قال الدكتور سلمان بن فهد العودة، المشرف العام على مؤسسة “الإسلام اليوم”، إن الحياة الزوجية عبارة عن اندماج روح بروح، وعقل بعقل، وجسد بجسد؛ وكلما وجد التفاهم والتكافؤ بين الزوجين كان ذلك أدعى إلى ديمومة الحياة الزوجية والقدرة على استيعاب الأخطاء.
وأكد خلال برنامج “حجر الزاوية” أن السعادة الزوجية ربما تكون في متناولنا لكننا دائمًا نصرف النظر عنها؛ فمثلًا: يقول توفيق الحكيم في إحدى رواياته: “إن مجموعة توجهوا إلى ربهم يدعونه ويسألونه أن يمنحهم السعادة، فجاءهم ملك وقال لهم: ما هذه السعادة التي تطلبونها؟ فقالوا: نريد أن نكون مرتاحين يأتينا كل ما نتمناه. فتحقق لهم مبتغاهم؛ لكن صار أمسهم مثل يومهم مثل غدهم، ومع الوقت تسرّب إليهم الملل ورجعوا يدعون ربهم وهم خجولون، ويقولون: يا رب نريد أن نعود كما كنا؛ نجوع يومًا ونشبع يومًا ونرضى يومًا ونسخط يومًا ونحزن ونفرح، وتعود الحياة إلى طبيعتها، وهكذا سألوا حالتهم الأولى لأنها أهون عندهم من هذا الملل“.
وأضاف: لا شك أن السعادة ضيف، لكن نحن نتجاهله في كثير من الأحيان أو نتسبب في طرده من مجالسنا وحياتنا، مشيرًا إلى أن المنغصات كثيرة، وأهم سبب هو عدم التسامح.
وأردف الدكتور العودة أن هناك حماقات تؤثر على الحياة الزوجية؛ منها على سبيل المثال:
-
الملل: فالتغيير جوهري في الحياة الزوجية، مثل تغيير الأثاث أو الفرش أو غرفة النوم أو الملابس، لافتًا إلى أن هناك شيئًا آخر لا يقل أهمية، وهو التطوير؛ فكلا الزوجين يحتاج إلى أن يتطور في ثقافته ومعرفته بالآخر واطلاعه وتصرفه، حتى يستطيع أن يجدد حياته الزوجية بنفحات من التجديد؛ فالملل لا شك أنه من أسباب برود العاطفة والتقصير في حقوق الطرف الآخر في بيت الزوجية.
-
البخل: فبعض الأزواج لا ينفقون إلا وهم كارهون؛ ولذلك فإن الكرم والسخاء والجود أمر هام، فالكريم قريب من الله عز وجل وقريب من الناس.
-
الهجر: وهو من الأشياء التي تؤثر على العلاقة الزوجية، فقد رأيت أن الكثير من الأزواج يهجر زوجته بمجرد أن يختلف معها، أو أن يجد منها ما لا يعجبه، ثم يمتد هذا الهجر ويتطاول؛ فربما أن الزوج ينوي أن يهجرها لساعة، لكن تجد أن هذا الهجر يستمر أحيانًا لمدة أسبوع أو أسبوعين. موضحًا أن الزوجة خلال هذه الفترة قد تكون ذرفت دموعها وقبّلت يديه وبكت عنده وقالت سامحني أنا أخطأت حتى لو كانت لم تخطئ، ومع ذلك يظل هذا الرجل يتصلب، وفي المرة الثانية يستدعي الهجر وقتًا أطول. ودعا الشيخ سلمان الرجال إلى أن يترفعوا بأنفسهم عن الهجر؛ إذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ”، فمن الحالات النادرة هجرُ النبي صلى الله عليه وسلم لنسائه؛ فهي حالة نادرة وذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم.
-
السلطوية المطلقة: فمن المؤثرات على الحياة الزوجية شعور بعض الأزواج بالسلطوية المطلقة، وكأن السلطة له دائمًا؛ فتجده يلقن الزوجة أنه هو سيدها، هو فعلًا سيد؛ لكن لا يمنع أن تكون هي سيدته أيضًا في بعض المواطن، وهي أيضًا حبيبته، ومن ذلك شعور الزوج بكبرياء الرجولة والتوقر المتكلف الذي لا يحسن استصحابه إلى البيت مع الأهل والولد.
-
الصوابية المطلقة: فبعض الأزواج يشعر أن كل آرائه وأقواله صواب، وأن أحكامه يجب أن تنفّذ بشكل سريع؛ بحيث لا يتقبل أن يكون هناك مراجعة أو أخذ ورد، أو حوار بينه وبين زوجته.
-
عدم التوافق بين الزوجين: ومن ذلك أن تكون طباع الزوجين في تباين؛ فما أكثر أن يكون في حالات الخطوبة تصنع ومجاملة، والإنسان يشاهد فيها الوجه الجميل والفعل الجميل والروح الجميلة، لكن بعد الزواج يعود الإنسان إلى طبيعته؛ فتظهر بعض صفاته وخصائصه، فالمرأة قد تكون عصبية أو عنيدة أو عجولة أو كسولة لا تحب أن تعمل، أو غيورة تغار من زوجها، ولكن المسؤولية تتطلب أن يكون بين الزوجين تفاهم وحوار وتعرّف على الجوانب الإيجابية عند الشخص الآخر؛ حتى يستطيع الإنسان أن يعيش حياة جميلة؛ حتى لو لم يوجد توافق بين الزوجين في الطبع.
-
الشك: أثره بين الزوجين كبير، وربما ابتليت الزوجة بسبب الروح الشكاكة بالتحسس والتجسس والتتبع لكل ما بيد الزوج من جوال أو حاسوب أو غير ذلك، وربما ابتلي الزوج بمثل ذلك، وإذا كانت العلاقة بهذه الروح الشكاكة فلن يهنأ زوجان بعيش.
Leave a Reply