قدم رجل من البصرة فتزوج امرأة، فلما دخل بها وأرخيت الستور وانغلقت الأبواب عليه ضجر الأعرابي وطالت ليلته، حتى إذا أصبح وأراد الخروج منع من ذلك وقيل له: “لا ينبغي لك أن تخرج إلا بعد سبعة أيام”، فقال:
أقول وقد شدّوا عليها حجابها … ألا حبذا الأرواح والبلد القفر
ألا حبذا سيفي ورجلي ونمرقي … ولا حبذا منها الوشاحان والشذّر
أتوني بها قبل المحاق بليلة … فكان محاقا كله ذلك الشهر
وما غرني إلا خضاب بكفها … وكحل بعينها وأثوابها الصفّر
وتسألني عن نفسها هل أحبها … فقلت ألا لا والذي أمره الأمر
تفوح رياح المسك والعطر عندها … وأشهد عند الله ما ينفع العطر
النمرق: (الوسادة التي يتكئء عليها)، الشذر: (ما يصاغ من الذهب زائد، يفصل اللؤلؤ والجوهر)، المحاق: (الليالي التي يختفي فيها القمر).
Leave a Reply