أصدر مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية بمصر دراسة سياسية واجتماعية عن ظاهرة الطلاق والخلع داخل المجتمع المصري التي تهدد بقاء الأسرة المصرية واستقرارها.
وقال الدكتور أحمد مهران، أستاذ القانون العام ومدير المركز: أوضحت الدراسة أن نسبة الطلاق زادت بين عامي 1995 و2013 إلى 145%؛ حيث تحدث 240 حالة طلاق يوميًا، بمعدل حالة طلاق كل 6 دقائق.
وكان عدد حالات الطلاق في عام 1992 نحو 6 آلاف و500 حالة، وفي عام 1997 وصلت حالات الطلاق إلى 70 ألف حالة، وانخفضت حالات الطلاق وارتفعت مرة أخرى عام عام 2007 وبلغت 87 ألف حالة.
وفي عام 2009 بلغت حالات الطلاق 324 ألفًا، وفي عام 2010 بلغت 141 ألفًا و376 حالة، وفي عام 2011 وصلت إلى 220 ألف حالة طلاق.
وفي عام 2012 وصلت حالات الطلاق إلى 155 ألف حالة مقابل 15 ألف حالة حصلت على حكم بالتطليق.
وفي عام 2015 بلغ إجمالى عدد حالات الخلع والطلاق 250 ألف حالة بمصر، ووصل عدد أحكام الطلاق النهائية في 2012 إلى 4795 حكمًا، بزيادة 36.5% بسبب دعوى الخلع؛ بما يمثل زيادة في حالات الطلاق تصل إلى 68.9% من حالات الزواج خلال الأعوام من 2010 إلى 2013.
غياب التجانس
ولفتت الدراسة إلى أن التفكك الأسري وغياب تجانس العلاقات الأسرية وغيرهما من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية أسباب مباشرة في ارتفاع معدلات الطلاق والخلع في المجتمع المصري، إضافة إلى الزواج غير الموفق وارتفاع العنوسة والإخفاق العاطفي الذي قد ينتج عنه انحرافات سلوكية تنعكس على طبيعة العلاقات الأسرية وعلى المجتمع بشكل عام.
وكذلك غياب العلاقات ذات المغزى والإحساس العميق بالود والألفة والمحبة والمشاعر النبيلة والعفيفة بين أفراد الأسرة وبين الزوجين بشكل خاص، وغياب المشاركة في تحمل المسؤولية أو في صنع القرار داخل الأسرة وتدريب الزوجين على التعبير عن مشاعرهم وعن آرائهم وأن يطلب كل طرف ما يحتاجه من الطرف الآخر.
ظروف معيشية
وكذلك تفشّي البطالة وسوء الأوضاع المعيشية بسبب الغلاء والفقر تؤثر سلبيًا على الأسرة وتتسبب في الشعور بالإحباط والفشل في القيام بالدور الأسري المنوط بكل فرد من أفراد الأسرة؛ الأمر الذي يترتب عليه أن تموت بين أفراد الأسرة قيم العطاء والوفاء والانتماء والتواجد داخل الأسرة.
وأيضًا غياب القدوة والمثل الأعلى داخل الأسرة الكبيرة، والتجاوزات التي تتم بين أفراد الأسرة، يتولّد عنها اغتيال مشاعر الصدق والرجولة والطهارة والعفة. وكذلك إعطاء الحرية بين أفراد الأسرة دون حساب ورقابة، أو العكس، في محاولة فرض السيطرة والرقابة المفرطة والتسلط وغيرها من السلوكيات غير السويّة؛ ما كان له دور كبير في انتشار ظاهرة الطلاق والخلع في المجتمع المصري وعدم قدرة الأزواج في الحفاظ على الأسرة واستمرار بقائها.
أسباب مدمّرة
Leave a Reply