♦ الملخص:
امرأة تزوجتْ رجلًا متزوجًا ولديه أولاد، يُجبرها على الذهاب إليهم والمبيت عندهم، لكنها تتأذَّى من عدم نظافة المنزل، وتسأل: ماذا تفعَل؟
♦ التفاصيل:
أنا متزوجة من رجل متزوج ولديه أولاد، وزوجته تغار مني وابنتها أيضًا، وتتعامل معي معاملة غير جيدة، عندما يزورهم زوجي أذهب معه وأنام في غرفة بناته، لكني أسأمُ من إزعاج أولاده وزوجته في الصباح؛ حيث تجهز أولادها للمدرسة، وكذلك أتضايق من عدم نظافة البيت، ومن رائحة الفُرُشِ، والقَمْلِ الذي ينتشر بين أولاده، وإذا ما تحدثت معه عن هذا الأمر، فإنه يتضايق وينهرني عن التحدث عن زوجته وأولاده، أنا في حيرة، ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرًا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بأختنا الغالية، وفقكِ الله للخير، ويسَّر أمركِ ووفقكِ لما يرضيه.
تمر الأيام ويتقدم العمر، وتذهب الأفراح والأحزان، ويبقى أمران؛ هما: العمل الصالح الذي يكافئ الله عليه في الدنيا والآخرة، ثم تبقى الذكرى التي تخطُّها أفعالنا في قلوب وعقول الآخرين، فحلُّ مشكلتكِ سهل يسير جدًّا إن ابتغيتِ به وجه الله، فقط نظِّفي هؤلاء الصغار وعامليهم كأولادكِ حسبةً لله؛ أحضري “شامبو” مخصص للقمل من الصيدلية، وحفاظات على نفقتكِ الخاصة لمن يتبول بصورة غير إرادية ليلًا، وبهذا تأسرين قلوبهم وقلب زوجكِ، بل وربما تطفئين نارَ غيرة شريكتكِ، خاصة وأنكِ ميسورة والحمد لله.
ولكن دعينا نطرق كل أبواب الحل، لا شكَّ أن زوجكِ يعرضكِ لضغط نفسي بإصراره على اصطحابكِ عند شريكتكِ في أثناء زيارته لها، ولكن ربما يهدف لأن يكون الإخوة متقاربين متحابين وليس بينهم نفور أو كراهية.
ولكن قراره هذا سبَّب لكِ ضيقًا وحرجًا؛ بسبب غيرة شريكتكِ وابنتها منكِ، وبسبب عدم نظافة بيتها وأولادها كما ذكرتِ.
أرى حلَّ هذا الأمر بأشياءَ تدريجية، إن لم ينجح الحل الأول، فعليك بالثاني أو الثالث، وبالطبع كل حل أو سلوك يعتمد على توفيق الله والاجتهاد في الدعاء، ثم الأخذ بأسباب الدنيا، ومن هذه الأسباب:
1- اقترحي على زوجكِ ألَّا تذهبي معه لشريكتكِ، وأنكِ في بيتكِ الكائن في بيت العائلة وهو آمن ولا خوف عليكِ، وكذلك أولادكِ معكِ، فإن رفض فاقترحي أن تكوني في بيت أهلكِ هذه الأيام التي يقضيها عند شريكتكِ.
2- إن صعُب الحل الأول، فاشترطي عليه لكي تذهبي معه عندها أن يخصص لكِ ولأولادكِ غرفة تنزلين فيها هذه الأيام، وتكون خاصة بكِ وبأولادكِ، واشتري أثاثًا بسيطًا، وضَعيه فيها بحيث تمتنعين عن مخالطتهم أكبرَ قدرٍ ممكن؛ تقليلًا للمشاكل وعاقبة الغيرة.
3- إن رفض الحلَّين السابقين أو أن وجودكِ بمفردكِ في بيت العائلة غير آمن، فنستعين بالله ونأخذ بالحل الثالث، ولا أخفيكِ أنني أشجعه، نعم هو فيه شيء من المثالية والإيثار، ولكنه هو الأنفع إن شاء الله؛ وذلك لأننا اتفقنا من البداية أن الإنسان يبقى له من عمره العمل والذكرى.
فأولًا: غيِّري كل فراش غرفة بناته التي تنامين فيها، واشتري منظفاتٍ مناسبة لشعر أولاده، وعالجي القمل والنظافة لأولاد شريكتكِ بما يناسب من الصيدلية، أعلم أن هذا ربما يشعل غيرتها أكثر، لكن في النهاية هي أمٌّ وستَسعد بسعادة عيالها، وستحمل لكِ هذه الأفعال؛ أن تعالجيهم وتنظفيهم وتغيِّري الفراش ولو من مالكِ الخاص، وتعلميهم استخدام العطور والمنظفات، والأهم أنكِ ستخطِّين ذكرى طيبة في نفس هؤلاء الأطفال، ولن يُضيِّعَ الله لكِ عملًا أسعدتِ به طفلة، وأبعدتِ عنها الحرج والمعاناة أمام زملائها، اجتهدي لله وأجركِ عليه سبحانه وتعالى وهو الكريم.
ثانيًا: إن بذلتِ هذه المبادرة ووجدتِ تعنُّتًا وكِبْرًا ورفضًا منه أو من شريكتكِ وبناتها، فقد حان لكِ أن تتخذي سلوكًا أكثر إيجابية وتستعيني بأحد محارمكِ للتدخل – رجل عاقل حكيم من أهلكِ – يشترط على زوجكِ رفع هذا الأذى عنكِ، وبالطبع أنبِّهكِ لأن تكون شكواكِ لا تمسُّ سمعةَ بناته ولا وزجته؛ بمعنى: أن تكون الشكوى من ضيق الغرفة، وأنكِ تريدين حريتكِ في النوم والحركة، ووجودكِ مع عياله لا يسمح بذلك، أو غيرة الشريكة وبناتها، ولا داعيَ لاتهامهم بعدم النظافة.
وفقكِ الله وأسعدكِ، وبالنهاية أذكِّركِ بأن الاستثمار في البشر خير من الاستثمار في الذهب والجوهر، أحبي هؤلاء الصغار، واكسَبي قلوبهم بالحب والرحمة والكرم، واللهِ قد يجعلهم اللهُ لكِ أنفع من أولادكِ، وبالنهاية احتسبي ذلك طاعةً لله وطاعة للزوج، ستجدين الخيرَ والبر يملآن قلبكِ وحياتكِ، وفي الحديث: ((البر لا يبلى، والذنب لا يُنسى، والديان لا يموت، ابنَ آدمَ اصنع ما شئتَ فكما تدين تدان))؛ [الحديث ضعيف، ولكن معناه صحيح].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بواسطة : أ \ منى مصطفى
Leave a Reply