أذكر من ثمانية أعوام عندما قررت أن أغيِّر في حياتي الزوجية، وذلك بعد ما حضرت لإحدى الدورات الزوجية، لن أقول: إن تلك المحاولة والمحاولات المتكررة كانت فاشلة، بالعكس رغم المواقف المحزنة التي مرَّت عليَّ بعد كلِّ ما أقوم به من تجهيز بجميع الألوان؛ من أحمر وأخضر وأصفر، إلا أني كنت أخرج منها بدرس رائعٍ جدًّا، ليتني استوعبته بسرعة.
ولكني كنت أحاول وأحاول، وتكرَّرت المحاولات الرائعة لزوجي الحبيب في بداية الليلة، والمحزنة لي وله في نهاية كلِّ ليلة، والمثير أنه كان بعد كلِّ حفلةٍ أقيمها لزوجي المصون أخرج بنفس الدرس، وبيني وبين نفسي كنت أُمنِّي نفسي بأن يُصبح زوجي ذلك الفارس الذي يأتيني بباقة وردٍ حمراء أو صفراء أو خضراء، أو أي لونٍ كانتْ، المهم أنها لا تختلف عن ألوان الليالي التي أقيمها له، ويقدِّمها لي بعدما يُقبِّل أصبع يدي الصغير، ويهمس لي: أحبك يا زوجتي المتغيِّرة بألوان الطيف دومًا.
ولكن طال الانتظار، وتكرَّر الدرس، وأصبح عنوان الدرس العظيم أراه أول ما أفكِّر أن أقيم لزوجي الحنون ليلةً رومانسيَّة، والتي تنقلب في آخره ليلةً مأساوية وسط دموعي، واستغراب زوجي من دموعي المتكررة، وأيضًا لا ننسى ذهولي من تَكْرار الدرس!
عنوان الدارس الذي كان “عِيشي حياتك كغيرك من النساء”، وهو بالفعل الذي قمتُ به، فقد قررت أن أعيش مثل غيري من النساء، وأصبح لكلِّ شيءٍ أفعله – من تغيير، وحفلة، ولِبْسٍ، وغيره من التجديدات في حياتي – له طعم ولون ورائحة أخْرَى، فأصبحت أُعطي بحبٍّ، ولا أنتظر من زوجي أن يشكرني على فعلي الذي قمتُ به؛ لسببٍ واحد فقط؛ لأني أنا مَن أراد التغيير، وأراد أن ينعش حياته الزوجية، وأن يُسعد أسرته، فلماذا أنتظر لفعلي تقديرًا، وهذا هو أساسًا واجبي تجاه زوجي وعائلتي الجميلة؟!
لذلك؛ أنصحكِ أُخَيَّة، لا تفسدي عطاءك بانتظار الجزاء من مخلوق مثلك، انتظري جزاء محبتك وتفانيك في محبَّة زوجك وأسرتك من خالقك، الذي سيوفقك ويرزقك على نواياك خيرَ الرزق والجزاء، ودُمْتُم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بواسطة : جميلة سعيد الغيلاني .