الحمدلله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، الكثير من الأزواج (أعني هنا ذكورًا وإناثًا) لا يعلمون ماذا يريد شريكهم منهم. وفيما يلي سأطرح وجهة نظري بالنسبة إلى أخواتي النساء من خلال تجربتي الشخصية، والسؤال الذي تسأله المرأة لنفسها وتردده دائمًا هو: ماذا يريد رجلي مني؟ ماذا أصنع حتى يعجب بي؟ هل يحبني ملتزمة ومتدينة ومتفقهة في الدين أم أبدو له كبنت هوى؟ يحبني أن ألبس له الملابس التي تكشف أكثر مما تستر أم يفضل أن يراني محجبة دائمًا؟ هل يحبني اجتماعية ولي اهتمامات بالحياة العامة أم منطوية ومنعزلة؟ هل يحبني غنوجه دلوعة وطائشة ومتهورة أم عاقلة ومتزنة وأكون له كأمه؟
هذه أسئلة دارت في ذهني عندما تزوجت لأول مرة ولم أعرف جوابها إلا بعد أن تطلقت. اكتشفت أن الرجل طفل كبير عند زوجته، ويحب أن يرى في زوجته كل النساء التي يراهن في حياته؛ فهو يحب أن يرى فيها أمه العاقلة المتزنة الحكيمة المتدينة الملتزمة التي تدلله وتلبي طلباته، ويحب أن يرى فيها صديقته التي يفتح لها قلبه ويحدثها بمكنوناته التي لا يمكن أن يقولها لأي شخص آخر، ويحب أن يرى فيها الخادمة دون شخصية على شيء من السذاجة، ويحب أن يرى فيها الذكاء والقدرة على الحديث المنمق واللباقة عند الكلام وفي كل المواضيع، ويحب أن يرى فيها أيضًا المذيعات والممثلات اللاتي يراهن كل يوم على التليفزيون أنيقات جميلات يتابعن الموضة، ويحب أن يرى فيها أيضًا بنات الهوى اللاتي يسمع عنهن أو حتى يراهن في أفلام البورنو.
فهو يريدها خليطًا من كل هؤلاء النسوة، ولكن الأهم من هذا أن تعرف الزوجة بإحساس الأنثى متى يريد أن يراها هكذا ومتى يرغب أن يراها هكذا؛ فلا تأتي له بالحجاب والثوب الطويل المستور في ليلة دافئة تشعر أنه قد يطلبها فيها للجنس، وبالعكس؛ فبإمكانها أن تلبس ما يروق له من الثياب العارية وفي نفس الوقت تناقشه نقاش المثقفين وتخاطب عقله؛ فهذا يثير كثيرًا من الرجال. وهذا هو تفكير الرجل في امرأة حياته وشريكة عمره؛ لأن الرجل يمل من المرأة الواحدة في شكلها وهيأتها وتفكيرها على أي شكل كانت.
Leave a Reply