تمضي عجلة الحياة ولكنها لا تخلو من الأكدار والمنغصات والمشكلات التي لا يخلو منها منزل لأنه لو خلا منها بيت لخلا منها بيت النبوة ولكن ما من مشكلة إلا ولها حل، فهذه إحدى الأخوات تحكي مشكلتها حيث تقول: زوجي رائحته كريهة فما التصرف الأمثل في التعامل معه دون أن أجرحه؟!
فأقول لها: إن كان مصدر هذه الرائحة من الجسم بمعنى أنها ناتجة من الإهمال بالنظافة الشخصية ومن التعرق فحثيه على النظافة المستمرة ولكن بطريق غير مباشرة، كأن تذكريه بسنن الفطرة من الحلق والتقليم لأن ترك الشعر -شعر الإبط و العانة- فترة طويلة يسبب خروج رائحة كريهة غير مرغوب بها، ومن السنن الفطرية التي حثنا عليها الرسول- صلى الله عليه وسلم- أن لا نترك الحلق والتقليم أكثر من أربعين يوماً، وأن تساعديه بتجهيز ملابسه لكي يستحم بعد الرجوع للبيت، وإذا استنكر وسأل لماذا، فأجيبيه بأن الاستحمام يزيل عنه التعب ويجلب له الراحة.
ولا مانع بعد خروجه بأن تستقبليه بالعطر وتعطريه وتضعي له مزيل رائحة العرق بنفسك فهذا سيطبع في نفسه بأنه من أكبر اهتماماتك وأنك حريصة عليه، وإذا صعب عليك ذلك فما أجمل أن تتركي له مزيل الرائحة ومعطر الجسم على السرير إذا ذهب للاستحمام مع تجهيز ملابسه وتعطيرها، ولا تنسي بأن تعطرك واهتمامك بنفسك ونظافتك على مرأى منه دعوة له بأن يكون كذلك لأن هذا التصرف سيحرجه ويجعله يعاملك كما تعاملينه ويتزين لك كما تتزينين له، وتذكري بأن بقاء الملابس على الجسد فترة طويلة دون تغيير قد يكون سبب لخروج هذه الرائحة خصوصا في فصل الصيف لشدة حرارة الشمس، لذا احرصي على تفقد أحواله وحثه على تغيير ملابسه كل يوم وذلك بأسلوب لبق يجعله يلبي ما تطلبين.
أما إن كان مصدر الرائحة من فمه فما أجمل أن تجهزي له الفرشة والمعجون حين يستيقظ في الصباح، وتخبريه بأن ذلك سيشعره بالانتعاش أو بأن تضعي له حلوى بإحدى النكهات أو علكة ذات رائحة قوية بجانب مخدته بشكل جميل قبل أن ينام وبعد أن يستيقظ، أو بأن تأكليها أمامه وتعطيها إياه فعند ذلك لن يحرج ويحس بأنك متضايقة منه، وجميل أن تهديه سواكا كل أسبوع ابتداء من يوم الجمعة لتعينيه على تطبيق السنة والأجمل أن تستمري على ذلك، واحتسبي الأجر في حسن تبعلك فإن ذلك سيعينك بإذن الله.
وإن كان التعرق زائدا عن الحد الطبيعي وبشكل ملفت للنظر كأن يكون واضحا من خارج الملابس فربما تكون حالة مرضية تستدعي التدخل الطبي وتحت إشراف طبيب متخصص.
Leave a Reply