العقم الزوجي 

خلق الله سبحانه الرجل والمرأة، وقدَّر بينهما الزواج، وهو ترابُط شرعي بين رجل وامرأة على وجه الدوام، غايته الإحصان والعفاف وإنشاء أسرة مستقرَّة برعايتهما، قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]، ففي هذه الآية بيَّن سبحانه أن الهدف الأكبر من الزواج هو السكن النفسي لكل من الرجل والمرأة، ثم يأتي بعد ذلك أن يثمر زواجهما الذُّريَّة الصَّالحة.

لكن من حكمة الله سبحانه أن جعل الذرية من عنده، سواء كان ذكرًا أو أنثى، ولودًا أو عقيمًا، فهو المعطي والمانع، قال تعالى في سورة الشورى: ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾ [الشورى: 49، 50].

إن الأسرة إذا مَرَّ على زواجها سنة كاملة، ولم يحدث فيها حمل أو إجهاض، بدأت معاناتها في البحث عن الأطفال، من طبيب إلى آخر، ومن دواء إلى آخر، ومن بلد إلى آخر، تمرُّ أيام وشهور وسنوات والأسرة بين الأمل وبين الألم، حتى أصبح العقم مصدرًا قويًّا للتَّوتُّر والمعاناة لدى الزَّوجين، وأن يُشكِّل ضغطًا شديدًا على العلاقة بينهما؛ بل صار العقم شيئًا يخجلون به ويشعرون بالخزي بسببه؛ لأنَّهم يعتبرونه نقصًا وعيبًا فيهم.

يقول أبو خالد: بعد أربع سنوات من الزواج، بدأ الناس يتكلَّمون في زواجنا، لماذا لم ينجبوا؟ هل العيب في الرجل أو المرأة؟ ذهبت مع زوجتي إلى المستشفى، وبعد التحاليل قال الطبيب: زوجتك عقيم، ولا أمل بالشفاء إلا برحمة من الله، فاسترجعت وحمدت الله، وخوفًا على زوجتي ونفسيَّتها ومن كلام الناس، قلت للطبيب: لا تُخبِرها بالحقيقة، وقل لها: إن العيب من الزوج، انتشر الخبر بين الناس، وبدأ الضغط النفسي على زوجتي من أسرتها وأقاربها، حتى قرَّرت أن تطلب الطلاق بعد تسع سنوات من الزواج.

العقم هو أحد أبرز المشاكل التي تعترض المشوار الزوجي؛ لما يُسبِّبه من آثار نفسية وعائلية واجتماعية، تصيبهما بالاكتئاب والقَلَق والمشاكل الزوجية، ويجعل مشكلاتهم ومحور حياتهم مركزًا على هذا الموضوع، والسؤال هنا: هل العقم يُؤدِّي إلى توتُّر العلاقة الزَّوجيَّة؟

إن العقم يؤدِّي أحيانًا إلى توتُّر العلاقة الزَّوجيَّة عندما يتجنَّب الزَّوجان أو أحدهما الحديث عن مشاعره وأفكاره المتعلِّقة بالعقم مع الطَّرَف الثاني؛ حرصًا على مشاعره وحتَّى لا يُشعِره بالذَّنْب؛ لكن ذلك لا يعني أنَّ مشاعر الانزعاج والاستياء غير موجودة لديهما، والخوف هنا أنَّ المشاعر قد تتراكم في نفسيهما، ثم تزداد وتزداد حتى تؤثر في سلوك أحدهما تجاه الآخر، فيبدأ النُّفور والبرود العاطفي لدى أحدهما، ولعلاج هذه المشكلة نفسيًّا وتربويًّا أنصح الزوجين بالتالي:

• الحرص في التعامل فيما بينهما على الاحترام المتبادل، وعدم انتقاد الطرف المصاب بالعقم أمام الناس؛ بل يحتويه ولا يقسوا عليه.

• الشكر والحمد لله على ما كتبه لهما، وأن هذا ابتلاء من ربِّ العالمين، عليهم فعل الأسباب، ثم الصبر والاحتساب.

• الابتعاد عن التمركز حول هذه المشكلة فقط، وكأنَّ الحياة لا تسير ولا تتقدَّم إلا بالأولاد؛ بل النظر إلى جوانب أخرى كتطوير الذات والعمل والوظيفة والدعوة إلى الله والتطوُّع وخدمة الوطن.

• الوضوح أمام الناس والمجتمع بخصوص العقم، يجعل الآخرين مصدرًا للتَّعاطف والتَّفهُّم والمساندة النَّفسيَّة بدلًا من أن يكونوا مصدرًا للإزعاج بأسئلتهم المتكرِّرة التي تبدو وكأنَّها تَدَخُّلٌ في شؤون الأسرة واعتداءٌ على خصوصيتهما.

• عدم اليأس من رحمة الله، وفعل الأسباب الصحية والطبية، فكم من القصص التي سمعناها عن أسر أنجبت بعد عشرات السنوات.

• تبنِّي طفل من دور الرعاية؛ ومِن ثمَّ رعايته وتربيته، فإن فيه من الأجر العظيم، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: “أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ يشكو قسوة قلبه؟ قال: ((أتُحِبُّ أن يلينَ قلبُكَ وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك، يَلِنْ قلبُك وتدرك حاجتك))؛ رواه الطبراني، وقال الألباني: حسن لغيره.

• للزوج السليم أو الزوجة السليمة الحق في الطلاق إن لم يستطع الصبر على فقدان الطفل، والبحث عن زواج ثانٍ يُحقِّق له ما يتمنَّاه.

• وللزوج العقيم وللزوجة العقيمة الاقتران بشخص مُطلَّق أو أرْمَل عنده أطفال ما يكفيه، بحيث يكون اهتمامهما بالصحبة والمعاشرة وتربية الأولاد.

أخيرًا علينا أن نتذكَّر أنَّ هنالك أُسَرًا عقيمة كثيرة سعيدة في حياتها، راضية بما قسم الله لها، قد فضَّل فيها السَّليم منهما زوجه على الذُّريَّة لما رأى في الطرف الآخر من مودَّة وصفات وإحسان.

أسأل الله أن يُصلِح الشباب والفتيات، وأن يجمع بين قلوب المتزوِّجين والمتزوجات على طاعة الله والحب والتواصُل السليم، وأن يخرج من تحت أيديهم مَن يعبد الله على الحق، وأن يجعل أولادهم لَبِنات خير على المجتمع والوطن، وصَلَّى الله على سيدنا محمد.

_____________________
بواسطة:

عدنان بن سلمان الدريويش

____________________
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/social/0/160490/

سلفتي لا تلتزم حدودها امام زوجي (استشارة)

الاستشارة:

  السلام عليكم احتاج للاستشارة انا متزوجة من ٦ سنوات من ابن خالتي قبل سنة اخو زوجي تزوج من بنت خاله طبعا الي هو خالي و خال زوجي في نفس الوقت بعد خطوبة اخو زوجي بدأت خطيبته تتواصل رسائل و مكالمات مع زوجي و اخوانه و استمر التواصل لبعد زواجهم الآن اصبحت سلفتي في بيت اهل زوجي و اصبحنا نحن يعني انا و زوجي و هم يعني سلفتي و زوجها نلتقي اكثر في الزيارات و الخرجات لاحظت سلفتي لا تلتزم حدودها امام زوجي لا في الكلام ولا الضحكات ولا اللبس بحجة انه مثل اخيها و زوجي يعطيها وجه ولا يجبرها تلتزم على حدودها في وجوده و اخو زوجي ديوث عادي عنده هذي الامور انا بدأت اكرهه حركات زوجي و سلفتي و بدأت انبه و ابين غيرتي لزوجي و اذكره بحلال و الحرام حتى اذا التزم زوجي بالحدود قليلة الادب زوجة أخيه لا تترك رقبته بحكم وجود حماتي في بيتهم زوجي كان يزورهم بكثره للاطمئنان على والدته مثل ما يقول ثم اكتشفت في زيارات زوجي لهم سلفتي تحرضه علي و تحاول ان تخرب صورتي عند زوجي و تحاول ان تخرب علاقتنا و تقول له كلام كذب و افتراء بإسمي حدثت مشاكل بيننا و بينهم في الفترة الاخيرة و طلبت من زوجي ان يلزم حدوده و ان يقطع تواصله مع سلفتي ان كان عن طريق الجوال او مباشرة او باي شكل كان و تغيرت معاملتنا معهم اصبحنا لا نزورهم ولا يزورونا ولا نخرج مع بعض الا نادرا اصبحت لا اتحدث معها غير رد السلام اما هيا تعاملها معنا مثل السابق كأن شي لم يحصل تتصرف كأنها لم تفعل شيئا قبل اسبوع وجدت في جوال زوجي رسالة منها ارسلت صورة ابنتها الرضيعة لزوجي و تسأل عن حال زوجي و تطمئن على صحة ابني الذي مرض قبل فترة مع انها لم ترسل لي رسائل للاطمئنان على ابني حظرتها من واتس اب زوجي و لكن قلبي يغلي من القهر لا اعد قادرة على ان اسيطر على غضبي افكر ان اصور الشاشة و ارسلها لزوجها او ان اذهب اتكلم معه في مكان عمله او اذهب لبيتهم و الزمها حدودها عندما حصلت مشاكل بيننا و بينهم في المرة السابقة لم اذهب لكي الزمها حدها لكونها حامل و ان حصل شي لها في حملها كانو سيتهمونني على اني السبب ساعدوني و شكرا لكم

الرد على الاستشارة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أسعد الله أوقاتك بكل الخير و رزقك الله الطمأنينة وراحة البال . للأسف تهاون كثير من الناس هذه الأيام في دخول الحمو على النساء مع حرص الشرع الحنيف على كل ما يصون الأسرة وسلامة المجتمع من الفتن . و لحديث عقبة بن عامر -رضي الله عنه- مرفوعاً: عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : « إياكم و الدخولَ على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أرأيتَ الحَمُو؟ قال: الحَمُو الموتُ ». و الحمو: أخو الزوج وما أشبهه من أقاربه، والمقصود بالحمو الموت، أي أن الخوف منه أكثر من غيره والشر يتوقع منه والفتنة أكثر لتمكنه من الوصول إلى المرأة و الخلوة بها من غير أن ينكر عليه أحد دخوله بخلاف أي رجل أجنبي. هنا تصرفات السلفة ( زوجة أخو الزوج ), كلها طيش وعدم تقدير واحترام لمشاعر الغير لعلها صغيرة سن أو ليس لديها دراية وحنكة وخبرة بأمور الحياة ولا تقدر عواقب الأمور ، في البداية كانت تصرفاتها عفوية وهدفها كيف تجعل كل العائله تحبها و تهتم بها رغم استخدامها لوسيلة غلط وهي الرسائل و المكالمات ، وبعد شعورها بتوترك و غضبك ، والأهم غيرتك من تصرفاتها أصبحت تصرفاتها مقصودة استثارة لمشاعرك و تنغيص لحياتك وتفجير لغيرتك و الغيرة محمودة إلى حد ما . من حقك أن تغاري على زوجك ومن حقك أن توضحي وجهة نظرك ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة وفي الأخير بالجدال ولكن بالتي هي أحسن حتى تصلي إلى ما يرضيك فطالما اتصلت بزوجك و أرسلت له صورة ابنتها الرضيعة ، اتصلي بها بعد سيطرتك على نفسك وغضبك وبعد تحكمك في أعصابك لأن الهدف من الاتصال حل مشكلة وليس الوقوع في مشكلة أكبر . اشكريها على تواصلها مع زوجك و سؤالها عن ابنك المريض وأن زوجك أخبرك بذلك لأن حياتكما مبنية على الوضوح وأنه محرج من إخبارك بعدم رغبته باستقبال رسائل أو مكالمات منها ، و وضحي بأنك أيضاً لا ترغبي بوجود تواصل بينها و بين زوجك بأي وسيلة كانت و أخبريها بأنه في حالة تواصلها وإرسالها للرسائل لزوجك سوف تخبري زوجها وأبيها و ترسلي له رسائلها لزوجك (( يعني قرصة أذن مثل ما يقولون أو تهديد مبطن )) ، و أنصحيها و وضحي لها أن هذا السلوك لا يرضي الله وفيه إيذاء لمشاعرك فيجب أن تتوقف . ولحل المشكلة من جذورها لابد من حزم في هذا الموضوع وعدم تهاون من الأخوين ( زوجك وزوجها ) ، و بيان آثاره القريبة والبعيدة إذا استمر الوضع كما هو من حقد وكره وعداوة و تفكك عرى القرابة والرحم و كثرة المشاكل بين الإخوة و السلايف وتشتت الأسرة بأكملها . تحاوري مع أم زوجك أو إحدى أخواته بخصوص هذا الموضوع لترتيب اللقاءات العائلية بما يرضي الجميع وتحديد سبل التواصل بين أفراد العائلة وإذا استمر الوضع تستطيعين أن تعرضي الأمر على خالك (والدها) بكل وضوح و اطلبي منه أمرها بعدم التواصل مع زوجك بأي وسيلة كانت . وأخيراً : عليك بالصبر لأن الصبر بدايته مرة ولكن نهايته جميلة ، وإن كان ليس من البشر فمن رب البشر . و تغافلي عن كثير من تصرفاتها و أظهري عدم المبالاة بتصرفاتها و اهتمي بزوجك ونفسك وعائلتك الصغيرة فلا تجعلي زوجك ينظر إليك بأنك صاحبة مشاكل محبة للنكد بل اجعليه ينظر إليك وأنت في قمة الجمال والأناقة و الرضى والثقة بنفسك وبه ، واعلمي كلما أشبعتِ سمعه وبصره ومشاعره بمحبتك واهتمامك واحترامك وثقتك به كلما انعكس على حياتك بالحب والخير والسلام .

___________________
بواسطة:

المستشار/صباح محمد صالح عيد

___________________

رابط الموضوع:

https://almostshar.com/Consulting/Details/53789

الزوج والرومانسية 

قالت شمس النهار: أريد أنْ أسالَك يا فيلسوف الزمان، هل الزوجةُ تحتاج مِن زوجها إلى الكلامِ المعسول أكثر؟ أم إلى التقدير والاحترام؟

قال الفيلسوف: الحقيقة أنَّ كل ما ذكرتِه ضروري بالنسبة للمرأة، غير أنَّ هناك ترتيبًا لاحتياجاتها، فقد أُجريتْ دراسة متخصِّصة في العَلاقات الزوجيَّة على شريحة كبيرة مِن الزوجات؛ لمعرفة كيف تنجَح تلك العَلاقات؛ أهمها تحمل المسؤولية، وهي أنَّ أخوف ما تخاف منه المرأة أن تتزوَّج من إنسان مستهترٍ لا يُقدِّر المسؤولية الملقاة على عاتقه ولا يرعاها.

قالت: نعم، تحمُّل المسؤولية من الزوج مطلوب، والاستهتار بالمرَّة غير مرغوب، وماذا أيضًا؟

قال الفيلسوف: أيضًا تفهم الزوْج لوجهة نظر الزوجة واحترامها، فهناك بعضُ الأزواج عندما يتكلَّمون مع زوجاتهم حسبتهم يتحدَّثون مع جوارٍ، فالمطلوب منها أن تُؤمَر فتُطيع، أو يعاملها كأنها قطعة مِن الأثاث ليس لها الحقُّ في أن تُبدي رأيها!

وأيضًا: إشعارها بالحب، وإظهار مشاعر الرُّومانسية، فهي تميل دائمًا إلى ترديدِ عبارات الغزَل، وتشتاق إلى سماعها، وتسعد عندما يُشعِرها زوجها بأُنوثتها، ويتفنَّن في إظهار مشاعِر الحب لها، مما يلهب مشاعرَها ويجعلها تعيش حالةً من السعادة الغامرة، وأن يجهرَ بمحبَّته لها.

قالتْ شمس النهار: ما أحْلَى الكلامَ في الحب والرومانسية! زِدْني بربك يا فيلسوف، فإني إلى حديثك متلهِّفة ومُصغية؟

قال الفيلسوف: أيضًا تحتاج الزوجةُ إلى الأمان، فالزوجة مخلوقٌ ضعيف، تركتْ بيتها الذي تربَّتْ فيه ووالدها، وأتتْ بيتَ زوجها تنشد عندَه الأمان والدفْء، وعندما يشهر زوجُها سيف الطلاق تُصبح في حالةٍ من الاضطراب النفسي.

أيضًا: التسامُح والصفح؛ فالزوج الذي لا يَصْفَح هو زوجٌ مريضٌ، عليل النفْس والطبْع، وقد يكون على الزوج في بعضِ الأحيان أن يتَّخذ قراراتٍ حاسمةً، ولكن يجب ألاَّ يتمادَى في العقاب أو القسوة؛ لأنَّ أثرَهما يكون مذمومًا، فليكن حانيًا ليكون محبوبًا.

قالتْ شمس النهار: وهل هناك صفاتٌ أخرى على الزوج كريمِ الأخلاق أن يَتحلَّى بها ويتقنَها؟

قال الفيلسوف: هناك صفاتٌ أخرى؛ كالتشجيع والثِّقة، والمشاركة في تربية الأولاد، لكن تظلُّ الخمس الصفات الأولى على قِمَّة هرَم مطالب المرأة من الرجل.

قالت شمس النهار: جميلٌ هو الإيثار، وأن يُعامل كلا الزوجين الآخَر ليرضيَ ربَّه ليلَ نهار!

قال الفيلسوف: نعمْ، فلا شكَّ أنَّ الحب تجربة حية، لا يُعانيها إلا مَن يعيشها، ولتتذكري أجْرَ الصبر على الزوج، وأجْر حسن طاعته عندَ الله، ولا تنسَ المؤمِنةُ أنَّ المرأة إذا صلَّت خَمْسَها، وصامتْ شَهرها، وأحصنَتْ فرْجَها، وأطاعَت بعْلَها، فإنها تدخل مِن أيِّ أبواب الجنة شاءتْ، أدام الله عليك وعلى الجميع السعادة في الدنيا والآخرة.

قالت: سعدتُ بحديثك يا فيلسوف، إلى الغدِ إذًا وأنا قلبي للحديث شغوف.

_____________________

بواسطة:

عبدالله عيسى

_____________________
رابط الموضوع: 

https://www.alukah.net/social/1030/29932/

لا أحب المقارنات ( استشارة)

الاستشارة:

بليز ساعدوني السلام عليكم ، مشكلتي انه ادري أني على حق بس عندي شعور كأنه شي ثقيل على صدري ومسبب لي توتر باختصار انا متزوجة وانتقلت للعيش مع زوجي الى بلده وساكنة في قسم لي من جزء في بيت أهله من دخلت العائلة وانا ما بقت حرمة ولا رجال في عائلة زوجي الا وتكلم في جمالي وأخلاقي لدرجة انه الكلام يوصلني اما بالوجه او عن طريق أهل زوجي او زوجي نفسه من كثر ماهو فرحان فيني وأكلتم الناس عني اتصل على اهلي أكثر من ثلاث مرات وشكرهم على تربيتهم لي، عمري ما تعديت حدي مع اي احد ، عمري ما اذيت احد اخوات زوجي يقولون عني مسالمة ، ام زوجي تقول لي انتي احسن من بناتي معي ربي شاهد انه عمري ما اذيتهم في شي انا انسانه مابغى من الدنيا الا راحة البال وأركز في حياتي وعلى نفسي وزوجي كانت تصير نغز كلام من الام ووحدة من اخوات زوجي كل فترة وكنت اطنش او اقلل من جلستي معاهم وأصير رسمية بزيادة لانه بالأصل انا هادية معاهم واحسب كلامي واجاملهم كثير صارت مقارنات بيني وبين أخت زوجي الكبيرة من اخواتها مثلا يقولون لها شوفي حرمة اخونا كيف تتزين كيف مرتبة ليش انتي ناكشة شعرك وجالسة على الأقل سشوري غرتك صارت الأخت الكبيرة تدقق علي بزيادة ونبي تطلع فيني اي غلط ولدت وجبت بنت الحمدلله صار تدقيقها بزيادة علي صارو خالتها يقولوها وقفي خلفة ، خلفتك مو حلوة اما انتي (عني كثري من الخلفة شوفي كيف تلبس بنتها كيف تهتم في بنتها وانا عمري ما كانت ردت فعلي اتجاه اي من هالكلام فرح او استأنس مع انه الكلام يطري علي بالعكس كنت أتضايق لأني اكره المقارنات ولأنه كل ما قالو شي مدح فيني قامت الأخت بعد كم ساعة تنغز بكلمة او بحركة تبي تبين قدامي انها احسن وما تحترم كلامي ولا طريقة تعاملي مع بنتي وتسوي حركات صعب اذكرها بس باختصار تبي توريني أني مافهم صار موقف انه بنتي مع المربية فوق عند أهل زوجي الام والاخوات وبس رجعت لعندي لقيت أخت زوجي الكبيرة مغيرة ملابسها ماعجبني الموقف وسكتت زوجي بس شاف انه تغيرت ملابسها كلم أمه وقالها لا عاد احد يفصخ بنتي لا انا ولا زوجتي يعجبنا هالكلام أمه قالت ان شاء الله بعد شوي كنت انا وأم زوجي لوحدنا قالت لي انه زوجك يقول انه ما يعجبك احد يفصخ بنتك والله ضحكت قلت يالله سترك باستهزاء تكلمت وانا سكتت وطنشت امس طلعت اتغدا معاهم لقيت أخت زوجي سوت الحركة مرة ثانية لقيتها بدلت ملابس بنتي دخلت عليهم وقلت بصوت حاد من اللي بدل ملابس بنتي رفعت اصبعها أعطيتها نظرة وجات المربية وقلت لها قدام الكل بدلي ملابس بنتي ورجعي الفستان لصاحبتو سبحان الله قبل الموقف بيومين زوجي كان يكلمني انه هو ما يرضى احد يعطي بنتي ملابس ملبوسة من اول عاد اتصلت امي زوجي على زوجي وصار صراخ بينهم الام وقفت مع بنتها وانه لهم الحق يغيرون ملابس بنتي وزوجي والله اعلم ايش تكلمت بعد حتى استفزت زوجي وكان رد زوجي حاسم انه انا الام وانا اللي أقرر والادرى بمصلحة بنتي وهم اهلها لهم الاحترام وكل شي كبرت المشكلة وتدخل الاخوان وكلهم واقفين مع زوجي اما البنات والام متفقين مع بعض انا ما تكلمت مع احد ولا احد كلمني هدت المشكلة ورجعو الأهل ولا كأنه في شي بس انا احس في شي ثقيل على صدري ماعرف ليش هذا الشعور وكيف لو احد كلمني أتصرف مع العلم انه لي أسبابي اللي تخليني ما أحب هم بالذات ما يتدخلون في اي شي يخص بيتي وحياتي كثيرين تعليق وانتقادات وهم الغلط راكبهم من فوق لتحت يغارون الأخوات من بعض بتنافسون من بتنخطب قبل كذا نفسياتهم

الرد على الاستشارة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..حياك الله عزيزتي ؛ ونشكر ثقتك في اختيار موقع المستشار لمساعدتك في حل مشكلتك ، عزيزتي : من المشاكل الشائعة في السنوات الأولى من الحياة الزوجية مشكلة تدخل الأهل في حياة الزوجين ، وهذا أمر طبيعي و يتكرر كثيراً و خصوصاً إذا كان مكان السكن مشترك بين الزوجين والأهل ، فالمشكلة ليست التدخلات و إبداء وجهات النظر السلبية أو الإيجابية بحد ذاتها ، و إنما طريقة التفاعل معها و إداراتها بكل ثقة ومرونة وحسن تصرف وذكاء . نعم … قد تختلف الدوافع والأسباب للتدخل من قبل الأهل في حياة الزوجين ، وكذلك أساليب التنشئة والعادات والتقاليد من أسرة لأخرى إلا أن أفضل الحلول لمواجهة هذا النوع من المشاكل هو الحوار الهادف البنَاء بين الزوجين والاتفاق على الطريقة المناسبة في كيفية مواجهة التدخلات في حياتهما الخاصة من قبل الأهل و رسم الحدود الواضحة على الأمور المسموحة وغير المسموحة في التدخلات من الخارج سواء أهل أو أصدقاء أو …إلخ و الالتزام بها . والنضج النفسي والعقلي هو مفتاح الأمان في التعامل مع الخلافات بشتى أنواعها ، وهذا ما لمسته في شخصيتك من الوعي والرقي في ردات فعلك تجاه المواقف المختلفة التي ذكرتها و عدم رغبتك في المقارنات مع الآخرين ، وهذا يدل على الاكتفاء الذاتي الراقي . استمرارك في ثباتك الانفعالي هو السبب في تراجعهم عن التدخل في حياتك الخاصة .

___________________
بواسطة:

المستشار/إبتسام سعيد محمد القحطاني ال بصمه

____________________
رابط الموضوع:

https://almostshar.com/Consulting/Details/53802

التخبيب بين الزوجين 

التخبيب من أشد الفيروسات التي تهدد الحياة الزوجية، وله آثار سلبية، وعواقب وخيمة على الأسرة والمجتمع، قد يفعلها بعض الناس جهلًا في حكمها وعواقبها، والبعض يفعلها وهو متعمد وعالم بخطورتها، ونهايتها على الزوج والزوجة.

والتخبيب هو إفساد المرأة على زوجها، أو إفساد الرجل على زوجته، فكم من صديق أو قريب أفسد الزوج على زوجته! وكم من صديقة أو قريبة أفسدت الزوجة على زوجها، سواء أكان هذا الصديق ذكرًا أو أنثى، عالمًا أو جاهلًا! والتخبيب قد يكون باللقاءات، أو عن طريق الفضائيات، أو عن طريق التواصل الإلكتروني.

جاء في صحيح الترغيب عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من خَبَّبَ امرأةً على زوجِها، أو عبدًا على سيِّدِه)).

وفي رواية أخرى في صحيح الترغيب، قال صلى الله عليه وسلم: ((من خبَّب عبدًا على أهلِه فليس منا، ومن أفسد امرأةً على زوجِها فليس منَّا)).

تقول أم خالد: “كانت صديقتي تتردد عليَّ باستمرار، وفي كل مرة تحاول إقناعي بالحذر من زوجي، وأن عليَّ القيام بتفتيش جواله وثيابه؛ لأن معظم الرجال خونة، ولهم علاقات خارجية مع نساء، ولم تكتفِ بذلك، بل كانت تحرضني على معاملته بشكل سيئ؛ مما تسبب في حدوث مشاكل زوجية بيننا وصلت للانفصال، وبعد مرور عدة أشهر، اكتشفت أن صديقتي كانت تقوم بتحريضي على زوجي؛ لأنها تعيش حياة زوجية غير مستقرة”.

وللتخبيب أشكال وألوان، يمارسها من يقصد إفساد العلاقة؛ ومنها:

• أن يتعمد أحدهما أن يذكر فلانًا أو فلانة من الناس بأحسن العبارات وأجملها، ويتعمد ذكر الصفات الحسنة، التي تعاني الزوجة أو الزوج من فقدها في الطرف الآخر، حتى يتعلق قلب الزوج أو الزوجة بهذا الشخص، ويكره شريك حياته.

• أن يتعمد أحدهما بتخبيب الزوجة رغبة في الزواج منها، وكذلك من النساء من تخبب الرجل على زوجته رغبة في الزواج منه.

• السعي بين المتزوجين بالغيبة والنميمة وبالكلام البذيء؛ رغبة في التفريق بينهما، إما بسبب الحقد، أو الحسد، أو موقف قديم بين الأسرتين، أو حتى بين الأولاد.

• مدح الأجنبيات أمام الرجل، وأن له تجارِبَ جميلة وسعيدة مع هذا البلد وتلك الدولة، ويكون التخبيب بقصد أو غير قصد، لكن نهايته فساد الأسرة.

• أن يكون المستشار سواء بالاتصال أو عن طريق الإنترنت جاهلًا بالعلاقات الزوجية وعلاجها، فيذكر للزوجة أو الزوج علاجًا يكون فيه هدم الأسرة وتشتيتها.

• الاستماع ومشاهدة بعض الفاشلات في الحياة الزوجية، والناقمات على الرجال، والمدَّعِيات للحرية والانفتاح، والمتأثرات بالحياة الغربية، وجعلهن كقدوات للنساء العفيفات، فتبدأ المشاكل من الزوجة مع زوجها حتى تصل للانفصال.

جاء في صحيح مسلم عن جابر بن عبدالله، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إنَّ إبليسَ يضعُ عرشَه على الماءِ، ثم يبعثُ سراياه، فأدناهم منه منزلةً أعظمُهم فتنةً، يجيءُ أحدُهم فيقولُ: فعلتُ كذا وكذا، فيقولُ: ما صنعتَ شيئًا، ويجيءُ أحدُهم فيقولُ: ما تركتُه حتى فرَّقتُ بينَه وبين أهلِه، فيُدْنِيه منه، ويقولُ: نعم أنتَ)).

إن الحياة الزوجية أساسها يقوم على المودة والمحبة، والألفة والرحمة، مع القيام بالواجبات والحقوق، فإذا قصر أحدهما وجب على الآخر التجاوز والتغافل، ولا ينبغي كثرة التدقيق والمحاسبة في كل صغيرة وكبيرة، إلا في حال الضرر المستمر لأحدهما.

وأنصح كلا من الزوجين بالآتي:

• الحذر من صاحب السوء مهما كان قربه أو بعده منك، سواء كانت نصيحته عن طريق الإنترنت أو بالاتصال أو باللقاءات.

• الحذر من التعلق بما ترونه في المسلسلات من أن الزواج كافيهات وسفريات، ونزهات وعلاقات رومانسية فقط، وخاصة من المشاهير، ومحاولة التشبه بهم.

• عدم التسرع باتخاذ قرار الطلاق من الزوج، أو طلب الخلع من الزوجة، بخاصة حديثو العهد بالزواج؛ لأنهم لم يتعودوا على المسؤولية وقيود ومشاكل الحياة.

• استشعار المسؤولية ومعرفة الحقوق والواجبات على الطرفين.

• شكر الله على نِعَمِهِ، فكم محروم من الزواج ومن الأطفال، ومن الأسرة، والحرص على طاعة الله والبعد عن المعاصي والذنوب!

قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يفرَك مؤمنٌ مؤمنةً؛ إن سخِطَ منْها خُلقًا، رضِيَ منْها آخرَ))؛ [رواه مسلم].

أسأل الله أن يصلح الشباب والفتيات، وأن يجمع بين قلوب المتزوجين والمتزوجات على طاعة الله والحب والتواصل السليم، وأن يخرج من تحت أيديهم من يعبد الله على الحق، وأن يجعل أولادهم لَبِنَاتِ خيرٍ على المجتمع والوطن، وصلى الله على سيدنا محمد.

____________________
بواسطة:

عدنان بن سلمان الدريويش

____________________


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/social/0/160309/