الصمت الزوجي 

يُعَدُّ التواصل الزوجي الإيجابي بين الزوجين من أهم الأمور التي تؤثر وتساهم في استمرار واستقرار العلاقة الزوجية وتماسكها، والوصول إلى حالة توافق زوجي قوي، وقد امتَنَّ الله تعالى على عباده بهذه العلاقة، وجعلها آيةً من آياته، فقال في كتابه الكريم: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21]، فالإشارة هنا بقوله تعالى: ﴿ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ﴾ تعني أن آدم وحواء خُلِقا من كيان واحد، ومن أصل واحد؛ ليظل الفرع يحنُّ إلى أصله، والجزء يشتاق إلى الكل.

وكما أن الحوار الإيجابي الفَعَّال يُحدِث التفاهم والانسجام بين الزوجين، فإن الحوار السلبي يقتل المشاعر والأفكار الإيجابية، ويزيد من الإحباطات؛ لذا يلجأ أحد الزوجين إلى الصمت أو السكوت السلبي أو انعدام الحوار بينهما، حتى يصبح الزوج غامضًا غير مفهوم، لا يعلم الطرف الآخر ما يرضيه وما يغضبه وكيف يسعده، لا يعلم ما يجول في عقله وكيف يتفاهم معه، لا يعلم طموحاته وأهدافه وكيف يشاركه، لا يعلم إحباطاته ومشاكله حتى يُضمِّد جراحه.

تقول أم مريم: أنا سيدة متزوجة منذ 14 سنة، ومشكلتي تكمن في الصمت القاتل الذي يسود حياتي مع زوجي، أنا من النوع الذي إذا أخطأ في حقِّي شخصٌ ولم يعتذر أتجاهله ولا أُكلِّمه، تصرُّفي مع زوجي يكون رسميًّا جدًّا، نتكلَّم باختصار شديد، ونظلُّ أيامًا وأسابيعَ على هذه الحال، لا أستطيع التواصُل معه ومناقشته في الأمر، وأفضِّل الصمْتَ، وكل يوم أنتظر منه أن يُصالحني ولا يفعل ذلك، تعبتُ مؤخرًا من هذه العيشة، تعبت من هذا الصمت القاتل.

إن الصمت مرض يصيب الرجال أكثر من النساء؛ لأن النساء بطبيعتهن لا يستطعن الصمت، وللصمت أسباب منها ما يتعلق بأحد الزوجين، ومنها ما يتعلق بطبيعة العلاقة بينهما، ومن هذه الأسباب:

• اعتقادات ومفاهيم وخبرات يحملها الفرد نتيجة عادات وثقافات المجتمع الذي تربَّى فيه، أو خبرات اكتسبها من أصحابه وأصدقائه.

• العمل بحكمة (إنْ كان الكلامُ من فِضَّةٍ فإنَّ السكوتَ من ذَهَبٍ).

• الخوف من الانتقاد أو السخرية أو كشف نقاط الضعف لديه، أو العجز عن أداء الواجبات المنوطة به، أو إخفاء حقيقة عن الشريك الآخر.

• الاعتقاد أن الحل الأمثل لتغيير سلوك الشريك الآخر أو الضغط عليه أو إقناعه أو حصول ما ينبغي يكون بالصمت والسكوت السلبي.

• قد يصمت أحد الزوجين بسبب مرض الاكتئاب الذي من أهم أعراضه الصمت.

• إدمان وسائل الإعلام والأجهزة الإلكترونية التي تُشجِّع على الصمت الزوجي.

• قد يكون سبب الصمت إيجابيًّا؛ كالتفكير في حل مشكلة، أو للاسترخاء والراحة، أو الرغبة في إخفاء حقيقة مؤذية لمشاعر الطرف الآخر؛ كالعلاقات قبل الزواج مثلًا.

وللتغلب على مشكلة الصمت أنصح الزوجين بالتالي:

• فهم الاختلافات النفسية والعاطفية والجسدية بين الرجل والمرأة، تساعدك على اختيار الكلمات والعبارات اللطيفة، وتجعلك أكثر تسامحًا وتحملًا عندما لا يستجيب شريك حياتك لرغباتك.

• لا تبدأ حوارك وأنت محتقن أو محبط؛ بل ابدأ وأنت هادئ، والأفضل أن تُؤجِّل بدلًا من أن تتشاجر.

• اختيار الوقت المناسب والمكان المناسب للحوار، مع الحرص على البداية الموفقة والمشجِّعة والمفعمة بالحب والاحترام.

• الحرص على التأكد من فهم الشريك الآخر، بطرح المزيد من الأسئلة حتى يتم التغلب على عيوب الكلام من حذف أو تشويه أو تعميم أو تكرار ما يقوله الطرف الآخر.

• الابتعاد عن أسلوب السخرية أو النقد أو اللوم أو الاتهام أو تصيُّد الأخطاء.

• المحافظ على إشراك الطرف الآخر، ولا يكون الكلام لك وحدك فقط.

• بقدر تقبُّلك للطرف الآخر والرِّضا به والتوقف عن محاولة إصلاحه، بقدر ما سيحمله في قلبه من مشاعر الحب والرِّضا، وبقدر ما يسعى هو إلى التغيير رغبة في إسعادك وإرضائك.

إن كثيرًا من الأزواج لا يعرف كيف يفكر الشريك الآخر وبماذا يشعر؟ ما هي رغباته؟ وكيف يُشبِعها؟ وكم من الأزواج الذي يتلمِس حاجة الشريك الآخر النفسية والعاطفية ومطالبه، ويسعى جاهدًا لتحقيقها مؤكدًا بذلك على اهتمامه بخصوصياته وحرصه على تحقيق طلباته، وكم من الأزواج الذين لا يرون في الحياة الزوجية إلا الأكل والشرب أو الجنس وتقديم طلباته غضَّةً طريَّةً سريعةً، وكم هم الذين يعتقدون أن الرحمة والحنان والاحترام لكيان الطرف الآخر، وتقدير مشاعره، هو الذي يكسبه احترامه له، وهيبته منه وتوقيره لكلامه، وقبوله لآرائه وأفكاره.

إن كل زوج على وجه الأرض يحب أن يسمع من شريك حياته كلمات التشجيع والإعجاب والتقدير والاحترام، وأن أكبر خطأ يرتكبه الأزواج اليوم هو التعامل مع شريك الحياة كما يتعامل مع أولاده.

أسأل الله أن يصلح الشباب والفتيات، وأن يجمع بين قلوب المتزوجين والمتزوجات على طاعة الله والحب والتواصُل السليم، وأن يخرج من تحت أيديهم من يعبد الله على الحق، وأن يجعل أولادَهم لَبِنات خير على المجتمع والوطن، وصلى الله على سيدنا محمد.

___________________

بواسطة:

عدنان بن سلمان الدريويش

____________________
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/social/0/159757/

إلا أمي!! (استشارة)

الاستشارة:

عزيزي المستشار الكريم…. هذه استشارة من مسرتشدة وهذا هو نص سؤالها للرد عليه:

السلام عليكم
مشكلتي اني مستقرة مع والدتي ﻻن زوجي مسافر وﻻ يوجد عندي شقة وﻻ اي مكان استقر فية طبعا قاعدة للي داخل واللي خارج ﻻزم اعمل الواجب وفي بنتين من بنات اخوتي امي مربياهم طبعا البنتين في سن مراهقة وبعاد عن اﻻم واﻻب لظروف انفصال ومشاكلي اﻻساسية اني ﻻ اقبل اﻻهانة لوالدتي من احداهن واعمل مشكلة وفي اﻻخر والدتي تقولي مالكيش دعوة وفي واحدة فيهم اكترية المشاكل معاها سافلة وقليلة اﻻدب وامها وامي مساعدنها علي ذلك وانا زوجي غير راضين تمام علي اني اقعد لوحدي وانا خلاص مش طايقة تصرفات امي والبنات بتداري عليهم كتير في كل الغلط وتقول هو فين الغلط دة وعلي طول مشاكل وقرف واهانة دلوني اعمل اية ﻻني انا تعبت امي بوظت البنات والله ست كبيرة وبدلعهم ومابتغلطش واحدة فيهم ودايما تيجي علية بسبب واحدة فيهم قولولي اعمل اية

___________________

الرد على الاستشارة:

وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته مرحبا بك عزيزتي . عزيزتي ؛ أتفهم جدا شعورك ، و أسأل الله أن يعينك و يهون عليك أمرك . عزيزتي ؛ أتفهم شعورك بالمسوؤلية تجاه والدتك لكنك ذكرتِ أن والدتك كبيرة سن وكما نعلم جميعنا أن كبار السن صعبين المراس ويحتاجون لرعاية ويجب أن يفرضوا احترامهم على الآخرين بشتى الطرق , ويجب أن نشعرهم دائما بأنهم هم الآمرون و الناهون في كل الأوقات ولا نشعرهم بالشفقة تجاههم .ذلك أولا من باب بر الوالدين ثم احترام مرحلتهم العمرية والتي تتميز ببعض الخصائص الصعبة مثل :” العصبية ، وفرض السلطة ، ورفض الشعور بالشفقة …….وغيرها ” . ميل والدتك لبنات أخواتك أمر طبيعي فكما يقال دائما : (ما أعز من الولد إلا ولد الولد) ، وهذه عادة الجدات يحبون أحفادهم حب فائق و يغضون الطرف عن تصرفاتهم الخاطئة . إن كانت والدتك لا تتقبل وجهة نظرك في طريقة تربيتها لأحفادها.. فأقترح عليك عدم الشجار معها بخصوصهم ثم اتباع طرق النقاش الصحيحة فمثلا : 1- اختاري وقت هادئ حتى يمكنك الجلوس مع والدتك بمفردكما للحوار . 2- مهدي للموضوع بالتدريج وبطريقة بسيطة بدون نزاع أو سب او تهجم عليها أو على الأحفاد . 3- اخفضي صوتك وحاولي توصيل المعلومة بألطف وأجمل الطرق . 4- اشرحي وجهة نظرك وتقبلي وكوني على استعداد لأي ردة الفعل . 5- اعرضي عليها طرق مختلفة للتعامل يمكنها تقبلها , كما يجب أن تتحلي بالصبر و طولت البال , يمكنك أيضا إن فشلتِ في هذا اختيار شخص حكيم تحبه والدتك وتثق في آراءه لتتنقاش معه في الأمر. أما فيما يخص بنات أخواتك : فقد ذكرتِ إنهن مراهقات و تعلمين ما تتميز به هذه المرحلة العمرية من كره للسلطة والتحكم ومحاولة إثبات الذات وكسر القوانين وسرعة الغضب ومما زاد الحالة سوء عدم وجود والديهم و بقاؤهن في منزل جدتهن مما يزيد لديهن الشعور بالغضب والوحدة وعدم الانتماء والخذلان وشعورهن بفروق عن أقرانهن ، ويتضح تأثرهن بهجر والديهما في تصرفاتهن مع جدتهن التي هي والدتك الكريمة.. فأرجوك أختي الفاضلة ؛ أن تحتويهن و تكوني لهم أم ثانية فما هي إلا أيام ستمر سريعا ثم يعود زوجك بإذن الله من السفر و تستقرين معه ولن يبقى في الذاكرة سوى أيامهن معك ، فأرجو أن تكون ذكريات سعيدة و أن يذكروك بخير و أن تكوني لهن ملاذ آمن في فترة مراهقتهن الصعبة و خلال مشاكل أهلهن التي بلا شك أثرت عليهن وجعلت سلوكهن عدواني . حاولي التقرب منهن و ابحثي عن اهتماماتهن و ناقشيهن فيها , خذيهن في نزهة و اقضين وقت عائلي وابتعدن كل البعد عن النقاش عن أمور المنزل أو المشاكل الحاصلة, أشركيهن في نشاطات أو دورات أو أندية أو دور تحفيظ قرآن حتى يختلطن بالمجتمع و يشغلن وقتهن بما هو مفيد , بعدما تحصلي منهن على الثقة والحب ابدئي في النقاش معهن عن سلوكياتهن ولكن بأبسط و ألطف طريقة فحينها فقط سيتم تقبل التوجيه منك وستلاحظين بنفسك الفروق في التصرفات والسلوكيات . تذكري عزيزتي ؛ قول الله الكريم : ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) . فادعي لهن و اصبري عليهن وتجنبي الخوض في مشاكل و مشاحنات معهن و اعملي بالأسباب دائما ، وقد ذكرت لك بعض منها و أرجو من الله أن أكون أفدتك و ساعدتك لو قليلا. شكرا لاختيارك منصة المستشار .

___________________
بواسطة:

المستشار/عذار عادل عيد الرحيلي

___________________
رابط الموضوع:

https://almostshar.com/Consulting/Details/53641

اختلاف القيم بين الزوجين 

القيم تمثِّل أخلاقيات الشخص وسلوكياته، وطريقة تفكيره، وتربيته، وشخصيته، وخبراته، وتجارِبه، والبيئة الاجتماعية والدينية والثقافية التي نشأ فيها، وعند تكوين الحياة الزوجية، فإنها تبدأ من طرفين كلٌّ منهما تربَّى ونشأ على قيم وعادات وتقاليد، قد تتوافق مع الشريك الآخر وقد تختلف، والاختلاف هنا لا يمثل مشكلة كبيرة، إلا عندما يكون اختلافًا فيه تناقض تام في نفس القيم؛ لأنه سيكون لكلٍّ منهما أولوياته في الحياة، التي قد تختلف عن أولويات وطموحات ورغبات واحتياجات الطرف الآخر؛ قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21].

تقول هديل: “أثناء فترة الخطوبة والأسابيع الأولى من زواجنا كان جلُّ اهتمامنا منصبًّا على الكلمات الرومانسية، والأحلام الوردية، والمتعة الجسدية، لكن مع مرور الأيام بدأت تتكشف لي قيم وأخلاق وعادات زوجي؛ فهو لا يشعر بالمسؤولية ومنعدم الإحساس خاصة نحو أسرته وأسرتي، فهو يبخل في تقديم أي نوع من المساعدات إليهم، ويرى أن مثل هذه المواقف مضيعة للوقت والجهد والمال، بينما أنا أؤمن بأهمية العطاء للأسرة والبذل من أجل إسعاد الآخرين، خاصة إسعاد أسرتي ووالدي وأقاربي”.

والسؤال هنا: ما أسباب اختلاف القيم بين الزوجين؟ مع أنهما قد يكونا من بلد واحد ومن بيئة واحدة ومن أسرة واحدة، والجواب على هذا السؤال فيما يلي:

• التفاوت في العادات الاجتماعية، بعض الأسر تتقبل مناداة المرأة باسمها أمام الغرباء، وأخرى ترى ذلك عيبًا وأمرًا شائنًا.

• التفاوت في التدين، هناك من يرى العلاقات الاجتماعية بين الجنسين منفتحة، ولا مانع من اللقاءات والسهرات والضحكات، بينما يجد الآخر أن هذا السلوك منضبط بتعاليم الدين والشرع.

• التفاوت في طريقة التربية والتوجيه والإرشاد، قد يكون أحدهما نشأ بين أبوين مهملين ومنشغلين عن التربية، بينما الآخر نشأ بين أبوين حريصين على أولادهما، ومتميزين في التوجيه والإرشاد.

• التفاوت في الاستقرار الأسري، فهناك من تربى في أسرة مفككة، والده في بيت مع زوجة أخرى، وأمه في بيت آخر، وهذه التربية أثرت في نفسيته وعلاقاته ونظرته للمجتمع.

وحتى يستطيع الزوجان التغلب على اختلافات القيم بينهما، وما يصاحبه من خلافات زوجية ومشاكل أسرية وتربوية قد تصل إلى الفتور العاطفي أو إلى الطلاق؛ عليهما بالآتي:

• الاتفاق بينهما أثناء الخطوبة وفي الأسابيع الأولى من الزواج على القيم والمبادئ، خاصة ما يتعلق بالدين والحياة الأسرية والاجتماعية وتربية الأولاد من خلال تبادل الآراء والحوار والنقاش عن مستقبلهما؛ حتى لا يحدث صراع بينهما بعد الزواج، فما يمثل قيمة أساسية لطرف قد يمثل قيمة ثانوية للطرف الآخر.

• تقبل الطرف الآخر والصبر عليه، وعدم الاستعجال في تغييره ومساعدته في تبنِّي قيم وأخلاق مغايِرَة على ما نشأ وتربى عليها، ومحاولة صناعة قيم جديدة مشتركة خاصة بهما وبأسرتهما، مع عدم إنكار حق الآخر في الاحتفاظ بقيمه، ما دامت قيمًا نبيلة، ولا تؤدي إلى ضرر للطرف الآخر.

• الاحترام المتبادل بينهما، مع التركيز على النقاط الإيجابية في الطرف الآخر، تجعله يتقبل عاداته وسلوكياته، ويقتنع بالقيم الجديدة.

• تنمية الحب بين الزوجين، كلما كانت العاطفة صادقة بين الزوجين، وكان كلاهما حريصًا على إشباع رغبات الآخر جسديًّا وعاطفيًّا، كان هناك قبول في تغيير القيم والعادات إلى ما هو أفضل.

• الإقبال على الله وتعلم أحكام الدين وآدابه، والتأثر بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح، وتكوين صحبة صالحة للأسرة، هذا كفيل بأن تغير الأسرة قيمَها وأخلاقَها وعاداتها للأفضل.

أخيرًا على الزوج والزوجة الحرص على اختيار شريك الحياة بما يتوافق مع قيمه وعاداته؛ حتى لا يقع مستقبلًا في خلافات أسرية، ومشاكل تربوية وسلوكية؛ يقول صلى الله عليه وسلم: ((تُنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك))؛ [رواه البخاري].

وقال صلى الله عليه وسلم: ((إذا خُطب إليكم من ترضَون دينه وخُلُقَه، فزوِّجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض))؛ [رواه الترمذي].

أسأل الله أن يصلح الشباب والفتيات، وأن يجمع بين قلوب المتزوجين والمتزوجات على طاعة الله والحب والتواصل السليم، وأن يخرج من تحت أيديهم من يعبد الله على الحق، وأن يجعل أولادهم لبنات خير على المجتمع والوطن، وصلى الله على سيدنا محمد.

_________________
بواسطة:

عدنان بن سلمان الدريويش

_________________


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/social/0/159823/81

ومشكلتي أنه يرى نفسه الشخص المحق دائماً ( استشارة)

نص الإستشارة:

انا متزوجه من شخص منذو شهر ونصف زوجه ثانيه ومشكلتي معه انه يرى انه الشخص المحق دائما واذا غضب يذهب للنوم بغرفه اخرى ويتركني ايضا لم اتعرف على اخواته ولم يعمل لي مناسبه عند اهله رغم ان اهلي اقامو لي زواج حظره اخوته ومعارفه ولكن لم يفعل لي شي ماذا افعل معه وكيف اخذ حقي منه

الرد على الاستشارة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياك الله أختي الكريمة في موقع المستشار ، وأسأل الله الكريم أن تجدي الحل المناسب لمشكلتك مع زوجك . أولا : المدة التي قضيتيها مع زوجك تعتبر قصيرة جدا فلا تستعجلي في أي قرار وأنتِ لم تتعرفي على زوجك كثيرا . ثانيا : لابد أن تدركي أنك زوجة ثانية تزوجتِ وتحمل زوجك تبعات هذا الزواج من أجل الاستقرار والسعادة والراحة . ثالثا : لابد أن تبتعدي أختي ؛ عن الجدال وارتفاع الصوت لأنه لن يجدي نفعا ولن يقتنع الطرف الآخر إلا إذا كان الحوار والنقاش هادئا تغلب عليه لغة الاحترام والتقدير . رابعا: لابد أن تعرفي أختي الكريمة ؛ أن الحياة تقتضي أن تقدمي لكي تأخذي , ولكي تسعدي لابد أن تسعدي . خامسا: أوصيك أختي ؛ بالصبر والتحمل في الفترة القادمة من أجل إثبات الوجود واستحضار النية الصالحة في جميع أمورك وخاصة فيما يتعلق بالتعامل مع زوجك . سادسا : لابد من تجاوز الأمور التي ليست أساسية في الحياة وأن لا تجعليها مسألة مصيرية…مثل : ” طلب دعوة للعشاء لك ولأهلك بمناسبة زواجكما”. وفي الختام : أسأل الله العلي العظيم أن يجمع بينكما بخير وأن يوفقكما لكل خير .

______________________

بواسطة:

المستشار/عمر عبدالله سليمان الطرباق

______________________

رابط الموضوع:

https://almostshar.com/Consulting/Details/53643

الزوج المعاق والزوجة المعاقة 

الزواج وتكوين الأسرة حلمُ كُلِّ شابٍّ وفتاةٍ، فما أن يصل الشابُّ إلى سِنِّ الزواج إلا ويبدأ بالضغط على والديه من أجل البحث له عن زوجةٍ تُشاركُه حياته ومستقبله، أفراحَه وأحزانَه، تكون له عونًا في تربية أولاده وبناء مستقبلهم، إلَّا أنَّ هناك فئةً من المجتمع تجد صعوبةً في إيجاد شريك حياته، وممارسة دوره كزوجٍ أو زوجةٍ في الحياة الأسريَّة، فما أن يصل إلى سِنِّ الزواج إلا والحيرة والقلق تتملَّكانِ قلبَه ونفسه، مَنْ سيقبل بي زوجًا؟ هل أستطيع تكوين أسرة؟ إنهم ذوو الاحتياجات الخاصة، أصحاب الإعاقات العقليَّة والجسدية، وبخاصة من دخل في عالم الإعاقة الجسديَّة حديثًا.

يقول بو طلال: أنا شابٌّ أبلغ من العمر 23 سنة معاقٌ حركيًّا 100 بالمائة، أجريتُ العديد من العمليات الجراحية؛ لكن من دون فائدة، الحمدُ للهِ درستُ في الجامعة، ثم وفَّقني الله أن أشتري سيارةً كي أكون حُرًّا ومستقلًّا بعد أن عملت وجمعت المال لمدة 5 سنوات، تقدَّمْتُ لكثيرٍ من البيوت من أجل الزواج؛ لكن المجتمع يرفضني، والفتيات تتنقص مني ومن قُدْراتي، أنا راضٍ بقضاء الله وقدره، ولم أحِسَّ يومًا أنني ناقص من أي ناحية؛ لكني مللْتُ من الوحدة، أريد زوجة تحبُّني وتعشقني وتكمل معي حياتها، لا يهمني إن كانت عزباء أو مُطلَّقةً أو عقيمًا.

وتقول أم محمد: أنا فتاة أبلغ من العمر ٣٠ سنة، مشكلتي أني كلما تقدَّم بي العمر ازددتُ خوفًا من المستقبل بحكم أني معاقة جسديًّا، مع أن إعاقتي تُعتبَر إعاقةً خفيفةً لا تمنعني من أداء واجباتي، أشعر بالحزن والخجل خاصة عند مواجهة المجتمع، أنا راضيةٌ بقدر الله وحكمته، ولله الحمد؛ لكن المجتمع الذي أعيش فيه يُشعِرني بالنقص، فكم من الأشخاص الذين رغبوا بالارتباط بي لجمالي وحُسْن خلقي؛ لكن عند سماعهم بإعاقتي يرفضون هذا الزواج، مع العلم أني أقوم بجميع الأعمال المنزلية؛ لكن أبقى في نظرهم معاقة.

والسؤال هنا: هل صحيح أن كل المعاقين لا يستطيعون إقامة حياة زوجية سعيدة؟ ما متطلبات الحياة الزوجية؟ وما الشروط الواجب توفُّرها في الزوجين لإقامة أسرة؟ هل يبحث الطرف الأول عن شريك يتكامل به ويتعاون معه لتحقيق أهداف الزواج؟ أم أن هناك شروطًا أخرى تتداخل أثناء البحث عن الشريك؟ وهنا يجب أن يسأل الشابُّ والفتاة أنفسهما عند الزواج: ماذا أريد؟ وهل إعاقة الشريك الآخر تمنعه من التكامُل والتعاون في إدارة الحياة الزوجية كل منهما مع الآخر؟

إنَّ من حقِّ كل شابٍّ وفتاةٍ أن يبحث عن الكمال في كل شيء، وخاصةً في شريك حياته، وأن يُحقِّق أحلامَه وما يتمنَّاه في شريك حياته، وليس من حقِّنا إجبار الطرف الآخر بقبول شريك حياة لا يتناسب ولا يرتاح معه؛ بل ولا يجد السعادة معه؛ لكن في المقابل هناك شباب وفتيات عقلاء يرون الآخرين بعين البصيرة وليس بعين البصر، فهو يعلم ماذا يريد؟ وما أهدافه في الحياة؟ لأن الحياة فُرَص، فقد تأتي فرصة له مع طرف آخر تقدم له، فرآه مناسبًا جدًّا وإن كان معاقًا، فقد يكون هذا المعاق متميزًا في الذكاء أو الجمال أو المال أو غيرها، وأن هذه الإعاقة لا تمنعه من بِناء حياة أُسريَّة كريمة معه، فلماذا التردُّد والرفض؟

إنَّ على المجتمع أن يُهيِّئ الظروف البيئية الخاصة للمعاق، حتى يستطيع أن يؤدي دورَه في نهضة وطنه وأداء أمانته، وأن يكون فاعلًا في أسرته ومجتمعه، فالمُعاقُ هو فرد طبيعي يحتاج لظروف بيئية خاصة تختلف عن غيره ليؤدِّي ما يُؤدِّيه غيره دون أيِّ خَلَلٍ، وعلى الإعلام أن يساعد هذه الفئة في إبراز قدراتهم وقصص النجاح لديهم حتى يكونوا قدوات لغيرهم، وحتى يعالج بعض المعتقدات والتقاليد والمفاهيم الشائعة في المجتمع، والتي بها ظُلم المعاق دون إدراك منهم.

أيُّها الإخوة وأيتها الأخوات، إن الحب هو أساس بناء الحياة الأُسريَّة، فإذا بُنِي البيت على الحُبِّ استمرَّت الحياة الزوجية، فليس شرطًا لنجاح الأسرة أن يكون الطرفان سليمين أو متعلمين أو أصحاب مراكز متقدمة أو يتميز أحدهما بالجمال أو المال أو غيرها مما يعتقده بعض الشباب والفتيات، فكم من شابٍّ تزوَّج من فتاة جميلة ثم حصل الطلاق، وكم من فتاة تزوَّجت من شابٍّ غنيٍّ ثم حصل الفِراق، وكم من شابٍّ تزوَّج من فتاة معاقة كان الحب يملأ قلبيهما، عاشا طويلًا في حياة سعيدة برفقة أولادهما، وكم من فتاةٍ تزوَّجت من شابٍّ معاق أحبَّتْه وأحبَّها، أثمرا أولادًا صالحين بارِّين بوالديهما.

وأقول لكل من كان متزوِّجًا من معاق أو معاقة: إن المعاق يحتاج إلى استراتيجيات وطرق خاصة حتى لا يحسَّ بأيِّ إحراج أو إحباط، فالتعامل مع المعاق بحاجة إلى نوع من الشفافية حتى نبعد عنه الخطر الذي قد يُصيبه، ومن أهم النقاط الواجب اتِّباعها مع الزوج المعاق:

• لا تُقدِّم المساعدة للمعاق حركيًّا إلا إذا طلب منك ذلك.

• خفِّف عنه ألمَه ولا تشتكي أمامه بما تُعانيه من تعبٍ أو ألمٍ، وذكِّرْه دائمًا بأجْرِ الصابرين.

• لا تشعره أنك متضايق منه، واعتمد عليه خاصة في الأشياء التي يتقنها.

• أثمن ما لدى المعاق أجهزته الخاصة؛ مثل: الكرسي وغيره، فاحرص عليها.

• لا بُدَّ من تعديل البيئة المحيطة بالمعاق حركيًّا، وتسهيل الأماكن للتنقُّل بحرية سواء في المنزل أو غيره.

• امدح إنجازاته خاصة أمام أولاده والمجتمع من حوله.

أسأل الله أن يُصلِح الشباب والفتيات، وأن يجمع بين قلوب المتزوِّجين والمتزوجات على طاعة الله والحب والتواصُل السليم، وأن يخرج من تحت أيديهم من يعبد الله على الحقِّ، وأن يجعل أولادَهم لَبِنات خير على المجتمع والوطن، وصلَّى الله على سيدنا محمد.

_______________
بواسطة:

عدنان بن سلمان الدريويش

_______________

رابط الموضوع:

https://www.alukah.net/social/1030/159824/الزوج-المعاق-والزوجة-المعاقة/