تعتبر الرومانسية حلقة مهمة في الحياة الزوجية كونها تزيد من الدفء العاطفي وتقوي العلاقة بين الزوجين وتحافظ على معدلها الوجداني طوال فترة الزواج.. غير ان هناك الكثير من المتزوجات والمتزوجين الذين يجهلون ماهية وأهمية الرومانسية في حياتهما الزوجية، وغالباً ما تشكي الزوجات من جفاء وصمت أزواجهن وعدم تقبلهم لبعض العادات الرومانسية التي يؤسسن لها في حياتهن ولأن العلاقة الزوجية فن تتحمل المرأة جزءاً كبيراً منها لتحقيق السعادة والاستقرار فإن أمامها مسؤولية كبرى لتستأثر بأفكار وابصار الزوج والنتيجة في كل الأحوال إيجاد علاقة متوازنة ومتينة بين الأزواج.
“الرياض” ناقشت في هذا التحقيق أهمية الرومانسية في تقوية العلاقة الزوجية وسلطت الضوء على معرفة بعض أسباب انعدام رومانسية الرجال كما استمعت لعدد من تجارب الزوجات في هذا الجانب حيث تحدثت في البداية.. نجوى مخلد عن تجربتها مع الرومانسية، تقول نجوى: قبل الزواج كنت أحب قراءة القصص الرومانسية وأهوى كتابة الأشعار وعندما كنت استمع لقصص اخواتي وكيف يؤسسن لعادتهن الرومانسية مع أزواجهن تمنيت ان أكون مثلهن ولكن عندما تزوجت وجدت زوجي إنساناً صامتاً قليل الكلام ولا يسمعني أي عبارات جميلة أو يقوم بإحداث مفاجأة أو يقدم هدية معبرة فأفعاله روتينية وأسلوبه جاف لا يلتفت إلى أي شيء جميل يصدر مني ولا يعلق عليه بالاعجاب أو المدح لذلك فكرت ان ابتكر مادة رومانسية فدخلت عليه من هوايته المفضلة وهي القراءة في البداية أهديته كتاباً عن فنون الرومانسية وأثرها السحري في حياة الأزواج ثم توالت الكتب في مجالات مختلفة وكنت احرص على ان أضع له بعض الأوراق بين الصفحات واكتب فيها بعض العبارات مثل ” أنا بحاجة إلى دفء مشاعرك”، “كم تعجبني ابتسامتك” وهكذا كنت اكتب له كل ما أحتاجه وبالفعل أحب زوجي هذه الأفكار وبدأ في تغيير أطباعه الروتينية فيبتسم لي دائماً ويسمعني بعض الهمسات الحانية وأصبح يتحرى كتابي الذي يحتوي بين صفحاته على بعض الأوراق وبالفعل وجدتها عادة جميلة تعود الزوج على التعبير عن حبه بالنظرات.
كما تذكر نورة معاناتها مع ابن عمها قائلة: أحببت ابن عمي حباً لا يمكنني وصفه منذ صغرنا ولله الحمد تكلل هذا الحب بالزواج بالرغم من بعض الفوارق التي تواجدت بيننا.. فأنا ابنة القرية المتواضعة وهو ابن المدينة المترفة أما تعليمي فهو متوسط بينما هو قد درس الهندسة خارج المملكة.. فهو إنسان متعلم ومتفتح يحب المرح والرومانسية أما أنا فقد كنت جامدة في عواطفي مع أني أحاول كثيراً ان أكسب وده ورضاءه سواء بالاهتمام بنفسي ومنزلي أو تجهيز ملابسه وأصناف الأكل الذي يحبه ولكني لم أستطع ان أجد جواً من الرومانسية في حياتنا لأني أجهل ذلك بل وأخجل حتى من قول كلمات الاطراء والاعجاب ولا أستطيع ان أبادله بتلك الألفاظ فالصمت هو سيد الموقف وقد صارحني زوجي بذلك وتذمره من أسلوبي الجامد كثيراً ولم أستطع ان أغير من نفسي وهو الآن متزوج من أخرى ولست نادمة على ذلك فهو لم يجرح كرامتي ولم يسخر من جهلي فأنا الملامة عندما لم أحاول الدخول إلى قلبه وعالمه وأفعل ما يطلبه مني بل أجد ان الخجل والجهل في الرومانسية أفقدوني من أحب.
وتضيف صالحة حكايتها قائلة: أفتقد لرومانسية زوجي فهو يتسم بالبرود والجفاء العاطفي ولكنه شديد الطيبة معي ويلبي جميع متطلباتي وأنا بطبعي رومنسية وأحب كلماتها الغزل والدلال وقد حاولت لفت انتباه زوجي بكافة الطرق ولكن دون جدوى وقد أثر هذا في نفسيتي كثيراً فأنا لست موظفة أو طالبة أقضي جل وقتي في البيت أقوم بترتيبه وتغيير أماكن الأثاث من وقت لآخر فمثلاً أقوم بإيجاد أنواع مختلفة من الإضاءة الملونة وتوزيع الزهور الطبيعية في أنحاء مختلفة في المنزل وتغيير من شكلي الخارجي كل هذا حتى لا يدخل الملل إلى حياة زوجي.. وعندما يحين وقت قدومه أقوم باستقباله بعبارة رقيقة وهندام أنيق فلا أسمع منه أي كلمة إطراء أو محبة فالأمور لديه سواسية ومع هذا لا أجد ان عدم تفهمه لرومانسيتي وتقبله لها يعطيني الحق في حرمانه منها فما أفعله واجب قبل كل شيء حيث تقع الكثير من السيدات في الخطأ عندما تهمل نفسها وتقضي على رومانسيتها بسبب جهل الزوج أو عدم تفاعله معها بل على العكس لابد ان تكون دائماً متحفزة للوصول إلى ارضائه والثقة بنفسها لكي تستطيع ان تستأثر بقلبه وبمشاعره وأنا على أمل ان يتحقق هذا الشيء معي فأنا غالباً ما أعزي نفسي بأن الكمال لله وحده ويكفيني أنه طيب القلب معي أما رومانسيته فسأبذل جهدي لأعيشها معه.وتشكي هبة من حال زوجها قائلة: تطلقت بعد زواج دام ثماني سنوات بسبب عقم زوجي ورغبتي في أن أكون أماً وكان ذلك عن محبة وتراض منا وكان طليقي انساناً في قمة الرومانسية والشاعرية فهو شاعر مرهف الاحساس كتب الكثير من قصائدة في وقد اغرقني في بحور من الحب والغزل والرمانسية كما قدم لي العديد من المفاجآت والهدايا وعلى الرغم من ان حياتنا كانت تسير بدون أطفال الا اننا لم نشعر بالملل يوماً ما فقد كنت انسانه سعيدة عرفني الجميع بروح الضحك والمرح وكأنني لا ينقصني شيء..
أما الآن فأنا قد تزوجت وأم لطفل جميل ومشكلتي في زوجي الثاني انه انسان مغاير تماماً لزوجي الأول فهو انسان كئيب عصبي المزاج دائماً منطوي ومهما تقربت منه وأدخلت الأجواء الرومانسية الى حياتنا الخاصة لا اجد منه الا التوبيخ والأحباط فإن اشعلت الشموع قال اطفئيها كي لا تشعل الحريق وأن وضعت له بعض البطائق المعبرة على طاولة الأكل او في ثوبه أجدها ممزقة دون أن يشكرني على كلماتي.
وتروي ماجدة قصتها قائلة: كانت حياتي مملة وكئيبة وروتينة وعلى الصعيد العاطفي كانت ايضاً محبطة فأنا امرأة عاملة أعود إلى البيت لتناول الغداء ثم القيلولة ثم مشاهدة التلفاز وتناول العشاء والنوم بينما يسهر زوجي في الاستراحة.. ولكني فعلت شيئاً قلب كل الموازين بعد أن تأكد لي تسرب الملل والروتين لحياتنا الزوجية فقد اطلعت على عدد من الكتب والأشرطة التي تحدثت عن اهمية الرومانسية وقد تحمس زوجي لكل ما افعله في كل يوم أصبحت حياتنا متجددة حتى ان الشعور بالشوق واللهفة التي لم اشعر بها منذ فترة طويلة بدأت احس بها وأصبح زوجي الذي كان يقضي اغلب سهراته في الاستراحة يتشوق لقدوم الليل وقضائه بصحبتي فقد ابتكرت افعالاً رومانسية قلبت حياتي وملأتها بكثير من الحب المتجدد وذلك بعدة امور بسيطة لم تكلفني شيئاً مثل الورود والشموع وبعض “الألعاب الزوجية” التي تعد احدث شيء في عالم الرومانسية وفي احد الأيام ملئت المنزل بالشموع من بداية مدخل المنزل وحتى باب غرفة النوم وقد وضعتها بشكل متسلسل وبجانب كل شمعة وضعت بطاقة تحتوي على عبارات جميلة مثل “اطفي الشمعة بعد قراءة البطاقة” و”أنا مشتاقة لرؤيتك” و”هناك مفاجأة جميلة تنتظرك” وهكذا حتى يصل الى غرفة النوم وطبعاً كنت أنا المفاجأة التي تشوق لمعرفتها لقد أحب زوجي هذا اليوم وأصبح يطالبني ان ابتكر اموراً اخرى كما اصبح في منتهى الرقة والحنان يتحدث معي برومانسية حانية والفاظ رقيقة لهذا أؤكد لكل زوجة انها الوحيدة القادرة على تغيير نمط الحياة المتكرر فالزوجة هي أكبر عامل مقرب او منفر للزوج فعليها ان تكون ذكية وأن لا تقع في خطأ اهمال نفسها وأهمال زوجها بعد حملها وولادتها.
من جانب اخر تحدثت الاخصائية الاجتماعية هدى الناصر عن تعريف الرومانسية وأهميتها في تقوية العلاقة الروجية حيث قالت: الرومانسية هي ذلك الاحساس الجميل الذي ينسينا الشعور بمن حولنا وهي التي تجعل الحياة رغم صخبها ولفطها هادئة ومتناغمة فهي حلقة مهمة وفقدانها قد يفاقم المشاكل الأسرية لتصل الى الطلاق، فالرومانسية ليست هي شموع وورود فقط بل هي انعكاس لما بداخلنا من عواطف جياشه ومشاعر صادقة متبادلة بين الطرفين فهي تمنح الاحساس بالدفء والمودة والرحمة.
وتضيف الاخصائية هدى قائلة: تقتصر أهمية الرمانسية على جوانب عدة اهمها انها تمنح الشعور الذي يجعل الزوج يرغب بزوجته وتجعل الزوجة ترغب بزوجها ولاشك ان هناك فكرة سائدة لدينا وهي ان الرجال لا يتمتعون بحس رومانسي او على الأقل ليس بقوة الحس الرومانسي لدى المرأة لهذا نجد الرجال يعبرون عن رومانسيتهم بطرق مختلفة وقليلة جداً وكثيراً ما نجد أن المرأة تنشد الرومانسية من الرجل في كل وقت فهي لا تطمع في باقة ورد او قصيدة شعرية بل يكفيها كلمة رقيقة او لمسة حنونة.
وأكدت الأخصائية هدى أن الدراسات اثبتت ان الأزواج المستقرين عاطفياً أكثر قدرة على الانتاج ويكونون أكثر ايجابية عند التعامل مع المشاكل اليومية سواء كانت في العمل او حتى في المنزل.
وأضافت قائلة: أن أكثر الأزواج معاناة من انعدام الرومانسية هم الذين لديهم اطفال فقد تبين ان هؤلاء الأزواج يهبون حياتهم لسعادة اطفالهم متناسين ان سعادة الاطفال تكمن في حياة زوجية مستقرة لأن ذلك سيوفر لهم جو صحي من الحنان والاستقرار.. كما اجريت لبحوث ودرسات اكدت على ان المرأة لا تقبل بالمال كبديل وجداني فلا شيء اهم من محبة الزوج واهتمامه بها فمن المهم تجديد الحياة الزوجية بين وقت واخر حتى لا يتسرب الملل الى حياتهم لهذا ننصح المتزوجين بتطبيق الرومانسية وعدم الخجل في ذلك فلماذا لا يحاولا ولو ليوم واحد في الشهر فلا يهم عدد السنين التي مرت هل هي خمسة اعوام او خمسين عاماً المهم المعرفة التامة لتطبيقها والعودة اليها من جديد.
من جانب آخر ذكرت الباحثة في العلاقات الاسرية والكاتبة مريم الساعد أهم الاسباب التي ادت الى انعدام الرومانسية عند بعض الازواج حيث تقول: اصبح زمننا هذا يفتقد للأمور الرومانسية بشكل كبير وهذا من خلال ما نراه ونسمعه من تذمر النساء من انعدام الرومانسية لدى ازواجهن وهذا يرجع لعدة اسباب اهمها كثرة انشغال الزوج وصعوبة ومتاعب الحياة وعدم تفهم الزوجة لأهمية الرومانسية فتجدها منشغلة بالمنزل والأطفال وتنسى انها المسؤولة الاولى عن خلق الاجواء الرومانسية .
وللأسف هناك نساء يتعذرن بقولهن انا بطبعي لست رومانسية او ان زوجي لا يفهم بالرومانسية فلماذا اتعب نفسي معه!.
وهذه فكرة خاطئة فالإنسان لا يولد رومانسياً او غير رومانسي بل هو من يصنعها اذ عرف جيداً اهميتها بحياته الزوجية وتذوق طعمها الجميل وهناك ايضاً بعض النساء من تقول ان الزوج قاس وعصبي ولا تجذبه الرومانسية وهنا نقول لهن كل قاسي يلين وعلى الزوجة ان تعرف كيف تكسب ود الرجل.
Leave a Reply