انتشار الخيانة الزوجية في المجتمع ساعد على هدم كثير من القيم لدى الناس وهدم أيضا كثير من استقرار البيوت وانقلاب الأزواج على زوجاتهم والزوجات على أزواجهن وعدم رضا كل طرف على الآخر لما يراه من معامله سيئة قد تؤدى إلى الإهانات باستخدام الألفاظ الخارجة أو الإيذاء البدني مما يؤثر بالسلب على أخلاقيات الأفراد بصفه خاصة وعلى المجتمع بشكل عام ، ولأنها ظاهره توغلت بشكل غير طبيعي في المجتمع لابد أن ندق ناقوس الخطر ونتعرف على الأسباب والدوافع الرئيسية إلى تؤدى إلى خراب البيوت ونتعرف أيضا على طرق المعالجة والبدائل الصحية لتجنب الوقوع في هذا الفخ!
ما هي أهم أسباب الخيانة بين الأزواج؟!، هذا هو السؤال الذي يلح على الكثيرين، منا وحول ذلك يقول الدكتور حمدي مندور استشاري الطب النفسي، أن هناك مؤشرات تظهر بشكل بارز عند خيانة الزوج تشعر بتا الزوجة بشكل تلقائي من أهمها الفتور أو البرود العاطفي والملل والروتين أيضا بعد قدوم الطفل الأول تهتم الزوجة اهتمامًا زائدًا بالطفل، و تهمل زوجها تدريجيا، حتى ينعدم الاهتمام بالزوج، وهذه كارثة في حد ذاتها لان في هذه الحالة يكون لدى الزوج الحجة أو المبرر للخيانة فيبدأ ينظر لامرأة أخرى تشعره بذاته كي يثبت لنفسه انه مازال مرغوبا وبحثا عن راحته المفقودة في البيت بسبب عدم توافر الجو المناسب للزوج من جميع النواحي ، أيضا الضغوط النفسية بسبب متاعب العمل مثلا وتحمل المسئولية الزائدة خاصة بالنسبة للأزواج الذين يتزوجون في سن مبكر، انعدام الاحترام والتقدير من جانب الزوجة تجاه زوجها هذا العامل قادر على هدم ماتبقى من العلاقة الزوجية خاصة إذا سخرت منه أمام الأهل أو الأقارب أو الأصدقاء
“الزوجة النكدية” قادرة على خراب بيتها بكل بساطه وسهوله وهذه حقيقة لأنها تحرم زوجها من الابتسامة والجو المرح وتشعره دائما بأنها غير راضية أو ناقمة على حياتها معه ودائما تذكره بالجوانب السلبية في شخصيته وتحمله أكثر من طاقته وبأنه فاشل أو تقارنه مثلا بأزواج أخواتها، الزوجة الغير ذكيه هي التي تتعامل مع هذه العوامل بشكل سلبي وتساعد على توسيع الفجوة التي نشأت بينها وبين زوجها، قد تكون خيانة الزوج لزوجته مجرد نزوة عابره نتيجة الأسباب التي ذكرناه بسبب ضغوط الحياة لذا يجب على الزوجة أن تنتبه جيدا وان يكون لديها الوعي الكامل للأعباء الثقيلة التي يتحملها الزوج وان تصبر وتساعده على اجتياز هذه المرحلة الصعبة دون وقوع طلاق أو انفصال أو حتى انفصال عاطفي من اجل الأبناء فالصبر والمصارحة والمواجهة دون الكتمان والتجاهل سوف يعيد المياه إلى مجاريها.
إما إذا تعاملت الزوجة مع هذه العوامل بالشكل السلبي المنتشر في اغلب البيوت وتجاهلت كل ما يحدث من تصرفات مزعجه وكان اللامبالاة هو سيد الموقف بالنسبة لها فهي بذلك تسمح لزوجها أن يتمادى في جفاءه وقسوته عليها أن تتعامل بمودة وتفاهم وألاّ تتنازل عن الحوار بينهما ولا تسمح للصمت القاتل أن يغزو ويخرب ويدمر العلاقة الزوجية وان تشاركه همومه وأفراحه وتثنى على نجاحه ، وإلا تسخر من رجولته أو تحقر من أفعاله وتصرفاته أمام الناس لان هذا هو الدافع الأول ليبحث الرجل عن امرأة أخرى يشعر معها بالأمان والاستقرار والمحبة.
أما بالنسبة للآثار السلبية التي تؤثر على المجتمع نتيجة خيانة الأزواج، فهي خطيرة للغاية تأتى في مقدمتها الانحراف الأخلاقي المجتمعي فتتشتت الأسرة لا يقتصر آثاره على الأسرة فقط بل على المجتمع بأكمله والدليل على ذلك هو عندما يتقدم شاب لخطبه فتاه إذا علم أن أمها خانت أبيها أو العكس إذا وافق الشاب فأسرته بالطبع لأتوافق أو على الأقل ستتردد على موافقة وإتمام الزيجة خوفا من أن تكون مثل أمها أو أبيها وقد يفعل الشاب نفس الأمر إذا وجد والده يخون أمه وهكذا، وهذه بمثابة فوضى أخلاقيه يمكن أن تحدث إذا انتشرت الخيانات والعلاقات المشبوهة والغير شرعية، إلى جانب الآثار الخطيرة الأخرى التي قد تصل إلى حد القتل بالذات إذا كانت الزوجة هي الخائنة لان العفة والشرف في المجتمعات العربية والشرقية حساسة جدا، فقد يقتل الرجل زوجته إذا اكتشف أنها تخونه مثلا أو قد يقتل الخائن وهذا من شانه ضياع مستقبل الأولاد وخراب ودمار البيت والعلاقة الأسرية الدافئة وأيضا فقدان الثقة بين الطرفين التي هي من أهم أسس النجاح في العلاقات الزوجية.
ويضيف دكتور حمدي؛ أن”إدمان المواقع الإباحية” من الأسباب الرئيسية التي تكمن وراء خيانة الزوج لزوجته حيث يدخل الزوج على المواقع الإباحية من باب الفضول بالدرجة الأولى خاصة حديثي الزواج الذين لديهم جهل بعلم الجنس وقد يلجا الزوج لهذا نتيجة إهمال زوجته له وعدم إعطائه حقوقه الزوجية والخطير أن إدمان هذه المواقع اخطر من إدمان الكوكايين وقد يؤدى إلى اضطرابات نفسية وجسدية كبيرة لأن هذه المواقع الخطيرة هي اخطر مهدد للصحة النفسية حيث تكن مخاطرها في كونها متاحة عبر وسيله توصيل تتميز بكفاءة عاليه وهى الانترنت كما أنها متاحة بصوره دائمة ومجانية وبديل للزوجة الغير مهتمة بزوجها والخطير في الأمر أن هذه المواقع الإباحية تؤدى إلى خلق جيل من الرجال العاجزين عن ممارسه حياتهم الطبيعية مع زوجاتهم فالتعرض للصور والأفلام الإباحية يفقد الرجل الرغبة في ممارسه الحب ويدفعهم للعزوف والملل سريعا من الزوجات وقد يلجا الزوج للبحث عن عشيقه وقد يؤدى أيضا إلى فقدان كامل للرجولة خلال فتره قصيرة من الوقت ، كما أن إفراط الجسم في إفراز محفز “الدوبامين” المسئول عن الإحساس بالرغبة يؤدى إلى فقدان المخ قدرته على الاستجابة للمحفزات والمثيرات، كما أن الأفلام والصور المخلة التي يلجا لها الأزواج نتيجة نفور الزوجات أو البرود الجنسي الذي من شانه يقود إلى خيانة الزوج اقل خطورة من تلك الموجودة على شبكه الانترنت لان فيلم الفيديو محدد ألمده ينتهي تأثيره حلال ساعة أو أكثر بقليل على عكس الأفلام الموجودة على الانترنت حيث يقوم الرجل أو الشاب بمشاهده أكثر من فيلم ويفتح أكثر من نافذة في وقت واحد ويستمر البحث عن المزيد بشكل متوتر مما يؤدى إلى خلق تيار ليتوقف من محفزات الدوبامين في الجسم وبالتالي إمكانية استنزاف الغدة التي تنتجه.
ويؤكد دكتور حمدي على أن علاج هذا الإدمان يتطلب التوقف الفوري عن مشاهده هذه الأفلام ومنح المخ والجهاز العصبي فرصه للراحة من التوتر والضغط والأرق والإثارة والاستنزاف التي كان يتعرض لها.
Leave a Reply