قلبي لمن؟

بسم الله الرحمن الرحيم

مالي أراكِ حزينة يا صديقة !

تُخْفين وجهكِ الجميل بيدكِ الرقيقة !

ماذا !! أرى دموعاً تنزل وتسقط على الحقيبة !لماذا تبكين يا حبيبة ؟

هل هناك ما يؤرقكِ ويؤلمكِ ؟ أنا هنا لأجلكِ ..فافتحي لي قلبكِ وصارحيني بكلّ ما يحمله من أسرار

قلتها لها وأنا أمسح دموعها الدافئة ..

التفتت إلي وفي عينيها خجل ، حيرة وحزن عميق ..و قالت لي : أتعبتُ عقلي بالتفكير ، و آلمتُ قلبي بالشوق والحنين .. لا أستطيع أن أخبركِ فهذا سر دفين لم اطلع عليه أي احد

قلت لها : هل تحبين ؟

قالت : وكيف عرفتِ ؟

قلت : هذا شيء طبيعي تمر عليه كل فتاة في مثل سنكِ

قالت : نعم .. وسأقولها لكِ و بكل صدق .. أنا أحب والحب أرّقني.. فقلبي أسير لذلك الشاب الأمير .. والمشكلة انه لا يعيرني أي اهتمام ولا يعلم ما في قلبي من أحلام و آلام.. أحبه أكثر من نفسي ومن كل الأنام .. وبالتفكير فيه لم أستطع أن أنام

قلت : يا إلهي ! إذن أنتِ عاشقة ! و لا يمكنكِ أن تنسيه بسهولة

قالت: أنساه ! وكيف أنساه واسمه صار محفورا بقلبي

قلت : لا يا حبيبتي يمكنكِ أن تنسيه ولكن إذا تدبرتِ وعملتِ بما سأقوله لكِ

قالت : لا اعتقد ذلك أبدا .. ولكن هاتِ ما عندكِ

قلت : أولا.. فكري بعقلكِ جيدا وكوني حكيمة ، ولا تلتفتي لعاطفتكِ فهي سبب تعاستكِ ، فكري معي وضعي عاطفتكِ جانيا .. انسيها تماماً الآن

قالت : نعم .. سأحاول

قلت : أوّلا .. قلتِ انه لا يحبكِ ولا يعلم أصلا بحبكِ له .. وأنتِ تعلمين انه لا يجوز لكِ أن تبوحي له بمشاعركِ .. حتى وان فعلتِ ( خطأً منكِ ) فسيقابلكِ إما بالرفض أو بالخداع قالت : الخداع ! ولكن كيف يخدعني ؟ طيب ماذا لو كان يحبني ؟

قلت : إن كان يحبكِ بصدق فسيأتي إلى باب بيتكِ ، وان لم يفعل فاعلمي انه ثعلب ماكر أو ذئب فاجر ..صدّقيني فكم سمعت من قصص مؤلمة حدثت لفتيات \” ساذجات\” كُنّ ضحية الحب الزائف .. فاتّعضي يا حبيبتي ولا تقعي في نفس الفخ الذي وقعت فيه غيركِ من الفتيات قبلكِ .. كوني ذكية

قالت : حسناً ..لن اسمح لنفسي أن أكون ضحية ساذجة ، ولكن المشكلة كيف أتخلص من حبه ؟

قلت : كما قلتُ لكِ .. استخدمي عقلكِ أولا .. واعلمي انكِ إذا استمرتِ في هذا الحب فانكِ ستعيشين في الأوهام وحدكِ .. فلا تضيعي أوقات عمركِ الغالي بحب وهمي لا ينفعكِ بل ويجلب الحزن لقلبكِ .. هذا القلب الغالي الذي وهبه الله لكِ .. إنه أمانة يجب أن تحسني مراعاتها .. هذا القلب لا يرتاح ولا يطمئن إلا إذا مُلأ بالحب الحقيقي .. الحب الفطري الذي إذا دخل القلب .. جعله يستغني عن كل حب آخر

قالت : أي حب تقصدين ؟ دليني عليه ليرتاح قلبي

قلت : يا غاليتي .. انه حب عندما يملأ القلب .. ترتقي الروح .. وتشفى الجروح .. انه حب الله .. حب الواحد الأحد الذي خلقنا لنعبده .. خلقنا لنكون له .. فكيف نغفل عنه وندير وجوهنا ونبحث عن غيره نحبه ونعشقه !؟ تركنا المحبوب الأعظم الباقي الدائم .. وذهبنا لمحبوب فانٍ لا ينفعنا .. حب الله هو أسمى وأرقى حب في الوجود .. القلب بدونه قاسِ كالحجارة .. ذاق حلاوته العشاق .. ولم يرتاحوا إلا بالوقوف بين يدي محبوبهم في الليالي والأسحار .. لم يناموا الليل من شدة الهوى والشوقِ إلى لقائه .. باتوا رُكّعا سُجّدا يناجونه ويرجون لقائه .. فهذه رابعة العدوية تقول :

عرفت الهوى مذ عرفتُ هواكَ

وأغلقتُ قلبي عما سواكَ

وبت أناجيك يا من يرى

خفايا القلوب ولسنا نراكَ

هذا هو الحب الحقيقي .. هذا هو الحب الذي يجب أن يملأ قلبكِ

قالت والدموع تفيض من عينيها : يا الله ! سامحني يا حبيبي .. كم كنت غافلة ومعرضة عنك .. كيف تجرّأت وجلعت إنسانا كل حياتي ونسيت الذ مَن بيدهِ حياتي ؟ يا إلهي مِنَ الآن سأملأُ قلبي بحبك وحدك .. ولكن هل من أسباب تعينني على نسيان الحبيب السابق ؟

قلت : ما أروعَ دموعكِ المُحبةِ .. الحمد لله انك عرفتِ من أوْلَى بقلبكِ

نعم يمكنكِ أن تنسيه وان لا تفكري فيه .. اذا شَغَل عقلكِ وقلبكِ الله وحده أولا توبي إلى الله توبة نصوحاً وتضرعي إليه وادعيه في كل صلاة أن يملأ قلبكِ بحبه ، وان يُنسيَكِ ذلك الشخص .. أكثري من الدعاء وإياكِ أن تستسلمي .. ستشعرين بلذة عظيمة وبنصرٍ كبير .. لأنكِ تغلبتِ على هواكِ ..وحاولي أن تبتعدي عن كل الأسباب التي تذكركِ بهذا الشخص

قالت : شكرا جزيلا لكِ يا صديقتي الوفية .. أنا حقا اشعر بالسعادة الآن وأريدُ أن أنساه من قلبي فلم يعد يهمني ما دام عندي من هو أهم منه ومن كل شيء في حياتي

إذن هو قرار و إرادة قوية .. لتنعمي بحياة هنية.

المصدر

فتيات تحت التهديد!

تقدّمت إليّ بعد انتهائي من الدرس بخطا متثاقلة ثم انخرطت فى بكاء حاد! حتى إن دموعها كانت تتساقط عليّ!

قالت: كنت منذ صغري ضحيةً لقسوة أهلي وما لبثوا أن زوجوني برجل أكبر مني سناً! ومنذ فترة تعرفت على أحدهم إلى أن كان اليوم المشؤوم الذي التقيت به في إحدى الشقق!! وقد قام بتصويري ومعه اثنان من رفاقه، وطلبوا مني مبلغاً كبيراً من المال!! مقابل شريط (الفيديو)!! وأعطيتهم جزءاً من المبلغ بعد أن استدنته!!

وأنا الآن تأكلني الحسرة وتعضني أصابع الندم على فعلتي، وأتمنى الموت فى هذه الساعة لأستريح من هذا العذاب!!

فما كان مني بعد أن رأيت صدق توبتها إلا أن أعطيتها رقم أحد مراكز هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطلبت منها أن تقصّ عليهم بكل صدق وأمانة!! فلله درّهم من رجال أخذوا على عاتقهم الذود عن أعراض المسلمات بكل نخوة وشهامة!

ومع أن هذه الفتاة من دولة عربية وكذلك من قاموا بتهديدها إلا إن رجال الهيئة بقوا إلى ساعة متأخرة في سبيل تأمين الحماية للمرأة، والبحث عن شريط الفيديو والقبض على هؤلاء الطغام!!

وهذه ليست حادثة عابرة! بل هناك العشرات ممن شابهت ظروفهنّ هذه المرأة، ووقعن تحت التهديد ولا يزلن!

ويدفعن الثمن غالياً من أعراضهنّ وأموالهنّ!!

يكبّلهنّ الخوف!

وُتكممّهنّ الفضيحة!

وحتى أصل إلى مدى استشراء هذا الوحش الكاسر الذى يودي بعفة بناتنا ويمزّق سترهنّ!!

طلبت من الفتيات في بعض اللقاءات أن يكتبن لى في أوراق!! عما يعانينه من مشاكل!!

فقالت إحداهن: إن لها علاقة مع أحد الشباب ثم حملت منه.. وأجهضت الجنين.. وهو الآن يهددها.. حتى تخرج معه فأخذت تستعمل الحبوب المنبهة وأدمنت عليها وهي تحصل عليها من صديقاتها اللاتي أوقعن بها بعد استعانتها بهنّ، وهي تعيش الآن فى خوف دائم!!

ونحن هنا يجب أن نأخذ بيد هذه وأمثالها!! لأن الخطر الآن من هذه العينات من الفتيات المحطمات في محاولتهنّ إفساد غيرهنّ بما يحملنه من حقد على المجتمع بأسره!!

فما ظنك بمن خسرت عفّتها..

وخسرت جنينها…

وخسرت عائلتها….

وخسرت حبها …

وأصبحت مجرد حطام بشري لامصداقية له في الحياة ؟!

والخطر أيضاً يكمن في التهديد الذى تتلقاه الفتاة من الشاب عند أول زلة!! نتيجة عدم نضجها الديني والعقلي!!

وهناك القليل من الفتيات من تتجرأ وتطلب النجدة خوفاً من الفضيحة وقد ترزح تحت رحمة هذا الوحش زمناً طويلاً! هذا الذي يلذّ له هذا الأمر، ويجد منه دخلاً ليس بالهيّن مما يدفعه لطلب العديد من الضحايا وهذا هو دأب الجبناء!! يُطبّل لهم الشيطان وترقص لهم الرذيلة!

” شاب يقتل فتاة تحت تأثير المخدرات في شقة مفروشة في جدة(جريدة الوطن عدد1170)

وفي قصة فتاة عسير التي هزّت المجتمع السعودي و تقبع الآن في السجن بانتظار حكم الإعدام! بعد أن ابتغت العيش بكل كرامة حتى طالتها أيدي التهديد لأكبر دليل على عدم وجود الملجأ الآمن لفتياتنا، الذي يوفر لهن السرية التامة!!

ومع تطور التكنولوجيا في أجهزة التصوير ودقتها ازدادت الشكوى من هذا الأمر من النساء! ولكن بصمت! فأصبحت مجرد أصوات مخنوقة سرعان ما تتلاشى في غيابة جبّ الخوف!!

ويكمن الحلّ في إنشاء مراكز تابعة للشرطة ذات أقسام خاصة ومبانٍ مستقلة مهمتها النظر في هذه القضايا والبتّ فيها بكل سرية، تتعامل مع الضحية بكل مصداقية!! والأفضل حصر الأمربالنساء والاستفادة من تجربة مصر حيث أُنشئ نظام باحثات الشرطة اللاتي يخضعن لإدارة خاصة توجد بقسم شرطة الأزبكية؛ لأن رجال الشرطة غير مؤهلين للتعامل مع هذه الحالات!!

وهذا ليس بالأمر الهين، ولكن في تحقيقه الحدّ من جرائم الشرف التي يقوم بها ولي الفتاة للدفاع عن عرضه! ولا تعجب أن جرائم الشرف أكبر ما تعانيه المجتمعات فهو علاج للمشكلة بمشكلة!!

ففى باكستان وفقاً لهيئة حقوق الإنسان والدعم القانوني شهدت خمس السنوات الماضية مقتل (4770) فتاة باسم جرائم الشرف!

وإحراق (1570) امرأة!

وفي فلسطين: في تقرير لوزارة المرأة أن (71) جريمة قتل للنساء على خلفية جريمة الشرف!

وفي سوريا: في تقرير لمنظمة الأمم المتحدة تُصنّف فيه سورية بين أكثر خمس دول في العالم تُرتكب فيها جرائم الشرف!

الحلول:

  1. سن القوانين التي تكفل الحماية العادلة للنساء مع تطبيق حدود الحرابة والصلب للحد من اختطاف الفتيات ومن ثم اغتصابهن وكما قيل: “لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى … حتى يراق على جوانبه الدم”. وإليك ما حدث في الآونة الأخيرة من عناوين ( اختطاف فتاة سودانية في الرياض واغتصابها, اختطاف فتاة جامعية في جيزان, قتل فتاة المدينة المنورة بعد محاولة اختطافها في سيارة وهربها وإلقائها نفسها من السيارة. جريدة الوطن1175)
  2. رفع الوعي لدى الفتيات في المدارس, لمنع وقوعهنّ في خديعة الشباب التائه.
  3. منع العنف العائلي: ففي دراسة لوزارة الداخلية أن 21% يتعرضون للعنف بشكل يومي, 24% من حين لآخر(جريدة الوطن عدد1175) فما ظنك بمن يشبّ على العنف أنه سيتعامل مع الآخرين بنفس الدرجة من العنف.
  4. تثقيف المجتمع عبر البرامج التوعوية والاستشارات الاجتماعية بفضل الستر على المرأة, وأن الدين يحث على ذلك, وقد روى الحافظ أبو نعيم عن أحد العباد أنه جاءته امرأة فقالت له: إني قد امتُحنت بمحنة، وأُكرهت على الزنا، وأنا حبلى منه, وقد تستّرت بك وزعمت أنك زوجي, وأن هذا الحمل منك, فاسترني سترك الله، ولا تفضحني, فسكت عنها, فلما وضعت جاءني أهل المحلة وإمام مسجدهم يهنئونني بالولد, فأظهرت البشروالسرور, وكنت أبعث لها كل شهر دينارين نفقة للولد أبعثها للولد مع الإمام، وأخبرته أني طلقتها، ووبعد سنتين مات الولد فجاؤوني يعزونني, فأظهرت الحزن( البداية والنهاية لابن كثير (11/174)
  5. توعية الأسرة بخطر التساهل في دخول الأقارب واختلاطهم بالبنات، والتشديد بالحجاب الشرعي: أظهرت دراسة أعدتها الدكتورة منيرة بنت عبد الرحمن بن عبد الله آل سعود بعنوان «إيذاء الأطفال.. أسبابه وخصائص المتعرضين له» ومن الحالات التي أوردتها الدراسة حالة طفلة في الثالثة عشرة من عمرها حضرت إلى المستشفى في حالة نزيف ليتبين بعد الكشف عليها أنها تعرضت للإجهاض على الرغم من أنها غير متزوجة، وبالعودة لإفادة المدرسة لوحظ أن الطفلة كانت منتظمة ومؤدبة وغير مشاغبة، ولم تظهر عليها أي بوادر حمل إلا أنه في أحد الأيام أُصيبت بمغص في إحدى الحصص، وبالعودة للمدرسات تبين أن الطفلة قضت وقتاً طويلاً في الحمام، وخرجت بملابس ملوثة بالدم فظنوا أنه ناتج عن الدورة الشهرية، ولكن عمالاً في الشركة التي تتولى أعمال النظافة في المدرسة وجدوا طفلاً مولوداً بعد سبعة أشهر من الحمل متوفى وملقى بالحمام في نفس اليوم، وبعد التحقيقات تبين أن المعتدي هو ابن عم الأم (45 سنة)، وكان قد بدأ بممارسة الاعتداء على الطفلة منذ كان عمرها تسع سنوات، وكان يهدد الطفلة ويخوفها ويحضر أثناء غياب الوالدين عن المنزل فيقفل على إخوتها الصغار في إحدى الغرف ثم يعتدي عليها.

وسجن المعتدي وجلد (30) جلدة، وسُلّمت الطفلة لدار الرعاية إثر الحكم عليها بالبقاء في دار رعاية الفتيات لمدة سنة، ثم التغريب لمدة سنة، ثم الجلد، إضافة إلى حرمانها من التعليم عقاباً لها، وعادت الطفلة لأسرتها وعمرها (15) سنة.

المصدر 

قبل أن تضرب أبناءك!

عندما أجاز الشارع ضرب الأبناء لم يكن على الإطلاق، بل قيده في مجال العبادة، وقال صلى الله عليه وسلم: “مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعا واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا”رواه ابو داود، ورّغب فيه للتهديد فقال: “علقوا السوط حيث يراه أهل البيت”؛ ولكن أن يطلق أحدنا عصاه في ضرب الأبناء قياماً وقعوداً وعند كل شاردة وواردة فهذا مخالف للرحمة التي جبل الله عليها الوالدين، وله أضرار عظيمة، قد تصل إلى حد الوفاة؛ وتنامي أرقام العنف الأسري أكبر دليل على هذا!

فقبل أن تضرب أبناءك الجأ لهذه الأساليب:

  • الإرشاد إلى الخطأ باللين: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “يا غلام سم الله وكل بيمينك , وكل مما يليك\”رواه مسلم، وقيل ليحي بن خالد البر مكي: انك لا تؤدب غلمانك, ولا تضربهم؟ قال: “هم أمناؤنا على أنفسنا ,فإذا نحن أخفناهم فكيف نؤمنهم.\” عيون الأخبار لابن قتيبة.

1ـ الإرشاد إلى الخطأ بالتلميح: قال الرسول صلى الله عليه وسلم  \” ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم \”رواه البخاري. 

وقد عاتب الشافعي ابنه أبو عثمان فكان مما قال له في وعظه: يا بني ! والله لو الماء البارد يثلم من مرؤتي ما شربت إلا حاراً.

2ـ الإرشاد إلى الخطأ بالتوبيخ: قال الرسول  صلى الله عليه وسلم  : أفتانٌ أنت يا معاذ ؟اقرأ بسورة كذا وكذا\” رواه البخاري

3ـ الإرشاد إلى الخطأ بالمساءلة: وعن أبى رافع الغفاريt قال : كنت غلاما ارمي نخل الأنصار فأتى أبى إلى النبي  صلى الله عليه وسلم  فقال : يا غلام !لم ترم النخل؟ قال : آكل, قال : فلا ترم النخل وكل مما يسقط في أسفلها, ثم مسح رأسه فقال اللهم اشبع بطنه” رواه أبو داود.

4ـ الإرشاد إلى الخطأ بالهجر: أمر الرسول  صلى الله عليه وسلم  به في حق كعب بن مالك وصاحبيه الذين تخلفوا عن الغزو حيث قال كعب : نهي رسول الله المسلمين عن كلامنا فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا حتى تنكرت في نفسي الأرض , فما هي التي اعرف فلبثنا على ذلك خمسين ليله\” رواه البخاري

5ـ الإرشاد إلى الخطأ بالضرب : قال الرسول  صلى الله عليه وسلم  \” مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين, واضربوهم عليها وهم أبناء عشر\” رواه ابو داود. أما وقد رأى الوالدان ضرورة التأديب بالضرب فهناك عدة أمور يجب مراعاتها :

  •  عدم الجمع بين الألم النفسي والجسدي: لأن الضرب مقابل للخطأ, أما الشتم والتعيير فيسبب ألما نفسيا زائدا أتى النبي صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب فقال \” اضربوه\” قال \” فقمنا فمنا الضارب بيده , والضارب بنعله فقال بعض القوم\” أخزاك الله قال : لا تقولوا هكذا , لا تعينوا عليه الشيطان \”

لما في الجمع بين هاتين من صياغة شخصية عدوانيه , ذات تصرفات طائشة , ليست مبالية بعواقب الأمور , مما يقود هذا الطفل إلى إيذاء نفسه أو المحيطين به؟!! فقد أقدم طفلان يمنيان على إشعال النار بمنزلهما كوسيلة لعقاب والديهما اللذين حبساهما في غرفة لحين عودتهما من العمل , فقام الطفل بإشعال أعواد الكبريت ورمي بها من تحت الباب وقال: أشعلته لكي انتقم من أمي وأبي لأنهما يتركاننا يوميا وحيدين في المنزل.

  • أن يكون الجزاء على قدر الخطأ: فقد يطبق بعض الآباء العقوبات على أبنائهم بصورة جنونية, سرقت فتاه من مدرستها قلما جميلا وأتت به إلى البيت فرأتها أختها فأخبرت جميع الأهل فاضطربوا ,وانهال الكل عليها باللعنات والشتائم, وفى اليوم التالي بينما كانت البنت تريد الذهاب إلى مدرستها , قال الأب : لا تدعوا فلانة تذهب إلى المدرسة فأنى أريد إن أشير إلى يديها , وعما قريب سيحضر الطبيب ليقطعها جزاء سرقتها, فوضع حبرا عليها , وذهب لشأنه, اضطربت الفتاة من الخوف وسقطت طريحة الفراش , وأصيبت بحمي دماغيه, وتوفيت على الأثر بعد بضعة أيام من جراء العقاب والتهديد اللذين لا يتفقان مع الدين والتربية؟؟

ونظر معاوية بن أبى سفيان tإلى ابنه يزيد وهو يضرب غلاماً له فقال: أتفسد أدبك بأدبه؟فلم يُر ضارباً غلاماً له بعد ذلك.

6ـ عدم الضرب على الوجه: لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم  : إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه\” رواه ابو داود.

قال العلماء: هذا تصريح بالنهي عن ضرب الوجه لأنه لطيف يجمع المحاسن, وأعضاؤه نفيسة لطيفه, وأكثر الإدراك بها فقد يبطلها ضرب الوجه وقد يشوه الوجه, ويدخل في النهي إذا ضرب زوجته أو ولده أو عبده ضرب تأديب فليجتنب الوجه\” مسلم شرح النووي.

المصدر

دور أمهات المؤمنين في الإسلام!

لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم ليعاشر إلا طيباً.. ولا يمسّ إلا طاهرا.. ولا يوّد إلا محبوباً.. إنهن زوجاته عشن في كنفه.. وارتشفن من ريقه.. بكين لهمه.. وتألمن لألمه.. وسررن لفرحه.. عبقت غرفهن بطيب ريحه.. وتنسمن هواءه.. وسعدن بمعشره!

ومن فضلهن قوله تعالى {يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} (الأحزاب 32) قال عكرمة: من شاء باهلته إنها نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم.

دور النصح والإرشاد

سطّر التاريخ أروع الكلمات في حسن الرأي الذي كان له أكبر الأثر في تثبيت رسول الله وإعداده للملمات، عندما دخل الرسول صلى الله عيه وسلم يرجف فؤاده، وتضطرب أوصاله قائلاً لخديجة رضي اله عنها: زملونى.. زملونى!! حتى إذا ذهب الروع منه، بادرته بكلماتها الرائعة: كلا والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق!! كلمات من الصميم خرجت من القلب لتستقر في القلب!!

وقد كان في صلح الحديبية لأم المؤمنين أم سلمه موقف لا ينسى، ينم عن رجاحة العقل والحكمة فيذكر انه لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمر كتابة الصلح قال لأصحابه: قوموا فانحروا ثم احلقوا؛ فما قام منهم رجل واحد حتى قال ذلك ثلاث مرات!! فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك دخل على أم سلمه محزونا فكأنها فهمت ما دار في أنفس الناس، فقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: اخرج! ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنتك، وتدعو حالقك ليحلق لك، ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما رأوا ذلك قاموا مسرعين فنحروا!!

 دور في البذل والعطاء

عندما بعث عمر إلى سودة رضي الله عنها بغرارة دراهم فقالت ما هذه؟ قالوا دراهم! قالت في الغرارة مثل التمر!! يا جارية بلغيني القنع.. ففرقتها. (الإصابة لابن حجر 8/118).

ولم تكتف زينب بنت جحش زادت على ذلك كونها “صناع” تدبغ وتخرز، وتتصدق في سبيل الله، وفى مسلم أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال: “أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً” فكن يتطاولن أيتهن أطول يداً قالت: وكانت أطولنا يداً زينب؛ لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق وإنما أراد أطولهن بالصدقة!! وكان عطاؤها اثني عشر ألفاً لم تأخذه إلا عاماً واحداً فجعلت تقول: اللهم لا يدركني هذا المال من قابل فإنه فتنة!! ثم قسمته في رحمها وفي أهل الحاجة!!

ويتجلى هذا السموّ في آخر لحظات حياتها عند الوفاة حينما يرسل لها عمر بكفن فقالت: إني أعددْت كفني فتصدقوا بأحدهما وإن استطعتم أن تتصدقوا بحقوي فافعلوا فقالت عائشة: لقد ذهبت مفزع اليتامى والأرامل!!

فهذه عائشة حبيبة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والمبرّأة من فوق سبع سموات كان من حالها مع الجود والإيثار كما حكت عنها أم درة في طبقات ابن سعد: أنها أُتيت بمائة ألف ففرقت وهي يومئذ صائمة فقلت لها: أما استطعت فيما أنفقتِ أن تشتري بدرهم لحماً تفطرين عليه!

فقالت: لو ذكّرتني لفعلت! 

ثم هي تبلغ أقصى الإيثار عندما تؤثر عمر بن الخطاب – بدفنه عند رسول الله في حجرتها!!

وحذت حذوها سائر نسوة النبي صلى الله عليه وسلم: فهذه صفية بنت حييّ تدخل ومعها ذهب فتهب منه لفاطمة رضي الله عنها ولنساء معها ويتجلى الجود والصفح في هذه الحادثة عندما اشتكتها جارية لها عند عمر بن الخطاب فقالت: إن صفية تحب السبت وتصل اليهود!

فسألها عمر فقالت: أما السبت فإني لم أحبه منذ أن أبدلني الله الجمعة! وأما اليهود فإن لي فيهم رحماً فأنا أصلها!! ثم أعتقت الجارية على ظلمها لها.

دور في العلم

إن عروة قال لعائشة رضي الله عنها: أعجب من علمك بالطب (كيف هو ومن) أين هو أو ما هو قال فضربت على منكبه وقالت أي عرية إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسقم عند آخر عمره أو في آخر عمره وكانت تقدم عليه وفود العرب من كل وجه فتنعت له الأنعات وكنت أعالجه.

وقيل لمسروق: هل كانت عائشة تحسن الفرائض؟ قال والله لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض!!

لما هلك عمر كانت الصحيفة التي جمع فيها القرآن عند ابنته حفصة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم ثم أرسل عثمان رضي الله عنه إلى حفصة فسألها إن تعطيه الصحيفة وحلف ليردنها إليها فأعطته فعرض المصحف عليها فردها إليها!!

القيام على الرسول صلى الله عليه وسلم

كان لزينب بنت جحش مخضب من صفر قالت: كنت أرجل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه

 وقالت عائشة رضي الله عنها: ليدخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه وهو في المسجد فأرجّله. (رواه مسلم).

وفي أحد الأيام ذهبت صفية إلى رسول الله تتحدث معه، وكان معتكفا في مسجده، فخرج ليوصلها إلى بيتها. فلقيا رجلين من الأنصار، فعندما رأيا رسول الله رجعا فقال:” تعاليا فإنها صفية” فقالا نعوذ بالله، سبحان الله يا رسول الله. فقال: “إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم”. 

القيام بالأمور المنزلية

قالت سودة رضي الله عنها: كانت لنا شاه فدبغنا مسكها ثم ما زلنا ننبذ فيها حتى صار شناً..

 زينب بنت جحش زادت على ذلك كونها “صناع” تدبغ وتخرز، وتتصدق في سبيل الله.

تقديم النفع للمسلمين

تأبى صفية بنت حيي علي نفسها الفياضة أن تدع آل عثمان بن عفان محبوسين في الفتنة فجاء عن ابن سعد في الطبقات: بسند حسن أنها خرجت على بغلتها فلما منعوها وضعت خشباً بين منزلها ومنزل عثمان فكانت تنقل عليه الطعام والماء!!

 عندما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث قال الناس: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتق الله بها مائة بيت من بني المصطلق فما يعلم امرأة أعظم بركة منها (الإصابة 8/250).

لا تخشى في الحق لومة لائم

 أن “ذا” قرابة لميمونة رضي الله عنها دخل عليها فوجدت منه ريح شراب فقالت لئن لم تخرج إلى المسلمين فيجلدوك لا تدخل علي أبدا؟!

عن يزيد بن الأصم قال تلقيت عائشة رضي الله عنها، وهي مقبلة من مكة أنا وابن أختها ولد لطلحة وقد كنا وقعنا في حائط بالمدينة (فأصبنا منه) فبلغها ذلك فأقبلت على ابن أختها تلومه ثم وعظتني موعظة بليغة ثم قالت: أما علمت أن الله ساقك حتى جعلك في بيت نبيه ذهبت والله ميمونة ورمي بحبلك على غاربك أما إنها كانت من أتقانا لله، وأوصلنا للرحم.

إن أبا سفيان دخل على ابنته أم حبيبة فلما ذهب ليجلس على فراش النبي صلى الله عليه وسلم طوته دونه فقال: يا بنية أرغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه؟ قالت بل هو فراش رسول الله وأنت امرؤ نجس مشرك!! فقال: يا بنيه لقد أصابك بعدي شر.

دور في العبادة

ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عند جويرية بنت الحارث بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم مر عليها قريبا من نصف النهار فقال: مازلت على ذلك قالت: نعم قال: إلا أعلمك كلمات تقولينهن سبحان الله وبحمده عدد خلقه..”.

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق حفصة بنت عمر فنزل جبريل عليه فقال: ارجع حفصة! فإنها صوامة قوامة وهي زوجتك في الجنة (الإصابة 8/294).

عن صفية قالت دخل علي رسول الله وبين يدي أربع آلاف نواة أسبح بها.

دور اجتماعي

الشفاء ابنة عبدالله قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة بنت عمر فقال ما يمنعك أن تعلمي هذه رقية النملة كما علمتها الكتابة.

وكذلك كانت عائشة رضي الله عنها في استقبال الوفود: دخل نسوة من أهل الشام على عائشة رضي الله عنها فسألتهن عن الحمامات. رواه أبو داود، وفي حديث آخر: إن نسوة من أهل البصرة دخلن عليها فأمرتهن إن يستنجين بالماء. (رواه أحمد).

المصدر

 

موازين التربية اختلفت!

«الأم» لم تعد المسئوولة الأولى عن «انحراف البنت» أمام سيل الاختراقات التي تتعرض لها الأسرة من كل جهة

كانت الأم في السابق المتهم الأول في انحراف ابنتها السلوكي والأخلاقي، بل ان الفتاة حينما تكون غير سوية أخلاقيا فكثيرا ما يتم إلصاق تهمة الانحراف الأخلاقي إلى الأم بحجة أن الابنة صورة من أمها، فهي من تربيها وهي من ترافقها، وهي أيضا من تغذيها بأخلاقيات حتى تكبر وتصبح شابة، وحتى نكون عادلين ومنصفين يجب أن نعترف هنا بأن نسبة كبيرة من النساء اللواتي ربما عرفن بالانحراف الأخلاقي والسلوكي ينتجن ابنة تشابهن ذات الطريق من الانفلات السلوكي والشتات الفكري والتراجع الأخلاقي، ففي السابق وربما مازال لا تخطب الفتاة التي يعرف عن أمها بأنها غير سوية أخلاقيا، أو أن هناك ملاحظات على سلوكها خوفا أن تصبح الفتاة مثل أمها في سلوكياتها حتى إن لم يكن هناك أي ملاحظات على سلوكيات الفتاة، فهل مازالت الأم المتهم الأول في حال انحراف الفتاة السلوكي والأخلاقي.

يبدوا بأنه حان الوقت كي نعيد النظر في المثل الشائع الذي يقول “اقلب الجرة على فمها تصبح البنت لأمها” فلم تعد الأم المتهم الأول في حال انحراف ابنتها الأخلاقي، ففي الوقت الذي كانت فيه الأم تشكل المصدر الوحيد والمرجع لأفكار وأخلاقيات الفتاة، أصبحت الأم لا تحتل الصدارة في التربية فهناك من أصبح يربي الأبناء قبلها وربما يكون أكثر تأثيرا وإقناعا منها، وربما يكون الاحتواء والحب الأسري داعما كبيرا لتقييم سلوكيات الفتاة والحفاظ عليها، إلا أن ذلك لا ينفي حقيقة أن الفتاة يمكن لها ان تنحرف أخلاقيا في الوقت الذي تجلس الأم على سجادتها حتى تمارس عباداتها بإخلاص، ففي الوقت الذي يمكن لنا أن نحكم على الفتاة المنحرفة بأنها تأتي من مرجعية أم منحرفة أيضا، تظهر لنا فتاة تتمسك بأخلاقياتها القيمة في ظل وجود أم غير سوية أخلاقيا، فهل يحق لنا اليوم أن نرجع الابنة في استقامتها الاخلاقية إلى درجة استقامة الأم.

الحكم الجائر

أوضح د. صالح العقيل – المختص في علم الاجتماع والجريمة – بأن الاتهام للأم الذي يوجهه المجتمع إليها حينما تكون ابنتها غير مستقيمة اخلاقيا كان اتهاما شائعا في فترة زمنية ماضية، وقد يحمل صبغة الظلم للأم وهو يأتي من ثقافة أن الابنة تشابه امها وهو حكم جائر، مضيفا في السابق كانت الابنة جميع تصرفاتها من ايجابيات ومساوئ تسند إلى الأم وتربيتها، أما الآن فمن الظلم أن تسند جميع سلوكيات الابنة للأم، ففي هذا الوقت تغيرت الأمور كثيرا فهناك عوامل كثيرة تغير من الابنة ومهما كانت سلوكيات الأم، ومستوى الأسرة والحفاظ في البيت وما يصاحب ذلك من مؤثرات والسلوكيات الأخلاقيات إلا أن هناك عوامل أخرى تؤثر على تفكير وسلوك الفتاة، فالأبنة تنام في سريرها والعالم جميعا امامها من خلال الانترنت فمن الظلم اتهام الأم بسوء التربية أو أن الأم كانت تمارس مثل هذه السلوكيات، لأن الأم لا تشكل 50% من المؤثرات الموجودة من الاتصال المفتوح والانترنت والبرامج التي تسوق الأفكار المنحرفة والجريمة والانحلال الأخلاقي، فحينما تحاول الأم أن تأخذ الهاتف الخلوي الخاص بابنتها قبل الساعة العاشرة فذلك انجاز إذا استطاعت أن تطلب ذلك من ابنتها، فالحال تغير عن السابق فالأم لا تتجرأ أن تطلب ذلك من ابنتها، لأن الابنة هنا قد تتمرد وربما تعترض وتصبح هناك مشكلة، مشيرا إلى أنه متى ما خلق الوازع الرقابي لدى الفتاة وبأنه لا للانحراف ونعم للسلوك السلوي فإن ذلك بقدرة الله – سبحانه – عامل كبير لحفظ الفتاة من الانحراف، ولكن النظرة للأم بأنها من علمت ابنتها على الانحراف فتلك نظرة قديمة جاءت من أن الأم كانت المربي وكانت مرجعا لابنتها، وربما لا يكون ذلك الحكم صحيحا في تلك الفترة أو دقيقا ولكن كانت تلك النظرة متقبلة من الناس لأن مصدر الفتاة الوحيد هو امها، وأي انحراف للابنة يتم ارجاعه إلى الأم.

وأشار د. العقيل إلى أن البعد الاجتماعي له تأثير كبير في تأكيد نظرية أن الابنة تشابه الأم في السلوك وهو الذي لا يزال يضع الأم في موضع الاتهام، فربما الأم صالحة ويتم اتهامها بسلوكيات ابنتها المنحرفة، وفي المقابل نجد بأن هناك أمهات بسلوكيات غير سوية والأبنة لا تشابه الأم في ذلك السلوك.

خطر المؤثرات

ويرى د. عبدالعزيز القنصل – استاذ العقيدة في جامعة الملك خالد – بأنه لا أصل في الإسلام لإرجاع الانحراف الأخلاقي لدى الفتاة الى أمها وما يذهب إليه الناس من الاستدلال بقولهم “تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس” فهذه مقولة أخذت من حديث لعمر بن الخطاب وهو يخطب، وهو لا يتعلق بالسلوك إنما أراد فيها الأصالة والطيبة والنجابة وغيرها من الصفات، مشيرا إلى أن الابنة كثيرا ما تتأثر بأمها إلا أن هذه ليست قاعدة ولكن الأصل في ذلك أن سلوكيات الابنة والولد تعود إلى التربية التي تربى عليها، فهناك الكثير من الأمهات كافرات والبنات في غاية الصلاح وهناك أمهات مؤمنات صالحات وبناتهن في غاية السوء والانحراف الخلقي، وكذلك من الرجال فهناك من هو داعية إلى الله وابنه قد يكون منحلا ومدمن مخدرات والعكس صحيح ولذلك فإن الصلاح هنا لا يعتمد في المقام الأول على الأم أو الأب وإن كان دورهم أساسي، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء) فالأصل في التأثر هو البيت، مؤكدا بأن هناك الكثير من المؤثرات في الوقت الحالي والتي أصبحت أكثر خطورة من تأثير البيت والتي همشت دور البيت وهي التعليم والمدرسة ووسائل التقنية الحديثة والتي همشت دور الأب والأم، فالطفل أصبح يجد العالم كله بين يديه ودور والديه مهمشا، كما أن تأثير الأصحاب أصبح كبيرا فالصاحب ساحب فالأم والأب لهما دور كبير ولكن يجب أن لا نحملهما التبعات، فهناك عوامل كبيرة جدا هي من تؤثر على تنشئة هذا الطفل وإخراجه إلى المجتمع بحيث إما أن يكون عضوا فعالا للمجتمع، أو عضوا سيئا.

وأشار د. القنصل إلى أننا يجب أن نفرق بين نظرة الشارع ونظرة الشرع في ذلك فنظرة الشرع تذهب إلى أنه “كل نفس بما كسبت رهينة” فالإنسان لا يسأل عن ذنب غيره، ولا يسأل عن فعل غيره، فهناك الكثير من الآباء ليسوا على خلق ولهم ابناء في غاية الخلق ولكن للأسف نظرة المجتمع تختلف فهناك مثل شائع يقول “اقلب الجرة على فمها تصبح البنت لأمها”، فمن يأخذ الابنة بذنب أمها حينما تكون الأم غير سوية أخلاقيا بحجة أنها قد تصبح يوما ما مثلها فتلك نظرة ظالمة، وهذا كلام الجاهلية، كانت الابنة تقتل حينما ترتكب الأم خطيئة خوفا أن تصبح مثل أمها إذا ما كبرت، وهذا من التجني على ديننا، موضحا بأن ذلك لا يقلل من أهمية البيت ودوره في التربية ووجوب قيام الاسرة بدورها في التربية مع الابناء.

وألمح إلى أن هناك صعوبة في الحكم على الزواج من فتاة امها منحرفة اخلاقيا بأن هذا الزواج قد ينجح أو قد يفشل فذلك يعتمد على الحياة الزوجية بين هذين الزوجين فربما يكون الخطأ على الرجل، وربما يكون لانحراف الأم تأثير على ابنتها ولكنه ليس الأساس في دفع الابنة إلى ان تنحرف، بل ان هناك حالات كان لانحراف الام تأثير إيجابي في الابنة، فالفتاة مسؤولة عن سلوكياتها وأعمالها وليست عن سلوكيات أمها.

صمام الأمان

ويرى أحمد السعد – مختص اجتماعي – بأننا نقتبس حديثنا على مقولة “وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه” وهذه المقولة قد يكون لها دلالات قديمة وتكون غالبا مرتبطة بتربية الأبناء وتوجيههم فإذا صلح الاباء والأمهات واحسن في تربيتهم فقد صلح الأبناء والفتيات، وقد لا تكون قاعدة عامة ولكن قاعدة شاذة، مؤكدا بأن انحراف الفتاة لا يرتبط أو يعود إلى انحراف الأم وإن وجد مثل هذه الحالة فهي إنما من حالات نادرة لا تمثل الأغلبية والسبب في ارجاع انحراف بعض الفتيات إلى الأم كون الأم هي صمام الأمان وحافظ الأسرار في الأمور الأخلاقية والمرتبطة بالشرف فقد لا نجد حواجز بين الأم والفتيات مما يتيح المجال لتنوير الفتاة من قبل امها بفعل الصواب والابتعاد عن الأمور التي قد تسبب حوادث جسيمة ولا شك أن توجه أو فكر الأم له تأثير كبير على الفتيات ولكن لا يوجد في ارجاع سبب انحراف الفتاة إلى الأم سبب منطقي.

وأوضح بأن المجتمع دائما ما يلقي عاتق التربية والمسؤولية على الأبوين فعندما نجد انحرافا سواء للفتاة أو للابن نجد أن المجتمع يقوم بملامة والديه لأنهم لم يحسنوا تربيته، وربما نجد بالحقيقة أن الأبوين بذلا الغالي والنفيس لرعاية وتوجيه ابنائهم لكن نجد أن المجتمع هو المرآة الحقيقية التي تعكس لنا التصرفات التي قد تنتج من قبل الفتيات والابناء دون علم والديهم.

وأشار إلى أن المجتمع ازداد وعيه في الفترة الأخيرة نسبيا وأصبح يدرك بأن الأزمنة متغيرة ولن يستطيع الوالدان تربية ابنائهم على نمط معين ومحدد وأن ظروف الأزمنة تتغير بين فترة وأخرى، كما يجب على الوالدين الخضوع في بعض الأحيان إلى طلبات الابناء خوفا عليهم من الانحراف، مبينا بأن المجتمع ينطلق من ظواهر الاشخاص واشكالهم وتصرفاتهم بغض النظر عن تربيتهم واخلاقياتهم وهي طبيعة المجتمعات ولكن قد تكون هناك مقولات أو اعراف سبقت هذا الجيل وهي ما أدت إلى ارجاع انحراف الفتاة إلى انحراف أمها وقد يكون صحيحا هذا الارجاع في حالات نادرة جدا.

المصدر