كيف يتجاوز الزوجان المشاجرات وما يترتب عليها؟

 

إن للمشاجرات الزوجية أسبابًا كثيرة؛ نذكر منها غياب الكلمة الحلوة وافتقاد الحوار والتفاهيم، واكتشاف كل طرف لعيوب كانت خافية في الطرف الآخر أو لم يكن يتوقعها، ويعد الملل الزوجي من أهم أسباب المشاجرات بين الزوجين، وأيضا الخلاف على تربية الأطفال وتدخّل الأهل في حياة الزوجين، فضلًا عن الغيرة والشك.

لكن، كيف يتجاوز الزوجان المشاجرات وما يترتب عليها؟

إن المشاجرات الزوجية متوقعة دائمًا، لكن يجب إلا تتحول إلى حرب. وإذا اشتدت حدة (الخلاف) يجب أن يتراجع أحد الطرفين فورًا حتى تهدأ العاصفة، ولا يأخذ الطرف الآخر هذا التنازل بأنه ضعف أو إحساس بالخطأ؛ بل يجب تقدير الموقف واحترامه، ثم يتم مناقشة أسباب هذه المشاجرة في جو من الود والتفاهيم والهدوء.

إن المشاجرات الزوجية عند البعض بمثابة الملح والبهارات للحياة الزوجية، لكن عندما تحدث هذه المشاجرات لا يجب التشبث بالرأي أو بوجهة النظر، وألا يترفع طرف عن التنازل للطرف الآخر؛ لذا لا بد أن يعرف الأزواج والزوجات أن المشاجرات ليست دليلًا على فشل الحياة الزوجية، فهي ليست شرًا دائمًا؛ لأنه في كل مشاجرة يكتشف كل طرف في الآخر طبعًا جديدًا والتقرب أكثر من شخصيته؛ لأنه يعرف ما بداخله من مشاعر.

إن المشاجرات الزوجية ظاهرة صحية في حياة الزوجين، وغيابها لا يعني بالضرورة أنه زواج ناجح؛ فعلى العكس من ذلك قد يعني غياب المشاجرات العزلة النفسية والفكرية والتباعد بين الزوجين وضعفًا للشخصية؛ لأن المشاجرات الزوجية يمكن أن تقرب بين الزوجين، عكس ما يعتقد؛ لذا في حالة المشاجرات بين الزوجين لا بد أن يعرفا أن الحياة بينهما يجب أن تستمر مهما حدث، ولا يسمحا بدخول طرف ثالث بينهما، وأن ينهيا المشاجرة بالصلح وليس بالخصام الذي يدوم طويلًا كما يفعل بعض الأزواج هداهم الله.

 

 

بقلم: علي بن عائض القرني

مدير مدرسة السعودية الابتدائية بالخبر

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*