لا أشعر بالاستقرار في زواجي

الاستشارة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

أنا أنثى متزوجة، عمر زواجي ١١ شهر، حامل في الشهر الثامن 

سعيت في حياتي الزوجية أن أطلع بما فيه الكفاية لتكون حياتي أكثر استقرارا وسكنًا، 
حضرت ٣ دورات للمقبلين على الزواج 
وسمعت مئات المقاطع 
وقضيت جزء ليس بقليل من وقتي وأيامي (قبل الزواج بسنوات) في حضور دورات تربوية تؤهل للأمومة وللمهمة التربوية، وحملت معي طموح أن تكون لي ذرية صالحة مصلحة مهدية.. لدرجة أني جعلته غايتي العليا، التي سأقيّم نفسي على أساسها في المستقبل. 

خطبني هذا الشاب وهو على دين وخلق ويتحرى المال الحلال، لكنه قليل ذات اليد، لازال يسعى في تكوين نفسه، وأنا من أسرة (الله منعم عليها)، ما نقص علي فيها شيء، ولم يقصر أبي فيها علي بشيء. وقبلت وقلت في نفسي (خذوهم فقراء يغنيهم الله من فضله) هذا وعد الله، وعمري ٢٩ سنة، أخشى أن لا أجد بعدها شاب بهذه المواصفات. 


فترة الملكة امتدت لشهرين، ثم كان الزواج 
حاولت أستميل قلبي لهذا الرجل، لكنني لم أشعر بالحب، وليست هذه هي المشكلة.. 

حاولت أن أقنع زوجي بأمور تساعد حياتنا لتكون أكثر استقرارا؛ مثل تخصيص وقت في اليوم للحوار، وتخصيص يوم في الأسبوع للنزهة.. 
ولكن لا جدوى؛ بحجة أنه يحب البقاء في البيت، حاولت أن نجعل لنا هذا الوقت في البيت، لكنه يدمن البقاء على وسائل التواصل واليوتيوب، والوثائقيات التي لا تنفع لا في الدنيا ولا في الآخرة.. أحافير وآثار وجرائم وسياسة،، الخ.. 

انصدمت لما عرفت انه متكاسل عن صلاة الجماعة، لا يصلي التراويح في رمضان، نصف فروضه أو أكثر يصليها في المنزل، نصحته ولم يقبل مني النصيحة، وحملت هم ذريتي من بعدي كيف ستقتدي بأب مفرط في الجمع والجماعات، يشجع المباريات، ويضيع أوقاته وعمره في اللامفيد، (العجيب أنه رغم هذا يختم القرآن غيبًا كل أسبوع!) 

أجد صعوبة بالغة في الحديث مع زوجي وهو بهذا الحال، وأنا في حملي الآن أشعر أني في ورطة كبيرة لا مخرج لي منها 

صورة حياتي أصبحت هكذا:

يذكُرُني إذا أراد طعاما، أو كساء، أو معاشرة 
ينتقد نظافة البيت دون مراعاة أني الآن في وهن الحمل، وقبلها جئت من حياة كنت مخدومةً فيها بالكامل، 
لم يسألني يومًا إن كنت محتاجة لمال أو أي شيء، 
وأنا أجد صعوبة بالغة في الطلب منه؛ أطلب لشحن رصيد، فتات المال الذي لا يكفي لشيء، إلا للضروري من الضروري فقط!
وطلبات الغذاء أطلب أقل ما يمكن، مخافة أن يكون طلبي ثقيلا. 

الحياة معه مجهدة جدا ونحن بدون أطفال، فكيف ستكون بعدهم، يطلب أي شيء، في كل وقت، ولو احتاج الأمر لإيقاظي! 


لم أستطع إيجاد بذور للحب في نفسي في ظل هذه الظروف 

وازداد حنقي لأنني كررت عليه مرارا – برغم صعوبة الطلب علي – بأنني بحاجة إلى أغراض لي وللطفل قبل الولادة، ولا أسمع إلا (طيب) ولكن بدون أفعال. 

في كل طلب بعد أن أطلبه بكل كلفة ومشقة، أجد الصمت أو التسويف الشديد. 

يقترح علي أن أتعلم القيادة ليخف عنه الحمل في المستقبل، ولأوصل أبناءنا للمدرسة وو..! 

لم أعد أحس بالأمان المادي ولا النفسي ولا الطمأنينة في حياتي، وأنا في حالة خوف على نفسي ومستقبلي مع هذا الرجل، من أن يكون غير مهتم إلا بما يرغب ويريد فقط. ولا يهمه أن يرعى الأنثى التي تحتاجه وتأمن تحت جناحه. 

يتعاظم الآن في نفسي شعور أني في مأزق كبير أود الهروب منه بأي طريقة، أود الفرار من هذا الظرف البائس الذي وُضعت فيه

أرجوكم أفتوني في أمري، فأنا في غم كبير والله! 
آثرت معه عدم البوح لأهلي قبل استشارتكم. 
ولا أملك كثير مال لأنفقه على استشارات خاصة.

الرد على الاستشارة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أشكر لك ثقتك في موقع المستشار ، و إن مبادرتك بالاستشارة وعدم البوح لأهلك دليل على وعيك ورغبتك في صلاح زوجك واستقرار أسرتك . في البداية أبارك لك زواجك و حملك ، و أسأل الله أن يتمم حملك على خير و يرزقك الذرية الصالحة . أختي الكريمة : أتفهم ما تعانين منه من تقلبات المزاج وعدم الاستقرار العاطفي خلال هذه الفترة وهي تغيرات نفسية طبيعية نتيجة لزيادة الهرمونات في فترة الحمل وتأثيرها على الحالة النفسية ، ويؤدي ذلك للعديد من المشاعر ما بين فرح شديد عند بعض النساء وحزن عند أخريات، مع ما يصاحبه من قلق المسؤولية والأدوار الجديدة خاصةً إذا كان الحمل للمرة الأولى . إن فهمك لمشاعرك الحالية وأسبابها يساعدك في التغلب عليها وأنت أهلا لذلك – بتوفيق الله – و اطمئني فكل ما تشعرين به مشاعر طبيعية ستنتهي بعد ولادتك بالسلامة بإذن الله . الآن ركزي على صحتك وصحة طفلك والتجهيز للولادة والاستمتاع بتجربة الأمومة وبقية الأمور يكون حلها بعد الولادة بإذن الله . أختي الفاضلة : حينما يحدث الارتباط بين الزوجين فمن الطبيعي جداً أن يكون هناك اختلاف في القيم والأخلاق ويرجع ذلك إلى البيئة التي نشأ فيها كل منكما وطريقة التربية وطريقة التفكير . لقد اخترت زوجك لما فيه من الخلق والدين وحب الخير كما ورد برسالتك ولكنك صدمتِ بخلاف ذلك بعد الزواج. وهناك أختي عدة نصائح تُعينك، وقد تُغيِّر شيئًا فشيئًا مِن طريقة زوجك معك – إن شاء الله – ولكن تحلي بالصبر ولا تتعجَّلي النتيجة : 1/ في البداية أنصحك بأن تكثري من الدعاء لله -عز وجل- أن يهدى الله قلب زوجك ، و تدربي على النظر لإيجابياته وركزي عليها لأنها ستؤثر على مشاعرك وسعادتك . 2/ زوجك مع تقصيره فيه من الخير الكثير ( يصلي، ويحفظ القرآن ويحرص عليه ، وصاحب خلق )، وهو بشر وغير معصوم من الخطأ فكوني عونا له على الطاعة. 3/ لا تكن ردة فعلك تجاه تقصيره أن تتجاوبي مع مشاعر الألم و الحزن على أن زوجك لا يشهد جماعة المسلمين في الصلاة فقط، بل ابذلي وسعك في ترغيبه بصلاة الجماعة و تحبيبها له عن طريق الرسائل والمقاطع التي تبين عظم أجر صلاة الجماعة . 4/ أوصيك بالصبر الجميل والبعد عن انتقاده على أي أمر وخاصة هواياته واهتماماته . 5/ امدحيه على القليل فالزوج يحبُّ أن يشعرَ بأن له قيمةً عند زوجته ، ولو صلى فرض بالمسجد أظهري سعادتك لحرصه على صلاة الجماعة و امدحيه فالقليل بالشكر يكثر . 6/ لا تخجلي من مصارحته بكل مخاوفكِ خلال فترة الحمل فهو سندك وأبو طفلك و لا زلتما في أول سنة زواج فهو لا يدرك احتياجاتك . 7/ تقولين : ( لم أستطع إيجاد بذور للحب في نفسي )، لتنمو البذور يا عزيزتي ؛ اسقها بماء القبول والثقة والتقدير للزوج ، وامرأة طموحة مثلك لن يعجزها ذلك بتوفيق الله . 8/ شاركيه اهتماماته مثلا :” إذا بدأ زوجكِ مراجعة القرآن كل أسبوع ، شاركيه و سَمِّعي له ” ، وستجدين كيف سيحدث ذلك فرقا في علاقتكما . 9/ اطلبي ما تحتاجينه من المال مباشرة ( الرجال يحبون الطلب المباشر ) ، بما يكفيك ولا تنتظري منه أن يعطيك فهو جديد على مسؤولية الزواج مثلك. ختاما : كل ما عليك أن تحسني ظنك بالله و تبذلي الأسباب و اسألي الله لزوجك الهداية في سجودك، وتحري أوقات الاجابة و أبشري بالخير والأجر العظيم .

____________________

بواسطة:

المستشارة / منى عبدالله إبراهيم الدوخي.

____________________

رابط الموضوع:

https://almostshar.com/Consulting/Details/52473

____________________

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*