الاستشارة:
السلام عليكم ،،
سوف ارسل لكم مره إخرى تبعًا للرسالة السابقه بشكل مفصل اكثر،، شاكرة لكم على دعمكم الدائم للجميع..
لي رسالتي كانت ناقصة بسبب انها طويلة سوف احاول اختصر وارسل لكم المهم تبعًا للرسالة الاولى وارجو الرد علي بصورة عاجلة ،وهي كالتالي خلال تلك المرحلة تغير فكري تجاه الزواج . كما اني صرت اتوتر واقلق عندما يذكرون اسم الشاب او قبيلته لا اعرف لماذا؟؟ معانه قد تزوج ولديه عائله وذهب بعيدا!! وبعد ذلك قررت من خلال هذه التجربه ان لا اوافق على اي حد حتى اراه النظره الشرعية ثم اقرر. اعلم اني صرت كبيرة ولم يعد الواقع يتحمل لكن قلبي لا يستطيع الارتباط بشخص لا اعرفه بتاتًا الا بعد الخطبه هذا صعب جدا بالنسبهلي. المهم اعترف لي ابن خالي وهو متزوج واصغر مني بعشر سنوات بمشاعره المفاجئة ويريد الزواج بي ولكن انتظر ضروفه الماديه فترةلتتحسن اعرفه شاب جيد وخلوق .فرد لي بعد فترة انه لا يستطيع الارتباط بي بسبب المادية وبعد فتره تفاجأت انه قال يسعى ويجتهدلموضوعنا وذهب للبنك واخبر زوجته برغبته بالارتباط فقلت له لو سعيت وتأكدت من صدقك سوف اوافق. وخلال هذه الاشهر كنت امر بحالاتلاول مره اجربها بين الخوف والتردد ولكن حاولت تجاوز تلك المخاوف بانه ابن خالي سوف ينقذني من تأخر الزواج ومن صعوبة الاختيارواني اعرفه جيدا. تعلقت به حلمت انتظرت وكنت ادعو الله بان كان فيه خير فليكن من نصيبي صار الوضع ٥ اشهر وهنا بدايه أكتوبرصارحني بانه لا يستطيع الارتباط بي حاول وبحث للحصول على مصاريف الزواج ولكن لم يستطع وقال لا اريد ان اعلقك مع دعواته ليبالتوفيق. هنا انا انخذلت انكسرت يأست حزنت تألمت بكيت. شعرت بمشاعر لاول مره احس بها مشاعر متعبه وفضيعة. خيبه امل جديدةاتلاقها كالعاده . قلت في نفسي لماذا وانا كنت ادعو بيقين وابكي واتصدق ؟؟!! هل آنا سيئة ؟؟!! لماذا لا يستجيب لي في موضوع الزواج ؟؟الان اعيش فتره صعبه جدا اعلم أني المسؤولة عما جرى لاني مفترض افهم الدرس منذ البدايه . مع الاسف هذا الموضوع اخذ مني طاقهرهيبة من التفكير والخوف والان الارضيه اصبحت هشه متعبة رقيقه فالان انا مستسلمة للحزن للألم للقلق للافكار السلبيه. نعم انا حاليًاضعيفة لم اعد مثل السابق قوية تأخر الزواج يستنزف الكثير من طاقه الفتاة . فقد تراكم علي الهموم والغموم حيث رجعت لي حالتي التوتروالخوف والقلق تجاه الشاب وقبيلته كلما اسمع عنهم اتوتر لا اعرف لماذا ورايت شاب في الدوام يشبه فتوترت زياده.. لا افهم حالتي هذه اني دخلت في عقده وسواس تجاههم وكله بسببي. استسلم للافكار السلبيه والماضي وذكرياته كلها لم احاول ان اقاوم كثيرا الصبح اكتئبوباليل احسن وزاد الامر ان الارق بدأ يدق بابي من الهم والتفكير. ولا اخفي عليكم اني لا اريد ان يتقدم لي احد لاني لست مستعدة حاليابالارتباط والزواج حتى تهدأ نفسي واتخلص من الشوائب الموجوده داخلي. كما صرت ارى نفسي انطفئ شيئًا فشيئا. اسئلتي ماذا افعللكي اتخلص من شبح الماضي والآمه اريد ان ارى الشاب وقبيلته نظرة عاديه دون خوف او توتر. وماذا تنصحوني بشأن كيف اتخلص منمشاعر الخذلان التي امر بها؟؟ وكيف اجدد ثقتي ودعائي بربي فصرت ادعو ببرود واقول قد يستجيب وقد يؤخرها؟؟ اعرف انه اختبار وربمارسبت فيه. وهل تنصحوني باخذ شي من العقاقير لتحسن للتقليل من القلق وتحسن النوم.. اشكركم على كل شيء والسموحة منكم بالاطالة…
الرد على الاستشارة:
نُرحِّب بك أُختنا الكريمة في موقع المُستشار؛ وُ نثمّنُ لك ثقتكِ بالموقع، و نسألُ الله لك التَّوفيق، و الإعانة. في نهاية رسالتك ذكرتِ -وفَّقك الله- عدداً من الأسئلة هي خلاصة ما تودِّين الإجابة عنها ، سنُجيب عنها -بإذن الله- خلال هذه الاستشارة. بخُصوص التخلُّص من آلام الماضي، فلا يعني أنَّك عندما تُقابلين عدداً من التَّحديات أنْ تتوقَّفي و تتحسَّري على ما مضى، بل لابُد من العمل من أجل التغيير في الحياة، ونسيان الآلام المؤثرة في مسار حياتك، الأمر الآخر هو التَّعلُّم من الأخطاء التي حدثت لك في الماضي، واستخدام التَّجارب السلبيَّة التي مرَّت بك لتتعلَّمي منها، فعدِّلي أخطاءَك بناءً على هذا الأساس، و اعملي لحياتك المُستقبلية، ومن النقاط المُهمَّة ركزي على الأمور الإيجابيَّة، ولا تجعلي الأخطاء تطغى، فالتَّركيز على الإيجابيَّات، و تذكُّر المواقف الإيجابيَّة لها أثر عميق وكبير في تقدُّمك في الحياة، و تذكُّر أحداث الماضي سيجلب لك الحُزْن المُستمر، بالإضافة إلى التَّعب، وعدم القُدرة على القيام بالأعمال اليوميَّة، وقد يخلق لك حالة من عدم الطمأنينة والاستقرار. من خلال عرضك لموضوعك يبدو أن شخصيَّتك حسَّاسة بعض الشيء؛ لذا دائماً تُعيدين التَّفكير في الأحداث التي وقعت لك، فالإنسان حين يمُرّ بتجارب سلبيَّة، وخبرات مؤلمة في الماضي كثيراً ما يتذكرها، وبعض الشَّخصيات تُضخِّم الحدث و يُصبح شغلها الشاغل؛ والعلاج لا يكون عن طريق نسيان كل شيء؛ لأن الإنسان لا يمكن أن ينسى كل شيء، لكن المُهمّ هو توظيف الخبرات التي مرت عليك بما يخدم أهدافك، وأن تعيشي حياتك الحاليَّة بقوة، و تنظُري إلى المُستقبل نظرة أمل كبيرة، هذا هو المطلوب، والحساسية الزائدة تُحدث لك صُعوبةً في الاختيار، و تؤخر زواجك، خصوصاً أنّ هذا الأمر يُقلقك لدرجة أنَّك انخذلتِ ولازلتِ تفكرين في هذا الخذلان، فتذكُّر المواقف القديمة، والحساسية الزائدة ستُعيق ما تريدين القيام به، و تُعيق نجاحاتك. وفيما يخُص الخوف من هذا الشاب وقبيلته، فهي مخاوف مرضية و يُطلق عليها:( الخوف المرضي )، أي الخوف الزائد عن الحُدود الطَّبيعية، حيث يخاف الشخص من أشياء تبدو طبيعية في داخله هو؛ و لكنَّه في الواقع يُبالغ في الخوف منها بشكل لا إرادي، مما يجعله يعيش حالة قلق مُستمر، وخوف يصل إلى حد الرَّهبة من هذه الأشياء، ولحل هذه المشكلة لابد من البعد عن المثيرات التي تثير هذه الأفكار، وإعمال الذِّهن في المُقابل ببعض الأمور التي تُفيد، وعند ورود هذه الأفكار لابد من توجيه التَّفكير في أمور إيجابية ليتعود المخ على هذه المشاعر الإيجابية، وطرد مشاعر الخوف، و أكِّدي لنفسك أنَّ هذا الخوف لايستحق كُل هذه الرَّهبة، ولا تربطي الألم، ومشاعر الخوف باتجاه حدث سابق، فكل شيء يتغير، و النَّاس مُختلفين تماماً في شخصياتهم، وأفعالهم، وأخلاقهم، وعاداتهم فمن سبَّب لك خوفاً لا يمكن أن يسبِّبه شخص آخر وبنفس الآلم، فأعيدي الثقة فيمن حولك بناء على هذا الأساس. و يمكنك التخلص من مشاعر الخذلان في التحكُّم بمشاعرك بشكل طبيعي؛ فالمشكلة ليست في الخذلان نفسه، ولكن في الطريقة التي تفاعلتِ بها مع الحدث، و ارتباطك ارتباطاً عاطفياً معه؛ مما أعطاك اهتماماً، و تعاطفاً أكبر من المتوقع؛ وعند انتهاء العلاقة حدث لديك فراغ كبير، و مررتِ بمشاعر غير مُتوقعة مما أدت بك إلى هذا الخذلان، وليس الخذلان هو ما يؤلمنا حقًا، ولكن ردة فعلنا وطريقة تعاملنا مع هذا الخذلان هي التي تُحدِّد ما نشعر به، فالخطأ، والخوف من المستقبل، ولوم الذات يجب أنْ نُعدِّلها بالاعتراف بأنَّ أغلب العلاقات في حياتنا تتغير؛ فمن عرفناهم بالأمس ليسُوا هؤلاء الذين نعرفهم اليوم، تتغير الشخصيات، والمواقف، والظروف. وعلينا أن نتقبَّل هذا كحقيقة ثابتة. ولا بد من التماس الأعذار للآخرين، أياً كان الشخص الذي خذلك، أو الموقف الذي فعله، فربما أراد الله أن يُخلِّصك منه لمصلحتك أنت، بسبب دعوة دعوتِ الله بها. وكذلك يجب أن نُقدِّر ظروف الآخرين وما يمرُّون به من أمور، فقد لا يكون الأمر مقصوداً بذاته، ولكن لعدد من الظروف التي لا يستطيع الطرف الآخر إكمال ما وعد به… فلابد من تقدير ما يمر به من ظروف. و تجنَّبي لحل هذه المشكلة إعطاء الأحكام العامة فنحن بشر… لا نعلم الغيب، ولا نعلم الحقيقة أبداً؛ ما لم يذكرها أصحابها بوضوح، ولا نحاول البحث عن تفسيرات للخذلان، فلابد أن نهتم بحياتنا نحن، ولا نُفسِّر حياة غيرنا، ولا نفكر في الماضي الذي يسبب لنا الألم؛ بل نعيش حاضرنا، ونستمتع به. لابد من زرع الثِّقة بالنفس فهي أمر مُهمّ، وكذلك الثقة بأن الله سيُغيِّر حالنا إلى الأفضل، وبعد التغيير ستُعيدين بناء حياتك من جديد، وعند الإحساس بعدم الثِّقة قد تُنهين حياتك على مبدأ أن التَّغير لن يتم، وهذا خطأ يجب أن تتنبَّهين إليه. اقرئي الكتب والمقالات التي لها علاقة بتطوير الذات وتقوية الشخصية فهي مفيدة جداّ في مثل حالتك الحالية. ومن الأُمور المُهمَّة التي يجب التنبُّه لها هي استعجال تحقيق الدعاء، وما يترتب عليه من التَّحسُّر على عدم تنفيذ ما طلبنا، وترك العمل بالدعاء بعد ذلك، فقد حذَّر رسُول الله -صلى الله عليه وسلم- من هذا في قوله : (( يُستجاب لأحدكم ما لم يعجَل، يقول: دعوت فلم يُستجب لي )). [رواه البخاري ومسلم ]. قال ابن القيم: ومن الآفات التي تمنع أثر الدعاء أن يتعجَّل العبدُ و يستبطئ الإجابة، فيستحسر، و يدع الدعاء، وهو بمنزلة من بذر بذراً أو غرس غرساً فجعل يتعاهده و يسقيه، فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه و أهمله. انتهى. و لإجابة الدعاء شروط لابد أن نقوم بتحقيقها، منها : – الإخلاص لله – عز وجل – بأن نُخلص لله بقلبٍ حاضر، صادق في اللجوء إليه، وأنْ نشعُر حال دعائنا بأنَّنا في أمَسِّ الحاجة، إلى الله -سبحانه وتعالى- . – ويجب أن نتجنَّب أكْل الحرام؛ فإن أكل الحرام حائل بين الإنسان والإجابة؛ ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه ((ذكر الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلم- الرجل يطيل السفر أشعثَ أغبرَ يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، و مطعمه حرامٌ، و مشربه حرامٌ، و غُذِيَ بالحرام، فأنى يستجاب له))؛ [رواه مسلمٌ ]. فاستبعد النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يستجاب لهذا الرجل. – واعلمي أنَّك إذا دعوتِ الله سبحانه، فلن ترجعي صفر اليدين، فإن الله كريم، يجيب دعوة الداع إذا دعاه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : (( ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله إحدى ثلاث، إما أن تُعجَّل له دعوته، وإما أن يدَّخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذًا نُكثر، قال: الله أكثر))؛ [أخرجه أحمد والحاكم، وصحَّحه الألباني ] . – لابد من الإلحاح في الدعاء؛ فإن كل دعوة تَدعين بها الله – عز وجل – فإنها عبادة تُقربك إلى الله و تَزيدُك أجراً؛ فعليك أختي بدعاء الله – عز وجل – في كل أمورك العامة والخاصة، الشديدة و اليسيرة، ولو لم يكن من الدعاء إلا أنه عبادة لله – سبحانه وتعالى – لكان جديراً بالمرء أن يَحرص عليه. – عليك بالدُّعاء، وعدم استعجال النتيجة، واعلمي أن الدُّعاء مستجاب -بإذن الله- قال تعالى: ﴿ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة : 186 ]. ويقول سبحانه ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر : 60 ]. فأكثري من الدعاء لنفسك، ومع والدعاء سيتغيَّر الحال -بإذن الله- إلى الأحسن. – وعليك بكثرة الاستغفار، و الصَّلاة على النَّبي -صلى الله عليه وسلَّم- فهما من أسباب تفريج الهموم، و أكثري من تلاوة القرآن الكريم، وحافظي على أذكار اليوم والليلة، ليطمئن قلبك . نسأل الله تبارك وتعالى لك التَّوفيق و السَّداد، و نسألُه سُبحانه وتعالى أنْ يسهِّل أمركِ و يُسعدَك، و يوفقَك، و يدُلك على طريق الخير، و السَّعادة، والله الهادي إلى سواء السبيل .
_____________________
بواسطة :
المستشار /عبدالله بن عبدالعزيز حمد الخالدي
_____________________
رابط الموضوع: