الأزواج السعداء في العالم لا يتعدون 20%.. على من تقع المسؤولية؟

أثبتت إحصائية عالمية أن نسبة الأزواج السعداء في العالم لا تتعدى 20%، وتؤكد هذه الإحصائية أن التعاسة والشقاق والخلافات تخيّم على الحياة الزوجية بنسب عالية؛ فمن يتحمل مسؤولية هذا الجو الكئيب المشحون: المرأة أم الرجل أم العصر الحديث بمفاهيمه الجديدة وأوضاعه المستحدثة؟

 

 

(اليوم) كان لها حوار حول الموضوع مع أستاذ الطب النفسي الدكتور يسري عبد المحسن، الذي يقول إن هناك أسبابًا عديدة وراء تحطيم الحياة الزوجية وسعادتها؛ منها:

 

 

أولا: الرتابة والتعود والملل. فعندما يحس الزوج أن زوجته عادية وأن وجهها ككل الوجوه فإنه يحس أنه لا أمل في الحياة؛ ولا شيء يقضي على ذلك إلا التغيير والتبديل. فيجب أن تغيّر زوجتك، وليس معنى ذلك أن تتزوج عليها؛ بل أن تجعل من زوجتك شيئًا آخر: أن تجعلها تغير من شكلها باستمرار، أن تراها في أماكن أخرى؛ مثلًا اخرج إلى الشارع معها للنزهة، أو اذهبا معًا إلى مكان مميز خارج البيت ولو على الشاطئ أو حتى فوق سطح البيت؛ لأنه إذا خرج الملل والرتابة من حياتكما فستدخل السعادة وسيعم الحب من جديد.

والزوج أكثر عرضة لتلك المشاعر من المرأة؛ لذلك تقع على المرأة المسؤولية؛ باعتبارها (دينامو) الحياة الزوجية وهي المسؤولة عن خلق جو ومناخ متجددين دائمًا في مظهرها وفي نظام الحياة الزوجية.

وفي المقابل، على الرجل أيضًا أن يراعي زوجته ويعذرها؛ فالمرأة في عصرنا هذا تتحمل كثيرًا من الضغوط النفسية والعصبية داخل البيت وخارجه، وهكذا فإن طريق السعادة الزوجية يجب أن تتخلله التضحيات وتستطيع أي زوجة وأي زوج أن يزرعا السعادة في طريقهما إذا لم يترفع كل منهما عن تقديم التضحية.

 

 

ثانيًا: العناد والتحدث آفة الحياة الزوجية والسوس المدمر لها؛ فلا داعي للصراع والنزاع وكأن الأمر أشبه بحرب مأساوية.

وأنصح كل زوج وزوجة بالتفاهم والإنصات جيدًا، أما أن يستعرض الزوج مهارته وقدرته وقوته في النقاش ليعلن في النهاية انتصاره فذلك قد يدفع الزوجة إلى الانطواء على نفسها والانسحاب من الحياة العاطفية؛ مما يهدم العلاقة ويعكر صفو الحياة الزوجية. فمحاولة تحقيق الانتصار، سواء من قبل الرجل أو المرأة، تحيل علاقة الحب والتآلف إلى (حلبة استعراض قوة).

 

 

 

 

المودة والرحمة

ويقول الدكتور عبد المحسن: الزواج في مجتمعنا الشرقي يعني الارتباط بشخصية على أساس السكينة والمودة والرحمة بهدف تكوين أسرة وبناء حياة سعيدة، والزواج في مجتمعنا الشرقي أيضًا هو علاقة مقدسة جادة يقبل عليها الطرفان سعيًا وراء الاستقرار النفسي والعاطفي والراحة؛ ويحاول بالتالي كل طرف بذْل جهد وتقديم التضحيات كافة لتحقيق هذا الاستقرار وإنجاح هذه العلاقة.

ورغم كل ذلك لا يزال الكثير من الأزواج والزوجات يشكون من أن الزواج صدمهم ولم يحقق لهم السعادة التي كانوا يحلمون بها؛ فطائفة من المتزوجين يشكون أنهم بعد فترة من الزواج لم يحدث التقارب والاندماج والتجانس الذي كانوا يأملونه، وطائفة أخرى يشكون من الروتين الذي أصاب حياتهم الزوجية ويكاد يحطمها، وحتى أولئك الذين تزوجوا بعد قصة حب -طالت أم قصرت قبل الزواج- لم يسلموا من المعاناة بعده.

فيقول أحد الأزواج إنه كافح لأجل أن يتزوج من فتاة أحلامه التي أحبها، فتزوجها ولم يرتح معها؛ فمع مرور السنوات تحولت فتاته وزوجته إلى امرأة أخرى غير تلك التي اختارها وارتبط بها، وتجيء نفس الشكوى على لسان الزوجة أيضًا، وعندما يصطدم الزوجان يصبح أمامهما أحد الخيارين: إما الانفصال بالطلاق أو الاستسلام لحياة تعيسة ومملة؛ حتى لا تنهار الأسرة بالطلاق، والسبب بالتأكيد هو تجسيم الآمال والأحلام في كل طرف للآخر حتى تتكشف الحقائق مع المشاكل.

والحقيقة أنه لا يوجد إنسان يخلو من العيوب، ولكن المشكلة أن المبالغة في الخيالات والأحلام تجعلنا لا نرى هذه العيوب ولا نتوقعها قبل الزواج، ثم نكتشف وجود فجوة كبيرة بين ما كنا نحلم به وبين الواقع الذي فرض نفسه علينا؛ مما يؤدي إلى الإحساس بالتباعد والغربة بين الزوجين.

 

 

 

 

مراجعة النفس

وهنا ينصح الدكتور يسري عبد المحسن الزوجين بضرورة مراجعة نفسيهما بين الحين والآخر، ومحاولة تقديم كشف حساب للآخر بما يضايقه وبما يساعده؛ حتى يتم القضاء على الثغرات وعلى أي مشكلة حتى ولو كانت تافهة وبسيطة؛ لأنها مع مرور الوقت قد تتحول إلى كارثة!

وكذلك محاولة تقديم الأعذار لكل طرف والتسامح مع الأخطاء مع البعد عن تجسيمها، والتضحية والتركيز على المحاسن والمميزات أكثر من الأخطاء والعيوب.

وأخيرًا، ما أجمل الحب والصراحة حينما يكونان دستورًا للحياة الزوجية!

 

 

المصدر

الماضي العاطفي سبب 70 بالمائة من حالات الطلاق

اليوم- الدمام

 

 

 

مواصفات شريك العمر تختلف من فتاة لأخرى؛ لذلك ينصحك علماء الطب النفسي بالابتعاد عن الزوج الأكبر سنًا، وأن تشاركي الأهل في الاختيار ويحذرونك من صاحب الخبرات السابقة «الدنجوان»، وقبل كل هذا وذاك احرصي على أن تختاري منشأ أسرة الزوج بدقة والمتكافئ معك، وتأكدي من أن الحب من أول نظرة ليس حبًا حقيقيًا؛ هذا ما أكده خبراء النفس.

 

يقول الدكتور محمد المهدي، رئيس قسم الطب النفسي بطب الأزهر، إنه لا بد أن تتمهل الفتاة في اختيار شريك الحياة من حيث شخصية الشاب وصفاته ومسكن الزوجية؛ حتى عائلة الزوج لا بد أن تتحرى الدقة قبل الارتباط.

 

 

وقدّم الدكتور المهدي عدة نصائح للمقبلة على الزواج، وهي أنه من حقها شرعًا رؤية الشاب المتقدم لها ومشاركة الأهل في الاختيار وعدم الانصياع للآراء التي تفضل أن يتم اللقاء خارج المنزل قبل التقدم للأهل؛ لأن ذلك غير شرعي، وأكد أن الفارق في السن بين الأزواج الأمثل والأفضل أن يكون بين 3 سنوات و7، وألا يزيد على 10 سنوات، ولا يفضّل أن تكون المرأة أكبر سنًا من الزوج أو يكون الزوج أكبر بكثير منها؛ وذلك يرجع إلى اختلاف الأجيال والأفكار والأذواق، مما ينشأ عنه مشاكل قد تنتهي بالانفصال أو الطلاق في مرحلة حديثة من الزواج، والخطر الأكبر أن يكون هناك أطفال.

 

 

أنماط

وصنّف الدكتور المهدي الزوجات إلى ثلاثة أنماط:

  1. الزوجة الأكبر سنًا من الزوج (التي تمارس معه دور الأم)

  2. والزوجة الأقل سنا منه بكثير (التي تعتبر في سن الابنة، ويكون الزوج زوجًا وأبًا)

  3. والزوجة الصديقة (وهي القريبة في السن أو المتساوية مع الزوج؛ ويكونان أكثر تفاهمًا في حياتهما.

وأشار إلى أن هناك بعض الشباب يفضّلون الزوجة الكبيرة سنًا؛ لفقدهم الحنان في صغرهم أو ارتباطهم الزائد بأمهاتهم وماتت، فيبحث عنها في زوجة تمارس عليه دور الأم من حيث الرعاية والحنان، وهناك من الفتيات من يفضلن الزوج الأكبر سنًا؛ فتكون زوجة وابنة لحرمانها من الأب في الصغر، فتبحث عن الحنان في هذا الزوج، والبعض يفضل الزوجة الصديقة للتقارب العمري بينهما.

 

وأوضح أنه لا بد أن يكون هناك تكافؤ بين الطرفين من الناحيتين الاجتماعية والمادية حتى تنجح الزيجة، وهناك اعتقاد خاطئ لدى الكثير من الأسر والبنات عند اختيار الزوج أنهم يختارونه لشخصه وليس لأسرته؛ لكن لا بد أن يشمل الاختيار نشأة الأسرة؛ لضمان نشأة الزوج أو الزوجة في جو أسري يقدس الحياة الزوجية ويحترم فيها الزوجُ الزوجةَ.

 

 

حرية

ويحذر الدكتور أنس قاسم، رئيس قسم العلوم النفسية برياض الأطفال بجامعة القاهرة، من الحب من أول نظرة؛ لأنه ليس أساسًا جيدًا لبناء حياة زوجية قوية؛ لأنه ليس حبًا، بل يطلق عليه “إعجاب” أو “شغف” يزول مع الأيام بعد انكشاف كل منهما أمام الآخر، وينصح الآباء والأمهات بأن يتركوا حرية الاختيار للابنة؛ حتى ولو كان ضد رغبتهما، ويتركوها تخوض التجربة؛ وإلا دخلت في طريق العناد معهما فتفشل الزيجة ويكون الآباء والأمهات «الشماعة» التي تعلق عليها الفتاة أسباب فشل الزيجة.

 

 

ويشير إلى أن أحدث الدراسات أثبتت أن 70% من حالات الطلاق بين الذين كانوا على علاقات عاطفية سابقة مع فتاة أخرى قبل الارتباط. فهناك اعتقاد خاطئ لدى الفتيات بأن الشاب صاحب التجارب العاطفية السابقة يكون ملمًا أكثر بأمور كثيرة عن المرأة؛ مما يساعد على إسعادها بعد الزواج، لكن هذا مفهوم خاطئ؛ لأنه مع بداية الارتباط تكثر المقارنات عن الخطيبة السابقة حتى ولو كانت في صالح الحالية؛ فتنشأ مشاكل كثيرة تؤدي إلى الانفصال.

 

 

ويفضل ألا تكون هناك خبرات سابقة للطرفين؛ حتى يتقبل كل منهما الآخر بعيوبه وميزاته، وأكد أن الفتاة عليها التأكد من أنه ليس في استطاعتها تغيير صفات الزوج الجوهرية بعد الزواج؛ فصفاته وعاداته نفسها قبل الزواج هي بعد الزواج، وعلى الرغم من ذلك ربما يكون اختلاف الطباع بين الزوجين في حد ذاته تكاملًا بينهما بشرط أن يكون هناك توافق نفسي بينهما، وقال إن الحب من طرف واحد غير منطقي وخال من التناغم والتواصل الموجود في الحب الحقيقي؛ بل ويطلق عليه «افتتان» وليس حبًا.

 

 

أنواع

وأضاف الدكتور أبو المجد عبد الرحيم، وكيل كلية رياض الأطفال، أن هناك أنواعًا من الأزواج:

  1. الزوج العاطفي (الذي يعيش دائمًا في حالة من الرومانسية والحب ويغلب عاطفته على عقله)،

  2. الزوج العقلاني (الذي يختار الزوجة بعقله، ويبني حياته الزوجية بعد تفكير عميق)،

  3. الزوج الاجتماعي (الذي يتسم بشخصية مرحة محبوبة بين الناس ويقيم علاقات مجتمعية أكثر)،

  4. عكس الزوج الهروبي غير المستقر (الذي يهرب دائمًا من المسؤولية تجاه زوجته وأسرته ومجتمعه)،

  5. الزوج الديني (الذي يأخذ التدين مقياسًا وحيدًا لنجاح الزوجة)،

ويشير إلى أن الفتاة عليها اختيار ما يتلاءم مع شخصيتها ومجتمعها وأسرتها.

الزوجة الثانية عصا لتأديب الأولى!

أحمد العطافي ـ الدمام

 

 

 

تعدد الزوجات يحفظ النساء ويحميهن ويكسوهن أرجح وزنًا من البقاء، وتعدد الزوجات تجيزه الشريعة السمحاء بشروط محدودة؛ ولكن هناك حاجة إلى إجراء تغييرات لتسهيل علاقة زواج ونظام أسري أكثر تحضرًا في الأمة الإسلامية، والإسلام لم يأمر بالتعدد على سبيل الوجوب؛ وإنما رخّص فيه وقيّده وحدد العدد بأربع نسوة فقط، ولما حدد الله التعدد بأربع لم يوجبه على عباده؛ بل أباحه بشروطه من العدل والاستطاعة؛ وإذا لم يكتف الرجل بزوجة واحدة إذا كانت زوجته لا تنجب أو غير ذلك فإن الإسلام أوجد له مخرجًا وفتح له آفاقًا فله أن يتزوج بزوجة أخرى.

 

فمن المعلوم أن النساء أكثر من الرجال؛ حيث إن الحروب والحوادث بأنواعها طحنت وما زالت تطحن الكثير من الرجال، فتترمل النساء، ولسان حال كثيرات ممن فاتهن قطار الزواج ونعق الشيب بمفارق رؤوسهن يقلن مرحبًا بزوج أيًا كان.

 

 

 

 

يقول المتخصص الاجتماعي فهد بن محمد الياسري إن قضية تعدد الزوجات ربما تكون حلًا من الحلول للقضاء على ظاهرة العنوسة، وكذلك تحدّ من انحراف الرجل؛ فهو باب واسع للمواساة في الإسلام، وفيه حكمة بالغة في مشروعيته وإن غضبت النساء أو زمجر أعداء دين الله، ويتساءل الياسري: أليست المرأة يسوؤها أن تبقى ويشق عليها أن تظل أرملة، ولكن عاطفتها تسبق عقلها في كثير من الأحيان، والإنصاف عزيز؛ فما دام الأمر كذلك إذا ترملت أو طلقت فلماذا لا ترضى بالتعدد كحل لمشكلة اجتماعية قد تقع فيها المرأة يومًا من الأيام وقد تكون ضحيتها وما مصيرها إذا مات زوجها أو قتل؟

 

 

 

وتوضح متخصصة طب الأسرة والمجتمع أمل العبدلي أن نسبة النساء أعلى من الرجال، وسيأتي زمان يصبح الرجل في مقابل خمسين امرأة، ورد ذلك في العديد من الأحاديث الشريفة، وتغضب أمل النساء بقولها إنه يحق للرجل التعدد؛ لا سيما في زماننا هذا وبالطريقة التي بات الرجال يتبعونها، فلا ترى المرأة إلا وأن أصبحت الزوجة الأخرى، ويقال إن الرجل اشتهى أخرى. ومن جهة أخرى، تعاتب الرجال وتتساءل: إذا كان الأمر كذلك، إذن أين غض البصر؟ وأين واجب الزوج في أن يقضي شهواته في بيته حتى وإن غلب الأمر عليه أن يعود إلى بيته وأم أولاده؟ وتتأسف أمل على الكثير من الرجال بقولها إن هناك من الرجال يتزوج بأخرى ليؤدب الأولى إذا صارت الثانية عصا والبعض يتزوج ليتباهى بذلك لغاية في داخله.

 

 

 

 

تقصير وإهمال

ويقول الشيخ محمد بن إبراهيم الرمضان يجب على من أراد التعدد أن يحسن النية في هذا الزواج، سواء كانت الثانية أو الثالثة أو الرابعة، بأن يكون قصده إعفاف نفسه وإعفاف زوجاته، وكذلك تكثير أمة محمد صلى الله عليه وسلم القائل: “تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة”؛ فلا ينبغي للمرأة أن تقيم الدنيا وتقعدها على زوجها، وإنما عليها بالصبر والاحتساب؛ لأن الزوج لم يرتكب أمرًا محرمًا، بل مارس حقًا من حقوقه المشروعة.

ويضيف فضيلته: على الزوج أن يعدّل بين زوجاته في النفقة والمبيت، ويختتم حديثه بقوله: لا يتزوج الرجل على زوجته إلا إذا كان هناك تقصير وإهمال من الزوجة، والذي كان ينبغي أن توازن الأمور فلا تهمل نفسها وزوجها وكذلك أطفالها؛ فتعطي كل ذي حق حقه.

العلاقة الزوجية.. خيط مشدود بين الزوجين

الدمام ـ متعب عزيز

 

 

لا نعتقد أن الحياة الزوجية خالية من المشاكل، ويبدو ذلك ناتجًا من اختلاف العادات والطبائع بين الزوجين، وقد يكون ذلك في بداية الزواج. فالرجل قد تكون له طباعه وعاداته التي أخفاها أثناء فترة الخطوبة من أجل التودد إلى زوجة المستقبل، وكذلك الخطيبة تبذل جهدًا خارقًا لإغراق الحبيب في الحب، ولكن ما إن يتم الزواج حتى تبدأ الخلافات؛ لعدم تفهم كليهما موقف الآخر.

ولأن الزوج غالبًا ما يكون واضحًا في سلوكياته وعاداته بعد الزواج، ومن خلال هذا الاستطلاع الذي قامت به (اليوم) يمكن التعرف على كيفية مواجهة الزوجة هذه السلوكيات؛ حيث تؤكد السيدة (أماني) أن العادات غير السوية دائمًا تسبب مشكلة للزوجة، وترى من وجهة نظرها أن تكون هناك مصارحة حقيقية حتى يعدّل من سلوكه وتصرفاته، وأن على الزوجة ألا تيأس بلفت انتباهه مرة ومرتين وثلاثًا، وتؤكد أنه إذا لم يعدل من سلوكه تقوم بتقليده؛ ليشعر ويشاهد ماذا يفعل، مما يجعله يعزف عن ذلك السلوك.

 

 

 

 

عدم الاحترام

أما (نجوى صالح) فترى أن السلوك غير السوي من الرجل تجاه زوجته يجعلها تشعر بعدم الاحترام والتقدير؛ فالرجل حينما ينصرف لقراءة مجلة مثلًا أو مشاهدة تليفزيون دون احترام لحديث المرأة فهذا يجعلها تشعر بأنها بلا قيمة.

إذ يرى بعض رجالنا أن هذا التصرف نوع من الرجولة؛ لذلك لا بد أن يسود الحياة الزوجية الحوارُ بين الزوجين لكي تظل الحياة بينهما دافئة.

 

 

 

 

إيجابيات وسلبيات

أما (نهى) فتؤكد أن الإنسان ليس مخلوقًا كاملًا في أوصافه؛ لذلك يجب أن يعلم كل منا أن لكل شخص إيجابيات وسلبيات، وعلينا أن نفرق بين الشيء المقبول وغير المقبول؛ ولكن يبدو أن مواجهة العادات السيئة لدى الزوج تخلق كثيرًا من القلاقل بسبب إصرار الزوج على سلوكه وعدم تراجعه عن قراره الخاطئ، ويبتعد عن الزوجة وينفذ كل ما يشاء، وعندما تبدي الزوجة اعتراضها تكون علاقاتهما الزوجية مهددة، إذًا نحن ما زلنا في حاجة إلى المصارحة والصدق في العلاقة الزوجية، وأن تكون هناك مراعاة لبيئة الزوجين التي أتيا منها؛ لأنها بلا شك لها تأثير على السلوكيات والعادات.

 

 

 

 

وبعد التعرف على آراء بعض السيدات كان لا بد من التعرف على آراء بعض المتخصصين في علم النفس لنستخلص هذا الأمر من ناحية علمية.

 

 

 

يقول أحد أطباء الصحة النفسية إنه لا بد للزوجين أن يعلما علم اليقين أنهما سيواجهان عدة مشاكل في بداية حياتهما الزوجية بسبب اختلاف البيئة وطريقة التربية؛ لذلك فإن هذه الفترة الأولى تتطلب أن يتحمل كل منهما الآخر، بحيث يعدل كل طرف من سلوكه وعاداته حتى يبدو سويًا أمام الطرف الآخر؛ وذلك من خلال التودد، وليس التسلط وفرض الآراء من الرجل، وعلى الزوجة أن تكون قدوة وأن تعدّل من طباعها التي قد ترضي الزوج.

 

 

 

ويقول أحد الاستشاريين للأمراض النفسية والاجتماعية إن ما يحدث من مشاكل بين الزوجين، خاصة في بداية الزواج، سببه السلوكيات غير السوية للزوج؛ نسبة إلى سرعة الغضب وشدته واللامبالاة وممارسة أسلوب التسلط مع زوجته وعدم فتح مجال للحوار معها؛ ولكن يجب كذلك على الزوجة أن تكون مرآة لزوجها، وأن تحافظ على واجباتها دون الإخلال بها مهما كانت سلوكيات الزوج. وعليها أن تلتزم التأني والتروي؛ لأن هذا يعتبر مفتاح السعادة، وعلى الزوجة كذلك أن تكون في كامل أنوثتها حتى تكون قادرة على تحريك مشاعر الزوج.

مقوّمات نجاح الحياة الزوجية

سعادة رئيس التحرير، نقرأ كثيرًا عن مشاكل الحياة الزوجية وتعقّد الحياة؛ مما دفعنا إلى كتابة هذا الموضوع:

 

 

النجاحات والانتكاسات في الحياة الزوجية لها مسببات وظروف ومشاكل وتسامح وخصام، وإخلاص وخيانة. وفي زحمة متطلبات الحياة واتساع حاجاتها وتباينها وتعقد العلاقات الإنسانية وتشابكها؛ مما يوثر وبشكل واضح على العلاقات الزوجية، لدرجة أنه غالبًا ما يتبادر إلى أذهاننا مفهوم السعادة الزوجية الذي نحلم به ونقرأ عنه في الروايات والأفلام الرومانسية الذي أصبح مفهومًا بعيدًا كل البعد عن الواقع.

 

 

والسؤال الذي نرغب أن نطرحه على القراء من الجنسين: ما مقوّمات نجاح الحياة الزوجية؟ ولتوضيح المقومات المطلوبة لا بد وأن نستعين ببعض المتزوجين، الناجحين منهم والفاشلين؛ لمعرفة أسباب النجاح وأسباب الفشل.

 

 

 

في البدء، نتوقف عند مفهوم الحد الفاصل بين الزوج والزوجة، وهذا ما يسمى عادة “أرفع الكلفة”، ولكي أصل إلى تصوّر محدد لهذا المفهوم طرحت السؤال التالي على عدد من الأزواج والزوجات؛ في محاولة للبحث عن قاعدة متينة للحياة الزوجية. يقول السؤال: هل من المفروض أن ترفع الكلفة تمامًا بين الزوجين أم من الافضل أن تبقى قائمة؟ ولماذا؟

 

واخترت مجموعة من المتزوجين للإجابة عن هذا السؤال، وكانت الأجوبة طبعًا متباينة؛ بعضهم خبر الحياة الزوجية منذ سنين طويلة ما يسمح له بإجابة موضوعية، والبعض ما زال يعيش السنين الأولى من الزواج لكن لديه فكرة أو تصورًا معقولًا عن الموضوع، وكان طبيعيًا أن تتباين وجهات النظر بعض الشيء؛ ولكن الأكثرية تعتقد أنه يجب ألا ترفع الكلفة بين الزوجين بشكل كامل؛ حتى لا تزول الحدود بينهما ويطغى أحدهما على الآخر.

أي إن التباين كان حول حدود الانفتاح وسماكة الحاجز الذي يجب أن يبقى بين الزوجين؛ لأن رفع الكلفة بشكل كامل يؤدي إلى عدم مراعاة مشاعر الطرف الآخر، وينعكس أثر ذلك بشكل خاص على النواحي النفسية. وحول سماكة الحاجز بين الزوجين تحدثنا إحدى السيدات قائلة: لم تعد العادات القديمة مقبولة في عصرنا؛ مثلًا لم تعد الزوجة تقبل أن تغسل أرجل زوجها أو أن يتقدمها في السير أو يتحدث عن كل شيء في البيت قبلها، أو أن يتقدمها بركب السيارة أو في الأكل أو يتحدث عن الأطفال والأشياء بصيغة الملكية الفردية (أي: بيتي، مكتبي، ابني، سيارات… إلخ).

وتكمل: وأيضًا ألا تظهر الزوجة بمظهر غير لائق أمام زوجها، أو العكس؛ باعتبار أن كليهما يعرف الآخر ويتصرف كلاهما بشكل لطيف ومهذب مع الآخر؛ ليصبح هذا التهذيب عادة وليس تصرفًا طارئًا لنيل المودة.

وقد طالبتْ كل زوجة ألا تظهر بمظهر غير لائق أمام زوجها، وأن يتصرف الزوجان بشكل لطيف ومهذب مع الآخر. وتواصل السيدة حديثها بالقول: على كل زوجة وزوج أن يجتهدا للتعامل مع الآخر وكأنهما لا يزالان في فترة الخطوبة، وهذا يضمن التجدد المستمر في الحياة الزوحية؛ لأن الخمول والركود يؤديان إلى تآكل كل شيء، حتى الحديد؛ فكيف بالطبيعة الإنسانية التي يقتلها الملل أكثر من غيره، وبالنسبة إلى الزوجة فإن الحفاظ الدائم على نظافة البيت بأثاثه وترتيبه وتغيير الديكور كل فترة يضمن التجديد في جو البيت حتى لا يسيطر الروتين والخمول عليه، وأن تبقى هي نضِرة حتى لا تجنح عيون زوجها إلى غيرها في حال جعلته يمل منها، والمعروف أن الابتسامة الصادقة الحنون تبعث شعاع الدفء في قلب الرجل وعروقه، ومنها إلى زوايا الحياة العاتمة؛ وبناء على ما سبق نخلص إلى القول بأنه باستطاعتنا أن نجعل حياتنا الزوجية أكثر جمالًا وسعادة.

 

 

 

ويحدثنا (تركي) في هذا الموضوع فيقول: السعادة طبعًا هي هدف يسعى إليه كل شخص، خاصة عند الإقدام على الزواج؛ فهو يتمنى أن يكون ارتباطه موفقًا يحقق له الاستقرار والسعادة، ولكي تتحقق السعادة في الزواج لا بد أولًا من الاحترام المتبادل قبل أن يربط الحب بين الطرفين؛ لأن الاحترام والحب يوجدان عاطفة نابضة تساعد كل طرف على تحمل المشكلات والأعباء.

ومن وجهة نظر الرجل، الحب في هذه الحالة لا يعني العاطفة المشتعلة التي قد تنطفئ نارها سريعًا؛ ولكن يعني التفاهم الفعلي والروحي الذي يساعد على تحقيق التوافق والتأقلم بينهما، وبذلك تختفي المتاعب في بدايتها.

أما إذا خلا الزواج من الحب ففي هذه الحالة تتراكم المشكلات ويحدث تصدع للزواج من بدايته؛ لأنه لا يقدر على الصمود، أو تستمر الحياة من دون طعم؛ بسبب المصالح المشتركة إذا كان هناك أبناء.

 

 

الإخلاص

ولا يكون الزواج ناجحًا من دون إخلاص؛ فالزوج الذي يسخر دائمًا من زوجته يعبّر بذلك عن عدم إخلاصه واحترامه لها، والزوجة التي تداوم على نقد زوجها أمام الآخرين تعبر بذلك عن عدم احترامها وإخلاصها له؛ فالاحترام والإخلاص بين الطرفين يظهر الرغبة الحقيقية في المشاركة لكل ما يدعم الحياة الزوجية، وأيضًا يجب في الزواج أن لا يحاول كل طرف أن يغيّر من عادات الطرف الآخر؛ فلكل شخص عاداته وتقاليده التي يصعب عليه تغييرها.

لذلك؛ من الخطأ في الزواج أن يحاول الزوج أو الزوجة تغيير الطرف الآخر؛ فقد يحدث التأقلم بين الطرفين بعد فترة قصيرة ويبدأ كل منهما بالتنازل عن بعض من عاداته التي لا يحبها الطرف الآخر به، ولكن تبقى الصفات الأساسية التي لا يمكن تغييرها ويجب تقبلها من الطرف الآخر؛ حتى تسير الحياة الزوجية بهدوء، وكلنا يعرف أن الزواج يحتاج إلى كثير من العطاء، والارتباط مع شخص معين والبدء معه في مسيرة حياة جديدة يتطلب العطاء والتضحية والحب والاحترام والتفهم الكامل لطبيعة شريك الحياة.

 

 

نصيحة السبعينية

 

وتقودنا هذه الأقوال إلى قول امرأة مسنة، وهي الآن جدة وأم لسبعة أولاد، وعاشت وتعيش حياة زوجية سعيدة جدًا. تقول: “ليس في حياتي ألم أو مشاحنات وتعاسة كما صورها الآخرون من المتزوجين. إنني أعيش قمة حياتي الزوحية؛ فلقد مرّ على زواجي حوالي خمسون سنة، وأنا الآن في السبعين من عمري“. وبدأت تكمل المديح الكثير عن زوجها، وحدثتني عن مدى تفهم زوجها منذ البداية وتفهمها له قائلة: “شعرتُ خلال خمسين سنة أنني تزوجت خمسين رجلًا؛ حيث في كل سنة يستبدل زوجي مظهره ومعاملته وأسلوبه، ولكنه يبقي على إخلاصه وحبه لي؛ وكانت تضحياته لي جسيمة وتضحياتي له كبيرة؛ ولكنه يستحقها وأنا أستحقها أيضًا”.

 

وتساءلتْ: ماذا تريد المرأة إلا أن تكون حياتها الزوجية سعيدة ويكون في جابنها رجل دبلوماسي يعرف متى يصمت ومتى يتكلم، يعرف متى يحرك مشاعرها بأخلاقه ونبله ويظلل عليها بذارعيه، لا يعمد أن يشعرها بالفشل حتى في لحظات خسارتها، يصارحها ولا يؤذيها، يصادقها ولا ينافقها، ولا يحاول أن يصادر عقلها،ولا يستغل طيبتها وحبها واحترامها له، يناقشها ويستوعبها ويحترمها!

 

 

 

وأضيف صوتي إلى صوتها وأقول: الرجل الذي تتحدثين عنه لا بد وأنه يقدّر معنى رجولته ويفهم معنى أنوثة زوجته؛ عند ذلك تصبح أية أمرأة بعد هذه المعاملة ومواقفها وكل حياتها رهنًا لإشارته، ويعيش الزوجان في سعادة دائمة تشمل كل أفراد الأسرة.

بقلم: د. محسن الشيخ آل حسان