موقف صعب حين يكون «الرجل» آخر من يعلم
الشفافية بين الزوجين أساس الحياة السعيدة
السؤال أعلاه ليس استفتاءً ب “نعم أو لا”، وإنما تفسير وتحليل سبب الرفض أو القبول، ومبرراته، وتداعياته، وأبعد من ذلك تأثيراته العاطفية على الزوجين، والأسرة عموماً.. ويبقى السؤال أيضاً مراجعة لواقع لم يعد كما كان، أو يكون، وربما لن يكون إذا استمر الحال على ما هو عليه.
وجهة نظر محايدة بين من يؤيد أن تخبر المرأة زوجها عن كل شيء، وبين من يرفض ذلك؛ وهي أن يكون هناك معايير وشروط للحديث؛ أهمها تقدير المصلحة، وأن لا تكون القصة سببا للاختلاف أو الفراق، كذلك أن تكون بأسلوب غير مباشر، أو مؤثر، أو محبط للرجل، أو إثارة شكوكه.
أسرار خاصة
وذكرت “منى يحيى” أنّه من غير الواجب أن تسرد الزوجة كل ما يحدث لزوجها، خاصة الأمور البسيطة التي لو علم بها لتحولت إلى مشكلات هم في غنى عن تبعاتها، وكذلك أسرار الزوجة الخاصة قبل أن تقترن بزوجها التي لا يجب أن يطلع عليه، ومن الطبيعي أن يحتفظ كل منهم بأسراره لنفسه قلّت أم كثرت.
وبيّنت “ابتهال سالم” أنّها تستطيع تحمل تبعات المواقف الحياتية البسيطة ولن تخبر بها زوجها، وتحاول معالجة المواقف بمفردها؛ لأنّها تود التخفيف عنه من أعبائه داخل البيت وخارجه، متمنيةً من كل زوجة تطبيق ذلك حتى تصل بأسرتها إلى بر الأمان، أما إن كان ما تود إخفاءه سيلحق الأسرة بالضرر أو على الزوجة أو أحدهما أو كلاهما فعند ذلك لا يجب عليها أن تكتم عنه هذا الأمر، ولذا يجب أن لا تفصح المرأة عن كل شيء.
كيان الأسرة
ولفتت “أميمة سليمان” إلى أنّه على الزوجة إخفاء أمور محددة عن زوجها، خصوصاً إذا ارتبطت بالعلاقات الاجتماعية وعلى رأسها علاقة الزوجة بأهل زوجها، والمواقف التي تحدث في غياب الزوج، والتي يمكن للزوجة إخفاءها منعاً للمشاكل التي قد تنقلب على رأس الزوجة أحياناً ويزداد معها الأمر تعقيداً إن هي أفشتها، إلى جانب الأمور المتعلقة بينها وصديقاتها ولا تشكل أهمية لدى الزوج وغير مرتبطة بلب حياتهم الزوجية، ولا تمس كيان الأسرة بأي شكل من الاشكال.
ونوّهت “أحلام العبدالعزيز” أنّ من حق الزوجة الاحتفاظ بقدر يسير من المعلومات أو الأمور التي قد تثير الزوج، سواءً كانت أموراً تخصه أو تخص أولاده، فأحياناً تضطر الزوجة لأن تخفي عن زوجها بعض السلوكيات الصادرة من ابنتها؛ نظراً لحساسية المشكلات المتعلقة بالبنات، إلى جانب محاولةً منها لإصلاح الاعوجاج بمفردها حتى لا تتسع دائرة المشكلة بالمنزل، ولكن بمجرد أن ترى في نفسها عدم القدرة على الإصلاح بمفردها عند ذلك لا بد من الإفصاح للزوج لمشاركة الأم، فتدخله في هذه الحالة مطلوب، مبيّنةً أنّه من المهم أن لا تخفي الزوجة أمراً تعلم بأهميته لدى الزوج أو حرصه على تتبعه وتطوراته، حيث سيدرك إخفاءها له، وعندئذٍ قد يؤدي غضب الزوج إلى عواقب وخيمة.
أمور صحية
وأيدت “أماني المعجل” فكرة كشف كل ما تمر به وما يعترضها من أمور صغيرة كانت أم كبيرة لزوجها؛ خوفاً من أن يكشف ما سترته عنه، فتهتز ثقته بها، مبيّنةً أنّها اعتادت على ذلك واعتاد زوجها منها على سرد كل صغيرة وكبيرة.
ورأت “بتول خالد” أنّه الزوجة يجب أن تخفي عن الزوج بعض الأمور أو الأسرار الخاصة التي حدثت قبل الزواج كعلاقة عاطفية أو ما شابهها، أمّا غير ذلك من أمور فمن مصلحتها أن لا تخفي عن زوجها، معتبرةً أنّه من الخطأ إخفاء الزوجة أموراً هامة تتعلق بصحتها معتقدة أنّ ذلك ليس بذات أهمية أو مشاكل مالية شعرت معها بمأزق، فمن الخطأ التستر عليها، بل من الواجب عليها الإفصاح بذلك، إذ قد يؤدي حجبها عن زوجها إلى عواقب وخيمة لا سمح الله.
زوج شكاك!
وأوضحت “نجود الحميدان” أنّ ذلك يعتمد على حسب طبيعة الزوج، فإذا كان من النوع المتفهم لا تمانع أن تسرد عليه الزوجة كل تفاصيل حياتها، رافضة فكرة أن تخفي المرأة عن زوجها أيا من أمورها، خاصةً إذا كان شكاكاً؛ لأنّ إخفاء الأسرار سيزيد من شكوكه، وفي هذه الحالة يجب أن تكون واضحة دائماً وشفافة باستمرار، حتى لا تدع مجالاً للشكوك عندما يصل إلى مسامعه الأمر الذي أخفته عنه، وربما يكون بطريقة مشوهة، معتبرةً أنّ مكاشفة الزوج بكل شيء أمر طبيعي، إلاّ إذا كانت أموراً تتعلق بالماضي ولاعلاقة للزوج به.
صفو الحياة
وأشارت “زينب الفراج” إلى أنّ الحياة الزوجية يجب أن تستند على الصدق والوضوح من كلا الزوجين، ولكن هناك بعض الأمور التي يجوز للمرأة إخفاؤها عن زوجها، كأن يكون فيها عيب قد لا يلاحظه الزوج وتستطيع إخفاؤه؛ حتى لا يؤدي ذلك إلى نفور الزوج منها، وهناك أمور يحق لها أن تخفيها كالأعمال الصالحة من صدقة وغيره، أو أمور الحياة الاعتيادية التي لا يلقي الزوج لها بالاً، أو فيما يتعلق بماضي الزوجة الذي لا علاقة له بحياتها مع زوجها، كما يحق لها أن تخفي عنه معصية بينها وبين الله فعلتها وندمت عليها فلا داعي لذكرها فقد تثبت في ذهن الزوج، أمّا إن كانت تعلم بأنّ من الأمور ما يهتم لها الزوج ولو كانت في نظر الزوجة أموراً تافهة فيجب مصارحة الزوج بها؛ لأنّها تهمه واخفاؤها سيعكر صفو حياتهما.
عصبية الرجل
وقال “عبدالرحمن القراش” -عضو برنامج الأمان الأسري الوطني-: “من السهل أن تظهر العادات السيئة في العلاقة الزوجية، ولكن من الصعب جداً أن تعالج آثارها السلبية، لذا من المهم أن نراقب تصرفاتنا ونسيطر عليها ونحاول التخلص من هذه العادات السيئة قبل أن يصبح من المستحيل علاجها، هناك حقيقة لا تقبل الجدل وهي أن الغضب والعصبية لا يفرزان إلاّ الضغينة، وهما نار تحرق العقل وتسحق البدن”، لافتاً إلى طبيعة بعض الرجال، حيث أنّ منهم من يكون أكثر غضباً وعصبية لكونه أكثر احتكاكاً بالمحيط الخارجي من المرأة، والبعض من الرجال دائماً وأبداً يحضرون الرواسب الخارجية للبيت فتستقبله زوجته بأحاديث وطلبات وأمور من المفترض إخفاؤها مؤقتاً أو إخفاؤها عنه جملة وتفصيلاً لكونها تسبب توترا للرجل، فلا نستغرب أنّه سينفجر في تلك المسكينة التي تنتظره ليحرق أعصابها أكثر مما هي محروقة من ضغط العمل البيتي، وتربية الأطفال، ومشاكل الأقارب والجيران، فتندلع الشرارة الأولى بوجهها ثم تحدث الكارثة إما بضرب، أو طرد، أو طلاق.
حرية شخصية
وأضاف “القراش”: “على المرأة تقدير كل الأمور بميزان العقل بحكم معرفتها بزوجها، فليس كل شيء تعرفه الزوجة يجب عليها أن تتفوه به للزوج، وليس من حق الزوج إجبارها على الحديث عن كل شيء من خصوصياتها أو خصوصيات أهلها أو النساء اللواتي تعرفهن أو ما يدور في مجالسهن؛ لأنّ ذلك من قلة المروءة، فيجب أن يتم من بداية الزواج الاتفاق على ايجاد مساحة من الحرية الشخصية، بحيث لا تؤثر على العلاقة بينهما ومن سمات تلك الحرية عدم الحديث عن الخصوصيات التي من حق كل طرف الاحتفاظ بها، كما يجب على المرأة إدراك طبيعة زوجها، فإن كان من النوع العصبي فلا تحاول فتح أي من الموضوعات حتى تعلم أنّ ذهنه صافياً؛ كي لا تحرك المياه الراكدة، فيهيج عليها غضبه بسبب عفويتها وطيبتها”.
Leave a Reply