أهم عشرة أسباب للطلاق في المملكة

بداية، وقبل سرد تلك الأسباب العشرة التي انتخبتها بعد فرز مضنٍ من الكثير من المسببات والدوافع التي تؤدي لحدوث الطلاق في المجتمع بهذا الشكل الكبير والمخيف، كان لابد من ذكر بعض الأرقام والاحصائيات والنسب الموثقة عن هذه الظاهرة الخطيرة التي تنخر في جسد المجتمع وتتسبب في تصدع خليته الأولى، وهي الأسرة، مما ينعكس سلباً وبشكل خطير جداً على تنمية واستقرار وتماسك الوطن.

الطلاق، كظاهرة سلبية، تترك آثاراً ضارة على كل أفراد المجتمع، خاصة الأطفال والنساء، وتؤثر على سلامة وأمن ورفاهية المجتمع، بل والوطن بأكمله، بحاجة ضرورية لأن تحظى باهتمام وعناية من قبل المعنيين بهذه المشكلة المعقدة، وكذلك تحتاج إلى وجود مراكز ومؤسسات بحثية متخصصة تُعنى بدراسة وتحليل وتشخيص هذه الحالة السلبية الخطيرة التي تؤرق مجتمعنا بمختلف أفراده ومكوناته وطبقاته. وبين يدي عدة نسب واحصائيات وأرقام، كشفتها وزارة العدل والعديد من المراكز والمصادر المهمة الأخرى، تُشير وبشكل واضح ودقيق، إلى الارتفاع المجنون لمنسوب هذه الظاهرة الخطيرة.

فهناك أكثر من ٣٠ ألف حالة طلاق خلال العام الواحد، أي بمعدل ٨٠ حالة في اليوم الواحد، وبمقدار ٣ حالات في الساعة الواحدة. وقد احتلت “فئة السعودي المتزوج من سعودية” النصيب الأكبر من حالات الطلاق بين الفئات الأخرى بنسبة ٩٠٪، بينما “فئة غير السعودي المتزوج من غير السعودية” جاءت في المرتية الثانية بنسبة ٧٪، تلتها “فئة السعودي المتزوج من غير سعودية” بنسبة ٢٪، وأخيراً “فئة غير السعودي المتزوج من سعودية” بنسبة ١٪.

وفي آخر احصائية اصدرتها وزارة العدل على موقعها الإلكتروني، اظهرت أن هناك ٣٣٩٥٤ حالة طلاق خلال العام ٢٠١٤، فيما بلغت حالات الخلع على مستوى جميع المناطق ٤٣٤ إثبات خلع، بينما دخل القفص الذهبي ١١٨١٧ عن الفترة الزمنية نفسها. كما أن أعداد حالات الطلاق خلال العام الحالي زادت بأكثر من ٨٣٧١ حالة طلاق عن العام الماضي. وتصدرت منطقة مكة المكرمة قائمة المناطق السعودية الأكثر إصداراً لصكوك الطلاق بإجمالي بلغ ٩٩٥٤ إثبات طلاق، بينما جاءت مدينة جدة على رأس قائمة أكثر المدن السعودية كافة إصداراً لإثباتات الطلاق بواقع ٥٣٠٦ إثباتات، تلتها العاصمة المقدسة بواقع ٢٣٢٦ إثبات طلاق، و١٤٥٩ إثبات طلاق في الطائف، بينما توزعت بقية حالات الطلاق البالغة ٨٦٣ حالة على بقية مدن ومحافظات منطقة مكة المكرمة.

الاحصائيات والنسب المرعبة لتنامي هذه الظاهرة الخطيرة كثيرة وكبيرة جداً، ويمكن اختصارها بهذه النسبة المخيفة حد الهلع، وهي أن ربع حالات الزواج التي تتم في طريقها للطلاق، وهذا مؤشر خطير جداً على بنية ووحدة وسلامة المجتمع في المملكة.

والآن، إلى أهم ١٠ أسباب للطلاق في مجتمعنا، والتي انتخبتها نتيجة ما قرأته وسمعته وعايشته:

السبب الأول، غياب الثقافة الزوجية بمختلف مستوياتها الاجتماعية والحقوقية والاقتصادية بين الزوجين الحديثين.

السبب الثاني، هو الاختلاف والتباين في المستوى الثقافي والفكري والتعليمي، حيث يُشكل هذا التباين هوة واسعة، قد لا تستطيع العلاقة الزوجية تجسيرها بسهولة، فيكون الطلاق هو الحل.

الخيانة الزوجية، هي السبب الثالث في زيادة منسوب الطلاق في المجتمع، لأنها تُمثل شرخاً غائراً في هذه الشراكة التي تُبنى على الأمانة والإخلاص والثقة.

السبب الرابع، هو عدم التواصل والتحاور والتفاهم بين الطرفين، مما يجعل حياتهما أشبه بعالم من العزلة، فتبعد المسافات وتبدأ المشكلات وتتعقد الخلافات.

أما السبب الخامس، فهو تقصير الزوجة في الواجبات المنزلية والاهتمام بالزوج، أو تقصير الزوج في تحمل المسؤولية والالتزام بالأعباء المالية، وتحت إصرار كل طرف بتوجيه الاتهام للآخر، دون مراعاة للظروف والامكانيات، يتسلل الطلاق بوجهه الخبيث للقضاء على هذه المؤسسة الإنسانية الرائعة.

السبب السادس، هو سيطرة الأهل، والأم تحديداً، وتدخل الأقارب في التفاصيل الصغيرة والكبيرة بين الزوجين. فالتدخلات الكثيرة التي تخترق هذه العلاقة الخاصة بين الزوج وزوجته، هي أحد أهم أسباب الطلاق في مجتمعنا، بل وكل المجتمعات العربية والإسلامية.

الاختلاف على الأولويات والاهتمامات والطموحات بين الزوجين، هو السبب السابع لحالات الطلاق. وعدم الوصول إلى نقطة التقاء واتفاق بين الطرفين، قد يُنهي الحياة الزوجية مبكراً.

الإدمان على الكحول والمخدرات، هو السبب الثامن الذي يؤدي إلى اللجوء للطلاق، وخاصة من قبل الزوجة أو أهلها.

السبب التاسع، هو ذكورية المجتمع الذي قد يُشجع الرجل على التساهل باستخدام الطلاق كورقة ضغط لأنه يستطيع أن يبدأ حياة أخرى بكل يسر وبساطة، بينما المرأة المطلقة تعيش المعاناة بكل آلامها وقسوتها، إضافة إلى أن هذا المجتمع الذكوري، يُحمّل المرأة دائماً السبب في حدوث الطلاق.

التقنية الحديثة، من إنترنت وأجهزة ذكية ووسائل ووسائط التواصل الاجتماعي وغرف المحادثة وغيرها، هي السبب العاشر، حيث تسببت وبشكل كبير جداً في تنامي حالة الشك والاتهام والريبة بين الزوجين، مما جعل الطلاق في كثير من الأحيان، أحد الحلول التي يُقدم عليها أحد الطرفين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بواسطة: فاضل العماني .

عوانس بالجملة وشباب عازف عن الزواج!

أصبحت العنوسة شبحا يهدد الأسرة العربية، فقد أشارت دراسة حديثة إلى أن ثلث عدد الفتيات في الدول العربية‏ ‏بلغن سن الثلاثين دون زواج، ففي السعودية أكَّدت إحصائية صادرة من وزارة التخطيط أن ظاهرة العنوسة امتدت لتشمل حوالي ثلث عدد الفتيات السعوديات اللاتي في سن الزواج.

وقد ذكرت الدراسة أن عدد الفتيات اللواتي بلغن سن الزواج ولم يتزوجن 1529418 فتاة، وكانت مكة المكرمة قد شكلت النسبة الكبرى بوجود 396248 عانس، تليها منطقة الرياض بوجود 327427 عانس، ثم المنطقة الشرقية (228093)، ثم منطقة عسير (130812)، تليها المدينة المنورة (95542)، ثم جازان (84845)، ثم القصيم (74209)، ثم الجوف (5219)، وحائل (43275)، ثم تبوك (36689)، والمنطقة الشمالية (21543 عانس).

ووفقا لدراسة نُشرت في الإمارات فإن عدد العوانس قد وصل إلى 68% ممن في سن الزواج؛ أي أن في كل بيت إماراتي فتاة عانسًا، وكشفت دراسة حديثة أن 35% من الفتيات في كل من الكويت وقطر والبحرين بلغن مرحلة العنوسة، وانخفضت هذه النسبة في كل من اليمن وليبيا لتصل إلى 30%، بينما بلغت 20% في كل من السودان والصومال، و 10% في سلطنة عُمان والمغرب، وكانت أعلى نسبة قد تحققت في العراق إذ وصلت إلى
85%.

أما في مصر فقد كشفت الدراسة التي أجراها مركز الدراسات الاجتماعية إلى وجود 9 ‏ملايين فتاة فاتهن قطار الزواج.

وقد أوضحت الإحصائيات أن العنوسة لا تقتصر على النساء فقط، فالعزوبية فرضت نفسها بقوة على واقعنا العربي، ففي السعودية يمثل العزاب نسبة كبيرة من شريحة الشباب التي تمثل 60% من المجتمع السعودي، حيث يحجم عدد كبير من الشباب السعودي عن الزواج، ويشير تقرير صدر عن الهيئة السعودية العليا لتطوير مدينة الرياض إلى أن نسبة العزاب في العاصمة بلغت عام 2004 نحو 24%من إجمالي الذين تبلغ أعمارهم 22 عاما فأكثر.

وأرجع التقرير إحجام الشباب عن الزواج إلى عدة أسباب منها: الخوف من تحمل المسئولية، النظر إلى الزواج على أنه التزام وتقيد، وكذلك ارتفاع تكاليف الزواج بشكل كبير في المجتمع السعودي حيث يتراوح المهر في المتوسط من 50 إلى 65 ألف ريال أما باقي تكاليف الزواج قد تصل إلى 250 ألف ريال سعودي.

أما في الإمارات فقد كشفت دراسة أجراها صندوق الزواج حول التوقعات المستقبلية للعزاب والعازبات حتى عام 2015 في الفئة العمرية من 15-49 سنة زيادة عدد العزاب من الجنسين بشكل ملحوظ؛ حيث من المتوقع أن يصل عدد العزاب والعازبات إلى 198.8 ألفًا عام 2015.
وتتوقع الدراسة أن يصل عدد العزاب عام 2010 إلى 97.560 ألف عازبا، وسوف يتزايد العدد تدريجيًّا حتى يصل العدد إلى 110 آلاف عازب عام 2015 كما تتوقع الدراسة في المقابل أن يصل عدد العازبات من الفتيات الإماراتيات من نفس الفئة العمرية إلى 76.630 ألف عازبة عام 2010 ترتفع إلى 88.780 ألف عازبة عام 2015م.
ويعانى مجتمع الإمارات من ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج رغم محاولات صندوق الزواج تقديم منح نقدية للشباب للتشجيع على الزواج.

وفي سورية بيّنت الأرقام الرسمية أن أكثر من 50% من الشبان السوريين لم يتزوجوا بعد، بينما لم تتزوج 60% من الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 25 و29 عاماً، وبلغت نسبة اللواتي تخطين 34 عاماً دون زواج 37.2%، وهو ما يعني أن أكثر من نصف النساء غير متزوجات
.

وفي لبنان أكدت إحصائية أجرتها وزارة الشؤون الاجتماعية والصحة اللبنانية أن نسبة الذكور غير المتزوجين ما بين 25 و30 سنة تبلغ 95.1% والإناث
83.2%.

أما في مصر فقد أكدت دراسة صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن نسبة غير المتزوجين من الشباب من الجنسين بلغت بشكل عام حوالي 30%، وبالتحديد 29.7%
للذكور و28.4% للإناث.

وأشارت نتائج دراسة أردنية مماثلة إلى تأخر عمر الفتيات عند الزواج الأول إلى 29، بينما يتأخر إلى 31 سنة لدى الذكور
.

وفي الجزائر كشفت الأرقام الرسمية، التي أعلنها الديوان الجزائري للإحصاء أن هناك أربعة ملايين فتاة لم تتزوج بعد على الرغم من تجاوزهن الرابعة والثلاثين، وأن عدد العزاب تخطى 18 مليوناً من عدد السكان البالغ 30 مليون نسمة
.

أما في تونس فقد أشارت إحصائيات جديدة قامت بها مصالح الأسرة التونسية إلى ارتفاع نسبة العزوبية بشكل كبير في أوساط الذكور والإناث، وأن 67% من المنتمين إلى الفئة العمرية (25- 29) هم في حالة عزوبة، وأن هذه النسبة اللافتة للانتباه مرتفعة لدى الذكور أكثر بـ 85%، مقابل 49% بالنسبة للإناث.

وقد شملت الظاهرة الشباب من 35 إلى 39 عاما حيث بلغت نسبة غير المتزوجين من هذه الفئة 20%، وكذلك الأمر لمن تتراوح أعمارهم بين 40 و 44 عاما، فقد شملت العزوبة من بينهم 
6% من الذكورو 9% من الإناث.

* أسباب شتى:
في المجتمع الخليجي بصفة عامة والسعودي بصفة خاصة تتضح مشكلة العنوسة للفتيات وعزوف الشباب عن الزواج في قضية اجتماعية مزدوجة مرتبطة بالغلاء في المهور والعادات والتقاليد الاجتماعية البالية وعجرفة أولياء الأمور ومبالغة الفتيات في فتى الأحلام الذي تنتظره حتى يفوتهن قطار الزواج وأيضا مبالغة الشباب في المواصفات والمقاييس المطلوبة في زوجة المستقبل.

يقول عبد العزيز عبد الرحمن المالكي المدير التنفيذي للجنة البيت السعيد في قطر: من أهم أسباب العنوسة كثرة تكاليف الزواج والمبالغة فيها، وليس المقصود هنا المهر أو الصداق المسمى في عقد الزواج فقط لأنه قد يكون الصداق شيئا رمزيا، ولكن ما يتبع هذا الصداق هو متطلبات أهل الزوجة من تكاليف الزواج من حفلات عدة، مثل حفل ليلة عقد الزواج، ومن ثم حفلة الخطوبة، ولبس الشبكة، ثم هناك حفل الزفاف للرجال وللنساء، ثم هدية العروس في اليوم التالي للزواج وإقامة وليمة لأهل العروسين في ثاني يوم من الزواج، إضافة إلى ذلك يتم تأخير سن الزواج بالنسبة للفتاة بحجة إكمال دراستها الجامعية وإيجاد الوظيفة.

ويؤكد الباحث مازن الشيخ علي في دراسته عن ظاهرة العنوسة في العالم العربي لا سيما في دول الخليج أن لتعليم الفتاة دوراً في استفحال هذه الظاهرة، فالفجوة الثقافية التي نشأت بين الفتيات والشبان من جراء إقبال عدد متنام من الفتيات على التعليم جعل الشبان يحجمون عن الفتاة المتعلمة خوفا من تعاليها نتيجة عدم التكافؤ. وربما كان لتحرر الشبان أيضا دور في إحجامهم عن الارتباط بفتاة عربية لأنهم يرغبون في علاقات لا تتقبلها التقاليد العربية من جهة، ومن جهة أخرى تضطر الفتاة العربية حتى وان ابتعدت نظريا عن القيم السائدة في مجتمعها إلى أن تكون أكثر حذرا من الشاب وذلك لأن وضعها أكثر حساسية من وضعه والنتائج التي قد تترتب على تمردها على القيم الاجتماعية السائدة أكثر قسوة من تلك التي قد تواجه الرجل.

* الزواج أم الشهادة الجامعية؟
يربط الدكتور محمود علي أستاذ علم الاجتماع بين تعليم الفتاة وتأخر سن الزواج ويقول : وصول المرأة إلى مراحل متقدمة في التعليم قد يجعل الرجل يحجم عنها ولا يرغب بها كونها قد تضع نفسها موقع الند مع زوجها، ويرغب في الارتباط بصغيرة السن قليلة العلم اعتقاداً منه أنها أكثر طاعة ويمكن تشكيلها على الصورة التي يرغبها.
وفي المقابل فإن ضعف رغبة الشباب في إكمال التعليم العالي يحدث فجوة بينهم وبين رغبة الفتيات في الحصول على درجات عليا للتعليم وهو ما أشارت إليه إحصاءات دراسة أجراها مجموعة من الباحثين حيث طالب28% من العينة أن يقل مستوى تعليم المرأة عن تعليم الزوج، بينما أيد وفضل53% منهم تساوي تعليم المرأة والرجل.

وللفتيات رأي في إرجاع سبب العنوسة إلى إكمال الدراسة:
– تقول رقية: الشخص المناسب يمكن أن ينتظر إلى أن تنتهي الفتاة من دراستها، وإن كنت قد عايشت بعض الزيجات الناجحة التي تمت أثناء دراسة الفتاة ولكنها بالتأكيد قد عطلتها لبعض السنوات عن إكمال الدراسة، وبعضهن قد تركن الدراسة إلى الأبد لعدم استطاعتهن التوفيق بين شغل البيت ومتطلبات الدراسة، خاصة الدراسة العملية التي تستلزم الحضور والمتابعة والقيام بأبحاث وأشياء أخرى كثيرة تحتاج إلى تفرغ.

– أما زينب فتقول: أنا مع إكمال الفتيات لتعليمهن، وإذا جاء إحداهن شخص مناسب يمكنه الانتظار، وقد تكون الخطبة حلا وسطا.
بعض الفتيات يجدن أنه من الأهمية أن تواصل تعليمها، وتحصل على شهادات أعلى، وأن تلتحق بوظيفة ثابتة، وهذا لم يعد متاحاً الآن إلا بعد سنوات طويلة من الكفاح، خاصة في ظل صعوبات تواجه توظيف النساء والرجال، كما أن القطاع الخاص يفضل الرجال فقط، فتضطر الفتاة لأن تظل سنوات طويلة لتستقر في وظيفة محترمة، وبعد ذلك تبدأ في التفكير في الزواج.

ضمان:
تقول الكاتبة أمجاد محمود رضا : تُروج دائماً فكرة مفادها أن المرأة بشغفها بالعلم تكون قد تسببت في عنوستها أو تُلصق التهمة بالأهل بترديد غلاء المهور..! ولكن هل شغف الفتاة بالعلم هو السبب أم أن المرأة بحكم الواقع أصبحت واثقة بأنه لا أمان لها سوى بالشهادة وأخشى أن تمتد المقولة ليكون الأمان بحصولها على الوظيفة وتكون في هذه الحالة دخلت في دائرة العنوسة فعلياً وذلك بسبب طول الانتظار..
والسؤال: ما الذي يدفع بالمرأة وحتى بأهلها لتفضيل إكمالها لتعليمها عن الزواج المبكر وذلك وفقاً لما جاء في دراسة د.أبو بكر باقادر أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك عبد العزيز.؟!

الدراسة لفتت الانتباه إلى إن هناك اتجاهاً إلى طلب مؤخر صداق باعتبار أنه نوع من الضمان المالي للزوجة كما كشفت عن ميل بعض الأسر إلى كتابة شروط في عقد الزواج كالاستمرار في عملها أو دراستها مع اشتراط نسبة ضئيلة لأن تكون العصمة بيد الزوجة!!
ولو أمعنا النظر في تلك الشروط لوجدناها تنبئ عن فقدان ثقة بالطرف الأخر ” العريس” مما جعل الفتاة وأهلها يبحثون عن الضمانات.. أليسوا معذورين في ظل حدوث أكثر من 12 ألف حالة طلاق سنوياً في المملكة وزيادة في نسب الطلاق قبل الدخول بين الفتيات..!؟

* مبالغة:
– تقول مريم سلمان: الكلام عن ارتفاع تكاليف الزواج مبالَغ فيه؛ فهناك من الشباب من ينفق ما بين 700 ألف إلى مليون ريال سعودي في شراء سيارة ليتفاخر بها بين أقرانه، ويغيِّر هاتفه الجوال كل شهر أو شهرين، وينظم رحلتين سنويتين لأوروبا وأمريكا تكلفه مبالغ طائلة؛ ربما من أجل السياحة، وحين يفكر في الزواج فهو لا يعرف من الدين سوى تيسير المهور، أو “خيرهن أيسرهن مهرا”!

– وتتفق فاطمة ناصر مع مريم، وتقول: هناك مئات من العائلات على أتم استعداد لتزويج بناتهن بمهور قليلة؛ فغالبا ما تكون الفتاة من أسرة متواضعة، والمشكلة ليست في صعوبة الزواج ولا في ارتفاع تكاليف الزواج.. إنما المشكلة في أن الشاب يريد مستوى معينًا، يريد فتاة جميلة وغنية ذات أصل وحسب ونسب، ويريد كل ذلك بثمن زهيد، وحبذا بدون ثمن؛ بدعوى أن أهل الفتاة يجب أن يسعدوا بشراء رجل.

* يفضلونها أجنبية:
الباحثة سمر العتيبي تشير إلى ظاهرة الزواج من الأجنبيات كأحد أسباب مشكلة العنوسة؛ حيث يفضل الشباب خصوصا المبتعثين للدراسة في الخارج الزواج من الأجنبية على اعتبار أن تكاليف الزواج منها منخفضة مقارنة بالزواج من فتاة مواطنة أو خليجية، ولعل هذه الظاهرة هي التي دفعت الحكومات الخليجية للتدخل للحد من زواج مواطنيها من أجنبيات، وعلى الرغم من تفاقم هذه الظاهرة فلا توجد بيانات يمكن الاعتماد عليها لتقييم حجمها حتى الآن، إلا أن تداعياتها خطيرة على التقاليد والأعراف والثقافة واللغة في الخليج، وتقود في النهاية إلى أطفال “مسخ” ليس لهم ولاء سوى للمادة أو للدولة التي تنتمي إليها الأم، لأن المجتمع الخليجي يرفض زواج ذرية هؤلاء من عائلات “أصلية” المواطنة؛ ما يدفع هؤلاء إلى الاستمرار في الحلقة المفرغة والزواج من أقارب الأم الأجنبية فيزداد الطين بلة.

* عاطلون:
الخبير الاقتصادي محمد المطيري يرجع أسباب العنوسة للبنات وعزوف الشباب عن الزواج إلى ارتفاع نسبة البطالة بين مواطني الخليج، وما يزيد من عمق المشكلة عدم وجود أي توافق بين ما تخرجه الجامعات والمعاهد من تخصصات ومتطلبات سوق العمل، فضلاً عن تفضيل القطاع الخاص لتشغيل الوافدين نظراً لقلة رواتبهم، ناهيك عن احتكار جنسيات بعينها لبعض الأنشطة والقطاعات الاقتصادية المحلية، بالإضافة إلى التوزيع القطاعي المختل لقوة العمل المواطنة. كل هذا يجعل المواطن أمام خيارين لا ثالث لهما: إما التسليم بالأمر الواقع والاستسلام للقدر والاعتماد على الأبوين في توفير متطلباته الشخصية… وفي هذه الحالة لن يسعى إلى الزواج وتكوين أسرة.

* مؤثرات:
يضيف الدكتور أحمد المجدوب أستاذ الاجتماع بعض العوامل المسببة لمشكلة العنوسة منها:

* تعرض الفتاة والشاب إلى المؤثرات الإعلامية كالبرامج الفضائية (المسلسلات أو النجوم) والتي تغير من تطلعاتهم إلى الزواج.
* عمل الفتاة وتبوؤها المناصب العليا يولد تخوف عند الخاطب من الارتباط بها لما يحمله شباب مجتمعاتنا من اتجاهات خاطئة تجاه المرأة العاملة وبالذات التي تتقلد المناصب العليا، تحديدا تجاه أفكارها وسمات شخصيتها وكونها ناجحة كزوجة.

والعمل يؤثر بصورة مباشرة في تأخر زواج الفتاة بسبب انغماسها في العمل ورفضها العديد من المتقدمين والخطاب وقد يرجع هذا إلى كثرة الأحلام والطموحات في زوج المستقبل والاعتقاد الخاطئ لدى بعض الفتيات أو أولياء أمورهن من أن الخاطب لديه أطماع في الراتب لذلك يتم فرض شروط عدة من الفتاة أو ولي أمرها بهدف ضمان استقلاليتها الاقتصادية.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بواسطة :سحر فؤاد أحمد .

الزواج ضرورة فلا تجعلوه حلما

أصبحت كثير من مجتمعاتنا تتفنن في تعسير السبل ووضع العراقيل أمام الزواج المبكر، سواء من خلال سن القوانين، أو المبالغة في وضع شروط الزواج ورفع تكاليفه وغلاء المهور وغيرها، وقد دعمت وسائل الإعلام النظرة الاجتماعية السلبية للزواج المبكر، وربطت بينه وبين المشكلات الأسرية والصحية، بل إن وسائل الإعلام ساهمت في الترويج لمفاهيم كثيرة خاطئة، تجاوزت التنفير من الزواج المبكر إلى التركيز على المظاهر السطحية للزواج مثل: الحفلات والملابس والكماليات وغيرها، كما روجت تلك الوسائل لمواصفات الزوجين بعيداً عن الخلق والدين، فالزوج لا بد أن يكون غنياً ووسيماً، أما الزوجة فيجب أن تكون جميلة وموظفة، الأمر الذي كان له أثره في تغير نظرة الشاب والفتاة للزواج، مما أدى إلى تراجع الزواج المبكر.

· 
إحصاءات مخيفة
في الوقت الذي أعملت فيه التغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية أثرها على المجتمعات الإسلامية أصبح الزواج حلماً يراود ملايين الشباب في ديار المسلمين، فقد كشفت دراسة حديثة أن 35% من الفتيات في كل من: الكويت وقطر والبحرين والإمارات بلغن مرحلة العنوسة، وانخفضت هذه النسبة في كل من: اليمن وليبيا، لتصل إلى 30%، في حين بلغت النسبة20% في كل من: السودان والصومال، و10% في سلطنة عُمان والمغرب، وكانت في أدنى مستوياتها في فلسطين، حيث مثلت نسبة الفتيات اللواتي فاتهن قطار الزواج 1%، وكانت أعلى نسبة قد تحققت في العراق إذ وصلت إلى 85%.
وقد أوضحت الإحصائيات أن العنوسة لا تقتصر على النساء فقط، فهناك نسبة كبيرة من الرجال يعانون هذه الظاهرة، ففي سورية بيَّنت الأرقام الرسمية أن أكثر من 50% من الشباب السوريين لم يتزوجوا بعد، في حين لم تتزوج 60% من الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 25 و29 عاماً، وبلغت الفتيات اللاتي تخطى عمرهن 34 عاماً دون زواج أكثر من نصف النساء غير المتزوجات.

وفي لبنان
: أكدت إحصائية أجرتها وزارة الشؤون الاجتماعية والصحة اللبنانية أن نسبة الذكور غير المتزوجين ما بين 25 و30 سنة تبلغ 95.1% والإناث 83.2%.

أما في مصر
: فقد أكدت دراسة صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن نسبة غير المتزوجين من الشباب من الجنسين بلغت 29.7% للذكور، و28.4% للإناث.
وأشارت نتائج دراسة أردنية مماثلة إلى تأخر عمر الفتيات عند الزواج الأول إلى 29.2سنة، بينما يتأخر إلى 31.9 سنة لدى الذكور.

وفي الجزائر:
 كشفت الأرقام الرسمية التي أعلنها الديوان الجزائري للإحصاء أن هناك أربعة ملايين فتاة لم يتزوجن بعد، على الرغم من تجاوزهن الرابعة والثلاثين، وأن عدد العزاب تخطى 18 مليوناً من عدد السكان البالغ 30 مليون نسمة.

أما في السعودية:
 فقد حذرت دراسة علمية قدمها الدكتور عبد الله الفوزان – أستاذ علم الاجتماع المشارك بجامعة الملك سعود بالرياض – من أخطار العنوسة، وذكرت تلك الدراسة أنه إذا استمرت ظاهرة الزواج المتأخر في المجتمع فإنها ستخلف أربعة ملايين فتاة عانس في السنوات الخمس المقبلة؛ في الوقت الذي يصل فيه عدد الفتيات العوانس الآن إلى مليون ونصف المليون فتاة.
وهكذا أصبحت العنوسة شبحاً يهدد الشباب من الجنسين في الوطن العربي.

* راغبات بشدَّة:
التقينا مجموعةً من الشباب والفتيات وسألناهم عن رأيهم في الزواج المبكر؛ فوجدنا معظم الفتيات الملتزمات لا يمانعن في الزواج المبكر، ولكن فئة أخرى من الفتيات المتأثرات بما يقال في وسائل الإعلام يرين ضرورة الحصول على الشهادات العلمية؛ لأنها هي التي تحقق الأمان بالنسبة للمرأة؛ فإذا ما ترك الزوج زوجته لأي سبب تستطيع المرأة أن تعمل وتكسب.
تقول أسماء- داعية وتعمل في تزويج الشباب المسلم –: “منذ سنوات عديدة تروِّج وسائل الإعلام للصورة السلبية للزواج المبكر، وتدعو الشباب والفتيات إلى تأجيل الزواج إلى ما بعد الانتهاء من التعليم، والحصول على عمل مناسب، وتحقيق ذاتهم، حتى وإن كان لديهم قدرات مادية عالية، لكني أشجع الزواج المبكر؛ لأنه يساعد الشباب والفتيات على تحصين أنفسهم، والتخلص من الضغوط النفسية والعصبية التي تواجههم؛ خاصة في ظل الإغراءات والتحديات وانتشار ثقافة الفضائيات التي تشجع على الرذيلة” .
وتؤيد منى الجوهري – 18 سنة طالبة بالمرحلة الثانوية – ما سبق وتضيف قائلة: “أمي تزوَّجت في سن 16 عاماً، والحمد لله أنجبت ثمانية أطفال وهي في شبابها، وكبرنا، وهي الآن بصحة جيدة، وتحب أبي، وتستمع لكلامه، وتلتزم بما يأمر عن قناعة وطيب خاطر، وأنا أتمنى أن أكون كذلك”.
وتقول هدى لاشين – 21 سنة طالبة بكلية العلوم -: “لدينا أستاذات جامعيات في مختلف التخصصات العلمية ولم يتزوجن، وقد تجاوز عمرهن الخامسة والثلاثين، ومنهن من تجاوزت الأربعين عاماً “عوانس”، وكثيرات منهن جميلات، ولكن الذي حدث أنهن تمسكن أولاً بالتعليم دون الزواج، وكانت شروطهن في طالبي الزواج صعبة، فتركهن القطار ومعظمهن نادمات، فالمملكة الحقيقة التي تسعد بها المرأة هي الزوجية والأمومة وأنا أفضل الزواج المبكر، وأتمنى أن يكون الزوج يناسبني: اجتماعياً ومادياً وثقافياً”.
أما مها حمدي – طالبة بكلية الزراعة – فتقول: “لقد تزوجت وأنا في السنة الأولى،  وكانت مسؤولية البيت والحمل بالنسبة لي صعبة في الشهور الأولى فقط؛ لكني تكيفت بعد ذلك مع زوجي الذي كان يساعدني في استذكار دروسي؛ حيث إنه يعمل معيداً بالكلية، ولكن يكفيني الاستقرار النفسي الذي أعيش فيه، والوقت ثمين في حياة المسلم، وحسن الاستفادة منه أثمن وأغلى، وبتنظيم الوقت يتم الزواج ولا تفوت الدراسة، وقد لاحظت أن معظم زميلاتي في الجامعة يطمحن إلى الزواج، فمن التحقت بالجامعة لا يقلقها التعليم أو المستقبل العلمي كثيراً، ولكن الزواج وصورة فتى الأحلام هي التي تهمها، وخصوصاً مع ارتفاع نسبة العنوسة”.

* مؤيدون:
إذا كان يصعب على الفتاة تحديد سن زواجها لأن هذا متوقف على من يتقدمون لخطبتها؛ فإن معظم الأمر متعلق بالشباب، وهناك نوعان منهم: نوع يعيش في حرية واختلاط ولا يريد أن يتحمل مسؤولية أسرة ورعاية أطفال، وآخر ملتزم دينياً ويريد الزواج؛ لكن تحكمه الظروف.
يقول حسنين التهامي – 20 سنة – : “ظروفي المعيشية صعبة، ولكني أتعفف بالصيام حتى أستطيع الزواج”.
أما شوقي إبراهيم – 23 سنة – فيقول: “القول بأن الشاب يجب أولاً أن يدَّخر مبلغاً من المال ثم يتزوج قول خاطئ؛ لأنني تزوجت بالقليل وبأثاث يسير، وكافَحَتْ معي زوجتي، وبفضل تدبيرها ورعايتها أكرمنا الله، وأنا الآن أعمل بجانب إكمال دراستي، وزوجتي تهيئ لي الجو المناسب، فالزواج معين على الدراسة ومهيئ لها؛ لأنه سبب الاستقرار والسكن، والتفرغ الحقيقي للدراسة لا يحصل بترك الزواج، ولكن بالتجرد من المشاغل الأخرى وإضاعة الوقت سدى”.

أحمد جمال – شاب فلسطيني يعيش بالقاهرة منذ 18 سنة –
 يقول: ” الزواج المبكر وسيلة شريفة، وغض للبصر، وعفة، و تكثير للنسل، وقد روي عن رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم- قوله: “تزوجوا الولود الودود”. وسلاح المسلمين يجب أن يكون الزواج المبكر والنسل؛ لكي نواجه أعداء الإسلام الذين تكاثروا علينا، ويجب ألا نحتج بالظروف المادية والاقتصادية، ففي اليسر بركة”.

* رأي العلماء:
الدكتور جلال عجوة – أستاذ الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر – يقول: “الزواج المبكر له أهمية خاصة، وفي هذا الوقت الذي تنتشر فيه الإغراءات وفرص الفتنة والاختلاط، وما تبثه وسائل الإعلام؛ يجب على الشاب أن يؤهِّل نفسه مبكراً من الناحية التربوية والنفسية لأن يتحمل مسؤولية الزواج والإنجاب، ويكون بحق أميناً على نفسه وأسرته.
وقد كان سلفنا الصالح وصحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يتزوجون مبكراً، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “من استطاع منكم الباءة فليتزوج”. وقد خُطِبَت السيدة عائشة لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهي دون العاشرة، وأصبحت أُماً للمؤمنين، تَروي الحديث عن رسول الله، وتعلم المسلمين أمور دينهم”.
ويؤكد الدكتور عبد العظيم المطعني- الأستاذ بالأزهر- هذا الكلام بقوله : “لابد من تشجيع الشباب والفتيات على الزواج المبكر، فالزواج مطلب فطري وشرعي دعا إليه الإسلام، وشرَّع ما ينظمه، فهو السبيل لإعمار الأرض، وعبادة الله جيلاً وراء جيل، فعلى مجتمعاتنا أن تعي أهمية الزواج، وتيسر السُبل إليه، وتسرع الخطا نحوه ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً”.
وأضاف المطعني: “لابد من العمل على خفض تكاليف الزواج، والرجوع إلى السُنَّة النبوية الشريفة، ويكون تقييم الرجل من خلال دينه وتمسكه بصحيح الإسلام، وليس من خلال مقدرته المالية، ولا بد أيضاً أن تتمسك المرأة المسلمة بتعاليم الإسلام، وأن تضع نصب عينيها اختيار الرجل على أساس دينه ومعاملته، وليس من أجل قدراته المادية، كما يجب على الآباء مساعدة أبنائهم وعدم المغالاة في المهور، أو في متطلبات الحياة الزوجية”.
وفي دراسة للدكتور فهد السنيدي – أستاذ الفقه بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – أشار إلى أهمية الزواج المبكر، وعدم تأخير الزواج بحجة الدراسة، فالجمع بين الزواج والدراسة يحقق مطلبين شرعيين في آن واحد، فالزواج رغَّب فيه الشارع وحث عليه، فهو حاجة فطرية للإنسان، كما أن تحصيل العلم مطلب شرعي، ولم يأت من الشارع ما يمنع الجمع بينهما، ما دام الوقت متسعاً لهما معاً، فهما كأداء الصلاة والزكاة والصيام في الوقت المتسع لها جميعاً.
ويضيف الدكتور فهد: “إن الزواج أمر فطريٌّ ومطلب شرعيٌّ، يُخشَى بسبب تركه أو تأخيره حدوث الفتنة، بخلاف الدراسة فلا ضرر في تأخيرها، ولا شك أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، ولعل في الجمع بين الدراسة والزواج استغلالاً لأفضل مراحل العمر في تحقيق ما لا بدَّ منه على أفضل وجه ممكن، وكذلك توظيف لقدرات الشخص الجسمية والعقلية والفكرية في آن واحد، وإشباع كل منها في مجالاتها”.

* فوائد جمَّة:
الدكتورة أسماء يونس – أستاذة علم الاجتماع – تقول: “إنني أفضِّل زواج الفتاة وعمرها ما بين 20- 25 سنة، أما إذا تأخرت عن ذلك فلا تستطيع أن تتكيف مع زوجها نفسياً واجتماعياً، فمرونة التكيف تكون أكثر مع الزوجة صغيرة السن، أما الفتاة كبيرة السن فقد حددت أهدافها مسبقاً، ولها نظرة ثابتة في الحياة؛ مما يشكل عائقاً في تأقلمها مع حياتها الجديدة، كما أن الزواج المبكر يتيح فرصة أكبر للحمل والولادة وتنظيم الأسرة؛ لإعطاء كل طفل حقه في الرعاية والاهتمام؛ حيث تكون الفتاة في قمة نشاطها البدني والعقلي، وتكون قدرتها على التحمُّل أكبر.
إلى جانب وجود طاقة وقدرة على العطاء العاطفي والنفسي والحركي، ومقدرة أيضاً على ممارسة الأمومة بنضج أكبر، وأنصح الفتيات بالزواج المبكر إذا أتاهن من يرضين دينه وخلقه؛ فبالزواج تحفظ الفتاة نفسها وتستقر نفسياً”.

الدكتور يسري عبد المحسن – أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة –
 يقول: “لا أعتقد أن هناك شاباً سويّاً – أو فتاة – يرفض أو يؤجل الزواج، فالزواج المبكر مطلب طبيعي للشباب، فالقوة الجسمية والاستعداد البدني أمور ترغِّب في النكاح، ووقت تكاملها مرحلة الشباب، وكلما تقدم العمر قلَّت العوامل الفطرية الدافعة إلى النكـاح، لكن هذا يتوقف على الظروف الاقتصادية والاجتماعية” .
أما الدكتورة ناهد الطويل – المتخصِّصة بالنساء والتوليد – فتقول: “من الناحية الصحِّية الزواج المبكر أفضل للمرأة وهي ما بين 18- 25 سنة؛ لأنه بعد ذلك توجد صعوبات في الحمل والولادة ونسبة العقم، وتزيد هذه الصعوبات كلما ارتفع سنُّ الزواج”.
وتضيف الدكتورة ناهد: “من ناحية أخرى ثبت أن الزواج يقي الرجال والنساء متاعب الصداع العارض والمزمن؛ حيث يساعد الشعور النفسي بالعلاقة المستديمة المستقرة على تخفيف حدة اضطراب الجسم، وعلى إفراز هرمونات السعادة بكمٍّ أكبر من هرمونات القلق والخوف والحزن”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بواسطة: سحر فؤاد أحمد.

 

ارتفاع نسبة الإناث

السؤال الأول : ما سبب ارتفاع نسبة الإناث على مستوى العالم 

تؤكد الدراسات أن نسبة النساء في العالم بدأت تفوق نسبة الرجال ,حيث تبلغ نسبتهن 50.7% مقابل 49.3% للرجال أي 103 نساء مقابل 100 رجل في المتوسط وهي تسير بوتيرة الارتفاع التدريجي ليتسع الفارق بينهما خلال السنوات القادمة . لكن النسبة في المجتمع الغربي اعلى منه في المجتمعالعربي اذ تبلغ 114 نساء لكل 100رجل اما في المجتمع العربي فتبلغ 96 امرأة لكل 100رجل . فمن خلال الاحصائيات الصادرة عن الأمم المتحدة وجدت ان نسبة الشباب بدأت بالاتناقص أمام نسبة الاناث بشكل عام  حيث يعيش أكثر من بليون شاب في عالمنا اليوم

على الرغم من اننا نلاحظ أن نسبة الشباب الى اجمالي نسبة الاناث تتجه الى الانخفاض كما يتضح من الجدول أعلاه، وهذا يعتبر مؤشرا على وجود تغيرات هامة جدا قد تطال التركيبة الديمغرافية لسكان العالم خلال العقد القادم . ”


 .

جدول رقم 1
عددونسبة الشباب الى اجمالي سكان العالم
نسبة الشباب الىاجمالي سكان العالم الشباب السنة
19.4% 941 Million 1985
18.4% 1,019 Million 1995
15.4% 1,222 Million 2025

 

المصدر: “آفاق السكان في العالم”-دائرة السكان بالامم المتحدة 2000
World PopulationProspects: The 2000 Revision, United Nation Population Division

السؤال الثاني : وماذا عن الوضع في المجتمع الخليجي على العموم والمجتمع الاماراتي على التحديد .

 

المجتمع الخليجي ، مثله مثل أي مجتمع شرق أوسطي، مجتمع ذكوري يتحكم فيه الرجل تحكماً مطلقاً، رغم أن المجتمع يتكون نصفه من النساء، وفي بعض المجتمعات العربية يفوق عدد النساء عدد الرجال. وفي المجتمع الخليجي تبلغ نسبة الشباب عموما دون سن الرابعة عشر 49.23 بالمائة كما ذكرتها الاحصائيات في تاريخ 5 ديسمبر 2001 وتبلغ نسبة النساء في المجتمع الخليجي 49.4 بالمائة فإذن نسبة البالغين منهم لا تتعدى 50 بالمائة، نصفهم نساء, أي نسبة الذكور البالغين لا تتعدى 25 بالمائة.

أما عن وضع مجتمع الامارات فقد يبلغ عدد سكان دولة الامارات العربية المتحدة وفقا لآخر احصاء وزارة التخطيط في نهاية العام ١٩٩٥ (مليونين وثلاثمائة وسبعة وسبعين الفا واربعمائة وثلاثا وخمسين نسمة).يبلغ عدد الذكور مليونا , ٥٧٩ الفا ,٧٤٣ , وعدد الاناث ٧٩٧ الفا ,٧١٠ نسمات من الاناث.

وكان إحصاء سنة ١٩٧٥ قد بين ان العدد الاجمالي لسكان الدولة سجل ٥٥٧٨٧٧ نسمة فبلغ عدد الذكور من الاجمالي ٣٨٦٤٢٧ بينما بلغ عدد الاناث  ١٧١٤٦٠ ،  وأفاد الكتاب الاحصائي الصادر عن وزارة التخطيط ان عدد سكان دولة الامارات في العام ١٩٩٢  بلغ  ٢٠١١٠٠٠ منهم  ١٢٠٨٠٠٠ من الذكور اي ما نسبته ٠٦ر٦٠ % من عدد السكان ٨٠٣٠٠٠من الاناث اي ٩١ر٣٩% من عدد السكان.

‏ ‏

 

 

السوأل الثالث : وما علاقة ذلك بارتفاع العنوسة

 

تعد مشكلة العنوسة في المجتمع الاماراتي من المشكلات الحديثة التي اخذت تبرز فيالسنوات الماضية، حيث تؤكد مختلف المعلومات الاحصائية والمؤشرات الخاصة بها بتناميهذه المشكلة على الرغم من عدم وجود دراسات ميدانية قائمة تؤكد على ذلك ، لكن هناكمؤشرات واضحة يمكن الاستدلال منها على ارتفاع نسبة العنوسة بشكل عام، اذ توضحالبيانات الاحصائية المنشورة من وزارة العدل ووزراة التخطيط عن عدد عقود الزواج ، كما يمكننا الاستدلال على ازدياد العنوسة، من خلال انخفاض عدد عقود الزواج لأول مرة، منسوباً الىالذكور والاناث الذين لم يسبق لهم الزواج ابداً. 

لكن خطورة استمرار هذا الوضع لا يخفى على المراقب والمختص ما يترتب على ذلك من اثار سلبية على الفرد والاسرةوالمجتمع تتمثل بابعادها الاجتماعية والنفسية والصحية والاقتصادية، كما ان مشكلةالعنوسة عادة ما ترتبط بمفهوم تأخر السن عند الزواج، واحيانا قد تصل الى تجاوز قطارالزواج للعديد من شرائح المجتمع، وبالذات فئة النساء منه، وهي تعني حرمان حق منحقوق المرأة وهو حقها في الزواج.

 

السؤال الرابع  : ماهو انعكاس ذلك على التركبية السكانية

تكمن المشكلة على المدى البعيد ، حيث تؤدي مشكلة العنوسة الى  تناقص عدد السكان خلال السنوات القادمة ، وهذا يؤدي الى تقليل معدلات الانجاب وبالتالي تناقص فيعدد السكان على المدى البعيد، لأن الاسرة هي وحدة البناء في المجتمعاتالسليمة ، فان انخفاض اعداد الاسر نتيجة انخفاض اعداد المتزوجين سيؤدي الى اضمحلالالمجتمع وتناقصه وربما الاندثار، ولعل البعد الاقتصادي في هذا الجانب متشعب، فتناقصالسكان يؤدي الى تناقص حجم الطلب الكلي على السلع والخدمات، مما يؤدي الى الاضراربمصالح المنتجين نتيجة لذلك واضطرارهم للبحث عن اسواق جديدة لتصريف منتجانهم ويؤديكذلك الى انخفاض اعداد الداخلين الجدد الى سوق العمل، والذي يعني ازدياد الطلب علىعنصر العمل الذي يصاحبه ارتفاع حاد في الاجور، مما يؤدي الى ارتفاع تكاليف الانتاج، وبالتالي المساهمة في رفع الاسعار، كما ان تناقص اعداد الداخلين الجدد لسوق العملله ابعاد اخرى .

 كما ينجم عادة عنالعنوسة امراض وانحرافات سلوكية تصيب افراد المجتمع منها ، ازدياد الفساد، والامراضالنفسية ، وانتشار الامراض الجنسية ، وما مرض فقد المناعة المكتسبة « الايدز» الاواحد من اخطرها ، ويعني ذلك ارتفاع تكاليف المعالجة لمثل هذه الامراض ، مما يحملمؤسسات الدولة نفقات اضافية لدعم المؤسسات الصحية والاجتماعية والقضائية والتيتنشغل بافرازات هذه الظاهرة.

 

السؤال الخامس : بدأت تبرز ظاهرة جديدة أخذت بالتنامي مع وجود أزمة العنوسة في المجتمعات العربية وهي ظاهرة العنوسة الاختيارية أو العنوسة التوحيدة فما هي هذه الظاهرة . 

العنوسة ليست دائمًا عنوسة قسرية، بل هناك أيضًا عنوسة اختيارية؛ بمعنى أن اختيارها يتم بمطلق الإرادة وبكامل التصميم.وهذه ترجع لعدة أسباب ربما يكون ذلك لعدم الرغبة في تحمل مسؤولية الأسرة والأطفال – وهذا ينطبق على الجنسين. أو قد يكون لأسباب نفسية، كتجربة تعرَّض لها أحد الطرفين وأدَّت إلى اتخاذ هذا الموقف (منها، مثلاً، قصص الحب الفاشلة، أو خيانة أحد الطرفين، وهنا لا بدَّ من الإشارة إلى نقطة هامة من الجدير التطرق إليها، ألا وهي ذلك التغيرات التي عصفت بالمجتمع واختلاف الادوار المنوطة بالرجل والمرأة الذي جعل من مجتمعنا مزيجًا متناقضًا ومتفجرًا من موروث قديم من جهة ، وانفتاح على ثقافات جديدة لا مناص من الاعتراف بها .

 من جهة أخرى قد نرى أن البعض من الفتيات يُعجَبن مثلاً بأحد الشباب ويفضِّلن الارتباط به وتكملة مشوار العمر معه؛ لكن المجتمع والأعراف والتقاليد لا تسمح للفتاة بالتقدم لطلب يد الشاب، فتبقى هذه الفتاة تنتظر هذا الشاب الذي قد يكون غير شاعر بوجودها؛ وتستمر هذه الفتاة في رفض العرسان وانتظار هذا “الآخر” الذي قد لا يأتي. وهذا الأمر يؤدى، كما هو واضح، إلى عنوسة هي في نفس الوقت اختيارية

كما يلعب الجانب الاقتصادي دورا مؤثرا ، وهو أن المرأة المستقلة اقتصاديًّا تستطيع العيش وحدها في مسكن خاص بها؛ وهي مع تقدم السن، تصبح مقبولة اجتماعيًّا، خاصة وأن الأمان الاجتماعي في بلدنا، بشكل عام، قد يشجعها على اتخاذ قرار الاستقلالية عن الأخ المتزوج أو الأخت المتزوجة؛ وبالتالي، أصبحت هذه الفتاة غير مضطرة للزواج من أجل “السترة” إذن نستطيع أن نقول إن العنوسة الاختيارية تحمل في داخلها عنوسة قسرية يتحمل المجتمع جزءًا من مسؤوليتها بسبب عدم تغييره للكثير من عاداته وأعرافه.

إن من أبرز الظواهر المفزعة في مجتمعاتنا اليوم ظاهرة عقوق الأولاد للآباء والأمهات ضعفت فيها هذه القيم فالأواصر الإنسانية والعلاقات الأسرية لا قيمة ، خاصة فيما يتعلق بالجانب المادي على الرغم من إنها تعد من أقوىأنواع العلاقات الإنسانية ومع ذلك فقد تقطعت هذه الصلة عندهم بشكل مريع ، كم نعانياليوم في حياتنا المعاصر من تمرد الأبناء والبنات من سوء أدبهم مع الوالدين، بل منعقوقهم للوالدين. ومن أقرب الأمثلة على ذلك في حياتنا الاجتماعية المعاصرة يكبرالأبناء والبنات فإذا كبروا وذهب كل واحد منهم إلى سبيله تركوا الأبوين وحيدينمهجورين وربما كان أحدهما باقيًا فيُترك مهجورًا وحيدًا وقد بلغ مرحلة الشيخوخة بلغمرحلة من العمر هو في أمس الحاجة فيها إلى الخدمة والرعاية وإلى وقوف الذريةبجانبه ، ثم يتلفت فلا يجد أحدًا من أولاده حوله وهجرهم أولادهم فلم يجدوا من يرعاهم أويخدمهم وهم في هذه المرحلة البائسة الصعبة

ولما سُئل رسول الله : أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: ((الصلاةعلى وقتها)) قيل: ثم أي؟ قال: ((بر الوالدين)) قيل: ثم أي؟ قال: ((الجهاد في سبيلالله))[1].

فانظر كيف رتب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الواجباتوالفرائض فجعل بر الوالدين وطاعتهما والإحسان إليهما وبرهما بعد الصلاة وقبل الجهادفي سبيل الله .

 

السؤال : هل تعتبر هذه المسألة في حكم الظاهرة في المحاتكم أو المجتمع  

أن يعق بعض الأبناء آباءهم فهذا حرام بالثلاث ، ولكنه أمر وارد في دنيا الناس خاصة في هذه الأيام التي قست فيها قلوب بعض الأبناء وصارت كالحجارة أو اشد قسوة، ولكن أن يسهم بعض الآباء في صناعة العقوق وفي حرمان أنفسهم من حنان الابن وبر الولد، فهذا دليل واضح على أن ثمة خطأ في أسلوب التربية وواقع الحياة الاجتماعية ، فـالتربية أساس تكون فكر الابناءبـِأهمال العوامل – الايجابة والسلبية – المحيطه بالأسرة التي تأثر على تربيةالابناء.


فهل وصلنا اليوم في حياتنا الاجتماعيةإلى الحد الذي يضطر فيه أحد الوالدين إلى رفع دعوى ضد ابنائه من أجل أن ينفقوا عليه ، هذه هي الحياة الغربية التي لم تكن موجودة لدينا قبل سنوات قليلة  والتي قدمت إلينا عبر الوسائل الإعلامية الهدامة المدمرة التي تبث سمومها فينا كليوم صباحًا ومساء إنها تغسل أدمغة المشاهدين وتصبغ النفوس بالصبغة الغربية حتىبدأنا نحس بآثارها في حياتنا الاجتماعية هذه المشكلات التي ما كنا نعهدها فيمجتمعات المسلمين.

تلك البرامج الإعلامية الهدامة والمدمرة تحرض الأبناءوالبنات على التمرد على الآباء والأمهات تحرضهم على سوء الأدب مع الوالدين تحرضهمعلى العقوق للوالدين، وقد قال : ((أكبر الكبائر الإشراك وعقوقالوالدين)).

. فيا أيها المسلمون جميعًا أوقفوا هذا السيل الإعلامي الهدام المدمروانفوا هذا الغزو المدمر الذي يحرض أولادكم وأبناءكم على التمرد على الانفلات منالضوابط والأخلاق، كل مسلم منا مسئول أن يفكر كيف يوقف هذا السيل الهدام. كل مسلممنا مسئول أن يحاول أن يوقف هذا السيل الإعلامي الهدام الذي هجم على بيوتنا وعلىأولادنا وعلى مجتمعاتنا، أوقفوا هذا التدمير هذه الفرنجة أيها المسلمون، هذاالتخريب أوقفوه قبل أن تخسروا أولادكم وتخسروا أسركم وتخسروا بناتكم وتخسروامجتمعكم.

السؤال السادس :

 

الأب نراه وللاسف مشغول بالعمل ، ويتكل على المدرسة أو أي هيئةتعليمية لتعليمهم ، و لا يحدد وقت معين لِـلقاء الابناء و هذا أهمال واضح وعلامةتعجب ! على بعض الاباء ،أو حتى اذا كان هناك لقاء و كلم الابناء الاب فانه لا يصغيلهم أو لا يعطيهم الاهتمام المطلوب! . ومن هنا يبدأ عقوق الأباء على الابناء ان صحالتعبير .
والأم أيضًا مشغولة بالحفلات والطلعات أو العمل ، ولا يظهرالاهتمام بالابناء الا بالامور المادية وكأن التربيه بالماده فقط ، وقد يكون احراجالابناء من العقوق ايضا >..

و قد تكون الاسباب نفسيه كماذكرتم ، مثلا تصرف الوالدين يعكس ما تلقياه منذ الصغر والمعامله التي تلقوها و و وو

وقد يكون العقوق على الابناء من طرف أحد الوالدين فقط , اما الأم أو الأب

اننا نعيش اليوم في مجتمع كثر فيه الفساد وكثرت فيه المشاكل فاصبحنا نسمع عنمقاطعات بين الاهل والاقارب ،
واصبحنا نسمع عن خصومات بين الجيران واصبحنا نسمععن مشاكل بين الاباء والابناء ولا ننسى كذلك الابناء اليوم يعيشون في مجتمع يدفعهمالى الفساد فكم سمعنا عن المخدرات او عن بيوت الدعارة او غير ذلك .
وهذا المجتمعالذي نعيش فيه يجب ان يكون مجتمعاً تملؤه السعادة والمحبة والتواضع والاحترامالمتبادل والتعاون وبمثل هذا جاءت الديانات السماوية ، جاءت لتصلح الفرد ولتصلحالمجتمع.
ونحن بدورنا ان شاء الله وسيرا على طريق اوامر الله اخترنا ان نأخذ معحضراتكم مشكلة من المشاكل التي ملأت المجتمع نقف عندها نبين خطرها على المجتمع ،وعلى الفرد ونبني طريق الاصلاح واستعين بالله لاقف معكم اولا عند مشكلة هي من اخطرمشاكل المجتمع وهي عقوق الوالدين .
هذان الوالدان هذان العنصران اللذان بهما قامالمجتمع وبهما استمرارية الحياة الاب والام اللذان وصى بهما رب العزة في الكتبالسماوية وصى بان نبرهما ، وان نتواضع لهما وان نرحمهما ، جاء في القرآن الكريمقوله تعالى : { وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندكالكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ، واخفضلهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا } وهناك الكثير منالآيات غير هذه الآية تأمر المسلمين ببر الوالدين وتحذر من عقوقهما بل وان النبيصلى الله عليه وسلم بيّن ان رضى الله من رضى الوالدين . وقال عليه الصلاة والسلاملما سئل عن احب الاعمال الى الله : «الصلاة على وقتها » قيل : ثم أي ؟ قال :« برالوالدين».
وجاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. يسأله الجهاد ( اييستأذن منه ليجاهد في سبيل الله ) فقال له عليه الصلاة والسلام أحيٌّ والداك ؟ قال : نعم يا رسول الله .. قال :« ارجع ففيهما فجاهد ».
انظر ايها الاخ الحبيب كيفقدم النبي صلى الله عليه وسلم .. بر الوالدين على الجهاد لهذا الرجل لتعلم ان برهمايجعل لك السعادة ويضمن لك الجنة وان عقوقهما يوردك المهالك وتضيق عليك الدنيا معسعتها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. (الا انبئكم باكبر الكبائر؟ الاشراكبالله وعقوق الوالدين ..) وقال عليه الصلاة والسلام :« لا يدخل الجنة عاق ولا منانولا مدمن خمر» نعم لا يدخل الجنة ذلك الانسان الذي اساء الى من كان سببا في وجودهلهذا وجب على نحذر كل عاقل ان يبر والديه وان يهتم بهما .

نصيحة
وننصحذلك العاق الذي سجن والده او ذلك الذي ضرب والده او امه او ذلك الذي شتم اباه وامهاو سخر منهما اياك ثم اياك ان هذا دين عليك سيكون من اولادك من يفعل بك ذلك ولو لميشاهدك ( وقيل:« كيفما تعامِل تُعامل » ، ولربما الكثير من يحفظ قصصاً من الواقعتحدثت عن أبناء آذوا آباءهم فجاء ابناؤهم بعد ذلك ليؤذوهم . وهنا يكمن الخطر الذييؤثر على المجتمع وهو توارث عقوق الوالدين فتخيل معي ايها القارىء الاب والاميعيشان في مجتمع ، الذي يظلمهما فيه هو ابنهما ويبقى هذا شيئا متوارثا للجيل الذيبعده والمطلوب وضع حد لهذه الآفة وهذه المشكلة الخطيرة .

العلاج
تذكرايها القارىء ان كنت بارا بوالديك او ان كنت عاقا جميلهما وتربيتهما لك وانت صغيرالسن ،تذكر من كان سببا لوجودك في هذه الحياة ثم اقرأ معي هذه الكلمات علَّ قلبك انيرق وعينك ان تدمع:
ايها المضيع لاكثر الحقوق ، الناسي لما يجب عليه، الغافلعما بين يديه ، بر الوالدين عليك دين وانت تتعاطاه باتباع الشيطان، تطلب الجنةبزعمك وهي تحت اقدام امك، حملتك في بطنها تسعة اشهر كانها تسع حجج وارضعتك من ثديهالبنا وغسلت الاذى وآثرتك على نفسها بالغذاء وصيرت حجرها لك مهدا ، ولو خيرت بينحياتها وموتها لطلبت حياتك باعلى صوتها هذا وكم عاملتها بسوء الخلق مرارا فدعت لكبالتوفيق سرا وجهارا فلما احتاجت لك عند الكبر جعلتها من اهون الاشياء عليك فشبعتوهي جائعة ورويتَ وهي ظامئه وقدمّت عليها اهلك واولادك بالاحسان وقابلت اياديهابالنسيان وصعُب لديك امرها وهو يسير وطال عليك عمرها وهو قصير وهجرتها وما لها سواكنصير ، وهذا مولاك قد نهاك عن التأفف وعاتبك في حقها بعتاب لطيف ستعاقب في دنياكبعقوق البنين وفي اخراك بالبعد عن رب االعالمين يناديك بلسان التوبيخ { ذلك بماقدمت يداك وان الله ليس بظلام للعبيد}

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بواسطة : المستشار خليفة المحرزي.

40% نسبة قضايا الخلع في المحاكم السعودية !!

حالة خلع واحدة من بين كل 3 حالات تطلب الطلاق فى المملكة.. هكذا يؤكد المختصون بما يشير فى الوقت ذاته الى اشكاليات عميقة فى المجتمع حيث بات حصول بعض النساء على الطلاق مثل (طلوع الروح ) كما تؤكد بعضهن.
فهل ستصبح السمة الغالبة لطلب الطلاق عبر الخلع وهو ما يعنى تنازل النساء عن حقوقهن فى النفقة والمتعة نظير ورقة الطلاق.. وهل تعنى هذه المشكلة انعدام المروءة والرجولة بين الرجال. وفى حين أوضحت إحصائيات وزارة العدل لعام 2005 أن صكوك الطلاق في المملكة بلغت 24318صك طلاق البعض منها حالات طلب خلع  يؤكد المختصون ورجال الدين أن طلاق (الخلع)  هو آخر العلاج للمشاكل الزوجية المستفحلة حيث ينبغي أن تتقدم الزوجة المقهورة بطلب الطلاق ومخالعة زوجها. ولكن في نفس الوقت لا ينبغي استغلال بعض الأزواج لمسألة مطالبة الزوجة لهم بالخلع لتحقيق أرباح مادية وعلى القاضي التدخل وحفظ كرامة الزوجة والزوج بالمخالعة الشريفة دون السماح لأن يستغل ذلك لتحقيق أهداف أو أرباح معينة.

 
مساومة واضحة
تقول سوسن ع ع : لي تجربة مريرة في هذا الشأن سواء مع زوجي أو من خلال المحكمة حينما تقدمت لمخالعة زوجي.. وأقولها بصراحة إن المرأة حينما تطلب المخالعة من زوجها تقع تحت مساومة زوجها وصمت المحكمة على حد زعمها. وقصتي كافية لذلك فحينما تقدمت إلى المحكمة لمخالعة زوجي نتيجة ضغوطات ومشاكل لا حصر لها معه اشترط أن أدفع له مبلغاً يصل إلى 60 ألف ريال وأصر على ذلك .   وتضيف سوسن وهي معلمة في المرحلة الابتدائية بإحدى مدارس جدة: القاضي طلب مني إن أردت المخالعة من زوجي بناء على رغبتي فإن علي أن أقبل بما اشترطه زوجي من أجل تطليقي بأن أدفع له مبلغ ستين ألف ريال. وهكذا وجدت نفسي مرغمة على الاقتراض من أحد البنوك حتى أدفع له ما طلبه مني وأشتري حريتي منه .وناشدت وزير العدل قائلة: ينبغي الرأفة بنا وعدم الرضوخ لمطالب الزوج – فحينما تطلب الزوجة المظلومة الطلاق من زوجها عن طريق المخالعة فإنها لاشك تعاني من إحباط وفشل وأن طريقاً مسدوداً يعترض حياتها الزوجية ولذلك فإن الزوجة قد  قررت شراء حريتها ولكن بعض الزوجات لا يمتلكن مبالغ يشترطها الزوج ولذلك ينبغي أن يتدخل القاضي بعد اقتناعه بحجة الزوجة ويتم الطلاق بشكل سليم ومرن ليس فيه ضرر أو إضرار للزوجين المنفصلين . حادثة ثانية ضحيتها أفنان ص تقول تضاعفت الخلافات بيني وبين زوجي لدرجة أصبحت استمراريتي معه أمراً مستحيلاً فطالبته بالطلاق ولكنه رفض بشدة ذلك بل وتزوج عليّ بأخرى وبدأ يعذبني ويسبب لي إهانات وتعذيب نفسي.. واشترط لكي يطلقني أن أدفع له مبلغ (45) ألف ريال وأعيد إليه جميع أثاثه وحاجياته. وتقدمت إلى المحكمة بطلب طلاقي منه وهناك واجهت الكثير  حيث أخبرني القاضي للأسف أنه لكي أحصل على طلاقي عن طريق مخالعتي له – بأن أقبل بشروط الزوج وحينما أخبرته بأنه تزوج بأخرى – أجابني القاضي وهذا من حقه. وحينما أفدت القاضي بأنه طلب إعادة كافة احتياجاته من أثاث ومصاغ منحه لي أجابني أيضاً بأنني  التي تقدمت بالمخالعة ولكي أحصل على ما طلبت فإن عليّ أن أعيد كل شئ للزوج   .

 
الزوج المدمن
وهذه القصة ترويها إحدى الضحايا – وهي زوجة لرجل مدمن – تقول رقية… ع ع : تقدمت بطلب إلى المحكمة الشرعية ضد زوجي طالبة الخلع منه لأنه مدمن مخدرات. وقد ساءت حالته وأصبح فظ القلب وسيئ الطباع والأخلاق إضافة إلى قيامه بضربي وتوجيه الإهانات لي رغم أن لي منه سبعة أطفال ولكن المحكمة طلبت منى التريث لعل الله يهديه كما قال القاضي بل وطلب مني أن أحاول إصلاحه وتقويمه .  وبالفعل ونتيجة بعض النصائح المقدمة لي من الأهل والصديقات بدأت في محاولة إصلاح زوجي وثنيه عن تعاطي المخدرات ولكن دون فائدة بل زاد انحرافه وصلفه وسوء طباعه ووصلت الأمور إلى تهديد بالقتل ومحاولته حرق أحد أبنائه وفي تلك الأثناء تم القبض عليه وسجنه فتقدمت بطلب الطلاق منه في المحكمة فطلب القاضي  الانتظار قليلاً والتريث وهكذا وجدت نفسي مرغمة على انتظاره لمدة ستة أشهر حتى يخرج من السجن وحسب قول  القاضي إن الأطفال هم الضحايا ولذلك فقد طلب مني محاولة إصلاحه وتقويمه للمرة الأخيرة وهكذا أضعت من عمري عدة سنوات وأنا أنتظر طلاقي من هذا الزوج المدمن الذي لا أمل فيه وفي إصلاحه .   وتساءلت رقية قائلة:  إذا كان الحال بالعكس وجاء الزوج طالباً الطلاق من زوجته حتى ولو لم تقترف ذنباً أو جريمة فسيبادر القاضي إلى طلاقها فوراً بناء على طلب الزوج لكن لماذا لا يتم تلبية طلب الزوجة التي تطالب بالخلع ويطلب منها تأجيل ذلك .   وتضيف رقية ان الأمر انتهى بشكل غير متوقع فقد حضر الزوج بعد خروجه من السجن وأصر لكي يتم الطلاق أن أدفع له مبلغاً كبيراً من المال وهكذا اضطررت إلى الاستدانة ودفع ما طلبه زوجي وتم الطلاق .
حادثة ظريفة
اما الحادثة الظريفة التي سنوردها هنا بطلتها معلمة في إحدى مدارس جدة وجهت الدعوة لعدد من صديقاتها وزميلاتها لمناسبة تقيمها في أحد الفنادق المشهورة بجدة.
حضرت المدعوات وهن لا يعرفن سر الدعوة وهل هي خاصة بمناسبة نجاح أو زواج وكان عدد المدعوات أكثر من مائتي مدعوة حضرن في أبهى حللهن وكم كانت المفاجأة حينما أعلنت الداعية – صاحبة الحفل أن سبب الدعوة هو حصولها على الخلع من زوجها . وكان حدثاً غريباً أن تحتفل هذه المعلمة بمناسبة طلاقها من زوجها!  وحينما سألتها بعض المدعوات عن سر فرحتها قالت : لقد مكثت لأكثر من عامين وأنا أسعى للحصول على مخالعة من زوجي والذي كان يتهرب من ذلك حتى تمكنت من مخالعته بعد أن دفعت له مبلغاً كبيراً من المال .   وحادثة مشابهة أخرى ظريفة حينما قامت إحداهن بتزيين مداخل منزلها بالإنارة وكأنما إيذانا بحفل بهيج بينما كانت ناجمة عن فرحتها الغامرة بعد نجاحها في مخالعة زوجها!
ضوابط طلب الخلع
تقول  هناء الشيخ – أستاذة الدراسات الإسلامية بكلية التربية للبنات  :كما أن للزواج الشرعي أسس وضوابط سنها شرعنا الحنيف ووضع أهدافها وبين مراميها فإن للطلاق أسس وضوابط لا ينبغي الانحراف عن أهدافها . وحينما تحدث الخلافات الزوجية وتجد الزوجة أن المشاكل قد تفاقمت للدرجة التي لا يمكن القبول فيها بالعيش مع زوجها لأى سبب كان فإن عليها مخالعته أمام القضاء . ويقول د حسن مسفر أستاذ الدراسات الإسلامية والأسرة والمجتمع والنظم والقضاء بجامعة الملك عبدالعزيز: تناول فقه الأسرة في الإسلام مفهوم الخلع بافتداء المرأة في نفسها لتحقق هذا الخلع وقد حثت نظم الإسلام الأسرية على عدم جواز الاستجابة للخلع إذا لم يكن هناك مسببات له.. وارجع الباحثون وقوع العلاقات الزوجية الى عدم الانسجام والتكيف الأسري, والمطامع المادية التي يحرص الزوج على أخذها وإساءة العشرة بين الطرفين بنية الانفصال وكراهية كل منهما للآخر .. وأضاف د مسفر يسن إجابة الزوج إذا خالعته زوجته كرها فيه وعدم رغبتها باستمرار الحياة الزوجية فيجب عند ذلك أن يعطى ما قدمه من المهر ولا يزيد عليه شيئاً أما ما يتعلق بالشق الآخر المتعلقة بمطامع الزوج عند ذلك إذا أساء العشرة  لايسن إجابته   وتقول د:  فاطمة الجار الله أستاذ مشارك في جامعة الإمام محمد بن سعود تخصص شريعة: المرأة تكره الرجل تكره خلقه وخلقُه وتريد أن تنفصل عنه والطريق الشرعي أن تختلع منه بأن ترد له مهره لأن السبب جاء من قبل الزوجة ولذلك لا يجوز للرجل أن يضارها بالمعاملة حتى تضطر للخلع وإذا أراد أن يطلقها بل إنه كرهها ولم يقدر على الصبر عليها فإنه يجب أن يفارقها دون أن يسترجع مهره .. وعن أبرز التهم التي من خلالها تطالب المرأة بخلع زوجها قالت د/الجار الله إذا ثبت أن الرجل لديه هذه التهم أو الإشكالات بأنه مثلا يضربها أو يسئ تعاملها أو يشرب المخدرات والمسكرات أو يترك الصلاة أو يقصر في النفقة فإنه في هذه الحالة يحق للمرأة أن تطلب الفسخ أو الخلع دون أن يسترجع الرجل مهره .. وأضافت إذا كان السبب من قبل المرأة وبدون أن يكون للزوج علاقة ففي هذه الحالة يجوز للزوج أن يسترد مهره لأن المرأة هي السبب في ذلك فهي من تريد مفارقته ولذلك يجب عليها إرجاع مهره لأن الرجل يكون هو المتضرر..واختتمت حديثها بأن الخلع دائما يقع في بداية الزواج …

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كتب بواسطة: mjoraid