من المسؤول عن الإسراف في البيت؟

الحياة الزوجية شركة رأس مالها الحب، منه الإنفاق، وهو مادة التعامل… وهو حب في الله وفي مرضاته.. وما كان له دام واتصل، وما كان لغيره انقطع وانفصل.

 

فبدافع الحب في الله يكدح الرجل ويرضي زوجته، يعمل ليلا ونهارا، فبعضهم لا يكاد يرى عياله، يذهب باكرا ويعود متأخرا، وهم نائمون، وبعضهم يجد صعوبة بالغة لتوفير ضروريات الحياة من طعام وكساء وتوفير كافة الحاجيات الضرورية للعيش، فهو بطبيعته مسئول كما قال عليه السلام: ) كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته (، فالأب راع وهو مسئول عن رعيته، والزوجة راعية ومسئولة عن رعيتها.. ولا رعية للزوجة إلا أبناؤها وبيتها وما في البيت من مال.

 إن الزوجة العاقلة الحكيمة هي من تبني حياتها على احترام الزوج وتقدير ظروفه، وعدم إحراجه بكثرة الطلبات، فكثيرا ما نسمع عن مسلسل الطلبات الذي لا ينتهي، مبينة أن بعض النساء يتفنن في استنزاف الرجل لعدة أسباب:

عندما تكون حالة الزوج المادية ميسورة، تشعر المرأة براحة وحرية تساعدها على شراء كل ما ترغب به سواء ضروريات أو كماليات، فتغير المرأة هاتفها كل فترة، وتشتري أكثر من حاجتها من الملابس والعطور والماكياج، تقيم عدة ولائم تدعو بها أهلها وصديقاتها للتفاخر والمجاملات، تواكب التغيرات في تغيير ديكور المنزل وأثاثه، إلى جانب إهدائها لصديقاتها وأخواتها في كل مناسبة.

استنزاف ما لدى الزوج من أموال حتى لا يفكر بالزواج من أخرى، فهذه طريقة يتبعها بعض النساء بإعطاء أزواجهن دروسا بصعوبة الحياة حتى لا يفكر أبدا بالزواج من أخرى يكلفه أيضا مما يلزمه بدفع الكثير من النفقة.

إذا كان الزوج ذا دخل محدود، فإن بعض النساء يشعرن بالنقص فيحاولن تقليد غيرهن من القريبات والصديقات فتثقل كاهل زوجها بطلبات غير مبررة، وقد تضعه أحيانا أمام الأمر الواقع فتدعو أهلها إلى زيارة منزلهم وما يتبع الزيارة من وليمة فيشعر الزوج بضائقة مالية ويضطر إلى الاستلاف من غيره حتى لا يشعر بالإحراج من أهلها.

المنافسة الشديدة بين الأخوات وبين زوجات الإخوة، فكل واحدة تظهر أفضل ما شرته من الماركات العالمية للملابس والعطور وملابس الأطفال وإقامة الدعوات………. وغيرها.

قد يصل الإسراف إلى حالة من الإدمان فتفقد ربة البيت القدرة على السيطرة على إرادتها، تبدأ المشكلة بشراء القليل من البضائع التي تشعر المرأة بشيء من الراحة في شرائها ثم تتطور الحالة إلى زيادة المشتريات لتشعر براحة أكبر.

 وصل الإسراف والتبذير في مجتمعنا إلى حد فقدت الأشياء قيمتها وأهميتها، وتداخلت الأشياء الكمالية مع الحاجات الضرورية، فكثرت المشاكل المالية بين الزوجين، وتربى الأبناء على التبذير والإسراف، وتعودوا على الشراء المفرط.

فكل إنفاق بغير اعتدال فهو داخل في الإسراف، والله – سبحانه وتعالى – حذرنا من الإسراف فقال – سبحانه -: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ﴾ (سورة الأعراف، آية 31).

بعض الأزواج لا يعلم ما هي مصروفات البيت، ولا يعلم تكلفة ملابس أبنائه أو مستلزماتهم فهمه الوحيد هو توفير المال والاعتماد على زوجته، فإما توفر معه أو تضطره إلى الدين من غيره.

 إن الحياة الزوجية تقوم وتبنى على التفاهم والتعاون والرفق بين الزوجين، وعدم تكليف الآخر فوق طاقته، من خلال الرضا بما هو موجود، وعدم النظر لما عند الغير، فالأرزاق مقسومة ومكتوبة فلم التعب؟ ) فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط (.

 قال أبو حنيفة: «لا خير فيمن لا يحفظ ماله ليصون به عرضه ويصل به رحمه، ويستغني عن لئام الناس»، وربة المنزل هي المكلفة بتدبير شئونه، ولا يغني الرجل كسبه شيئا إذا لم تقتصد زوجته، فإن معظم المال يذهب في إسراف النساء وخيلائهن، وإذا لم تكن الزوجة مقتصدة فقد عرضت حياتها وحياة أسرتها للشقاء والبلاء.

 فاقتصاد المرأة في بيتها معناه حسن التدبير ووضع الشيء في موضعه فهو روح المعاملة كما ذكرنا ودعامة الحياة الزوجية، وهو الوسط بين الإفراط والتفريط وقد أمر الله به ونهى عن الإسراف والتقتير قال تعالى: ﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ﴾ (سورة الإسراء، آية (29).

عزيزتي الزوجة: ليس احترام الزوجة متوقفا على غلاء ملابسها وكثرة حليها بل على جميل خصالها وحسن سمعتها واقتصادها.

وإن ارتقاء شأن الأسرة وسعادة الرجل ومستقبل الأبناء متوقف على حسن تدبيرها وصلاحها، فلا تكلفي زوجك إلا ما يقدر عليه وفقا لأحواله، فحمل الصخور أخف من ثقل الديون.

إذا لم يكن في منزل المرء حرّة .. تدبره ضاعت مصالح داره

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجع:

  • آداب الحياة الزوجية في ضوء الكتاب والسنة الشيخ خالد عبد الرحمن العك.
  • الحياة الزوجية مشكلات وحلول أسامة علي متولي.

المصدر

ما الحب؟

جاء تعريف الحب في معجم “وبستر” الشهير ــــ بأنه عاطفة وجدانية تنبع من العقل، ويثيرها هناك جمالٌ وتقدير من أي نوع كان. وعرفته الدكتورة صهباء محمد بندق في كتابها الرائع “الحب كيف نفهمه وكيف نمارسه” بأنه تجربة شعورية بالغة السمو، حيث يربط نشوء الشعور بالحب بمشاعر الانغماس في عالم آمن ودافئ ومشبع تماماً بالسعادة ومنتهى السرور… ثم تواصل الكاتبة وتقول: الحب ظاهرة إنسانية عظيمة متأصلة في النفوس الإنسانية, فكلمة “الحب” من أعظم الكلمات التي تسمعها الأذن ويشعر بها القلب. ويقول الشيخ علي الطنطاوي -رحمة الله عليه-: ” ليس في الناس من لم يعرف الحب… وليس فيهم من عرف ما هو الحب؟”.

وهكذا يصوغ كل إنسان تعريف الحب وفقاً للمرحلة العمرية التي يمر بها, وبالطريقة التي تعلم بها الحب, وبالكيفية التي عرفه بها، لذلك هناك كثير من تعريفات الحب, وكلها صحيحة، وقد صاغ الشيخ الأديب الدكتور عائض القرني تعريفاً للحب في كتابه القيم (ضحايا الحب) يقول فيه: “لا أعلم كلمة في قاموس العربية تعبر عن الحب مثل كلمة (الحب)، فليس هناك أصدق من (الحاء والباء) في دلالتهما على هذا المقصود العظيم، فالحاء تفتح الفم فيبقي فارغاً حتى تأتي الباء فيُضم الفم وتُطبق الشفتان، إذاً هو اجتماع بعد فرقة وهجر”.

وباختصار: الحب تجربة حية, ومن ذاق الحب عرف! ومن عرف اغترف… أما الذين لا يعرفون الحب فإنهم بعيدون عن عالم الأحياء وإن ظهرت شخوصهم… يقول ابن القيم: معاني الحب لا تُعلمُ حقيقتها إلا بذوقها ووجودها, وفرق بين الذوق والوجود… وبين التصور والعلم… فالحدود والرسوم التي قيلت في المحبة صحيحة وغير وافية بحقيقتها… بل هي إشارات وعلامات وتنبيهات. وبَيَّنَ الشيخ الأديب الدكتور عائض القرني بيان حقيقة الحب فقال: الحب ماء الحياة، وغذاء الروح، وقوت النفس، فالناقة تعكف على صغارها بالحب، ويرضع الطفل ثدي أمه بالحب، وتبني الحمامة عشها بالحب، وبالحب تشرق الوجوه، وتبتسم الشفاه، وتتألق العيون.

 وباختصار… الحُبّ: هو شعور بالانجذاب والإعجاب نحو شخص ما، أو شيء ما، وقد ينظر للحب على أنه كيمياء متبادلة بين اثنين [2].

 وتم تعريف كلمة حب لغويّاً بأنها تضمّ معاني الغرام، والعلّة، وبذور النّبات, وهناك تشابه بين المعاني الثلاثة على الرّغم من تباعدها ظاهريّاً، فكثيراً ما يشبّهون الحب بالدّاء أو العِلّة، وكثيراً ما يشبّه المحبّون الحب ببذور النباتات أيضاً.

 أمّا (غرام) فهي تعني حرفيّاً: التَعلُّق بالشّيء تَعلُّقاً لا يُستطاع التَخلّص منه. وتعني أيضاً “العذاب الدّائم الملازم، وقد ورد في القرآن الكريم: ) إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (الفرقان/65، والمغرم: المولع بالشيء الذي لا يصبر على مفارقته، وأُغرم بالشيء: أولع به، فهو مُغرم.

مفهوم الحُبّ في اللغة:

لمفهوم الحب معانٍ عدّة أبانت عنها لغتنا العربية على النحو التّالي: الحب “نقيض البغض”. ومعنى المحبَّة لغةً: الوداد. وأصل هذه المادة يدلُّ على اللُّزوم وَالثَّبات، واشتقاقه من أحَبَّه إذا لزمه، تقول: أحبَبْتُ الشَّيْء فَأنا مُحِبٌّ وَهو مُحَبٌّ[3] .

مفهوم الحُبّ في الاصطلاح:

قبل أن نتعرّف إلى تعريفات العلماء للحبّ اصطلاحاً تجدر الإشارة إلى عجزهم عن تعريف هذا المصطلح وإدراك حقيقته، ومِن أقدم مَن أشار إلى عجز التّفسير عن حقيقة المحبّة (سمنون المحب) ذلك العاشق البغداديّ المتوفّى تقريباً سنة 298هـ، إذ قال: “لا يعبّر عن شيء إلا بما هو أرق منه، ولا شيء أرق من المحبّة فما يعبر عنها”.

فمعنى المحبَّة اصطلاحًا: (المحبَّة: الميل إِلَى الشَّيْء السّارّ). قال الراغب: (المحبَّة: ميل النفس إلى ما تراه وتظنه خيرًا). وقال الهروي: (المحبَّة: تعلق القلب بين الهمة والأنس، فِي البَذْل وَالمنْع على الإِفْرَاد). ويكاد يتّفق العلماء على أنّ المحبّة لا يمكن تعريفها تعريفاً جامعاً مانعاً.

يقول الإمام القشيريّ رحمه الله: “لا توصف المحبّة بوصف، ولا تحدّد بحدٍّ أوضح ولا أقرب إلى الفهم من المحبّة، والاستقصاء في المقال عند حصول الإشكال، فإذا زاد الاستعجام والاستبهام سقطت الحاجة إلى الاستغراق في شرح الكلام”.

تعريف الحبّ عند المفسّرين:

أما اصطلاح المحبّة عند المفسّرين فقد تقاربت أقوالهم في تعريفه، فعرّفها الأقدمون بأنّها ميل القلب أو النّفس إلى أمر فيه لذة، وعرّفها المتأخّرون بالانفعال النّفساني، والانجذاب المخصوص بين المرء وكماله، وهذه بعض النّصوص في تعريفهم للمحبّة على سبيل المثال:

تعريف الحُبّ عند الرّاغب الأصفهاني:

أما الرّاغب الأصفهاني فلم يعرّفها كغيره من الأقدمين بالميل، بل عرّفها بالإرادة المخصوصة وبالإيثار إذ قال: “المحبّة: إرادة ما تراه أو تظنّه خيراً”، فهي: إرادة مخصوصة وليست مطلقة، لذا قال: “وربّما فسّرت المحبّة بالإرادة في نحو قوله تعالى: )فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا( التوبة/ 108، وليس كذلك فإنّ المحبّة أبلغ من الإرادة كما تقدّم آنفاً، فكل محبّة إرادة، وليس كل إرادة محبّة”.

ويعني بذلك أنّ الإرادة أعم والمحبة أخص، وعرّف الرّاغب الاستحباب بالإيثار فقال: “وقوله تعالى: )إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ ( التوبة/ 23، أي: إن آثروه عليه، وحقيقة الاستحباب أن يتحرّى الإنسان في الشيء الّذي يحبّه، واقتضى تعديته بـ (على) معنى الإيثار، وعلى هذا قوله تعالى: )وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى ( فصلت/ 17.

تعريف الحبّ عند الرّازي: 

أمّا الرّازي -رحمه الله- فقد عرّف المحبّة بالشّهوة والميل والرّغبة إذ قال: “المحبّة في الشّاهد عبارة عن الشّهوة وميل الطبّع ورغبة النّفس”.

تعريف الحب عند القاضي عِيَاض: 

أما عند المحدثين فقد عرّف القاضي عياض – رحمه الله- المحبّة في شرحه لصحيح الإمام مسلم – رحمه الله- قائلاً: “أصل المحبّة الميل لما يوفّق المحب. ونقل في موضع آخر بعض ما قيل في حقيقة المحبّة وتعلّقها بالمحسوسات والمعقولات، ومن ذلك ما قيل في: “أن حقيقتها الميل إلى ما يوافق الإنسان، إما لاستلذاذه بإدراكه بحواسه الظاهرة، كمحبّة الأشياء الجميلة والمستلذّة والمستحسنة، أو بحاسة العقل كمحبتّه للفضلاء، وأهل المعروف والعلم، وذوي السير الحسنة، أو لمن يناله إحسان وإفضال من قبله”.

تعريف الحُبّ عند الحافظ القرطبي:

أما الحافظ القرطبي – رحمه الله- ففي حديثه عن تنزيه الله تعالى عن الاتّصاف بالمحبّة على ظاهر معناها، وبيانه أنها مؤوّلة في حقّه تعالى، ذكر السّبب في ذلك، وهو أنّ المحبّة ميل لما فيه غرض يستكمل به الإنسان ما نقصه، وسكون لما تلتذُّ به النّفس وتكمل بحصوله.

تعريف الحُبّ عند القاضي عبد الجبّار:

أما المتكلّمون فقد عرّفوا المحبّة بالإرادة، فالمحبّة والإرادة والرّضا كلّها من باب واحد، قال القاضي عبد الجبّار: “اعلم أن المحبّ لو كان له بكونه محبّاً صفة سوى كونه مريداً، لوجب أن يعلمها من نفسه، أو يصل على ذلك بدليل، وفي بطلان ذلك دلالة على أنّ حال المحبّ هو حال المريد، ولذلك متى أراد الشيء أحبّه، ومتى أحبّه أراده، ولو كان أحدهما غير الآخر لامتنع كونه محبّاً لما لا يريد، أو مريداً لما لا يحب على بعض الوجوه، ولا يصحّ أن يقال إن المحبّة غير الإرادة”.

تعريف الحُبّ في المعاجم الفلسفية:

أمّا في المعاجم الفلسفيّة فقد جاء أنّ الحبّ (وهو في الفرنسية: Amour، وفي الإنجليزية Love، وفي اللاتينية Amor)، له معنيان:

  1. معنى خاص: وهو أن الحبّ عاطفة تجذب شخصاً نحو شخص من الجنس الآخر، فمصدرها الأوّل الميل الجنسي.
  2. معنى عام: وهو أنّ الحبّ عاطفة يؤدي تنشيطها إلى نوع من أنواع اللذّة، ماديّة كانت أو معنويّة.

نخلص أخيراً إلى أن الحبَّ: هو الميل إلى الشيء السّارّ، والغرض منه إرضاء الحاجات الماديّة أو الروحيّة، وهو مترتّب على تخيّل كمال في الشيء السار أو النافع يفضي إلى انجذاب الإرادة إليه، كمحبّة العاشق لمعشوقه، والوالد لولده، وينشأ الحب عن عامل غريزي أو كسبي أو انفعالي مصحوب بالإرادة أو إرادي مصحوب بالتصوّر، والفرق بين الحبّ والرّغبة أنّ الرّغبة حالة آنيّة، أما الحبّ فهو نزوع دائم يتجلى في رغبات متتالية ومتناوبة، وفرّقوا أيضاً بين الحبّ الشّهوانيّ والعذريّ، أو الأفلاطونيّ، أما الشهوانيّ فهو: حب أنانيّ غايته نفع المحب ذاته، وأما الأفلاطونيّ أو المثاليّ أو العذريّ كما تسمّيه العرب فهو حبٌّ محض مجرّد من الشّهوة والمنفعة، ويطلق اصطلاح (الحب الخالص) على حبّ العبد لله تعالى لأجل ذات الله تعالى لا لمنفعة أو خوف أو أمل، بل لمحض ما يتصوّر فيه من الجمال والكمال التّامّين.

———————————-

[1] لمن أراد الاستزادة في موضوع (الحب) صدر للكاتب كتاب بعنوان : ( أزواج ولكن أحباب ) من إصدارات شركة الإبداع الفكري للنشر والتوزيع بالكويت, عام 2016م

[2] من المعروف أن الجسم يفرز هرمون الأوكسيتوسين المعروف بـ هرمون المحبين أثناء اللقاء بينهم.

[3] انظر كتاب تهذيب اللغة للأزهري – ولسان العرب لابن منظور.

المصدر

لا تؤجل الاستمتاع بحياتك

لا تؤجل الاستمتاع بأي فرصة للسعادةِ والمرح. فكثيرٌ من الناسِ يتصورونَ أنَ وضعَ أهدافٍ في الحياةِ يعني ألا يستمتعوا بالحياةِ إلا بعدَ ينتهوا من تحقيقِ شيءٍ عظيمٍ في حياتهم!. مثلاً ــ بعضهم يقول : ” عندما أحصل على الوظيفة الفلانية سأكون أسعد الناس! ” والبعض يقول: ” عندما أحصل على المال الفلاني سأكون مرتاح البال!”.. في الواقع ــ وهذه قد تكون صدمة لبعض الناس !! ــ إذا لم تستشعر ( الآن ) السعادة والحبور والابتهاج ولو تصنعاً! فإنك لن تُساعد نفسك لأن تبذل السبب لبلوغ الهدف! ” المشاعر الجميلة هي ما تقود إلى الفعل وبالتالي الحصول على الشيء المرجو..”. عقلك لا يميز بين الواقع والخيال! جرب الآن بأن لا تفكر في سيارة حمراء؟ أو جرب بأن لا تفكر في قلم أسود!؟ “. اجزم بأنك فكرت في سيارة حمراء تعرفها وإن لم تعرفها عقلك صنعها في خيالك..

عزيزي القارئ الكريم ـــ علينا أن ندركَ أن هناك اختلافاً بين الإنجازِ حتى تكون سعيداً وبين أن تُنجزَ بينما أنت سعيد!. بمعنى أن الإنجاز (النجاح الحقيقي) ليس في الوصول للشيءِ المرادِ إنجازهِ بالضرورةِ, بل إن الطريقَ للإنجازِ والسعيِ له بجدٍ وتفاني وتوكلٍ تامٍ على الله تعالى؛ هو النجاح الحقيقي وبغض النظر عن النتيجة فقد بذلت الأسباب وبقي مُسببُ الأسباب (الله) سبحانه وتعالى وهنا تتحقق (متعة النجاح).

نصيحتي لك ــــ ناضل حتى تعيش كل يوم في حياتك إلى منتهاه، واعتصر ما تستطيع من رحيق السعادةِ من كل لحظة تمر بك. وبدلاً من أن تقيس قيمة حياتك بمدى تقدمك في تحقيقِ هدفٍ واحدٍ تذكّر أن الوجهةَ التي تتجه إليها أهم من النتائج المؤقتة.

المصدر

17 برنامجًا لنعمر بيوتنا بالإيمان

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين وسلم تسليما كثيرا وبعد…!!

إن المتعارف عليه عند العامة في عمارة البيوت هو عمارتها عمارة مادية (نوعية الخامات والتخطيط السليم وسعة البنيان واللون المناسب) بينما نسوا أو تناسوا أن العمارة الحقيقة هي ما يقدمونه مما ينفعهم في الدنيا والآخرة” يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم”وذلك بعمارة البيوت العمارة المعنوية والتي جهلها من جهلها وذكرها من ذكرها ‘بحيث ننشّئ الأسرة تنشئة صالحة بالإتباع لا الابتداع ؛ فكيف نعمر بيوتنا عمارة معنوية؟ ولماذا البيوت وقد أعدت للسكنى ؟

نقول إن الإنسان محاسب يوم الدين على الأوقات ماذا عمل فيها وبما شغلها لأن للوقت أهمية في حياة المسلم والوقت أنفس من الذهب والألماس قال تعالى:” وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ” وقال صلى الله عليه وسلم ” نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ “.

والوقت إن لم تشغله في الطاعة شغلك في المعصية.

وفي إحدى الإحصائيات ذكر أن الإنسان له في كل يوم 7 ساعات تقريبا يقضيها في عمله الصباحي، وساعتان إلا ثلث تقريبا لأداء الصلاة المفروضة في أوقاتها و 7 ساعات تقريبا للنوم منها ساعة قبيل العصر، وبقية الأوقات -وخاصة أيام الإجازة الأسبوعية تقضى مع الأهل في المنزل كيفما اتفق ولربما تذهب هكذا…بلا حفظ ولا استغلال عند كثير من الناس إلا من رحم .

إن المسكن مع توفر وسائل الراحة به والهدوء والأمن والمرافق والكماليات إنه لجو مناسب لاستغلاله فيما يرضي رب العزة والجلال .وكذلك وجود عدد من أفراد العائلة- في الغالب- يساعد كذلك على أن نفكر في كيفية الاستفادة من المكان والزمان وكيف نستغلهم في الطاعة داخل المنزل وبم نشغلهم عن أن يشغلوا أنفسهم فيما لا فائدة فيه .

ولقد قمت بتدوين بعضا من البرامج النافعة والتي من الممكن أن نستفيد منها حينما نقوم بتنفيذها حسب الطريقة التي يرغبها رب المنزل، وبما فيها من الخلل إلا أنها مفتاحا للخير- ولعل قارئها يرى خيرا منها وأفضل منها طريقة – فما هي إلا جهد مقل .

ومن الأفضل أن يكون رب المنزل المتعلم مشرفا عليها ولا سيما في أوقات تواجده في المنزل مع الزوجة والأولاد فوقت العائلة في المنزل كبير ولا سيما يومي الخميس والجمعة.

فإذا قلنا أن في البيت الواحد غالبا عائلة مكونة من زوج وزوجة وأولاد وربما أخوات : أقترح وبالله التوفيق هذا البرنامج الذي متى تحقق-ولو جزءا منه-

كان البيت عامرا بالإيمان بإذن الرحيم الرحمن ، تحفهم فيه الملائكة، وتعم فيه السعادة، ويطرح الله فيه البركة والخير بإذنه، وتنفر منه الشياطين، ويحفظهم الله بحفظه،

مع ملاحظة ما يلي :

  • عمل جدول يومي زمني لإقامة مثل هذه البرامج .
  • تكوين ميزانية لا بأس بها لدعمها.
  • ملاحظة حضور الجميع للبرامج العامة بقدر الامكان
  • الإخلاص والاحتساب وعدم إبدائها .

فإذا أردنا أن نعمر بيوتنا بالإيمان :

أولا: ينبغي أن يكون رب الأسرة مثالا في الأخلاق وقدوة في المعاملة وحسنا في الفعال، موجها لا معاتبا، ومذكرا لا مثبطا، ومحسنا لا مقترا، وباسما لا عبوسا، ونافعا لا ضارا، ومعلما لأمور الخير ،قدوته في ذلك خير من وطأ الثرى محمد صلى الله عليه وسلم ” قال تعالى: “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ” وقال صلى الله عليه وسلم”عليكم بسنتي..”.

ثانيا: تهيئة الظروف والأمور التي تعين على الطاعة داخل المنزل ” كالمكان المناسب البعيد عن الإزعاج والمكتبة المسموعة والمقروءة والمسجل والفيديو والحاسب “، وإبعاد الشواغل والمحرمات والمفسدات والصوارف عن الطاعة ” كالتلفاز والمجلات المحرمة والصور والأجهزة المفسدة وخاصة التي بها موسيقى والورق والألعاب المشغلة كالأتاري والبلاستيشن “.

ثالثا: توصيل سماعتان من مسجل ومذياع في المنزل إلى غرفة الجلوس والمطبخ لأن معظم الأوقات تقضى بها وتشغيل إذاعة القرآن الكريم ” دائما” إن أمكن، أو الاستفادة من المسجل لسماع المحاضرات والمصاحف المرتلة.أو الحاسب مثله.

رابعا: تجهيز إحدى غرف المنزل: كمكتبة وتوفير الكتب العلمية والأشرطة المتنوعة وتوفير جهاز للحاسب وأقراص ممغنطة وصلبة، وتوفير مسجل، ومجلات جيدة ونافعة كالبيان والحكمة والدعوة وشباب والأسرة، ومصاحف مرتلة، وغير ذلك من المباحات.ويستفاد منها أيضا للإطلاع على بعض البرامج المفيدة أو المراجع النافعة أو لقضاء بعض أوقات الفراغ بها للاستفادة .

تعلم فليس المرء يولد عالما *** فليس أخو جهل كمن هو جاهل

خامسا : تحديد وقت مناسب يومي للأولاد لمراجعة واجباتهم المدرسية كساعة بعد العصر مثلا والوقوف معهم في حل الأسئلة التي تصعب عليهم وتذكيرهم بأهمية الإخلاص في طلب العلم مع عدم نسيان نصيبهم من الدنيا وتذكيرهم بفوائد طلب العلم وخاصة قال الله وقال رسوله . ومما يرغب في المذاكرة الجادة تحفيزهم على أسرع من يحل الواجب، أو أسرع من يحفظ درس اليوم ، أو وضع مسابقة على دروس الأسبوع في نهايته وعليها جوائز مالية . وكذلك بمواعدتهم على التنزه في حال اكتمال درجات الشهر- ولا تعارض مع الإخلاص .

سادسا: فتح حلقة لحفظ كتاب الله عز وجل لجميع أعضاء العائلة داخل المنزل: ويختار لها وقت مناسب يومي أو شبه يومي حسب الاتفاق والجهد والطاقة وسعة الوقت وأفضل الأوقات بعد الفجر فإن لم يكن بعد العصر مباشرة وينسق لذلك جدول ويترك للجميع الحرية في الحفظ مع بث روح التنافس، ويحدد أيام السبت والأحد والاثنين والثلاثاء للحفظ والأربعاء لمراجعة السابق ونهاية كل شهر مراجعة ما تم حفظه من أول الشهر.

ويوضع لهذا البرنامج ميزانية من قبل ولي أمر العائلة لشراء جوائز ومحفزات للاستمرار في الحلقة – وأعود وأكرر على أهمية التحفيز الزمني:كالتنزه نهاية الأسبوع أو الشهر، أو التحفيز بمقدار الحفظ:إذا حفظ الجزء أو الجزأين أو الخمسة أو السورة الواحدة: مع ملاحظة أن الحفظ عند الكل يتفاوت بتفاوت القدرات والفروق الفردية فالأم ربة البيت يختلف حفظها عن الابن المتعلم وهكذا…

سابعا: عمل درس أسبوعي ولا أقول يومي بحسب القدرات والفراغ والاستعداد من الجميع : ويكون في أي موضوع حول التربية أو الرقائق أو الآداب أو السير- والكتب حول ذلك كثير لا مجال لذكرها… بحيث يكون الدرس كل يوم خميس بعد المغرب- مثلا- لمدة ساعة لجميع أفراد العائلة، أو كل يوم للجادين، أو يكون قراءة من كتاب لمدة ساعة ونصف كل أول يوم أحد من كل شهر إذا خيف الانقطاع . ولا تغفل الفتاوى، ويكون الدرس نقاشيا حواريا لا إلقائيا حتى لا يملوا ، وذلك طمعا في تحقيق الفائدة بإذن الله عز وجل ، ويعمل لذلك كسابقه محفزات وجوائز ومسابقات حول الدروس المطروحة والمشروحة سابقا.

ثامنا: برنامج ” قراءة سورة البقرة” في البيت : وذلك بتوزيع الأيام على أفراد العائلة المتقنين للقراءة ويخصص لكل يوم شخص لقراءتها في المنزل في أي وقت يرغب ويكل متابعتها لأحد الأبناء أو البنات المتعلمين ويضع جدول لذلك.ولا يشترط لهذا البرنامج اجتماع وذلك تحقيقا لما ورد عن المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما معناه “أن الشياطين تخرج من البيت الذي تقرأ فيه البقرة”.

تاسعا : برنامج حفظ الأذكار المتعلقة بالمنزل:

وذلك بتعويد الأولاد وبقية العائلة على الأذكار المطلوبة داخل المنزل خاصة – ولا نغفل بقية الأذكار- فلكل مقام مقال- فمثلا :دعاء دخول المنزل و دخول الخلاء والنظر إلى المرآة وأذكار النوم والاستيقاظ منه وأذكار قبل وبعد الطعام وآدابه وأذكار قبل وبعد الوضوء وأذكار لبس الثوب وآداب الشرب واذكار الصباح والمساء وأذكار بعد الأذان وأذكار سماع الأصوات (البرق الديك الحمار وغيرها ). وتعويدهم عليها وذلك بـ :

* كتابتها لهم في لوحات صغيره وتعلق في أماكنها المناسبة .

* سؤالهم عنها دائما فإذا عطس أحدا نذكره ونسال الجميع : ماذا نرد عليه ؟؟ وهكذا .

* إحضار كتيبات الأذكار أو حصن المسلم وتوزيعها عليهم للرجوع إليها حال النسيان أو خلافه .

* تذكيرهم إذا نسي أحدهم أن يذكرها في حال مروره عليها .

عاشرا : برنامج : تعويد العائلة على صيام النافلة :

وذلك بتوجيه الجميع إلى صيام النافلة ويكون الصيام جماعيا مع أهمية سنة السحور والتي فيها البركة وتذكيرهم بالسنة المؤكدة عند الفطور وتحفيز الصغار والمتكاسلين بجوائز أو تكريم أيا كان نوعه ((ولا ننس ربطهم بمسألة الإخلاص والاعتصام بالله والرجاء فيما عند الله قبل كل شيء فهي سر الفلاح والفوز”وما عند الله خير وأبقى )).ومن ذلك صيام عاشوراء وعرفه وست من شوال وثلاثة أيام من كل شهر والاثنين والخميس والإكثار منه في شعبان وعشر ذي الحجة ..وتذكيرهم بالفضل العظيم عند الصيام وخاصة النافلة “من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا “.

الحادي عشر : برامج عطلة نهاية الأسبوع : ومنها

(1) البرنامج الأسبوعي : برنامج صلة الرحم :

وذلك بوضع برنامج أسبوعي لزيارة الأقارب جميعا كما يلي :

* حصر الأقارب جميعا في مذكرة .

* توزيع الزيارات عليهم شهريا كل نهاية أسبوع جزءا منهم .

* تقوية العلاقات بين أفراد العائلة والأقارب .

* تذكيرهم بفضل صلة الرحم وأنها تزيد في الرزق وتبارك في العمر ..الخ .

* عدم إغفال الجار من تلك الزيارات فله علينا حق واجب في زيارته ومعاودته والسؤال عنه .قال تعالى “والجار ذي القربى والجار الجنب “.وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ” ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه “.

(2) تعويد العائلة على أداء النوافل في المنزل وعمل برنامج لمتابعتهم والتوضيح للجميع لكيفية أدائها أثناء العمل الصباحي أو الدراسة أيام الأسبوع –كصلاة الضحى والإشراق قبل ذلك وقيام الليل والسنن النوافل القبلية والبعدية للصلوات ،وصلاة الاستخارة .

(3) البرنامج الشهري : برنامج :”عيادة المريض ” وإعانة المحتاج “ .

بحيث يكون يوم الخميس وذلك بعيادة المريض القريب إن وجد في منزله من جميع العائلة حسب الجنس .

أو بالجمع بين ذلك؛ بالتوجه إلى احد المستشفيات أثناء موعد الزيارة وتعويدهم على عيادة المريض وتوضيح آداب الزيارة مهم جدا قبل البدء فيها .

وكذلك مساعدة المحتاج : بتقديم المساعدة العينية من طعام ونحوه أو المساعدة المادية الأسبوعية. وتعويد الأبناء والعائلة لكيفية معاملة المحتاج والتصدق عليه وتذكيرهم بـ

* أهمية الصدقة وفضلها.

* إخفائها والإنفاق مما نحب .

* السؤال المستمر عن ذي الحاجة وزيارته .

* عمل صندوق لذلك إن أمكن داخل المنزل وبيان بأسماء المحتاجين .

(4) برنامج رحلة عائلية أو نزهه ( ويغمرها شيء من المرح والفرح ورسم البسمة والبهجة على أفواه العائلة بعيدا عن جو الجد ” وتذكيرهم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم لحنظله ولكن يا حنظلة ساعة وساعة “. أو تنسيق سفر للعمرة أو الزيارة وإعداد العدة والتذكير بآداب السفر ونزول المنزل وكيفية العمرة والزيارة والبدع التي ظهرت فيهما للحذر منها .

(5) البرنامج المفتوح : ويكون مثلا يوم الجمعة بعد العصر بحيث تنمى فيه المواهب- بالتشجيع المادي والمعنوي – من الأهل والوالدان فنعود الابن على الخطابة والإلقاء والشعر والحداء والارتجال وسرعة الحفظ ومسابقة الجري . ونعود البنت على ما يناسبها . وتعمل مسابقات ثقافية ( علمية وأدبية وشرعية والغاز ومعلومات عامة ) وألعاب وطرائف مباحة.

(6) برنامج خدمة الأم :

وذلك بالقيام بمهام الأم فيما يخص عمل المنزل ولو مرة واحدة في الأسبوع كما يلي :

* ترتيب المنزل وتنظيفه وكنسه كل يوم جمعة مثلا .

* طهي الطعام بدلا عنها من قبل الزوج والأبناء .

* غسل الملابس إن أمكن (ولو في مغسلة خارجية ) طلبا لراحة الأم وإحساسا بالتعب الذي يصيبها وما تقوم به من مشقة والذي لا يشعر به أحد من أفراد العائلة .

الثاني عشر : برنامج ( حقوق الوالدين ) وذلك بما يلي :

= تعويد الأبناء خاصة والصغار بصفة عامة داخل المنزل على احترام الكبير والبر بالوالدين عن طريق الممارسة والتعويد .

= تعويدهم على السلام عليهما دائما وتقبيل كفيهما وتقديمهما على غيرهما .

= تعويدهم على طاعتهما فيما يأمران في غير معصية .

= تعويدهم على كيفية اسعادهما والبحث عن راحتهما ورسم الابتسامة على أفواههما.

= توضيح فضل بر الوالدين لهم في أكثر من موضع أو درس أو لقاء أوعند مخالفة ما.

= استشارتهما في أي عمل والاستئذان منهما حال الرغبة في تنفيذ أمر ما .

الثالث عشر : برنامج “قصة تربوية” :

وهذا البرنامج عبارة عن قصة من السيرة العطرة أو سير السلف الصالح والتابعين بأسلوب مشوق وببراعة في الإلقاء وحنكة في الاحتواء أو قصص من الواقع تحكي شخصية أو طائفة أو رواية أو علم أو دولة أو أمة من الأمم .

= وقتها قبل النوم إذا أخلد الجميع إلى الفراش .

=  أهدافها : حفظ الوقت ، زيادة العلم والمعرفة ، التنويع والتشويق في أساليب الطلب والمعرفة .

الرابع عشر : برنامج “على مائدة الطعام” :

وهذا الوقت الذي تجتمع فيه العائلة مرتان في أيام الدوام وثلاثا في الاجازات، فهو وقت ثمين يمكن أن يستغل بما يجلب الألفة والتقارب والمزاح المباح بين أفراد العائلة بحيث يكون بما يلي:

* الابتسامات المتبادلة . * ذكر فوائد الطعام الموجود . * التنبيه على بعض المحذورات التي تقع أثناء الطعام . * الثناء الدائم على الطعام وصانعه .

(#) كما يحبذ الجلوس غير الطويل بعد المائدة وقبلها والسؤال عن أحوال العائلة وما ينقصها من مستلزمات والتذكير بأهم البرامج التي سيتم تنفيذها في اليوم نفسه، وذكر بعض المواقف الطريفة أو المحزنة أو المسلية أثناء الدراسة أو العمل .*وكذلك التذكير بأهمية النظافة الدائمة بعد الطعام وأهميتها.

الخامس عشر : برنامج “إكرام الضيف“:

وذلك بتحديد وقتا مناسبا للتوجيه حول ذلك لمدة ساعة إلا ربع كل ثلاثة أشهر ومناقشة ما يلي :

– احتياجات مجلس الضيافة . – احتياجات الضيافة – مناقشة الآداب المطلوبة من المضيف – عبارات الترحيب المطلوبة – توضيح المقصود من الكرم من غير إسراف ولا تبذير “

السادس عشر: كما ينبغي ألا نغفل كثيرا من السنن والأمور التي ينبغي التركيز عليها دائما في المنزل :

1/ ذكر الله دائما . 2/ الابتسامة المتبادلة . 3/ استخدام السواك. 4/ الاستئذان في دخول الغرف الأخرى . 5/ إلقاء السلام . 6/ المزاح المحمود . 7/ كف الأذى . 8/ احترام الكبير . 9/ توقير الصغير . 10/ النوم المبكر . 11/ الاستيقاظ المبكر . 12/ تقبيل الوالدين حال مقابلتهما . 13/ العمل بالعلم . 14/ الجدية في وقتها . 15/ القناعة . 16/ لا تنس نصيبك من الدنيا .17/ عدم إيذاء الجار . 18/ استخدام الألفاظ المشروعة حال الرد أو الغضب أو العتاب ك :”جزاك الله خير- هداك الله – غفر الله لك- اذكر الله “. 19/ متابعة الملابس ومدى موافقتها للسنة . 20/ إحياء السنن المهجورة.

السابع عشر : المشاركة في البرامج الخارجية:

وللمجتمع نصيب من جهود الأسرة بالمشاركة والدعم والحضور سواء في المنتديات المباحة أو المراكز الصيفية أو الربيعية أو الرمضانية أو الأسبوعية- كل في اختصاصه- ولا ننسى حلق تحفيظ القرآن الكريم وكذلك حضور المحاضرات والندوات والدورات العلمية .

مع ملاحظة:

  1. المتابعة الدائمة لأفراد الأسرة حال حضور مثل هذه اللقاءات.
  2. ملاحظة أصدقاء أفراد العائلة ونوعياتهم وتذكيرهم بأهمية الجليس الصالح والذي وصى به الرسول محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
  3. تذكيرهم بأهمية أن يكونوا أعضاء فاعلين في حضورهم من غير حب للظهور ولا احتكار للحديث ولا مخالف لآداب المجلس .

(*)(*)(*) على أمل أن تكون هذه البرامج -مع بساطتها وما فيها من النقص- نافعة وموجهة للأسرة المسلمة داخل بيتها وبين أفرادها ، وأن تكون بإذن الله دافعة إلى تنشئة الأبناء تنشئة صالحة وتبصير الأسرة بالنافع المفيد لها ليخرج الله مجتمعا صالحا، متربيا، مستقيما، قدوة، موفقا بإذنه، آمرا بالمعروف، وناهيا عن المنكر.

والله أسأل أن ينفع كاتبها وقارئها وموزعها ومعلمها ومطبقها ولا تنسوا أخيكم من الدعاء في ظهر الغيب.

المصدر

بل هو قراركِ وحدك!

بسم الله الرحمن الرحيم، في أحد اللقاءات التي جمعتني بشابات واعيات مثقفات تناولنا فيها معايير الاختيار للزوج.. ومن يؤثِّر بقرار القبول أو الرفض.. عاجلتني إحداهنّ برأيها الذي أود التوقف عنده في هذه المقالة لتبيان الصواب برأيي في هذا الجانب الذي أثارته الأخت الكريمة..

فقد علّقت الأخت أنه من ضمن الذين يؤثِّرون على قرارها هي “شيختها”.. وحتى الآن لا غبار على كلامها إذ من الطبيعي استشارة الفتاة لمَن تتوسّم فيهم الخير والنضج والصلاح.. ولكن ما أثار حفيظتي كان عبارتها التي أردفت بها إذ قالت: شيختي تستطيع أن تقرر عني.. فهي تعرفني أكثر من نفسي وهي تفقه في كل شيء وبالتالي هي الأقدر على الاختيار الصحيح وسأمتثل لِما تقوله لي مهما كان!

وهنا لي وقفات في نقاط سريعة:

  1. النقطة الأولى: لا يمكن ولا ينبغي أن يعرف أحدٌ شخصيةً ما أكثر من المرء نفسه! مهما بلغت درجة نورانيته أو ذكائه.. فالإنسان على نفسه بصيرة وهو الأقدر على الغوص في أعماق ذاته واكتشاف غمارها..
  2. النقطة الثانية: لا يجوز أن نستسلم لقرار أي شخصٍ كان دون التفكير إن كان هذا الأمر يناسبنا قبل الإقدام عليه.. خاصة في موضوع مصيري وهام وخطير كالزواج.. فالشيخة تنظر بمنظارها وقد لا تكون مطّلعة على كل مجريات الأمور وخلفياتها فكيف لها أن تقرر عني إن كان هذا الشاب مناسباً لي؟ ثم أخضع لقرارها وأنا على يقين أنها تفهم في هذا الأمر أكثر مني أنا نفسي صاحبة الأمر!! والقرار يجب أن يكون مستنداً أيضاً على جلوس الفتاة مع الشاب والتعرف على شخصيته وتفكيره وغيرها من الأمور الدقيقة التي لا تظهر إلا بالمكاشفة والسؤال فهل هذا متاح للشيخة؟ وإن كان الأهل لا يحق لهم أن يقرروا عن ابنتهم فهل يحق لغيرهم وهم أولى؟!!
  3. النقطة الثالثة: حين عبّرت هذه الأخت الكريمة عن إيمانها أن الشيخة تفهم أكثر ويمكنها أخذ القرار الأسلم.. سألتها: هل تعتقدين أن امرأة لم تخض الحياة الزوجية بكل ما فيها –وهو حال شيختها- قادرة على المشورة بشكل سليم حول هذه الحياة بكل ما تشوبها؟ فأجابت بشكل قاطع: بالطبع لا تستطيع! فقلت لها: فكيف إذاً تؤكدين على أن شيختك تفهم أكثر في هذا الأمر وباستطاعتها أخذ القرار المناسب؟! فسكتت حين شعرت ببعض تناقض في كلامها ثم أردفت: هي غير! فما معنى هي غير؟ لا أحد “غير” لأنه يبقى في دائرة البشر.. وكل أحد هو يخطئ ويصيب!
  4. النقطة الرابعة والمهمة أيضاً: ورد في صحيح مسلم عن أنس رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يلقِّحون فقال: “لو لم تفعلوا لصلح” قال: فخرج شِيْصاً (أي رديئاً).. فمرّ بهم فقال “ما لنخلكم؟” قالوا: قلتَ كذا وكذا.. قال: “أنتم أعلم بأمر دنياكم”. فإن كان النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو أفضل خلق الله جل وعلا وأحسنهم وأتقاهم قال عن أمر دنيوي لا خبرة له فيه: أنتم أعلم بأمر دنياكم! فهل هذه الشيخة على فضلها وصلاحها أعلم بأمور دنيانا منا وفي أمور لا تفقه فيها لأنها لم تعشها ولم تخض فيها؟! أشُكّ!
  5. والنقطة الخامسة: كيف يمكن لامرئ حباه الله عز وجل بعقل وإدراك ونبض أن يجيِّر صك قراره لشخص آخر كائناً من كان ويلغي شخصيته وتفكيره ويتقازم أمام أيٍّ كان حتى لو كان شيخاً أو مربياً!؟! أفهم أن الاحترام واجب والمشورة مطلوبة.. ولكني لا أفهم كيف أُخرِس صوتي وأستعير صوتاً آخر ليرتّل ترانيم حياتي الخاصة!!

مؤلمٌ أن نسلّم الأمر كله لإنسان يتحكّم بذواتنا ومشاعرنا وحياتنا كما يشاء.. والمؤلم أكثر.. حين نكون قد أعطيناه حجماً أكبر بكثير مما هو عليه وألبسناه ثوباً فضفاضاً لا يليق به.. والقاتل.. حين لا نكون على مستوى من الإدراك عميق لمعرفة دعاة الدِّين الأبرار وأولئك الذين لا يُعيرون أيِّ بال لكثرة بدعهم!

المصدر