مشكلة بسبب أهل زوجي (2)

السؤال
 

♦ الملخص:

تكملة للاستشارة السابقة بعنوان: مشكلة بسبب أهل زوجي (1)

 

♦ التفاصيل:

المستشارة الأستاذة لولوة السجا، جزاكِ الله خيرًا على ردك ونفع بك.

مشكلتي أنَّ زوجي دائمًا يعتبرني مُخطئةً في حق أهله، وفي ذلك اليوم الذي أهانني فيه كان غاضبًا لغضب أمِّه؛ فقد اعتبرها مُحقةً في كلِّ ما قالت، ولم يَدَعْني أتكلم أو أُوضِّح له ما قالتْ لي، واتهمني بالتقصير في حقها، ومِن جانبها اتَّهَمَتْني بالتقصير في حقِّ بناتها، رغم أنَّ هذا الأمر غير صحيح؛ فأنا لم أؤذهم بشيءٍ، وأسأل عنهم وأزورهم من وقت لآخر.

منذ ذلك اليوم وأنا لا أُكَلِّمه بخصوص هذا الموضوع؛ لأنني أعلم أنني إذا تكلمتُ سيُخَطِّئني ويغضب.

زوجي يريدني أن أقول له: (نعم) في كل شيء، لا يريد أي جدل أو نقاش، ولما قال لي كلامه الجارح جدًّا لم أناقشه لأنه يعدُّني كاذبة، وهذا أكبر ما آلمني في الموضوع؛ فكيف يصفني بأوصاف جارحة رغم تمتعه بطيب الأخلاق؟ وعلى فرض أنني قد أخطاتُ، فهل يحق له ذلك؟

أرجو منكم النصح وإخباري بما يمكنني أن أفعل.

الجواب
 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فأنا حينما ذكرتُ لك ما ذكرتُ لم أقصدْ تأييده فيما يقول البتة، وإنما كنتُ أتحدَّث عن سلوك زوجك العام معك، الذي كنتُ أظن أنه لا بد وأن تكونَ له أسباب ودوافع، وكونُ زوجك استخدم ذلك الوصف السيئ فذلك أمر يعود لخُلُقٍ وطبعٍ يَخُصُّه، وذلك مما يُخالف أمرَ الله جل جلاله ورسوله في التعامل مع النساء؛ حيث أوصى بهنَّ خيرًا، والأخلاقُ كما تعلمين إنما هي أرزاقٌ يُقَسِّمها الله بين عباده.

ومع ذلك أُذكِّرك بقول الله جل جلاله: ﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19]، فلعلك تستخدمين ما حصل كسلاح، وذلك بأن تُرسلي له رسالةً تُبينين فيها شدة تأثُّرك بكلماته، وكيف أنك تفاجأتِ بها، وتتساءلين كيف يصفك بها وأنت زوجته وأم أبنائه؟ وكيف يفعل ذلك وما حصل لا يستحقُّ أن يُطْلَقَ بسببه هذا الوصف؟ واذكري في الرسالة ما عجزتِ عن قوله.

واعلمي أن أغلب المشاكل حقيقةً تكون أسبابُها تافهة، ولو تفاداها الطرفان واجتهدا في الفعل وفي الترك؛ لصلحت الأمورُ بفضل الله وتوفيقه.

وبما أني الآن أُوَجِّه حديثي إليك، فبادري بفعل كل ما ترين أنَّ مِن شأنه تهدئة الأمور، حتى وإنْ كنتِ غيرَ مقتنعة أو كارهة! فأنت حين تفعلين ذلك فإنك إنما تفعلين احتسابًا ورغبةً فيما عند الله مِن الأجر والثواب؛ قال تعالى:﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 34، 35].

أوقفي النقاش أحيانًا مع زوجك، والجئي إلى الصمت إن كان الصمتُ يُؤثر فيه، أو الاعتذار إن كان يُحب الاعتذار، افعلي الشيء الذي تدركين عِظَم تأثيره عليه، والذي قد يُشعره بالأسف والخجل مما بدر منه، وثقي وتأكدي أن المجتهد دائمًا لا يعدم الأثر، فكيف إذا كان عملُه خالصًا لوجه الله؟

المسألة قد يكون سببها اختلاف الطباع، وذلك يحصل غالبًا في سنوات الزواج الأولى، ومِن ثم تصلح العلاقة إذا كان كلُّ طرف حريصًا على الآخر، أو على الأقل إذا اجتهد أحدُ الطرفين في الإصلاح والتغيير ولملمة الأمور؛ لذا فإنَّ الله لا يُكلِّف نفسًا إلا وُسْعَها، اعملي كل ما في وسعك، واسألي الله التوفيق.

لا حُرِمْتِ ذلك، وكفاك الله ما أَهَمَّك وأحزنك، إنه هو البرُّ الرحيم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بواسطة : أ / لولوة السجا .

مشكلة بسبب أهل زوجي (1)

السؤال
 

♦ الملخص:

سيدة متزوجة حدثتْ لها مشكلة مع أهلِ زوجها؛ بسبب عدم استضافَتِها لأخت زوجها بعد مجيئها من السفر، فغضب زوجها، وكاد يضربها.

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة متزوجة ولديَّ أولاد، بيني وبين زوجي مشكلة بسبب أهل زوجي؛ إذ اتصلتْ أُمُّ زوجي وأسمعتني كلامًا جارحًا؛ لأني لم أتصل بابنتها ولم أستضفها في بيتي بعد مجيئها من السفر.

كنتُ مريضة في ذلك الوقت، وكانتْ لديَّ ظروف منعتني من استضافتها، ولمَّا علم زوجي باتِّصالها زاد من إهانتي، ولم يَتْرُك لي المجال لإخباره بما حدث، وكاد يضربني، ووصفني بالشيطان، وصرخ في وجهي وقال كلامًا جارحًا!

أنا الآن مُنهارة؛ إذ كيف سأعيش معه وأنظر في وجهه بعد أن وَصَفَني بذلك؟ فهل فعلًا أنا أخطأتُ في حقه وحق أهله؟ وهل ما فعلته أمُّه صواب؟

فَكَّرْتُ في إخبار أبي، وفكَّرْتُ في الطلاق، فأشيروا عليَّ كيف أتصرف؟

الجواب
 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

أختي الكريمة، لم تتضحْ لي أبعادُ المشكلة حقيقةً، فهل ما تشتكين منه يَتكرَّر معك باستمرارٍ، أم أنَّ هذه هي المرة الأولى؟

وهل تظنين أنَّ سببَ غضَب زوجك هو غضب والدته؟ أم أنَّ هناك أسبابًا أخرى؟ ولماذا وصفك بهذا الوصف؟ ما وجه الشبه – عذرًا، لكن أتمنى لو سألتِه بعد أن يهدأ عن سبب غضبه؟

مِن الضروريِّ جدًّا أنْ تَتَناقَشي مع زوجك نقاشًا يُقصد منه الفهم، والرغبة في الإصلاح، فتدخُّل الأطراف قد لا يحلُّ المشكلة بل يُعَقِّدها؛ لذلك لا تستعجلي في اتخاذ أي إجراء، اجلسي معه إن سمح لك بذلك، أو استخدمي الرسائل كبديل تشرحين فيه وتبررين من خلاله موقفك، وتعتبين عليه عتابًا لطيفًا، وتتفهمين الأسباب؛ فلا يُعقل أن يصب عليك جام غضبه بسبب هذا الموقف! وإنما قد تكون هناك أسباب أخرى، ولن يُبَيِّنَها في الحقيقة أحد غير زوجك، لكن على فرض أن المشكلة لم تحلَّ، أو أنه لم يَدَعْ لك مجالًا للدفاع عن نفسك، أو على أقل الأحوال لتتفهمي الدوافع، حينها لك أن تُوَسِّطي والدك أو شخصًا آخر للإصلاح، إن رأيتِ ذلك مناسبًا للطرفين.

واعلمي أنَّ الخلافات الزوجية تعتبر شيئًا طبيعيًّا إذا لم تَتَعَدَّ الحدود، والْتَمِسي لزوجك العُذر؛ فقد يكون مَعذورًا لأنه يرى ما لا ترين، وقد تكونين أنتِ مُقصِّرةً في أمرٍ لم تنتبهي له، المهم في كل هذا هو أن تجتهدي في معرفة الأسباب، وذلك مِن أجل التغيير، افعلي ذلك مستعينةً بالله جل جلاله أن يُصلح لكم الحال، ويُؤلِّفَ بينكم، إنه سميع قريب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بواسطة : أ / لولوة السجا .

تفتيش جوال الزوجة والأولاد

السؤال
 

♦ ملخص السؤال:

سائل يسأل عن حقِّ الزوج في التفتيش في هاتف الزوجة والأولاد.

 

♦ تفاصيل السؤال:

هل مِن حقِّ الزوج التفتيشُ في هاتف الزوجة والأولاد؟ وماذا لو رفضَت الزوجةُ أن تعطيَ الهاتف لزوجها؟ وماذا عن حق الزوج حينئذٍ؟

الجواب
 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فلا يخفى عليك أيها الأخ الكريم أن الإسلام حافَظ على خصوصيات الناس؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((مِن حُسن إسلام المرء تركُه ما لا يَعنيه))؛ رواه الترمذيُّ، ولا فارقَ في هذا بين أن تكونَ تلك الأمور الخاصة للزوجة أو الزوج أو الأبناء؛ فللجميع الحقُّ في إخفاء ما لا يَظهر، ولا يَلزم الزوجة إعطاءُ الجوال أو جهاز الحاسوب أو غيرهما مِن متعلِّقاتها الشخصية لزوجها ليفتِّش فيها، وكذلك جوال الأبناء، فلا يسأل أحد عن خصوصياته إلَّا إذا دعَتْ مصلحةٌ راجحة؛ كأن يَعلم الأبُ مثلًا أنَّ لأبنائه علاقاتٍ محرمة، أو أن زوجته تُسيء استخدام الجوال أو مواقع التواصل الاجتماعي، وما أشبه ذلك؛ مِن باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا مِن تمام ولاية الأب والزوج التي تُوجب عليه إذا عَلِم عن أيِّهما شرًّا التحقُّق وردعهم عن المنكر، وهو أَوْلَى مِن المحتسِب الذي جوَّز له العلماءُ البحثَ والكشف عن مرتكب المعصية.

أما إذا لم تكنْ ثَمَّ رِيبة فلا تَزال الحواجزُ حول الخصوصيات في أيِّ علاقة إنسانية، وطولُ العِشْرة وشدة القرب لا يزيلان الحواجز حول بعض الخصوصيات والعادات الخاصة جدًّا المتعلقة بطبيعة كل إنسان، وهذا شيءٌ يَعرفه المرء من نفسه وغيره، خصوصًا والجوَّالات الذكية Smartphone التي غالبًا ما تَحتوى على خصوصيات لغير أصحابها؛ كصور الصديقات والأقارب، وما لا يجوز للزوج الاطلاعُ عليه، أو بعض المجموعات المغلقة على مواقع التواصل، والتي لا يحقُّ للزوج أيضًا الاطلاع عليها، إلى غير هذا مما يعرفه الناس.

فالزوجانِ مهما كان قريبَيْنِ مِن بعضِهما فلا يمنع أن كلًّا منهما له خصوصياته التي يجب احترامها، والمودَّة إنما تَدوم كلما كانتْ هناك مسافةٌ بين الزوجين لا تُتَجاوَز، وتخطِّي تلك المسافة وعدمُ احترام الخصوصيات كثيرًا ما يُفضي إلى الشكِّ والغيرة الزائدة عن الحد، ثم يَدفعان إلى التجسُّس، وكل هذا مُضرٌّ بالعلاقة الزوجية، التي تُبنى على الثقة المتبادَلة وحُسن الظن في شريك الحياة، وحملِ أموره على الكمال، كما تُبنى على المودة والرحمةِ، والتفاهم والترابط والأُلفة، والتجاوز عن الهفوات، وكذلك الحال بالنِّسبة للأبناء؛ كلما أُعطوا الثقةَ الكافية كانت العلاقاتُ الأسرية رائعةً.

وتذكَّر أيُّها الأخ الكريم أنَّ المسلم مَنهيٌّ عن تتبُّع عورات المسلمين ومَعايبهم، والبحث عمَّا يُخفون منها، كما أنه منهيٌّ عن التطلع إلى خصوصيات الآخرين، أو التجسس عليهم استجابةً للظنِّ السوء؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا ﴾ [الحجرات: 12]، وفي الصحيحين يَروي أبو هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إيَّاكم والظنَّ؛ فإن الظن أكذبُ الحديث، ولا تجسَّسوا، ولا تحسَّسوا، ولا تباغَضوا، وكونوا إخوانًا))، ورَوى أحمدُ وأبو داود عن أبي بَرْزة الأسلميِّ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((يا معشرَ مَن آمَن بلسانِه ولم يَدخُل الإيمانُ قلبَه، لا تَغتابوا المسلمين، ولا تتبَّعوا عوراتهم؛ فإنه مَن يتبع عوراتهم يتبع الله عورتَه، ومن يتبعِ الله عورته يفضَحْه في بيته)).

وبيَّن النبي صلى لله عليه وسلم الحكمةَ من النهي عن تقَحُّم خصوصيات الغير، وأنه قد يؤدِّي إلى إفساد مَن ظنَّ به السوء فيَفْسد؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّك إن اتبعتَ عوراتِ الناس أفسَدتَهم أو كِدتَ تُفسِدهم))؛ رواه أبو داود.

وفي الختام، أدعوك سلَّمك الله لأن تقف وقفة متأمِّل للحديث الشريف المخرج في الصحيحين عن جابر، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يَطرُق الرجلُ أهلَه ليلًا يتَخوَّنهم، أو يلتمس عثراتِهم.

أصلَح الله بيوتَ المسلمين، وجعَلها واحةً للخير

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بواسطة : الشيخ خالد بن عبد المنعم الرفاعي .

 

زوجي وفتاة الجوال

السؤال

السَّلام عليكم.

إخواني، اكتشفتُ منذ فترة أنَّ زوجي يكلِّمُ فتاة هاتفيًّا، وأنَّ هذه الفتاة قد فتنتْه، علمًا بأنَّه وعدني ألا يكلمها، ثُمَّ اكتشفتُ أنَّ لديه شريحة أخرى كنت أجهلها، وكانت مخبَّأة في السيارة، لا أدري ماذا أفعل؟ هل أواجُهه؟ أم أتغافلُ عن ذلك؟

 

فلقد تعبت من هذا

الجواب

أهلاً عزيزتي، إيجازُك واختصارُك منعنا من تصورِ الوضع بدقةٍ أكثر، فكم مدة زواجِكم؟ وكم الفترة بين المشكلةِ الأولى وبين اكتشافِك للشريحة؟

أولُ أمرٍ نؤكِّدُ عليه هو أنَّ ما يفعله زوجُك أمرٌ محرَّم ومرفوض شرعًا وعرفًا، ولا تقبلُه المرأة من زوجِها، تمامًا كرفض الرجل له من زوجتِه، لكن على كلٍّ فالحلُّ ليس في المواجهة، فربَّما زادت الطين بِلَّة، وخلقتْ بينك وبين زوجِك مشكلةً أكبر؛ توصلكم لما لا يُحمدُ عقباه، وأيضًا ليست في “التجاهل”؛ لأنَّه قد يزيد الفجوةَ بينك وبين زوجِك ويوسعها؛ فأكبر المشاكلِ أحيانًا تكون بسببِ أمورٍ صغيرة وبسيطة لم ننتبه لها، سكتنا عنها لأنَّنا لم نرد إزعاجَ الطرفِ الآخر بها، أو ظنَّنا أن لا مجالَ للتحسُّنِ والتغيير، ولكننا لم نستطع أن نتخلص من إلحاحها وحاجتنا إليها، فبحثنا عن ما يريحنا ويشعرنا بالسكينة، سواء كان مباحًا أم حرامًا.

قد يحصل هذا الأمرُ دون أن ندركَ عَلاقةَ الأمرين ببعضهما؛ أي: إننا لا نربطُ بين ما يزعجُنا وما نقوم به، ونظنُّ أنَّهما أمران منفصلان، الأفضلُ لكِ يا عزيزتي أن تبحثي عما يحبه زوجُك فيك، وتتلمسي رغباتِه وتلبِّيها له، اجلسوا معًا جلسةً ودية ودافئة، وليقلْ كلٌّ منكما ما يريدُه وما يزعجه أو يضايقه من الآخر، بحبٍّ وودٍّ وهدوء، دون اتهام أو تجريح.

عزيزتي، إذا كنتم لا تزالون في بدايةِ زواجكما، فقد يكونُ هذا الأمرُ مما بقي من حياةِ العزوبية، ولم يستطعْ التخلُّصَ منه بعدُ، وطالما أنَّه وعدك في المرةِ الأولى وعاد، فساعديه هذه المرةَ دون أن يشعر، تفنَّني بحبِّك ودلالك له وعليه، واجعليه يعشقكِ ويشتاق إليك كلما غبتِ عنه، أمَّا إن كان قد مرَّ وقتٌ طويل على زواجِكما، فالمللُ شيء وارد، والاعتياد والروتين يقتلُ كلَّ شيءٍ جميل من حولنا، فحاولي أن تجدِّدي وتغيري بعضَ الروتين الذي اعتدتما عليه، اذهبا في إجازةٍ قصيرة وحدكما، ولمكانٍ شاعري وجميل يجدِّدُ حبَّكما ويعيدُ اللذةَ لعلاقتكما، قوموا معًا بأمورٍ لم تقوما بها من قبل، واستمتعا معًا بخوضِ تجربة المرَّةِ الأولى، هذا ما لديَّ، وسأترك الباقي لكِ؛ فأنتِ أدرى بزوجِك وبحياتك وبما يسعدكما، ويضفي البهجةَ والسحر على حياتِكما من جديد، فالحبُّ له سطوةٌ تُحيلُ كلَّ شيء باهت من حولنا إلى جمالٍ وروعة، ويضفي عليه شيئًا من سحر القمر، مهما نتأمَّلُه لا نملُّه ولا نسأم منه.

ابحثي عنها جيدًا، واستمتعي بها من جديد، وفقكما الله ورزقكما الحبَّ والمودة والطمأنينة، وجعلكما قرَّةَ عينٍ وسكنًا لبعضكما.

__________________________________________________

بواسطة : أ/ شريفة السديري.

زوجي يريد التخلص مني

السؤال
♦ الملخص:

فتاة متزوجة منذ أشهر، بينها وبين زوجها مشكلات، اتهمها بأنها وضعت له أدوية في الطعام والشراب، ويريد تطليقها بسبب ذلك.

 

♦ التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة متزوجة منذ 5 أشهر، كان زوجي يُهملني في بداية الزواج، كما أنه كان باردًا، ولا يتقرَّب مني، ولم أفرح كأي عروسٍ.

كلُّ همِّه في أول الزواج أن يخرجَ مع أصدقائه، ولا يهتم بي، ولما كلَّمتُه حصلَتْ بيننا مشكلات وطلَب مني الطلاق، فجاء الأهلُ وحاوَلوا تهدئة الأمور؛ لأن المشكلةَ أصلاً لا تستحق الطلاق!

في خِضَمِّ هذه الحياة المضطربة اكتشفتُ أني حامل، فاستبشرتُ وظننتُ أن ذلك ربما يُصلحه، خاصة أنه كان يريد طفلًا، لكن فوجئتُ بأنه يتكلَّم فجرًا بصوتٍ منخفض جدًّا، وعندما سألته رفض أن يُخبرني بالحقيقة، وقال: هذا صديقي، تكرَّر هذا الأمرُ أكثر من مرة، فشككتُ أنه ربما يُكلِّم فتاةً!

حاولتُ احتواءَه، وكنتُ أريد الاهتمامَ به أكثر، لكن دخلتْ مرحلةُ الحمل الصعبة، وتعِبتُ بسببها، ثم فجأةً وبدون مقدِّمات اتَّهمني بأني أضَع له أدويةً في الأكل والشُّرب، ووضَع هذه الأدوية بين أدويتي، ووجد حجَّة أمام أهلي لطلاقي.

أشعُر بالظلم الشديد، ولا دليل لديَّ يَنفي كلامي، وهو مُصِرٌّ على موقفِه

ولا أعلم ماذا أفعل؟

الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأخت الكريمة، أهلًا ومرحبًا بك في شبكة الألوكة، وأسأل الله لك صلاحَ الأحوال.

إنَّ طبيعة الحياة الزوجية لا تَخلو مِن المنغِّصات، والسنةُ الأولى للزواج مرحلةٌ حساسة جدًّا في عمر الزواج، وعلى الزوجين التعاوُن والصبر ليتم تجاوُزها بنجاحٍ، غير أنَّ مشكلتك مِن نوعٍ خاصٍّ، ويبدو فيها نوعٌ مِن الاضطراب لدى زوجك، مما يجعلني أُحيلك إلى مراجعةِ طبيب نفسي ليُشخِّص حالته، ويخبرك بما يجب عليك فعلُه وآلية التعامل مع حالته.

وعليك التحدُّث إلى أهله على انفرادٍ، وإخبارهم بأنك معه ولست ضده، واطلبي منهم العون على علاجه وإصلاحه.

التزمي باب العلي الكريم، وعليك بالدعاء والاستغفار

أسأل الله أن يُصلح لك زوجك، وأن يصلحك له، وأن يكفيك بقدرته شر الطلاق

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بواسطة : أ / أسماء حما .