في بداية فترة الزواج تكون العَلاقة بين الزوجين أكثر اشتياقًا وحُبًّا، لكن مع مرور الوقت قد يتسرَّب إليها ما يُسمَّى بالفتور العاطفيِّ، وتُصبِح العَلاقة أكثرَ جفافًا من ذي قبل، وربما تتنامى المشكلاتُ فيما بينهما، وربما تتأزَّم الأمورُ فتبلُغ الطلاق، فلماذا ينخفض منسوبُ الحُبِّ بين الزوجين؟
يقول خُبراء العَلاقات الزوجية: إن هناك وسائلَ وطُرقًا للتعبير عن الحبِّ، أسمَوها لُغاتِ الحُبِّ، وإن لكل شخصٍ لغةً معينةً يُعبِّر بها عن الحب، ولكل شخصٍ خَزَّانًا للعاطفة يمتلئ كلما حصل على احتياجاته من الحب، وكلما كان هذا المخزون من العاطفة كبيرًا، شعرَ الشخصُ بالسعادة والرِّضا في حياته الزوجية.
والسبب في حصول الفتور العاطفيِّ ونضوبِ خزَّان الحُبِّ هو أن كلَّ طرفٍ لا يفهم لغةَ الحُبِّ الخاصةَ بالطرف الآخر، ويستمرُّ يُعَبِّر عن حُبِّه بطريقته هو، التي قد تكون مختلفةً تمامًا عن لغة الحُبِّ الخاصة بشريكه، فيشعُر هذا الأخير بأنَّه غير محبوب، كما يشعُر الأول بالإحباط؛ لأن جهوده للتعبير عن حبِّه لشريكه لا تُجدي ولا تُقابَل بالتقدير، فلا يستطيع كلاهما أنْ يُسعِد الآخر، والعلاج سهلٌ ويسير، وهو أن يعرِفَ كلٌّ من الزوجين لغةَ الحب التي يفهمُها شريكُ حياتِه، ويُعَبِّر له عن حبِّه بتلك اللغة، فتصله مشاعرُ الحُبِّ بكلِّ سهولة ويُسرٍ.
ولكن ما هي لغات الحب، أو كما يسمُّونها مفاتيح الحب؟
هناك شخصٌ يُعبِّر عن الحبِّ عن طريق الكلمات، وشخصٌ يحبُّ أن تقضي معه وقتًا تُخصِّصُه له بالكامل حتى يشعُر أنَّك تُحِبُّه، وآخَرُ يُعبِّر عن الحُبِّ بتقديم هدية، وآخَرُ بتقديم أعمال خِدْمية، وآخَرُ بالملامسة والقرب، فلُغات الحب الخمس هي:
1- كلمات التشجيع والثناء على كل شيء يفعله ولو يسيرًا:
فالكلمات موصِّلات جيدة للحُبِّ؛ مثل: “أنتِ أجملُ امرأةٍ في الدنيا”، “أنتَ أطيبُ رجلٍ في العالم”.
2- تكريس الوقت وقضاء الأوقات معًا:
فقضاء وقت جميل مع شريك حياتك طريقةٌ أكيدةٌ تُعبِّر له عن حبِّك واهتمامك؛ مثل: الجلوس معه على الأريكة للحديث معًا، أو شرب الشاي معًا، أو مشاركته في نشاطٍ ما، أو نزهة، أو زيارة الأقارب.
3- تقديم الهدايا:
فهي رموز مرئيةٌ للحُبِّ، شيء يُمكنك أن تُمسِكَه بيدك، يدلُّ على الحُبِّ والتقدير، ولا يشترط أن تكون الهديةُ غاليةً، فربما تكفي وردةٌ جميلةٌ، أو رسالةٌ بها كلمةٌ رقيقةٌ.
4- الأعمال وتقديم الخدمات:
إذا كانت هذه هي لغة الحب الأساسية لشريك حياتك، فمجرد قيامك بالأعمال التي يطلبُها كافٍ جدًّا في التعبير له عن حُبِّك؛ مثل: ترتيب المنزل – رعاية الأطفال – إعداد الطعام – خدمة الحماة….
5- التلامُس البدني:
فالعِناق أو الضمَّة أو اللمسة، أو حتى الإمساك بيده – كافيةٌ جدًّا له للتعبير عن الحُبِّ.
مسؤوليتك أن تجعل شريك حياتك يشعر بحُبِّك، وأن تتعلَّم كيف تُوصل مشاعرَ الحُبِّ له؛ حتى لا تُهْدِر طاقاتك وأنت تتكلم بلغة لا يفهمها، أو تفعل أشياءَ لا تعني له شيئًا.
تعلَّمْ لغة الحُبِّ الخاصة بشريك حياتك كما تتعلَّم أيَّ لغةٍ جديدة حتى تُتقنها، ولمعرفة لغة الحُبِّ الخاصة بشريك حياتك، هناك طريقتان:
1- انظر: ما هي شكوى شريككَ المتكرِّرة خلال الشهور والسنوات الماضية، فمثلًا إذا كان الزوج يشتكي من عدم اهتمام الزوجة بالأولاد وبأعمال المنزل، فيُمكن أن تكون لغة الحب بالنسبة له هي تقديم الخِدْمات والمساعدة.
أمَّا الزوج الذي يشكو أن زوجته لا تُكلِّمه، ولا تقضي معه وقتًا كافيًا، فغالبًا لغتُه هي تكريس الوقت.
2- انظر: كيف يُظْهِر شريكُكَ حُبَّه لك؛ فذلك يُعطي دلالة للغة الحُبِّ التي يُقدِّرها هو، وفي الأغلب إذا لجأتَ إلى التعبير عن حُبِّك له بنفس طريقته، فستكون النتائج جيدةً.
سعادتك في عَلاقتك بشريكك تتوقَّف على مدى فَهْمك للُغتِه، ومدى قُدرتك على توفير احتياجاته العاطفية، وشحن خَزَّان الحُبِّ لديه، فيتغاضى عن السلبيات، ويقلُّ التوتُّر، وتختفي المشاكل.
مشاعر الحب والسعادة التي ستغمر حياتكما سيكون لها تأثيرٌ إيجابيٌّ هائلٌ على حياة أبنائكم وسلوكهم.
اللهم أصلِح بيوت المسلمين يا ربَّ العالمين
__________________________
__________________________
رابط الموضوع: https://cutt.ly/lSc4zzq
Leave a Reply