♦ الملخص:
فتاة تقدَّم إليها شاب من بلد آخر للزواج، ومع إصرار الوسيطة على الزواج وذكر حسن خلقه واعتناقه للإسلام حديثًا، صلَّت الفتاة الاستخارة، ولكنَّ أمر الزواج تعقَّد بعد ذلك وواجهته صعوبات، وتسأل عن حلٍّ.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله، جزاكم الله خيرًا على هذه الخدمة الطيبة في الاستشارات.
أنا فتاة تقدَّم إليَّ شابٌّ للزواج قبل سنة ونصف عن طريق صديقة أمي، لم أكن أعرِفه من قبلُ، ولم أكن مقتنعة بالزواج آنذاك، لكن إصرار صديقة أمي على أنه شاب حسن الخلق، وأنه اعتنق الإسلام قبل سنتين، ويحتاج إلى من يساعده، وأشياء أخرى – جعلني أرغب في الزواج منه، وصليت استخارة، لكن هذا الزواج واجهته كثير من الصعوبات من حيث القوانين في بلدي، بحكم أنه أجنبي، فلم نستطع الزواج خلال المدة الماضية، سؤالي: هل أكمل مع هذا الشاب؛ لأنه ما يزال يرغب في الزواج بي، ثم نجرب السفر لبلد آخر كي نتزوج، أم أترك هذا الزواج؛ لأنه لم يتيسَّر؟ أفيدوني جزاكم الله خيرًا، وجمعنا وإياكم في جنته.
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
أولًا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بكِ أيتها الأخت الفاضلة، ونسأل الله لكِ الهداية والتوفيق والسداد والتيسير.
ثانيًا: نحمد لكِ حرصكِ على مساعدة هذا الشاب الذي دخل في الإسلام حديثًا، ونسأل الله له الثبات.
ثالثًا: ربما يكون نتيجة استخارتكِ أن أمر زواجكم ظهر أمامه هذه العقبات والمعوقات، فالمرء إذا صلى الاستخارة، وظهرت له صوارفُ تصرِفه عن فعله بأي نوع من الأنواع – دلَّ على أن الله اختار له ألَّا يكون.
لكن ما دمتِ على يقين من خلقه ودينه، فاستخيري في أمر سفركِ معه، فإذا كان يتناسب معكِ ومع أهلكِ السفر لبلد آخر لإتمام الزواج، فلا بأس ولا حرج في ذلك، وإن كان لا يتسير معكم فلا حرج في رفضه، فأمر الزواج لا يقوم على العاطفة وحسب، والله يأتيه برزقه وأنتِ كذلك، والله أعلم.
سئل الشيخ ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب هذا السؤال: تقول السائلة: أريد الاستفسار عن صلاة الاستخارة، وعن كيفيتها، ووقت الدعاء الوارد في صلاة الاستخارة.
فأجاب: “صلاة الاستخارة مسنونة إذا تردد الإنسان في الأمر؛ لأنه لا يعلم العاقبة، فيكِل الأمر إلى الله عز وجل، وصفتُها أن يصلي الإنسان ركعتين من غير الفريضة، فإذا سلم دعا بدعاء الاستخارة المعروف، ثم إذا قدر له أن يكون الشيء، فهذا دليل على أن الله تعالى اختار له أن يكون، وإذا صُرف عنه بأي نوع من الصوارف، دلَّ على أن الله تعالى اختار له ألَّا يكون، وأما قول بعض الناس: لا بد أن يرى الإنسان في الرؤيا أنه اختير له الإقدام أو الترك، فهذا لا أصل له، لكن بمجرد ما يستخير، ثم يهيأ له الفعل أو الترك، فإننا نعلم أن الله تعالى اختار له ما هو خير؛ لأنه قد سأل ربه أن يختار له ما هو خير”.
والنصيحة لكِ أيتها الأخت الفاضلة: ألا تتعجلي، وأن تستشيري من تثقين في علمه وأمانته وخبرته، وحبه الخير لكِ.
وننبِّهكِ على عدم الاختلاط، أو الخلوة، أو التوسع في الحديث مع هذا الشاب، كما هو شأن كثير من المخطوبين أو المقبلين على الخِطبة، وإن كان هناك ضرورة للحديث، فيكون مع وجود مَحرَمٍ، سواء هاتفيًّا أو غيره، هذا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بواسطة: أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل علاوة.
Leave a Reply