عشرون عاما من العذاب مع زوجي

السؤال
 

♦ ملخص السؤال:

سيدة تشكو زوجها؛ فهو خارج البيت يَشهد له الجميعُ بأنه إنسان جيد مع أصدقائه، لكنه في البيت عكس ذلك، وتشتكي من عدم احترام الزوج لها، ومن وضربه لها ولابنتها.

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زوجي خارج البيت يَشهد له الجميعُ بأنه إنسان جيد مع أصدقائه، لكنه في البيت عكس ذلك تمامًا؛ فحوارُه معي ومع ابنتي يكون بالسَّبِّ والشتم والصراخ، مع أنني لا أقصِّر في شيءٍ من حُقوقه!

 

أنا – بشهادة الجميع – إنسانة خَلوق، مُثَقَّفة، جميلة، ملتزمة، وحنون، وقد مرَّ على زواجنا 20 عامًا، وكل حواراته معي بالسب والشَّتْم، وإذا طال النقاشُ تحوَّل إلى الضرب! أذاقني الويلات، سجَنني عن العالم الخارجيِّ، وطمَس حقوقي، ولا يحترمني!

 

بعد سنواتٍ مِن الزواج قرَّرتُ الطلاق، لكنني اكتشفتُ أني حاملٌ، فقرَّرتُ الصبرَ، حتى ذقتُ معه ما ذُقْتُ!

 

اكتشفتُ خيانتَه لي، ومحادثاته مع الفتيات على الهاتف والإنترنت، وأصبحتُ أكرهه أشد الكره.

 

أما تعاملُه مع ابنتي، فهو يضربها ويشتمها، ويبصق في وجهها، وإذا نظرتْ إليَّ مِن ألمها أُصبِّرها، وأقول لها: هذا والدُك، ولا يجب أن تردي عليه، اصبري عليه!

 

حرَمني مِن كلِّ لذَّةٍ في الحياةِ، ويكفي أنني أشعُر بأني لستُ متزوجةً! ولو كنتُ مثله بلا أخلاق لخُنتُه مئات المرات، لكن أخلاقي وخوفي مِن الله يمنعانني.

 

لا أستطيع أن أُخفي مَشاعري؛ فلا أتحمَّله، ولا أطيق الحديث معه، ويكفيني أني عشتُ سنوات سوداء معه.

 

فكَّرْتُ في الطلاق، لكني لن أكسبَ شيئًا به، خصوصًا وأنَّ بيننا بنتًا، ولا أملك مالًا لأعيش وحدي.

الجواب
 

بسم الله الرحمن الرحيم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعدُ:

فأرَحِّب بك في قسم استشارات شبكة الألوكة، وأسأل الله تعالى أن يكشفَ عنك الغُمة، وعن جميع عبادِه المسلمين.

أختي، أُبارك لك صبرك الذي دام عشرين سنة، وما دمت تزيحين فكرةَ الطلاق عن رأسك، فما عندي لك نصيحةٌ إلا المزيد مِن الصبر، وألَّا تملي مِن مُحاوَلة الإصلاح بالحسنى، والكلمة الطيبة، والدعاء لزوجك في جوف الليل؛ فاللهُ – سبحانه وتعالى – قادرٌ على تغييرِه وتغييرِ الوضع بينكما.

 

انظُري إليه – عزيزتي – نظرتك لمريضٍ بحاجة إلى الشفَقة والرحمة، وحاولي التقرُّب منه والإحسان إليه، وتأكَّدي أنه ليس جزاء الإحسان إلا الإحسان، وما دامتْ حياتك مستمرةً مع هذا الزوج فاسعَيْ إلى تحويلها إلى حياة سعيدة.

 

أختي، السعادةُ تُكتسب، وستجدينها في تقرُّبك إلى الله تعالى، وفي الرضا، وستجدينها في تربيتك لابنتك تربية صالحة، وفي إحسانك لزوجك رغْم معاناتك معه، وتأكَّدي أنه وإن لم يُقابِلْ إحسانك بإحسانٍ، فاللهُ تعالى سيُقابل ذلك، وهو القادرُ والكريمُ، قادرٌ على أن يُغَيِّرَ الحال إلى أفضل، وسيجزي الصابرين المنيبين.

 

لا تَيْئَسي، وأكْثِري مِن الصلاة والدعاء، وامْلَئِي وقتك بأشياءَ مُفيدةٍ؛ كتكملة الدراسة، والمطالَعة، أو العمل لتحسين وضْعك المادي، وانظري إلى نِعَم الله تعالى عليك، ولا تنظري إلى ما مُتِّعَ غيرُك به، واشكريه، وتَيَقَّني أنَّ الخيرةَ فيما اختاره اللهُ لك، وهو يبتلينا ليرى إنْ كنا سنصبر أم لا، وهو تعالى يجزي الصابرين أجرَ صبرهم جزاءً يُذهل ويُبهر في الدنيا والآخرة.

 

فلا تتركي للشيطان عليك مِن سبيلٍ، وأبعديه عن تفكيرك وعن حياتك، واستعيذي باللهِ منه؛ فهو لن يتوانى عن فتنتك ليضلك، وإن لم يستطعْ فسيحزنك،.

 

وأُكَرِّر: أكْثِري من الصلاة والدعاء، والْزَمي الاستغفار؛ فالاستغفارُ يُزيل الهم، ويُكثر الرزق، والله الموفقُ والمعين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بواسطة : أ / سحر عبد القادر اللبان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *