♦ الملخص:
شابٌّ طلب الزواج من فتاة كانت على اتفاق مع آخر بعلم أهلها، ولم يكن هو يعلم ذلك، وقد ألغت اتفاقها مع الخاطب الأول، ثم ردت على هذا الشاب بالموافقة، وهو يسأل: هل يجوز له التقدم أو يكون ذلك خِطبة على خِطبة آخر؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
تكلمت مع فتاة كي أعرض عليها الخِطبة، وكي أسألها عن كيفية الاتصال بأبيها، فطلبت مني بأن أُمهلها فترة للرد، ثم بعد فترة قصيرة ردَّت بالموافقة، لكني علمت أنها كانت على اتفاق مع شاب آخر بالخطبة بعلم أهلها، وقد ألغت الاتفاق قبل الرد عليَّ؛ فلما علمتُ بذلك تراجعت، حتى لا تكون خِطبة على خِطبة، فهل يجوز أن أتقدم إليها أو أبتعد؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
بارك الله فيك أخانا الكريم.
أولًا: الواجب عليك أن تطلب خِطبتها من والدها، وليس من الفتاة نفسها، فعليكما بالالتزام بشرع الله تعالى من أول الأمر؛ حتى يبارك لكما في زيجتكما؛ لأن أمر الزواج عظيم، يترتب عليه مودة ومحبة بين الزوجين، ويترتب عليه أبناء يحتاجون إلى تربية صحيحة، تنتفع بهم الأمة، وينفعون والديهم، وينفعون أنفسهم في الدنيا والآخرة، وغير ذلك من الأمور العظيمة التي تترتب على الزواج، فعليكما بالتزام شرع الله تعالى؛ حتى ييسر الله لكم الخير في حياتكما معًا.
ثانيًا: ما دامت قد أُمهلتْ حتى ترك الخطيب الأول، وأنت كنت لا تدري بطلبه خِطبةَ هذه الفتاة، فالموضوع يسير في مساره الصحيح، ولا شيءَ عليك، ولك أن تتقدم الآن لخِطبتها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى يترك الخاطب قبله، أو يأذن له الخاطب[1].
وهنا الخاطب قد ترك، فلك أن تتقدم بعد أن تُصلي صلاة الاستخارة، وبعد أن تأخذ بالأسباب؛ فتنتقي صاحبة الدين التي تخاف الله فيك وفي أبنائك بعد ذلك.
وأسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد.
[1] متفق عليه: أخرجه البخاري (5142)، ومسلم (1412).
___________________________
بواسطة:محمد طه شعبان .