الارتباط بي حاول وبحث للحصول على مصاريف الزواج ولكن لم يستطع وقال لا اريد ان اعلقك مع دعواته ليبالتوفيق. هنا انا انخذلت انكسرت يأست حزنت تألمت بكيت. شعرت بمشاعر لاول مره احس بها مشاعر متعبه وفضيعة. خيبه امل جديدةاتلاقها كالعاده . قلت في نفسي لماذا وانا كنت ادعو بيقين وابكي واتصدق ؟؟!! هل آنا سيئة ؟؟!! لماذا لا يستجيب لي في موضوع الزواج ؟؟الان اعيش فتره صعبه جدا اعلم أني المسؤولة عما جرى لاني مفترض افهم الدرس منذ البدايه . مع الاسف هذا الموضوع اخذ مني طاقهرهيبة من التفكير والخوف والان الارضيه اصبحت هشه متعبة رقيقه فالان انا مستسلمة للحزن للألم للقلق للافكار السلبيه. نعم انا حاليًاضعيفة لم اعد مثل السابق قوية تأخر الزواج يستنزف الكثير من طاقه الفتاة . فقد تراكم علي الهموم والغموم حيث رجعت لي حالتي التوتروالخوف والقلق تجاه الشاب وقبيلته كلما اسمع عنهم اتوتر لا اعرف لماذا ورايت شاب في الدوام يشبه فتوترت زياده.. لا افهم حالتي هذه اني دخلت في عقده وسواس تجاههم وكله بسببي. استسلم للافكار السلبيه والماضي وذكرياته كلها لم احاول ان اقاوم كثيرا الصبح اكتئبوباليل احسن وزاد الامر ان الارق بدأ يدق بابي من الهم والتفكير. ولا اخفي عليكم اني لا اريد ان يتقدم لي احد لاني لست مستعدة حاليابالارتباط والزواج حتى تهدأ نفسي واتخلص من الشوائب الموجوده داخلي. كما صرت ارى نفسي انطفئ شيئًا فشيئا. اسئلتي ماذا افعللكي اتخلص من شبح الماضي والآمه اريد ان ارى الشاب وقبيلته نظرة عاديه دون خوف او توتر. وماذا تنصحوني بشأن كيف اتخلص منمشاعر الخذلان التي امر بها؟؟ وكيف اجدد ثقتي ودعائي بربي فصرت ادعو ببرود واقول قد يستجيب وقد يؤخرها؟؟ اعرف انه اختبار وربمارسبت فيه. وهل تنصحوني باخذ شي من العقاقير لتحسن للتقليل من القلق وتحسن النوم.. اشكركم على كل شيء والسموحة منكم بالاطالة…

الرد على الاستشارة:

نُرحِّب بك أُختنا الكريمة في موقع المُستشار؛ وُ نثمّنُ لك ثقتكِ بالموقع، و نسألُ الله لك التَّوفيق، و الإعانة. في نهاية رسالتك ذكرتِ -وفَّقك الله- عدداً من الأسئلة هي خلاصة ما تودِّين الإجابة عنها ، سنُجيب عنها -بإذن الله- خلال هذه الاستشارة. بخُصوص التخلُّص من آلام الماضي، فلا يعني أنَّك عندما تُقابلين عدداً من التَّحديات أنْ تتوقَّفي و تتحسَّري على ما مضى، بل لابُد من العمل من أجل التغيير في الحياة، ونسيان الآلام المؤثرة في مسار حياتك، الأمر الآخر هو التَّعلُّم من الأخطاء التي حدثت لك في الماضي، واستخدام التَّجارب السلبيَّة التي مرَّت بك لتتعلَّمي منها، فعدِّلي أخطاءَك بناءً على هذا الأساس، و اعملي لحياتك المُستقبلية، ومن النقاط المُهمَّة ركزي على الأمور الإيجابيَّة، ولا تجعلي الأخطاء تطغى، فالتَّركيز على الإيجابيَّات، و تذكُّر المواقف الإيجابيَّة لها أثر عميق وكبير في تقدُّمك في الحياة، و تذكُّر أحداث الماضي سيجلب لك الحُزْن المُستمر، بالإضافة إلى التَّعب، وعدم القُدرة على القيام بالأعمال اليوميَّة، وقد يخلق لك حالة من عدم الطمأنينة والاستقرار. من خلال عرضك لموضوعك يبدو أن شخصيَّتك حسَّاسة بعض الشيء؛ لذا دائماً تُعيدين التَّفكير في الأحداث التي وقعت لك، فالإنسان حين يمُرّ بتجارب سلبيَّة، وخبرات مؤلمة في الماضي كثيراً ما يتذكرها، وبعض الشَّخصيات تُضخِّم الحدث و يُصبح شغلها الشاغل؛ والعلاج لا يكون عن طريق نسيان كل شيء؛ لأن الإنسان لا يمكن أن ينسى كل شيء، لكن المُهمّ هو توظيف الخبرات التي مرت عليك بما يخدم أهدافك، وأن تعيشي حياتك الحاليَّة بقوة، و تنظُري إلى المُستقبل نظرة أمل كبيرة، هذا هو المطلوب، والحساسية الزائدة تُحدث لك صُعوبةً في الاختيار، و تؤخر زواجك، خصوصاً أنّ هذا الأمر يُقلقك لدرجة أنَّك انخذلتِ ولازلتِ تفكرين في هذا الخذلان، فتذكُّر المواقف القديمة، والحساسية الزائدة ستُعيق ما تريدين القيام به، و تُعيق نجاحاتك. وفيما يخُص الخوف من هذا الشاب وقبيلته، فهي مخاوف مرضية و يُطلق عليها:( الخوف المرضي )، أي الخوف الزائد عن الحُدود الطَّبيعية، حيث يخاف الشخص من أشياء تبدو طبيعية في داخله هو؛ و لكنَّه في الواقع يُبالغ في الخوف منها بشكل لا إرادي، مما يجعله يعيش حالة قلق مُستمر، وخوف يصل إلى حد الرَّهبة من هذه الأشياء، ولحل هذه المشكلة لابد من البعد عن المثيرات التي تثير هذه الأفكار، وإعمال الذِّهن في المُقابل ببعض الأمور التي تُفيد، وعند ورود هذه الأفكار لابد من توجيه التَّفكير في أمور إيجابية ليتعود المخ على هذه المشاعر الإيجابية، وطرد مشاعر الخوف، و أكِّدي لنفسك أنَّ هذا الخوف لايستحق كُل هذه الرَّهبة، ولا تربطي الألم، ومشاعر الخوف باتجاه حدث سابق، فكل شيء يتغير، و النَّاس مُختلفين تماماً في شخصياتهم، وأفعالهم، وأخلاقهم، وعاداتهم فمن سبَّب لك خوفاً لا يمكن أن يسبِّبه شخص آخر وبنفس الآلم، فأعيدي الثقة فيمن حولك بناء على هذا الأساس. و يمكنك التخلص من مشاعر الخذلان في التحكُّم بمشاعرك بشكل طبيعي؛ فالمشكلة ليست في الخذلان نفسه، ولكن في الطريقة التي تفاعلتِ بها مع الحدث، و ارتباطك ارتباطاً عاطفياً معه؛ مما أعطاك اهتماماً، و تعاطفاً أكبر من المتوقع؛ وعند انتهاء العلاقة حدث لديك فراغ كبير، و مررتِ بمشاعر غير مُتوقعة مما أدت بك إلى هذا الخذلان، وليس الخذلان هو ما يؤلمنا حقًا، ولكن ردة فعلنا وطريقة تعاملنا مع هذا الخذلان هي التي تُحدِّد ما نشعر به، فالخطأ، والخوف من المستقبل، ولوم الذات يجب أنْ نُعدِّلها بالاعتراف بأنَّ أغلب العلاقات في حياتنا تتغير؛ فمن عرفناهم بالأمس ليسُوا هؤلاء الذين نعرفهم اليوم، تتغير الشخصيات، والمواقف، والظروف. وعلينا أن نتقبَّل هذا كحقيقة ثابتة. ولا بد من التماس الأعذار للآخرين، أياً كان الشخص الذي خذلك، أو الموقف الذي فعله، فربما أراد الله أن يُخلِّصك منه لمصلحتك أنت، بسبب دعوة دعوتِ الله بها. وكذلك يجب أن نُقدِّر ظروف الآخرين وما يمرُّون به من أمور، فقد لا يكون الأمر مقصوداً بذاته، ولكن لعدد من الظروف التي لا يستطيع الطرف الآخر إكمال ما وعد به… فلابد من تقدير ما يمر به من ظروف. و تجنَّبي لحل هذه المشكلة إعطاء الأحكام العامة فنحن بشر… لا نعلم الغيب، ولا نعلم الحقيقة أبداً؛ ما لم يذكرها أصحابها بوضوح، ولا نحاول البحث عن تفسيرات للخذلان، فلابد أن نهتم بحياتنا نحن، ولا نُفسِّر حياة غيرنا، ولا نفكر في الماضي الذي يسبب لنا الألم؛ بل نعيش حاضرنا، ونستمتع به. لابد من زرع الثِّقة بالنفس فهي أمر مُهمّ، وكذلك الثقة بأن الله سيُغيِّر حالنا إلى الأفضل، وبعد التغيير ستُعيدين بناء حياتك من جديد، وعند الإحساس بعدم الثِّقة قد تُنهين حياتك على مبدأ أن التَّغير لن يتم، وهذا خطأ يجب أن تتنبَّهين إليه. اقرئي الكتب والمقالات التي لها علاقة بتطوير الذات وتقوية الشخصية فهي مفيدة جداّ في مثل حالتك الحالية. ومن الأُمور المُهمَّة التي يجب التنبُّه لها هي استعجال تحقيق الدعاء، وما يترتب عليه من التَّحسُّر على عدم تنفيذ ما طلبنا، وترك العمل بالدعاء بعد ذلك، فقد حذَّر رسُول الله -صلى الله عليه وسلم- من هذا في قوله : (( يُستجاب لأحدكم ما لم يعجَل، يقول: دعوت فلم يُستجب لي )). [رواه البخاري ومسلم ]. قال ابن القيم: ومن الآفات التي تمنع أثر الدعاء أن يتعجَّل العبدُ و يستبطئ الإجابة، فيستحسر، و يدع الدعاء، وهو بمنزلة من بذر بذراً أو غرس غرساً فجعل يتعاهده و يسقيه، فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه و أهمله. انتهى. و لإجابة الدعاء شروط لا‌بد أن نقوم بتحقيقها، منها : – الإخلاص لله – عز وجل – بأن نُخلص لله بقلبٍ حاضر، صادق في اللجوء إليه، وأنْ نشعُر حال دعائنا بأنَّنا في أمَسِّ الحاجة، إلى الله -سبحانه وتعالى- . – ويجب أن نتجنَّب أكْل الحرام؛ فإن أكل الحرام حائل بين الإنسان والإجابة؛ ففي حديث  أبي هريرة رضي الله عنه ((ذكر الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلم- الرجل يطيل السفر أشعثَ أغبرَ يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، و مطعمه حرامٌ، و مشربه حرامٌ، و غُذِيَ بالحرام، فأنى يستجاب له))؛ [رواه مسلمٌ ]. فاستبعد النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يستجاب لهذا الرجل. – واعلمي أنَّك إذا دعوتِ الله سبحانه، فلن ترجعي صفر اليدين، فإن الله كريم، يجيب دعوة الداع إذا دعاه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : (( ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله إحدى ثلاث، إما أن تُعجَّل له دعوته، وإما أن يدَّخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذًا نُكثر، قال: الله أكثر))؛ [أخرجه أحمد والحاكم، وصحَّحه الألباني ] . – لابد من الإلحاح في الدعاء؛ فإن كل دعوة تَدعين بها الله – عز وجل – فإنها عبادة تُقربك إلى الله و تَزيدُك أجراً؛ فعليك أختي بدعاء الله – عز وجل – في كل أمورك العامة والخاصة، الشديدة و اليسيرة، ولو لم يكن من الدعاء إلا‌ أنه عبادة لله – سبحانه وتعالى – لكان جديراً بالمرء أن يَحرص عليه. – عليك بالدُّعاء، وعدم استعجال النتيجة، واعلمي أن الدُّعاء مستجاب -بإذن الله- قال تعالى: ﴿ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة : 186 ]. ويقول سبحانه ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر : 60 ]. فأكثري من الدعاء لنفسك، ومع والدعاء سيتغيَّر الحال -بإذن الله- إلى الأحسن.  – وعليك بكثرة الاستغفار، و الصَّلاة على النَّبي -صلى الله عليه وسلَّم- فهما من أسباب تفريج الهموم، و أكثري من تلاوة القرآن الكريم، وحافظي على أذكار اليوم والليلة، ليطمئن قلبك . نسأل الله تبارك وتعالى لك التَّوفيق و السَّداد، و نسألُه سُبحانه وتعالى أنْ يسهِّل أمركِ و يُسعدَك، و يوفقَك، و يدُلك على طريق الخير، و السَّعادة، والله الهادي إلى سواء السبيل .

_____________________

بواسطة :

المستشار /عبدالله بن عبدالعزيز حمد الخالدي

_____________________

رابط الموضوع:

https://almostshar.com/Consulting/Details/53636