الرجل «الجبان» و«المتردد» يواجه المشاكل كل يوم..
غيرة المرأة تجعلها أكثر إصرارًا على إبعاد شريك حياتها عن أهله
فرضتْ على زوجها الانتقال للخروج من منزل أهل زوجها والسكن بعيدًا عن والدته وأخوته وباقي أفراد أُسرته؛ نتيجة تعلق بناتها بأسرة زوجها، وكذلك غيرتها الشديدة من العلاقة الحميمة بين طفلتيها وعماتهن؛ لتحصل الفرقة والقطيعة، فلا اتصال ولا حتى تبادل للزيارات.
“نساء يفسدن العلاقة بين الزوج وأهله”، مشكلة تتجدد مع مرور الأيام؛ فبمجرد أن يرتبط الرجل بامرأة تبدأ غالبًا مخططاتها بعزله عن أفراد أسرته، فتظهر المشاكل والخلافات؛ مما يُفقد الحياة الزوجية بريقها، كما يسلب أسرة الزوج الكثير من حقوقهم على ابنهم.
ويلعب غياب التوعية للفتاة قبل الزواج دورًا مهمًا في إشعال المشاكل بينها وبين أُسرة زوجها، كذلك هناك بعض المفاهيم المجتمعية الخاطئة عن العلاقة بأهل الزوج لدى الفتاة، ومنها أن توتر العلاقة بين الزوج وأخوته يسهم في نجاح علاقتها بزوجها؛ فتصبح هي فقط محور اهتمامه، ويكون هو ملكًا لها وحدها، وهنا لا بد من تهيئة المقبلين على الزواج عبر البرامج التدريبية ووسائل الإعلام، على أن تستمر هذه التوعية لما بعد الزواج؛ لتشمل مهارات التعامل مع أهل الزوج وما يندرج تحتها من حقوق وواجبات كلا الطرفين.
ولكي تُحقق الفتاة حياة سعيدة مع شريك حياتها عليها أن تكون منطقية في توقعاتها المسبقة عن أهل الزوج، وأن تضع في اعتبارها أنها ستكون في يوم من الأيام في موضع أم الزوج، كذلك على الشاب تحقيق التوازن والوئام في العلاقات بين زوجته وأهله، وتعزيز ثقافة الحوار بكل ما يحويه من فنون راقية، والتي من شأنها أن تقضي على حدة التوتر في مواقف الجدل والخلاف.
جفاف عاطفي
قالت (منيرة علي العمري): إن من الأسباب التي ألحظُها وتعمل على إشعال الحقد في صدر الزوجة على أهل زوجها حب بعض الأُسر للاجتماع بمفردها بعيدًا عنها لمناقشة بعض أمورهم، وربما دفعها ذلك للامتناع عن زيارتهم أو استضافتهم لاحقًا، كذلك عدم استغناء الأم والأخوة والأخوات عن ولدهم؛ فهم يحتاجون له في التجهيز للمناسبات والتبضع من الأسواق أو قضاء وقت عائلي معه بمفردهم. مضيفة أن البعض يعمل في مشروعات تجارية بالتشارك مع أخوته ويضطر لقضاء الجزء الأكبر من وقته معهم، مبينة أن الزوجة لو أدركت أن طريقها لقلب زوجها هو احترامها وإيثارها لأهله لسعت لمعاملتهم كأسرتها الحقيقية.
وأوضحت (غزيل بادي العبدالعزيز) أنه قد يكون الجفاف العاطفي بين الزوج وزوجته واهتمامه بأهله بعيدًا عنها سببًا لثورتها وغليان فكرها، مضيفة أن عدم انجاب الزوجة وتسلط أهل الزوج وتدخلهم في كل صغيرة وكبيرة في حياتها قد يدفع بالزوجة للسعي للانشقاق بأُسرتها الصغيرة، مُشددة على أنه من المهم أن تكون شخصية الزوج قوية من غير ظلم أو تساهل؛ فالوسطية والتغاضي وعدم التدقيق على كل صغيرة وكبيرة في مواقف الحياة مطلوبة.
غيرة زائدة
وأكد (عبدالله بن صالح سنقوف)، موظف، أن منبع الخلافات بين الزوجة وأهل الزوج هو اهتمام بعض الرجال بأُسرهم دون مراعاة لمشاعر الزوجة واحتياجاتها، بحجة صبرها عليه وأنها لن تذهب لغيره، كذلك تلعب الغيرة الزائدة من قبل الزوجة دورًا كبيرًا في ذلك، مضيفًا أنه من المهم توضيح الصورة كاملة لكلا الطرفين؛ بحيث يُشعر الزوج زوجته بأن هؤلاء أهله ولهم حق الزيارة والاهتمام والخدمة، وكذلك بالنسبة إليها؛ فهي أمانة في عنقه وأم لأبنائه وتستحق الرعاية والاهتمام.
وأشارت (مريم محمد البلوي) إلى أن بعض الفتيات بمجرد أن يتم عقد القران مع شريك حياتها تعتقد أنه أصبح ملكًا لها، وتنسى أن له أسرة من أم وأخوة وأخوات، وهو قطعة منهم ولا يمكن بحال من الأحوال فصله عنهم، مبينة أن أسرة الزوجة لهم الدور الأكبر في توعية ابنتهم وتوجيهها قبل الزواج وبعده.
وضع خطير
وشدّدت (أحلام ردود الجهني)، مدربة التنمية البشرية، على خطورة الوضع ووصفته بأنه أصبح مؤلمًا للغاية، مضيفة أننا أصبحنا نزوج أبناءنا وبناتنا لندخلهم في حرب، مبينة أنه في مجالها التدريبي سمعت قصصًا تُبكي القلوب من كيد الزوجة لأهل زوجها أو العكس، ذاكرة أنه كثيرًا ما يكون السبب غيرة الزوجة وحبها لامتلاك زوجها، مع جهل واضح في الثقافة الزوجية لدى الطرفين، وكذلك ضعف شخصية بعض الرجال أمام زوجاتهم وتساهلهم، مع جهلهم بحقائق الأمور وعظم كيد النساء، لافتة إلى أنه في بعض الحالات تدخل الفتاة بخيرها ﻷهل الزوج وهم يستقبلونها بنفس الخير، ومع كثرة الاحتكاك واﻻصطدام بمواقف بسيطة تحدث الشرارة!، مؤكدة ضرورة تهيئة وتوعية المقبلين على الزواج عبر البرامج التدريبية ووسائل الإعلام المختلفة، على أن تستمر تلك التوعية لما بعد الزواج لتشمل مهارات التعامل مع أهل الزوج وما يندرج تحتها من حقوق كلا الطرفين وواجباتهم.
برمجة عقل
وكشفت نورة الصفيري، معالجة نفسية، عن سبب خفي وقوي؛ ألا وهو برمجة عقل الزوجات والسير بأفكارهن إلى منحدرات خطيرة عن طريق متابعتهن لمشاهد تشجع مثل هذه الخلافات العائلية وتروج لها، مضيفة أن المتابع للمسلسلات الخليجية يلحظ البرمجة السلبية العميقة التي يتلقاها المشاهد عن علاقة الزوج بزوجته، وتدخل أسرة الزوج في حياتهم وثورة الزوجة وانتقامها بأساليب سلبية؛ حيث تعمد هذه المسلسلات لبث ثقافة عكسية مبينة أن من الأسباب أيضًا غياب التوعية للفتاة قبل الزواج؛ فالفتاة تقضي ما لا يقل عن (١٦) عامًا على مقاعد الدراسة لا تتلقى منهجًا واحدًا في فنون الحياة الزوجية وكيفية التعامل مع أهل زوجها، ومثلها الشاب، لافتة إلى أن المفاهيم المجتمعية الخاطئة عن العلاقة بأهل الزوج لدى الفتاة تلعب دوراً كبيراً في سلوكيات الزوجة السلبية تجاه أهل زوجها، ومنها ما يعزز لها الوسط النسائي بأن توتر العلاقة بين الزوج وأخوته وسائر أفراد عائلته من أم وأخوات يسهم في نجاح علاقتها بزوجها، فتصبح هي فقط محور اهتمامه، ويكون هو ملكًا لها وحدها بعيدًا عن أهله!
وأضافت: الزوج هو اللاعب الرئيس وصانع السلام في هذه العلاقة، والعكس صحيح؛ فنقل أسرار منزله لأهله أو إجراء مقارنة علنية بين الزوجة وأخواته لصالح أحد الطرفين دون الآخر يثير الغيرة والحسد والأفكار الانتقامية، ذاكرة بعض النصائح للزوجة بأن تكون منطقية في توقعاتها المسبقة عن أهل الزوج، وأن تضع في اعتبارها أنها ستكون في يوم من الأيام في موضع أم الزوج، ولن ترضى أن تُفرق امرأة بين ولدها وإخوته وأخواته وسائر عائلته، داعية كل زوجة الى معاملة أهل الزوج من منطلق تعاليم ديننا السمحة والأخلاق الكريمة التي تربت عليها.
حُب الذات
وقال د.غازي عبدالعزيز الشمري، مستشار للشؤون الأسرية في إمارة المنطقة الشرقية، إن ظهور مثل هذه الحالات يعود لأسباب؛ منها الأنانية وحُب الذات عند الزوجة وخوفها الشديد من المستقبل، مما يدفعها للسعي لامتلاك زوجها وفصله عن أهله. مضيفًا أن أكثر ما يسعد الزوجة هو الحديث عن المستقبل بإشراقته وجماله، وعليه فهي تخاف من مفاجأته، ولا تعلم ما يخبئ لها القدر، وتعتبر الزوج هو صمام الأمان بالنسبة إليها في ذلك، مبينًا أن من تلك الأسباب ضعف شخصية الرجل، وجهله بأساليب التعامل الصحيحة مع كلا الطرفين، مُدللًا على ذلك بإهانة بعض الأزواج لزوجاتهم أمام والدته وأخواته أو العكس، كذلك مدح الزوجة أو إحدى الأخوات والاهتمام بها أمام الجميع، كل ذلك من شأنه أن يُشعل نار الغيرة والغضب بينهم.
كما أشار إلى أن من سبل العلاج الاهتمام بنمط التربية والتعليم منذ الصغر لكل من الفتاة والشاب؛ بحيث ينشأ كل منهم على تعاليم الدين الإسلامي في احترام الآخرين والحب والانتماء للأسرة، مع مخافة الله في كل ما من شأنه أن يخالف ذلك، إلى جانب الحرص على توفر القدوة الحسنة، وأن تكون بيئة المنشأ صحية وخالية من أي خلافات وصراعات قد تؤثر في نفسياتهم وسلوكهم؛ ليعمدوا في تفريغها بنفس الحدة في المستقبل. وأكد أن الرجل هو الأساس وهو المحرك للدفة والمسؤول عن تحقيق التوازن والوئام في العلاقات بين زوجته وأهله، مُشددًا على ضرورة تعزيز ثقافة الحوار بكل ما يحويه من فنون راقية من شأنها أن تقضي على حدة التوتر في مواقف الجدل والخلاف، ذاكرًا أنه من المهم أن يكون المدح والثناء في المكان المناسب وبالطريقة المناسبة وكذلك النقد والعتب.
Leave a Reply