لا تنبشي في ماضي زوجك واصنعي سعادة حاضرك

كثير من الزوجات يبحثن عن المتاعب؛ إذ يفتشن في ماضي أزواجهن، فتحاول الزوجة استدراج زوجها حينما تسأله عن أوصاف من كان ينوي الزواج بها قبلها، مؤكدة له أنَّها لن تغضب ولن يؤثر ذلك على علاقتهما الزوجية، وكثير من الأزواج يستجيب لإلحاح زوجته، ويتناسى أنَّ نبش الماضي من أبرز أسباب تدمير العلاقة الزوجية؛ فأيّ اعتراف للرجل بماضيه أشبه بقنبلة يضعها في حياته الأسرية.

يُحكى أن أحد الشباب تزوج من امرأة ذات دين وحُسن وجمال، وكان قبل ذلك يشعر بالراحة تجاه عائلة أحد أبناء عمومته، وهم يبادلونه نفس الشعور، وتارة صرِّحوا له بأنَّه الزوج المثالي لإحدى بناتهم؛ إلاَّ أنَّه لم يُكتب له النصيب في ذلك، وبعد أن تزوَّج من أخرى وشعر أنَّه قد وُفق في حياته الزوجية جاءت زوجته لتبحث في ماضيه؛ حيث علمت من إحدى قريباته بأنَّ زوجها كان على علاقة حميمة مع عائلة (…)، وكلّما حاول ذلك الزوج المسكين نسيان ماضيه ألحّت زوجته في استدراجه وسؤاله عن علاقاته الماضية، وينتاب هذا الشاب دائمًا الشعور بالحرج والتذمُّر من زوجته التي لا تفتأ بين حين وآخر تقلّب عليه المواجع!

ويزداد الأمر سوءًا حينما يزوره واحد من أبناء عمومته ممن كان على علاقة طيِّبة معهم؛ فتسارع زوجته في الحديث عن بناتهم وجمالهن، ناسية أنَّها بذلك تزيد من عمق المشكلة؛ إذ تعيد على ذاكرة زوجها أيامًا مضت وطواها النسيان.

إنَّ الحديث عن الماضي لا يؤدِّي فقط إلى لوم مستمر، بل إلى هجوم ودفاع مستمرين، ولا يحلّ المشكلات التي نعيشها؛ وإنما يزيد من تعقيدات الحاضر، ومن الأفضل ألاّ نجعل للماضي امتدادًا في الحاضر أو المستقبل فيما يخصّ العلاقات الزوجية؛ فقد أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث أن نبش الماضي من أبرز أسباب تدمير الحياة الزوجية؛ فالمرأة لا تنسى!

فحريٌّ بالزوجة ألا تنبش في ماضي زوجها، خصوصًا فيما يتعلق بالنواحي العاطفية؛ لأنَّ الجهل بهذه الأمور أفضل من العلم بها. وعليها أن تحاول معرفة ما يرغب فيه زوجها أو ما يجذبه في المرأة، وعندما تسأله عن ذلك فلتسأل عن الأفعال والصفات، لا عن فاعليها أو حامليها. فعوِّدي نفسك أن تعيشي حاضرك؛ حتى لا تندمي في المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *