أسباب الخيانات الزوجية 

الخيانة ظاهرةٌ اجتماعيه سلبية موجودة في مختلف المجتمعات الإنسانية، وهي تختلف من مجتمع لآخر حسب الدين والنُّظم والسُّنن الأخلاقية المفروضة، وهي من أسوأ ما يتعرض له الزوج أو الزوجة.

والخيانة لا تقتصر على الممارسة الجسدية، وممارسة الشريك علاقة حميميَّة مع شخص آخر لا يَحل له، مثلما يعتقد معظم الناس؛ إذ إنَّ الخيانة بين الزوجين لها عدة أنواع، منها:

• الخيانة الجسدية: وهذا النوع من أكثر أنواع الخيانة شهرةً، وهو عندما يكون أحد الزوجين على علاقة بشخص آخر بهدف إقامة علاقة حميمية.

• الخيانة الذهنية: وهذا نوع من الخيانة الذهنية يتمنَّى فيها أحد الزوجين إقامة علاقة حميمية مع شخص آخر.

• الخيانة العاطفية: وهي عندما يكون أحدُ الزوجين على علاقة عاطفية مع شخص آخر، ويتقرَّب منه كثيرًا، لدرجة أنه يبدأ بتكوين مشاعر حبٍّ وإعجاب وانجذاب بينهما.

• الخيانة الإلكترونية: وفيها يكون التواصل مع شريك آخر عاطفيًّا عن طريق الأجهزة الإلكترونية.

والخيانة تنشأ لوجود خللٍ ما في العلاقة الزوجية التي تربط بين الأزواج، وهذا الخلل له عدة أسباب عامة تحصل من الزوج أو الزوجة، منها:

• ضعف الوازع الديني، فكثيرٌ من الأزواج قلَّتْ مراقبتُهم لله عز وجل، وخشيتُهم منه، حتى استهانوا بالوقوع في الخيانة، وأخذوا يبحثون لها عن مُبرِّرات للوقوع فيها.

• المقارنات السلبية بين الأزواج في الشكل والجمال والخدمة والعلاقة الزوجية.

• عندما يضع الشاب أو الفتاة صفات يصعُب وجودها في الشريك الآخر، تجده يتعرض لحالة انصدام عاطفي بعد الزواج من شريك حياته.

• التقليد والمحاكاة لدى البعض، ومحاولة إثبات الشخصية لدى الزوج أو الزوجة، ومغامراتهم مع طرف آخر.

• الصحبة السيئة والخوف من السخرية، وحتى لا يُتَّهم بالتخلف، يقوم بمسايرتهم والعمل بمثل أعمالهم.

• سوء التربية من قبل الوالدين أو ولي الأمر في المنزل، وعدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتنشئة الاجتماعية السيئة للأبناء والبنات على حد سواء.

• الإدمان على مشاهدة وسائل الأعلام المختلفة، ووسائل الاتصال الإلكتروني، وخصوصًا المرئية، وما فيها من أفلام الحب والغرام والهيام.

• الفراغ النفسي العاطفي القاسي الذي يحدِّق بالمرأة والرجل من كل جانب؛ مما يجعل الاثنين معًا يبحثان عن السعادة المزيفة في أحضان أناس آخرين وهميين.

• الاختلاط المستمر والدائم في بعض الأماكن بين الرجل والمرأة، وقضائهما وقتًا ليس بالقصير مع بعضهما البعض.

• تبرُّج النساء أمام الرجال، فبعض النساء لا يلتزمْنَ بضوابط الشريعة في الزينة والملبس، فتجد الواحدة منهن تلبس لباسًا شفَّافًا، أو مُحدِّدًا لمفاتنها، وتضع أصباغًا ومساحيقَ على وجهها، وتتمايل في مشيتها، كل ذلك يجعل أنظار الرجال تلتفت إليها.

• الشعور بالانفصال العاطفي عن شريك الحياة، والشعور بعدم التقدير، وعدم والحب والتجاهل، يؤدي إلى مشاكل أسرية، ومنها إلى الخيانة الزوجية.

• الإدمان، وهو أحد أهم أسباب الخيانة الزوجية، حيث يرتبط الإدمان سواء كان إدمانًا للكحول أو المخدرات، أو أي شيء آخر بالخيانة الزوجية، فمن خلال الإدمان لا يستطع المدمن التفرقة بين ما هو خطأ أو صواب.

أسأل الله أن يُصلح الشباب والفتيات، وأن يجمع بين قلوب المتزوجين والمتزوجات على طاعة الله والحب والتواصل السليم، وأن يُخرج من تحت أيديهم مَن يعبُد الله على الحق، وأن يجعل أولادهم لبنات خيرٍ على المجتمع والوطن، وصلى الله على سيدنا محمد.

_________________
بواسطة :

عدنان بن سلمان الدريويش

_________________
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/social/0/159202/%

زوجي يريد التعدد! ماذا أفعل ؟؟ (استشارة)

الاستشارة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
عندي استشارة ..
انا ام ل٦ من الأبناء اكبرهم بأول جامعه واصغرهم عمرها ٣ سنوات 
اضطر زوجي لظروف العمل ان يذهب إلى الرياض ونحن بالدمام لدينا الحمدلله بيت ملك ولا ينقصنا اي شئ ..صعبت علي التربيه وهو غير موجود يأتي إلينا كل ويكند 
هو ناجح جدا وفي مركز مرزوق ولا يقصر علينا بشئ والحمدلله..
مؤخرا فاتحني بموضوع انه يريد الزواج وانا رافضة تماما تناقشنا وانتهى الموضوع باللي تسويه سويه ولكن انا ما اقدر العب بمشاعري ولا أرضى على نفسي لعدة اسباب وهي وبدون ان امدح نفسي لم أقصر في اي شئ ..من اهتمام بنفسي وبه وتربيه الأبناء وهو مقر بذلك
انا أصغر منه ب١٠ سنوات وإبنة عمه وتحملته خلال ٢٠ سنه بكل ما تحمله المعاني وهو مقر بذلك ومقدر..
ولكن سببه انه يحتاج من يعاونه وايضا اغض لبصره!!! أعطيته حلول ان ننقل كلنا ونستقر بالرياض او انا اروح له كل كم يوم علشان فقط لا يهتز إستقرار الأسره جميع الطرق حاولت معاه فيها وهو جدا مشتت وايضا غير مرتاح لانه لا يريد زعلي ولكن انا قلت له انه لو فعل ((الان بيخطب وينتظر الرد)) وتم الأمر ماراح يكون في نفس مكانته ابدا لان انا ما أرغب في ان يتم اي جرح لمشاعري او يمسني بأي أذى نفسي لأني في نظري ونظره إنني غير مقصره تماما 
ماذا أفعل لا اريد ان يتم هذا الأمر 
نصحته بأن يتعامل مع غض البصر بالصوم والاستغفار مع انه غير محتاج لأني غير مقصره تماما حتى بعض الأوقات يكون هو مقصر تجاه واجبه الزوجي ولكن لا ازعل وارجح له الاسباب..
اتوقع انه يريد ان يجرب فقط..ماذا أفعل 
انا الان التجأ الى الله بكل ما أوتيت من قوه 
لا اريد التعلق به ولكن انا غير مرتاحه جدا واعرف من صميم قلبي انه لن يرتاح 
ارجو الإرشاد والنصيحه جزاكم الله خير.

الرد على الاستشارة:

نُرحِّبُ بك أُخيَّتِي في الله في موقع المستشار؛ وُ نثمّنُ لك ثقتكِ بالموقع، ونسأل الله لك التوفيق، و الإعانة. كلماتُك تُعَبِّر عن مدى ما تُعانِيَه من آلام، نسأل الله أنْ يُلهمكِ الصوابَ، و القدرةَ على الاختيار الصَّحيح و اتّخاذ القَرار المُناسب. و نُقَدِّرُ ما تعيشيه من هُموم نفسية مُتعبة، وما تمُرِّي به من مشاعر، وأحاسيس، أثَّرت على حياتك، وتفكيرك بشكل عام. لا شكَّ أن المشاعر الإيجابية تكون مفيدة للصحة العقلية، والنفسية، وعكس ذلك العيشَ بمشاعرَ سلبية؛ فإن لها تأثيراتٌ سيِّئة على الحياة، إذاً في مثل هذه الحالات لابُدَّ من بناء المشاعر الإيجابية؛ فالمشاعر الإيجابية تخلق إحساسًا بالسعادة والرفاهية، والعيش الرغيد. عندما يُريد الزَّوج أن يتزوَّج بالثانية، أَو أنَّه فعلاً قد تزوَّج بالثَّانية فإن الزوجة في المقابل يظهر لها أمران : الأوَّل : تُحِسُّ بأن لديها عيب، أو نقْص . والثَّاني : تُحس بأن زوجها لا يُحبها، أو أنَّ حُبَّه لها قد قل، أو أَفَل، وهذا خطأ، لأن الأمرين يفتقدان الصَّواب، ويزعزعان ثقة الزَّوجة بنفسها، وتقديرها لذاتها، خصوصاً أنَّها تربط تقديرها لذاتها بتقدير زوجها لها، فزواج الزوج لا يعني بالضرورة أنها سيئة، أو أنَّها ليست مرغوب فيها. أختي المباركة ؛ أنت تعرفين تماماً رأي الشَّرع في التعدُّد، ونحسب أنَّ زوجك -إن شاء الله- سيكون من العادلين المُنصفين، بناء على ما ذكرتِهِ منه، وهو أنَّه لا ينقصكم أيَّ شيء، و تملكون البيت، وزوجك لا يُقصِّر عليكم بأي شيء، وهذا في حد ذاته سوف يساعدك كثيراً على فهم الموضوع، وتقبله، ومحاولة المنع سيُسبَّبُ لك صدمة، مُتعبة، وعدم قُدرة على مُمارسة الحياة اليومية كما في السابق، وبعض الزوجات يُصبْن بحالات نفسية، مما يُؤثر سلباً على حياة الأبناء، والقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة، وعدم اطمئنانك في حياتك سيجلب لهم أيضاً عدم الاطمئنان والراحة. إذاَ لابُدَّ من الهدوء أولاً، و التَّخطيط لهذا الأمر، ويكون هدفك الحقيقي راحة صدرك، وسعادتك، ولو لاحظتِ أثناء تربية أبناءك السّابقين أنَّه عندما يأتي الابن الثاني يُصاب الابن الأوَّل بالغيرة من أخيه، ويتعامل معه بقسوة، وعنف، ثم بعدما يكبُر قليلاً، و يتفهَّم العلاقة المتينة بينهما؛ يتم الوئام، والمسألة مسألة وقت. والزواج من الثانية أَمرٌ قدَّره الله، والاعتراض عليه اعتراض على شرع الله سبحانه، ولا بُدَّ من رجاء الله سبحانه أن يُقدِّر الأصْلح، وأن يُعيننا على الصَّبر، وسوف يجعل الله لكِ فرجًا و مخرجًا يقول سبحانه في كتابه العظيم: ﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [النساء: 19]، ويقول سبحانه:﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 216]. فالله سبحانه هو الذي يعلم ما يُصلِحُنا، فربما كان هذا الزواج سببًا لعطفه عليكِ، وزيادة محبَّته لك؛ لأنه قد لا يرى من الثانية ما لم ير منكِ، وقد يرى أنَّ خصالكِ أحسنُ منها، وأنّ سيرتكِ أطيبُ، فيعطف عليكِ أكثر، وربما طلَّق الثانية وزاد حبه لكِ، فلا ينبغي أن تجزعي من هذا، و يُذكر أن إحدى الكاتبات كتبت عبارةً في وسائل التواصل الاجتماعي و تُريد التَّعليق عليها وهي: (لو تزوج عليك زوجك زوجةً ثانية ماذا ستفعلين؟) فتتابعت الردود الكثيرة، ومن هذه الردود أن إِحدى الزوجات قالت: ( لقد توفي زوجي -رحمه الله- و والله إني لأتمنى أن يتزوج علي الثانية والثالثة، ويعود إلي…) ، فالزوج نعمة عظيمة جداً، لا سيماً وأنك تُثنين عليه و تقولين أنه ناجح، وفي مركز مرموق، ولا يقصِّر عليك بشيء، ويقر لك بعدم تقصيرك، ومن الملاحظ أن زوجك قد عاش في منطقة بعيدة عنكم، و يزوركم في عطلة نهاية الأُسبوع و طبيعيّ أن يحتاج إلى الزوجة الثانية، وقد تكون الحلول التي عرضتها عليه فيها بعض الصعوبة أو عدم الاستقرار للأسرة. لستِ وحدك في هذه المسألة، بل هُناك العديدُ من الزوجات اللواتي عشن، و يعشن مثل هذه الظروف، خاصة إذا كانت بينكما علاقة وطيدة، وطيبة مثلما ذكرتِ، وأنتِ متعلقة به، ولكن مع مرور الأيام تلتئم الجراح، و تخف حدة واقع الأمر عليك و تتأقلمين، أو تُؤقلمين نفسك مع واقع جديد لابُدَّ فيه من الانتصار على الذات والأنانية، وحب التملُّك الذي يتكون في داخل النفس مع مرور الأيام، خاصَّة وأن ما أقدم عليه زوجك ليس بالشيء المحرم، كما لا يخفى عليك. ولو رجعنا إلى ماقلتِ: ( أنَّه لن يكُون له في نفسك مكانة أبداً لأنك لا ترغبين في أي جرح لمشاعرك، أو أن يمسَّك بأي أذى نفسي ) ، فهذا ليس إلا هروباً من المواجهة، و ضعفاً في الشخصية، وأنت لست كذلك، فالمرأة القوية هي التي لا تنهزم أمام امرأة تريد أن تُشاركها، أمَّا لو واجهت الأمر بشجاعة، و وقفت بجوار زوجك، وحافظت على مكانتك، خاصَّة وأنك أنت الأصل، فسيكون كل شيء في صالحك، و ستكونين أقدرُ على مواجهة التَّحديات، والقضاء على جميع المشكلات؛ لأنك ما زلت في الميدان، ولم تسمحي لغيرك أن يدافع، أو يقاوم نيابة عنك. ذكرتِ أنه غير مُحتاج للزَّواج لعدم تقصيرك، سواء في اهتمامك بنفسك، وتربية أبناءك، وكذلك تحمَّلتِ معه عشرين سنة بكُل ما تحمله المعاني، مع إقراره الدائم بهذا، ولأنه كما ما ذكرتِ أيضاً لا يُريد إغضابك، فالزواج بالنسبة له حق من الحقوق، ولا يُوجد ما يمنع ذلك فالرسول -صلى الله عليه وسلَّم- تزوج على نسائه وليس في أزواجه أيَّ تقصير، أو علة، يقول سبحانه: ﴿ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ [النساء:3]، ولو أَنَّ أُختاً لكِ قد فاتها قِطارُ الزَّواج لِكبَر سنِّها فتزوجت لمن معه زوجة أُخرى لفرحتِ، وباركتِ لها، ومباركتك لها رحمةً و شفقةً عليها، ولو سألتِ من فاتها القطار، سترضى بأن تكون زوجة ثانية. أرجو أن تستثمري حياتك، وذلك باهتمامك ببيتك، وزيادة الاهتمام حتى لو لم يكن لديك أي تقصير، واهتمي بنفسك ولا تَدعي مجالاً لليأس بأن يوهنك، و يبعدك عن نجاحاتك، وعيشي كما كنتِ، وحاولي الاقتراب من زوجك أكثر، وأكثر، مهما كلفك الأمر، ومهما حصل، وعليك اللجوء إلى الله سبحانه، ولا تتركي قراءة القرآن، ولا تعتقدي أن الأمر مصيبة، فهو ليس كذلك، فعسى أن يجعل الله خيراً في هذه المرأة، وتكون مساندةً لك في يوم من الأيام، وإذا رزق الله زوجك ذريةً منها، فنسأل الله أن يكونوا سنداً لك، و لأولادك، وعسى أن يكون خيراً لك كما ذكر الله سبحانه في كتابة في سورة النساء : ﴿ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19]. استعيني بالله، و أكثري من الدعاء، والإلحاح أن يُذهب عنك تلك الآثار النفسية، وأن يرزقك القوة والثبات، وأن يُذهب عنك هذه الغيرة، وأن يرزقك الرضا بقضائه وقدره، وأن يملأ قلبك بمحبة زوجك، ونحن واثقين من قدرتك على ذلك. ختاماً: لا يُهمك حديث الناس عنك، أو شفقتهم عليك، أو تشجيعهم على السلوكيات العدوانية، و المدمرة مع زوجك؛ فهذه دولتك، و جنَّتك، وكثير يتمنَّون السعادة التي تعيشيها، والوئام الذي تنعمين فيه، واتركي الأمر لله سبحانه وتعالى الذي يقول : ﴿ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [النور: 11]. ويقول أيضاً : ﴿ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴾ [النحل: 126] . نتمنَّى لك التوفيق، والسعادة، والعيش برغد، وطمأنينة، وراحة بال، وتوفيق، إنه على كل شيء قدير.

__________________
بواسطة المستشار:

عبدالله بن عبدالعزيز حمد الخالدي

_________________
رابط الموضوع:

https://almostshar.com/Consulting/Details/52506

الغيرة عند الرجل والمرأة 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: بيْنَا أنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُنِي في الجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إلى جَانِبِ قَصْرٍ، قُلتُ: لِمَن هذا القَصْرُ؟ قالوا: لِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا قالَ أبو هُرَيْرَةَ: فَبَكَى عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ ثُمَّ قالَ: أعَلَيْكَ بأَبِي أنْتَ وأُمِّي يا رَسولَ اللَّهِ، أغَارُ؟ (رواه البخاري).

الغَيْرَةُ هي أفكار وأحاسيس وتصرُّفات تحدث عندما يظن الشخص أن علاقته القوية بشخص ما تهدِّد من قبل طرف آخر منافس، وهذا الطرف الآخر قد يكون مدركًا أو غير مدرك أنه يشكل تهديدًا، وقيل الغَيْرة: كراهة الرجل اشتراك غيره فيما هو حقه.

تقول سعاد: “أنا متأكدة من خيانته لي، فإحساسي لا يخيب، فنار الغيرة تأكلني كلَّما تأخَّر عن المنزل، وعندما أسأله عن سبب غيابه يخترع لي أسبابًا غير منطقية، أعلم أنَّني لست جميلة بالقدر الكافي؛ لذلك أبقى في حالة خوف وغيرة شديدة على زوجي”.

ويقول سالم: “لقد مللتُ حالة الاستجواب التي تتعامل زوجتي بها معي، أشعر أنَّني أجلس مع محقِّق وليس مع زوجتي، أين كنت؟ ومع من جلست؟ وما الرائحة التي عليك؟ إنها تقتلني بغيرتها عليَّ”.

إن الشعور بالغيرة أمرٌ طبيعي في العلاقة الزوجية، فالغيرة المنضبطة قد تكون مطلوبةً للمحافظة على استمرارية العلاقة، وزيادة مشاعر الحب، ولكن تحدث المشكلة عندما تتحوَّل لغيرة مفرطة لا يُمكن التحكُّم بها، مما يُشعر الأزواج بالقلق والخوف وعدم الأمان، ويُهدِّد العلاقة بينهما، وقد يدمِّرها أيضًا، لذا من الضروري التمييز بين الغيرة المنضبطة وغير المنضبطة لضمان استمرار العلاقة بنجاح.

والسؤال هنا ما مظاهر وأسباب الغيرة عند الرجل والمرأة؟ وكيف التغلب عليها؟

• المرأة تغار على زوجها من امرأة أخرى حين تشعر بأنها أجمل منها، أما الرجل فيغار على زوجته من سائر الرجال خاصة إذا خرجت بكامل زينتها.

• المرأة تفتعل أي مشكلة أو خلاف من أجل التعبير عن غيرتها، وتنتهز أي فرصة لذلك، أما الرجل فيواجه المرأة ثائرًا وغاضبًا؛ لأنَّ الغيرة تستفزه.

• الاهتمام الزائد والمفاجئ دليلًا على الغيرة، خاصةً إذا لم يكن يُظهر أيَّ اهتمام من قبلُ، ويبدأ الرجل بالسؤال والاتصال دون توقُّف عن المرأة بسبب صور شاهدها، أو وظيفة جديدة فيها اختلاط؛ مما يجعله يخاف من فِقدان شريكه.

• قد تكون الغيرة بسبب تجارب مؤلِمة مرَّ بها أحدُ الزوجين في الماضي، فهما يخشيان من تكرارها وفِقدان من يحب.

• متابعة ومراقبة الشريك في وسائل التواصل الاجتماعي، فتجدهم يتابعون التعليقات والإعجابات والمشاركات، وقد يغضبون ويعاتبون لأجلها، وربما يصل بهم الأمر إلى طلب كلمات المرور لحسابات التواصل الاجتماعي.

• إظهار عيوب الآخرين، وأنهم غير جديرين بالثقة، وينتهز أي فرصة خطأ تحدث من قبلهم ليثبت كلامه، سواء كانوا من العائلة أو الأصدقاء.

ولعلاج نار الغيرة عند الزوجين عليهما بالتالي:

• الثقة بين الزوجين، ثقته بنفسه مقابل ثقته بالشريك الآخر، فكلما وَثَقَ كلُّ شريك بشريكه انتفت دواعي الغيرة بينهما.

• الصراحة والابتعاد عن الغموض في تصرفاتهما، فالصراحة تجعل العلاقة تسودها الشفافية دون الوصول إلى الشك بينهما بسبب الغيرة.

• الابتعاد عن الهوس والشك غير المنطقي الذي تسبِّبه الغيرة؛ مما يؤثِّر سلبًا على العلاقة، فتهدم الاستقرار والسعادة الزوجية.

• التعامل مع هذه المشاعر بتفهُّم ودون غضبٍ، ومحاولة إشعار الشريك الغيور بالأمان، وتجنُّب التصرفات المثيرة للغيرة.

• إظهار الحب باستمرار، وإخبار الشريك الآخر بالحب، وأنه جزء مهم في حياته.

• البحث عن مصدر الشعور بعدم الأمان، وتجاهل جراح الماضي، فإذا كان سبب عدم الشعور بالأمان التعرُّض لصدمة في الطفولة مثلًا، يُمكن التغلُّب على ذلك من خلال الحصول على الدعم المناسب لتحويل المعاناة لمصدر قوَّة.

• التركيز على الأمور الإيجابية في حياة الزوجين بدلًا من التركيز على ما يمتلكه الآخرون، وحسدهم على ذلك، مع تجنُّب الاختلاط بالأشخاص دائمي البحث عن الكماليَّة، والأزياء، والموضة، والإجازات، والسيارات الباهظة، والتي تشعر البعض بالعجز والغيرة.

أسأل الله أن يصلح الشباب والفتيات، وأن يجمَع بين قلوب المتزوجين والمتزوجات على طاعة الله والحب والتواصل السليم، وأن يخرج مِن تحت أيديهم مَن يعبُد الله على الحق، وأن يجعل أولادهم لبنات خيرٍ على المجتمع والوطن، وصلى الله على سيدنا محمد.

_______________________
بواسطة:

عدنان بن سلمان الدريويش

_______________________
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/social/0/159277/

تقدم لي متزوج زوجته عقيم

الاستشارة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
احسن الله إليكم و جعل ما تقدموه من حلول بموازين حسناتكم.. 
عمري٣٨ اتوني كثير من الخطاب لكن لكل مره احتار و أرفض أرغب بالأفضل مشت السنين و تقدم لي متزوج زوجته عقيم ملتزم بنفس عمري عندما كان يبحث بغى بعمر ٣٣ بس تنازل عن هذا الشرط يهمه كما ذكر بنت ملتزمه تخاف الله، الرجل صالح خلوق حنون و الكثير يثني عليه لكــــن :
يهمني الطول و المظهر انا طويله و الصور وضحت لي اقصر مني، تمنيت اتزوج بشخص يكبرني بكم سنه حتى استشعر انوثتي و يكون غير مرتبط. 
لا أعلم هل انتظر او اتزوج به؟ 
هو متمسك و يرغب بالزواج وانا لا اريد ان اجرح مشاعره بأسباب الطول و المظهر..
والشي الثاني لا احب جماعتي و اقاربي يعرفوا انه متزوج كيف اتصرف؟ 
الشي الثالث و الأهم مرت السنين وغيرت فيني اشياء شعري تساقط وظهرت الفراغات بوضوح طبعا وراثي للأسف ما احب يرى شعري هكذا اقارن بين صوري الان وقبل ٥ سنين فرررق زعلانه على حظي.. 
افيدوني افادكم الله..

الرد على الاستشارة:

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين اما بعد : أشكرك على ثقتك للاستشارة في منصة المستشار . أختي الفاضلة : أولاً : أسأل الله -عز وجل- أن يختار لك الخير أينما كان، وأنصحك بالاستخارة ليلهمك الله الصواب . ثانياً : هيئة الرجل وطوله ليست مقياس للحياة الزوجية السعيدة ، ربما يكون هذا الرجل خيراً لك من شخص وسيم طويل أكبر منك عمراً ، من خلال ما كتبتِ تبين لي أنه شخص ملتزم حنون والجميع يُثني عليه ، ومن خلال ارتباطك بشخص بهذه المواصفات الخُلقية استشفيت من قوله تعالى في كتابه الحكيم : ( وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ) . الزواج سكن ومحبة ومودة روحية تآلف بين الأرواح وانسجام وجداني لتسكن روحك وتطمئن نفسك ، ولكي تصلين لنقطة السكن الصالح لابد أن تجدي فيه من الأخلاق ما يسرك ، لأن الخُلق الدافع والمكمل للحياة الزوجية السعيدة . ثالثاً : أنوثتك تنبع من داخلك لا يستطيع أن يعطيك إياها أي شخص كلما زادت ثقتك بنفسك أكثر سيكون كل شيء أمامك أنتِ من تُكمليه وليس من يجُملك . رابعاً : بالنسبه للصلع الوراثي له علاج -بإذن الله- ، أنصحك بزيارة عيادة لاتباع نظام علاجي مُكثف يعيد لك شعرك و- بإذن الله – تكونين أفضل من ذي قبل . وأنصحك بالقراءة في مجال تعزيز الثقة بالنفس وتقبل العيوب وحبها كما هي وعدم الخجل منها . خامساً : بالنسبة لأراء الناس حول تقبلك لفكرة الزواج من شخص متزوج ، من الأشياء المهمة التي ينبغي الاهتمام حولها هي رأيك أنتِ بنفسك وحياتك ، لا تلقين بال لأي شخص ينتقد أو يبدي رأيه إنتِ من ستتعايشين مع هذا الشخص ، و أنتِ من تعرفينه حق المعرفة لا يحق لأي أحد آخر أن يصدر أحكاماً على حياتك ، و في كل الأحوال الناس ستتكلم سواء قبلتِ بالزواج أو رفضتِ لذلك لا تستمعي لهم ، ولتعلمي أنه لا مهرب من انتقادات الناس فمهما فعلت لن تُرضي كل الناس لذلك افعلي ما ترينه خيراً لكِ ولا تخشي من كلامهم فيك ولا تجعلي الخوف من كلام الناس وانتقادهم مانعًا لك من اتخاذ قراراتك فكلامهم لا يقدم ولا يؤخر . و أخيراً : أسأل الله إن تكون حياتك مملوءة بالمودة والرحمة، وليكن أساسها السكن النفسي لتنعمي بحياة مريحة كريمة.

___________________
بواسطة:

المستشار/نجلاء مذكر هذال المطيري

__________________
رابط الموضوع:

https://almostshar.com/Consulting/Details/52342

ليحذر الأزواج من هجر الزوجات بأخطائهم الفادحة 

الحياة الزوجية صَرْحٌ ثابت، وصعيدٌ خابت، صرْحٌ من المودَّة الدائبة، وصعيدٌ منَ الرحمة الدائمة،  حُب بالعطاء يُرام، وتسامحٌ بالصبر يُقام.

الحياة الزوجية مشروع الحياة ورحلة العمر، وهي حياة تحتاج إلى وعْي وإدارة، ورعايةٍ وإشادة، وهذه الحياة من طبيعتها أنها حياةٌ حافلةٌ بالمتغيِّرات والتطوُّرات والتقلُّبات، فلا يوجد زوجان بلا مشكلات، ولا تخلو حياةٌ من مُنغصات، وهنا يبرزُ دور الزوج الواعي في احتواء المشكلات، ويتجلَّى دور الزوجة الرَّاقية في وَأْد الخلافات،  والرجل هو المسؤول الأول في إنجاح هذه الحياة، وإن كانت المرأة مسؤولة أيضًا، لكنَّ الرجل يحمل قَدْرًا أكبرَ في إصلاح أمور الأسرة؛ لأنه غالبًا هو المُطاع في الأسرة، وهو القادر على تسييرها بإنفاقه مِمَّا رزَقَه الله، وبتمكُّنه من ضبْط الأبناء والبنات بالرأْفة والدعوة الصادقة، أو بالمحاسبة والوقفة الصارمة، ولكن – ومع الأسف – فإنَّ بعض الأزواج يقعُ في أخطاء فادِحة في حقِّ نفسه، وفي حقِّ أفراد أُسرته، وفي مقدمتهم شريكة العمر، وحَسَنة الدُّنيا، وذلك حين يرتدي تقصيرُه أثوابَه الخَلِقة، وأسْماله البالية، في صورةٍ ذات أبعادٍ حزينة، وإطارات كئيبة، تذهبُ ضَحيتها الزوجةُ، تلك المرأة التي ما خرَجَت من بيت أبيها إلاَّ طالبة حياة كريمة في ظِلِّ زوجٍ يحترم رأْيها، ويُراعي شعورها، ويرحم رِقَّتها، ويصون كرامتها، خاصة إذا كانت يتيمة، أو عاشت ظُروفًا حياتيَّة صعبة؛ لإدراكه بأنها أمانةٌ عنده، يعيشان العُمر بانيين حِصْنَ المحبَّة، وقَصْر المودَّة، ولكن وفي بعضِ الحالات، ومع تَقدُّم الحياة الزوجية، تَئِنُّ كثيرٌ من الزوجات تحت أثقال الهَجْر، وأحْمَال الحَجْر، ليس الهَجْرُ بقصْد الإصلاح، بل هو الهجر بسبب تَوْه الزوج وضياعه؛ وذلك حين ترى الزوجة زوجَها هاجرًا لها، فهو لا يَعتني بها ولا بأبنائه وبناته، بعد أن مالَ إلى زوجةٍ أُخرى أَحْكَمتْ سَيطرتها عليه، ولَم تَستشعر وجود زوجةٍ سابقةٍ له، لها من الحقوق مثلما لها، أو أنَّ هذا الزوج قد اعتادَ السَّهر مع رُفقاء السوء في جلسات مُريبة، واجتماعات مُنكرة، أفسدت حياته، وأتلفَتْ دُنياه بامتدادها إلى ما بعد الفجر والنوم أحيانًا خارج البيت، وتلك الزوجة المحرومة باقيةً في كل ليلةٍ تَترقَّبُ رجوع زوجها المنتظر، إنَّ مسؤولية الزوج نحو الزوجة لا تنتهي بمجرد كِبَر الأولاد وحصولهم على وظائف، فَهُم المطالبون بالإنفاق على الأُمِّ في ظِلِّ تضييع الزوج للمال في جلسات السمر، أو رحلات السفر.

إنَّ الزوج مُطالَب بأداء حُقُوق الزوجة وأبنائهما في حُدُود إمكاناته، مُسْتمدًّا العَوْنَ من المولَى،  وقاصدًا إسعادَ أهل داره، وجالِبًا الماء النَّمير إلى حَقْل بيته؛ لتعود إليه النَّضارة الجميلة، وتَدبَّ فيه الحياة السعيدة، وليَحسَّ هو بالسعادة ما دامَ في خدمة أهله، وليشعرَ بالراحة فيما يُقدِّمه لهم، ولا سيَّما وهو الذي قد جعَل من أهدافه الرئيسة في هذه الحياة، تأمينَ حياة كريمة لأُسرته؛ حتى تسير في جَادَّة السناء، وطريق الهَنَاء، ومَهْمَا بلغتْ أخطاء المرأة، فإن العقار دائمًا يبقى بيدِ القائد، وهو الرجل، ولن يُضيِّعَ الله جَهده ما دام أنَّ هَمَّه هو إصلاحُ أهل بيته، ليَهون التَّعب، ويضيع النَّصَب، حين ينال ثمرة ذلك بتسخير زوجةٍ صالحةٍ له، ولن يُخيبَ الله رجاءَه بصلاح أنْجالٍ هُم لعينه اليمنى مَبرَّة، وفلاح كريماتٍ هُنَّ لعينه اليسرى مَسرَّة.

_______________
بواسطة:

د / ماجد محمد الوبيران

_______________

رابط الموضوع:

 https://www.alukah.net/social/0/30162