الأصل أن تكون العلاقة بين الزوجين مبنية على الود والحب، لقول الله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ (سورة الروم آية 21) .
لكن النفوس البشرية ليست ذات طبيعة واحدة متآلفة، فقد ينشأ من اختلاف الطبائع المشاكل الزوجية ويمكن أن تتخلل أي علاقة زوجية مهما كانت سعيدة، لكن الخلافات بين الأزواج تختلف من حيث عمقها وطريقة التعامل معها بحيث إن بعضها يمكن أن يتم حله بشكل سريع ودون أي تبعات بينما إذا تم تضخيم المشكلة فإنها قد تتعقد وتصبح عملية صعبة الحل.
إن بعض الأزواج هداهم الله يتصيدون الأخطاء… ولا يتجاوزون عن الهفوات… ولا يقبلون العثرات… فتجدهم يشعلون البيت نارا، ويبدلون هدوءه ضجيجا، وبسماته دموعا، وكلماته الرقيقة سبابا وشتائم.
لا شك أن الكلمات الحادة والعبارات العنيفة، لها صدى يتردد باستمرار حتى بعد انتهاء الخلاف، علاوة على الصدمات والجروح العاطفية التي تتراكم في النفوس.
كثيرا ما تلجأ المرأة إلى الصمت والسكوت على الخلاف وهو حل سلبي، لأن كبت المشاكل في الصدور بداية العقد النفسية وضيق الصدر والاكتئاب. ويسبب لها الكثير من الإرباك والقلق والانزعاج وخاصة إذا كانت المرأة ذات طبيعة حساسة.
المشاكل الزوجية تؤثر على المرأة أكثر من الرجل بسبب تعقيد النظام الهرموني في جسدها، ولذلك يوصي العلماء بضرورة الاهتمام بالمرأة، وهذا ما ذكره الله تعالى في كتابه: قال تعالى: â هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ á (سورة البقرة آية 187) ، وقال تعالى: â وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ á (سورة النساء آية 19)، وهذا ما أوصى به الرسول – صلى الله عليه وسلم -: ) خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله ( .
إن النساء أكثر عرضة للضرر والأذى البدني بسبب ضغوط الزواج وأعباء العلاقات الزوجية وتوتراتها. فإن النساء في منتصف العمر، وليس الرجال أكثر عرضة للإصابة بالمشاكل الصحية المرتبطة بالتعاسة الزوجية، مثل ارتفاع ضغط الدم والدهون الزائدة حول البطن، وغيرها من العوامل التي تعزز مخاطر الأزمات القلبية والسكري.
تبين لعلماء النفس أن الزوجات في الزيجات المتوترة يصبحن أكثر عرضة لعوارض صحية خطيرة مثل أمراض القلب والجلطات الدماغية والسكري. وفي المقابل تبين للباحثين أن الرجال في نفس العلاقة يتمتعون بمناعة أكبر وهم أقل انكشافا أمام عوارض صحيَّة مماثلة، ولكن كثرة الجدل والخلاف والغضب قد يتحول إلى عوارض صحية بدنية ونفسية سيئة للجنسين، ولذلك يحاول علماء الاجتماع وعلماء النفس أن يقدموا النصائح للرجال بأن يهتموا أكثر بالنساء، وذلك من أجل حياة زوجية سعيدة وأكثر صحة.
أمر النبي صلى الله عليه وسلم الرجال أن يهتموا بالنساء ويستوصوا بهن خيرا قال عليه الصلاة والسلام: ) استوصوا بالنساء خيرا ( ، لأنه يعلم أن المرأة أضعف من الرجل، وبالتالي تحتاج لاهتمام ورعاية أكبر. ونقول: أليس هذا ما يقوله العلماء اليوم؟!
يحدث للمرأة أثناء فترة الحيض تغيرات جسمية ونفسية، مما يكون له أبلغ الأثر في تصرفاتها وسلوكها، وقد يصدر منها بعض الأفعال وردود الأفعال التي لا ترضى عنها حين تطهر من حيضها.
وعلى الزوج أن ينتبه لهذا الأمر ويضعه بحسبانه، فيعامل زوجته برفق ولين في هذه الفترة أكثر من أي فترة أخرى، ويتحمل بعض تصرفاتها التي يأباها، حتى تمر هذه الفترة من الشهر بسلام وهدوء.
عزيزتي الزوجة: قال – سبحانه وتعالى -: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ (سورة البقرة آية 155 – 157 ) ، فكلما سمعت من زوجك ما آلمك وأحزنك، وكلما وجدت إعراضا وصدودا، وكلما ضاقت عليك الدنيا من شدة زوجك وقسوته اذهبي إلى الله سبحانه وتعالى واصبري وادعي بمثل هذه الكلمات: (اللهم إني أحبك، وأحب أن أقوم بكل عمل يرضيك، وأنا أعلم أن صبري على زوجي يرضيك عني، اللهم ألهمني حسن الصبر عليه، وامنحني طاقة أكبر على احتماله، وأعني على مقابلة إساءته بالإحسان إليه… اللهم لا تحرمني الأجر على هذا الصبر، وأجزل لي ثوابك عليه، وابن لي عندك بيتا في الجنة) .
عزيزي الزوج: من أعظم ما يثير غضب المرأة ويجعلها تصدر تصرفات لاعقلانية استشعارها بإذلال زوجها لها، فمن أراد الحد من مشاكله الزوجية فليلتزم عدم إشعار زوجته بأنها مهانة لديه بل يشعرها بأنها معززة مكرمة… فهي محبوبته وقرة عينه وهي أنيسته في حياته ورفيقته في دربه.
وعلى الزوج أن يعامل زوجته بقلبه وليس بعقله، إذ إنه لو عاملها بعقله لأتعبها وأتعب نفسه فالقلب منبع العاطفة وهي الرباط الأقوى بين الرجل والمرأة، والمحبة والعطف والمودة جميعها ينبوعها القلب، وعلى المرأة أن تعرف مكانها من زوجها فتتقرب إليه من خلال أحاسيسه ومشاعره القلبية وقد أوصى الرسول – صلى الله عليه وسلم -: ) ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم ( ، ) استحللتم فروجهن بكلمة الله وسنة رسوله ( ، ) لا تضربوا الوجه ولا تقبحوه.
Leave a Reply