الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، أما بعد:
فمنذ أن تزوَّجتُ ويراودني سؤالان مهمان: ماذا أريد من زوجتي؟ وماذا تريد هيَ منِّي؟
إن منسوب الحب أحيانًا يقلُّ وربما يزيد، وربما يُخيَّل إليك أنه يتلاشى فتظن أن الفرحة إنما هي في الفراق! وأنها لو اعتزلتك لكان خيرًا لك.. ويكون هذا الخيالُ أحيانًا كاليقين في أوقات المهاوشة والغضب.. لكن ما أن يخلو المسكنُ من زوجتك وأولادك حتى تشعر بغربة شديدة، ربما علاجها هو إزعاج الزوجة ولعب الأولاد، والمهاوشة في الليل والنهار.
وفي صباح يوم قد عملت العزلةُ فيه عملَها، جاء طارق يقول: ماذا تريد من زوجتك أيها الفقير إلى الله وإلى عفوه ورحمته؟
حاولت أن أطيلَ في الجواب، لكن تذكَّرت أن اللبيب تكفيه الإشارة؛ لذلك ألخِّص تلك الأمور في نقاط بسيطة، لعل لها ما بعدها إن شاء الله:
1 – أريد زوجتي أن تكون زوجةً بكل ما تحويه الكلمة من معانٍ، لا أريد منها إفراطًا أو تفريطًا:
إن بعض النساء ربما تنشط في عملٍ ما على حساب آخر، فتفسد وهي لا تدري، فبينما الطعام حلو المذاق، والبيت حسَنُ الترتيب والنظافة، تجد أنها نسيت أهمَّ شيء، لقد راعت بَدَنَ زوجها ولم تراعِ روحَه “واللبيب بالإشارة يفهم”.
وبينما تراعي روحَه وتهتم به، إذا تجد الأولاد في ضياع، بل رأيت مَن زوجتُه تتعالى على إحضار الطعام له، أو تترك له البيت سيئًا… فهذه وتلك نعتذر منهما حين نقول لهما: (أأنت زوجة أم….؟) فَلْتُجِبْ هي مشكورة!
2 – أريد زوجتي حَسَنَةَ المنطق، حسنة الهيئة:
تظن مخطئةً أن الزينة للشارع وللضيوف ونحوهما، وهذا خطأ، وأنا لا أقصد زينة الفراش قطعًا؛ فهذا معلوم من الزوجية بالضرورة؛ وإنما أقصد حسن الملبس العادي، حسن النظافة، التي لا شك في أنها تنمي عن حسن عقل منها.
أليس من العيبِ أن تتنظَّفَ لخروجها، أو تلبس النظيفَ، بينما زوجها يعاني من رائحة البصل الذي في ثيابها، أو الصابون الذي تغسل به؟!
أليس من العيب أن تتجمَّل بكلامها أمام زميلاتها وصديقاتها، بل لو أمام أبيها أو أخيها، ثم لا تنتقي أحسن الكلام وأطيبه لرفيق دربها (زوجها الذي من المفترض أن يكون حبيب قلبها)؟!
تلك من مساوئ المرأة التي تفسد بها على نفسها، وتنقص معيار محبتها في قلب زوجها بدون أن تشعر، بل بدون أن يشعر هو!
3 – أريد زوجتي جميلة التفكير:
كم من امرأة دميمة أو ليست فائقة الجمال، لكنْ كمَّلَها عقلُها فصارت متربعة على عرش قلب زوجها! ينتظر منها الكلمة إذا نطقت، ويستأنس بحديثها، يا ويحه إن طال صمتُها، ويا حيرته إن تأخَّر عنها فلم يسمع حديثها!
ينتابني شعور الآن أن القارئ لهذه الكلمات سيتذكر المرأة الثرثارة التي تتحدث في كل ما هو تافه أو سفيه، تلك امرأة يحمل الزوجُ همَّ رؤيتها؛ بله حديثها!
أليس من المخجل لتلك المرأة أن تضحك وزوجُها حزين؟!
أليس من المخجل لتلك المرأة أن تبكي أو تحزن حين يفرح زوجها؟!
تريد أن تخرج لنزهة بينما زوجها يريد أن يتنزه في سريره؛ ليرتاح من عمل شاق طوال اليوم!
وعلى هذا فقس..
هذه ثلاثة أشياء، سأُتبعها إن شاء الله بمثلها، وبمحاولات العلاج، فإلى اللقاء إن شاء الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب : أبو سهيل أحمد سليمان
Leave a Reply