♦ الملخص:
امرأة تزوجت بعد توبتها من التبرج من رجل على خُلُق ودين، يعاملها كأحسن ما يعامل الرجال النساء، غير أنها زوجة ثانية، وأصبحت تنتابها وساوس بكونها ظالمة لزوجته الأولى، وأصابتها الغَيرة، وتريد خلاصًا من ذلك، وتسأل: ما الحل؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كنت دائمًا وأبدًا أدعو الله عز وجل أن يرزقني زوجًا صالحًا يعينني على أمر ديني ودنياي، وبالفعل تقدم لي رجلٌ لا أزكيه على الله؛ فهو ليس غضوبًا، وقد شجَّعني لحفظ القرآن ويدعمني كي أُطوِّرَ من نفسي، وعلى الرغم من كَونه متزوجًا، وبرغم أنني كنت دائمًا لا أؤيد فكرة أن أكون زوجة ثانية، فقد وافقت بعد أن استخرت الله كثيرًا، إضافة إلى أنني وجدت أن السعادة والاستقرار ليس في كوني زوجة وحيدة، والواقع يشهد بذلك، على أنني بدأت تنتابني وساوس تتعلق بكوني الزوجة الثانية، فأنا أشعر بتأنيب الضمير تجاه زوجته الأولى، وأرى نفسي ظالمة، كما أنه أصابتني الغيرة، وأحاول أن أُحاربها بذكر الله تعالى وأتمنى أن تحبني، لكني عندما أقرأ تجارب الناس، ينتابني الخوف، فأفكِّر في الطلاق، أرى أن هذه الوساوس من الشيطان، أفيدوني ماذا أفعل كي أتغلب على هذه الوساوس والغيرة؟ وكيف أكون زوجة صالحة، ويكون زواجي ناجحًا؟
تنبيه: بعد توبتي من التبرج امتنعت عن مخالطة الرجال، ولم أرتبط برجلٍ في حياتي، حتى وقت أن كنت متبرجة، وكان زوجي أول من تقدَّم لي.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
1- فيبدو لي أنه ليس عندكِ سوى وساوس غَيْرَةٍ؛ بسبب كونك زوجة ثانية، وتأتيكِ وساوس من خشيتكِ من محبة زوجكِ لزوجته الأولى أكثر منكِ.
2- وهذه الوساوس عادة قد تأتي لكلٍّ من الزوجتين.
3- ولكن ينبغي للزوجة العاقلة ألَّا تلتفتَ لها، وأن تركز على حُسنِ خُلُقِها مع زوجها.
4- وبهذا الخُلُقِ تكسب قلبه ورضاه.
5- وعليها مَلءُ الفراغ لديها بما يُقرِّبها لله سبحانه؛ من صلاة، وتلاوة للقرآن، وذكرٍ لله سبحانه، وعلم نافعٍ، ومجالسة للصالحات.
6- أما إذا بقي عندها وقتُ فراغٍ كثير، فربما صارت فريسة للوساوس والمكايد الشيطانية، التي تُشَتِّتُ ذهنها، وتُشوِّش على عباداتها.
7- واحذري من كيد بعض النساء صُويحبات يوسف، فربما أشغَلْنَكِ بكلام باطل يُوغِر صدركِ على زوجكِ، وعلى زوجته.
8- وأوصيكِ بكثرة الدعاء بصرف هذه الوساوس عنكِ، وبإعانتكِ على حُسْنِ العِشرة مع زوجكِ، ومع زوجته.
9- ذكرتِ أنه استقر قراره على أن تكون زوجته الأولى معه في بلده التي يعمَل فيها، وأنت تبقين في بلدك، فكيف سيعدل بينكما في المبيت؟ وكيف ستجد كل واحدة منكما السَّكَنَ والمودة، والرحمة والاستعفاف، وهو بعيد عن كل واحدة مدة طويلة؟ لذا فإن تيسَّر له جمعكما في مدينة واحدة، فهذا أفضل لكم جميعًا، وأبْرَأُ لذِمَّتِهِ.
10- وأخيرًا أقول: احمَدي ربكِ أن رزقكِ زوجًا صالحًا ذا خُلُقٍ ودين، واجتهدي ألَّا تضايقيه بمطالبات ومجادلات عقيمة، تُمليها عليك الغيرة الشديدة وسوء الظن، فكم من زوجة فقدت زوجها بسبب قذف التُّهم، ورفع الصوت بالباطل!
حفظكِ الله، ووفَّقكما لكل خير، وأعاذكِ من نزغات شياطين الإنس والجن، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
_______________________
بواسطة:الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
Leave a Reply