أخبرتني سيدة فاضلة؛ أنها قبلت الزواج من زوجها المدخِّن لحسن خلقه؛ أملا في أن يتوقف عن التدخين.
بدأ بالمحاولة؛ ثم وعدها أنه سيدخن فقط خارج البيت؛ مراعاة لشعورها لأنها تكره رائحة الدخان، بعد هذا بدأ يدخن في البلكونة فقط؛ ثم في غرفة المعيشة؛ ثم في كل مكان في البيت؛ ما عدا غرفة النوم ثم: ”مش مهم هي خالص؛ وبيدخن براحته”. هي نظيفة جدا جدا؛ لا تستط؛يع مضايقته لكنها تتضرر من رائحته، تفتح النوافذ؛ تشعل أعواد البخور؛ تنشر العطر ولافائدة.
تخيلوا أن يقترب منها ليحتضنها ويسلم عليها وهي تتألم من رائحته.
لماذا نطالب الزوجة أن تغير ملابسها بعد الطبخ حتى لا يشم رائحة البصل؛ ولا نطالب الزوج المدخن أن يتوقف لأن رائحته أسوأ من رائحة البصل؟! لماذا نذكرها مرارا بالتعطر؛ وهناك أزواج يدخلون البيت تفوح منهم رائحة العرق؟ هي كائن حي له أنف يشم به؛ تعطر لزوجتك.
تقول أخرى أن زوجها لا يهتم بملابسه”مبهدل”؛ تم نصحها أن تشتري له هي ملابس وتساعده وتحضر العطر وترش عليه. قالت: لا أريد أن أضايقه وادخل محل لبيع ملابس الرجال فيتضايق. “وبيني وبينكم عندها حق المفروض تيجي منه مش منها”.
لماذا نطالب الزوجة بإرتداء فستان أنيق؛ وزوجها يجلس أمامها بأسوأ صورة؟!
هي كائن حي يرى بعينين؛ تزيَّن لها بملابسك.
نطالبها أن تمشط شعرها وتستيقظ قبله؛ لتسره إذا نظر؛ وهو يستيقظ قادما من أدغال إفريقيا منكوش الشعر!
ضعي أحمر الشفاه وهو لا يغسل أسنانه!
أنت سمينة جدا….وهو أضعافها وزنا.
توقفي عن متابعة برامج المرأة والأزياء؛ وهو يتابع كأس العالم لساعات طويلة ويؤخر الصلاة!
لا بد أن تصبري عليه عندما يغضب؛ وهو لا!
لا بد ألاّ تردي على إساءته؛ وهو لا!
لابد أن نتوقف على توجيه أصابع اللوم لها فقط؛ هي ليست حيوانا أليفا يأكل ويشرب ويركض في البيت؛
(واسكتي واحمدي ربنا على النعمة اللي انت فيها)
لها حق أن تستمتع بزوجها الجميل؛ النظيف؛ الطيب الرائحة؛ وإلاّ فلم تزوجته هي؛ وكيف ستغض بصرها به؟
تزيَّن لزوجتك؛ تعطَّر؛ استخدم السواك كما كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يفعل؛ ضع دائما في جيب قميصك حبات النعناع أو القرنفل؛ ضع في سيارتك زجاجة عطر؛ مشط شعرك عندما تستيقظ؛ كن أنيقا؛ كن لها كما تحب أن تكون لك، {وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ} [البقرة: من الآية 288].
Leave a Reply