تمر الأسرة بعض الأحيان بحالة من الفتور في العلاقة، وقد تتمثل في النكد في الحياة الزوجية، فيتصور الزوج أو الزوجة أن البيت أصبح قطعة من الجحيم عند دخولهما المنزل، حيث يشعرون بالكآبة، فيقابل الزوج زوجته بالغضب الحاد المنفر، فيخلو البيت من الضحك والسرور ويغيب عنه التفاؤل، ويغلب عليه التشاؤم، كما يكثر فيه التشكي من أحدهما على الآخر، فمن سؤال الأحوال المادية مرة ومن الأولاد مرة أخرى، ومن إهمال الزوج لشئون البيت، وانشغال المرأة في عملها.
فبعض الأزواج يهربون كثيرًا من مسئوليات يجب أن يقوموا بها، فإما أن يتأخروا في تنفيذها أو يوكلوها إلى زوجاتهم، فبعض الأعمال يمكن للزوجة القيام بها مثل: دراسة الأبناء، وحل مشاكلهم، وبعضها لا تستطيعه مثل: أعمال الصيانة في المنزل، ويؤجلها الزوج باستمرار حتى تنشأ مشكلة بين الزوجين يصعب التفاهم عليها.
أيضًا هناك مدمر هائل للحب والاستقرار وهو السبب الرئيس لكثير من حالات الطلاق ألا وهو الغضب، فهناك أشخاص طبيعة شخصيتهم اندفاعية فتجده سريع الغضب ومندفعا بل يتهور في اندفاعه، وقد يندم على اندفاعه ولكن بعد فوات الأوان، فالعصبية الزائدة عن حدها داخل البيت تولد النكد.
ومن الأسباب التي تدعو إلى النكد والملل من الحياة الزوجية الجهل بطبيعة الرجل والمرأة النفسية والاجتماعية، يتذمر كثير من النساء لعدم استخدام أزواجهن عبارات رقيقة أثناء تحدثهم إليهن، وتعتقد هؤلاء وكثيرات منهن بأن سبب ذلك هو الطبيعة الخشنة للرجال وافتقار المفردات اللينة من قواميسهم التي تضفي بعض الهدوء على الحياة الزوجية. وفي المقابل يرى الكثير من الرجال أن النساء متذمرات بطبعهن بغض النظر عن البحث في الأسباب.
الضغوط في العمل سبب من أسباب النكد فيرجع كل منهما من عمله منهكًا، فيحمل معه هموم العمل إلى المنزل، وقد يحدث ألا يتفهم أحدهما هذا الأمر. فمن طبيعة الرجل الصمت عندما تواجهه المشاكل والمتاعب بعكس المرأة التي ترغب في أن تنفس ما بداخلها، وعندما لا يشركها زوجها مشاكلها يبدأ الخلاف حيث تظن أنه لا يرغب في الحديث معها.
فتراكم المشاكل بين الزوجين دونما حل يسبب النكد في الحياة الزوجية ويصعب حلها، وكثرة الجدل ودوام اللوم وطوله وأسلوب الأوامر والتكليفات الثقيلة وعدم التأدب بآداب الحوار. كلها تسبب وجود النكد داخل البيت.
يمكن للضجيج الدائم في البيت: – التلفاز أو الراديو – أن يكون منفرا للزوج حيث يفتقر إلى الهدوء الذي يحتاجه، أو العكس عندما يفتقد البيت الحركة بعدم وجود أطفال قد يسبب الضيق والكآبة للزوجين.
عندما تكثر الخلافات في البيت يضيق صدر أحد الزوجين، فهو لم يعد يلقى فيه السكن والمودة والأنس، بل ينظر إلى بيته بأنه وكر للكآبة والتعاسة. ويكون سعيدا خارج البيت، فيبدأ بالتطلع إلى بيوت الآخرين ويحسدهم على حياتهم وهدوئهم.
من المؤكد أن الزوجين يستطيعان تجاوز العديد من الخلافات داخل الأسرة قبل حدوثها، ومن الحلول المناسبة المصارحة والوضوح بحيث يعرف كل منهما الآخر بعيدًا عن الغموض والتلون. حيث إن بعض الأزواج يفضلون المصارحة في حدود معينة، ولكن يجب أن يتفق الزوجان على هذا الأمر ويعرف كل منهما حدود الآخر.
كما يجب تأجيل محاولة مناقشة مسألة الخلاف بينهما إلى وقت آخر تكون فيه الأعصاب هادئة وبعيدة عن التوتر، وأن يتفقا قبل حدوث الخلاف بينهما أنه في حالة الخلاف يجب أن يقدم كل منهما تنازلات وأن يعتذر المخطئ، قد تفيد الهدايا فهي تجلب الحب والمودة بين الزوجين وأن كلا منهما مكمل للآخر.
يجب تقوية الإيمان بالله سبحانه في القلب، والرضا بما قسم الله عز وجل، والتخلق بأخلاق الإسلام وفي التعامل بين الزوجين، لتسود المودة والرحمة والحنان والعفو والإحسان وينبغي ألا ننسى أن الدين المعاملة.
لا ينبغي الوقوف عند كل صغيرة وكبيرة، فلنجعل بعض المواقف تمر، كما يجب التقليل من اللوم والعتاب خاصة على أتفه الأسباب.
خلق جو من الهدوء في البيت بالاتفاق والإقناع بأن الضوضاء الدائمة تتلف النفس والأعصاب، ولكن لا مانع من شيء من المرح والفرح في وقته المناسب.
التجديد في الحياة المعنوية والمادية بابتكار كلمات الحب وبالتجديد في الشكل والملبس والتنزه وترتيب البيت.
عزيزي الزوج: نحذرك من الهروب من المشاكل بترك البيت والقفز من سفينة المسئولية أو بالعزلة والصمت، فالرجل المسلم لا يترك زوجته وأبناءه يلاطمون أمواج الحياة وحدهم.
عزيزتي الزوجة: عليك أن تتذكري أن الحياة الزوجية مقسومة على اثنين وأن الجزء الذي يتعلق بك من المسئولية هو أن تتيحي إمكانية تبادل كلمات الحب.
______________________________________________
المراجع:
كتاب (خطوات وأفكار لحياة زوجية سعيدة) عبد المطلب حسن عثمان.
كتاب (الخلافات شبح يهدد الحياة الزوجية) نهاد سيد إدريس علي.
كتاب (الحياة الزوجية مشكلات وحلول) أسامة علي متولي.
Leave a Reply