الزوج الأحمق.. يحول بيت الزوجية إلى «جحيم» بسبب مواقف «تافهة»!

يثور الاحمق لأتفه الاسباب ويسبب مشكلات قد تفكك الاسرة

 

 

تبوك، تحقيق– نورة العطوي

تجبرنا الحياة ان نتعامل مع أصناف وأنواع من الطباع البشرية المختلفة والتي قد يعاني منها اقرب الناس إلينا خاصة الأزواج الذين تختلف طباعهم وصفاتهم، فهناك العصبي وهناك المغروروهناك الحاقد والبخيل والأحمق وكلها قد تتغير الى الافضل مع مع مرور الأيام إلا الحماقة فقد أعيت من يداويها.

ومن هنا بدأت معاناة عدد من السيدات اللاتي قدر لهن ان يعشن مع أزواج حمقى لأنه ليس من السهل إرضائهم أو تجنب غضبهم عند كل صغيره وكبيره فضربهن أكيد وطلاقهن قريب وقد تتحول الحياة الزوجية الى جحيم لايطاق فليس أمامهن حلول إلا الصبرأوالطلاق .

الرياض –ناقشت كيفية التعامل الأمثل مع الزوج الأحمق لتجنب المشاكل العائلية التي قد تحدث نتيجة تصرفاته، ولكن قبل ذلك نستطلع أقوال الحكماء والعلماء في صفات الحمقى لنتعرف عليه أكثر.

 

 

من هو الأحمق

قال ابن الأعرابي: الحماقة مأخوذة من حمقت السوق إذا كسدت فكأنه كاسد العقل والرأي، فلا يشاورولا يلتفت إليه في أمر من الأمور. والحماقة غريزة لا تنفع فيها الحيلة وهو داء دواؤه الموت. قال الشاعر: “لكل داء دواء يستطب به .. إلا الحماقة أعيت من يداويها”.

ومن أبلغ ما قيل عن صفات الحمقى :قال الإمام علي “كرم الله وجهه”: (الأحمق إن استنبه بجميل غفل، وإن استنزل عن حسن نزل، وإن حمل على جهل جهل، وإن حدث كذب ، لا يفقه، وإن فُقّه لا يتفقه (.وقال :من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذلك الأحمق.

 

 

معاناة الزوجات لن تنتهي

تقول عبير علي ربة منزل وأم لطفلتين:عانيت من تصرفات زوجي السلبية كثيرا في بداية حياتنا الزوجية وحاولت بصدق تجنب الكثير منها والسكوت عليها وكنت أدرك في قرارة نفسي بأنها تصرفات حمقاء ولكن لساني لم يجرؤ في يوم من الأيام ان يعترف باني تزوجت من رجل أحمق إلا أنه سرعان ما نفد صبري وأرهقت أعصابي بسبب المشاكل التي يحدثها زوجي فلم أجد في البداية سوى الذهاب لمنزل أهلي لأخبرهم بالتصرفات التي يفعلها وعلى الفور حكموا عليه بأنه زوج أحمق وعقله لازال صغيرا وخيروني، أما البقاء معه من اجل بناتي أو الطلاق. فاخترت البقاء معه خوفا على صغيراتي من تصرفاته الحمقاء لاسيما وقد اعتاد على ضربهن بلا أسباب.

 

 

 قرارات متهورة

وتضيف عبير قائلة: معاناتي بدأت حين وجدت زوجي يتهور في اتخاذ القرارات والتي كان لها عواقب وخيمة، وذلك بسبب دخوله في مشاريع تجارية لا توجد له أي خبرات فيها فكانت الخسارة المتوقعة ولم يبق لنا من مرتبه سوى اقل القليل وأصبحنا منذ سنتين نسكن في منزل أسرته ليس هذا فحسب فهو غالبا ما يعلن علي حرب كلامية مؤلمة بألفاظها على هفوات صغيرة تحصل مني كملوحة الطعام أو زلة لسان أو انشغالي عنه لدقائق فلا يمل من توبيخي لساعات طويلة كما انه إنسان غير صبور فحين يطلب الطلب لا يتحمل التأخر فيه ولو لدقائق ومع الأسف لا يهتم لمشاعري فمن السهل عليه ضربي وإهانتي في كل مكان وأمام أي احد من أهله أو حين تكون لدي ضيفة من الجارات أو الصديقات.

ومن أصعب المواقف التي حصلت لي ضربه الشديد ورفسه على بطني وأنا حامل بالشهر الخامس حتى احدث معي نزيفا حادا وتوفي الجنين وما يثبت حماقته بان ذلك الموقف كان بسبب تأخري غير المقصود في إيقاظه للسفر مع صديقه والغريب بأنه أوصلني بعد خروجي من المستشفى الى منزل أهلي لإكمال العقاب لي ومنعني من رؤية بناتي لمدة شهر حينها طلبت الطلاق لأنه السبيل الوحيد للخلاص من تصرفاته فكان لي ذلك.

 

 

ضعف الشخصية والحماقة

وتضيف هيام حسن قائلة: نحن نعلم ماذا يفعل الزوج إذا كانت زوجته حمقاء، حيث سيتزوج من أخرى دون تردد وربما يطلقها، ولكني أتساءل بألم ماذا تفعل الزوجات وهل من المعقول ان يلجأن جميعهن للطلاق كحل هذا ما أتمنى ان أجد له جوابا لان حماقة زوجي أتعبتني نفسيا أنا وأبنائي.

ففي بداية حياتي الزوجية فكرت كثيرا في طلب الطلاق بسبب سلوكياته الهوجاء ولكني تراجعت في طلبه لرفض أهلي لفكرة الطلاق ونظرة المجتمع القاسية للمطلقة، ففي أوقات كثيرة لم أكن استطيع التفاهم معه بسبب غضبه وتهوره الذي يعكر حياتنا اليومية بالاضافة الى لجوئه الى أهله في اتخاذ أي قرار يخص حياتنا الزوجية، وذلك بسبب ما تعود عليه من انعدام الشخصية التي اقترنت بالحمق فمثلا يذهب يسأل جميع إفراد عائلته إذا رغب في شراء بعض ضروريات المنزل لان مرتبه ومفاتيح سيارته مع والده فضلا بأنه لا يحسن كتم أسرار المنزل فمن السهل عليه ان يقص مشاكلنا اليومية على أصدقائه وأهله وقد يضرب أطفالي لأسباب صغيرة وأحيانا بلا أسباب خاصة عند خسارة فريقه الكروي. وهكذا أصبحت حياتي معه خاوية من العواطف والمشاعر التي ترجوها كل زوجه من زوجها، واعترف باني حاولت كثيرا مناصحته وتغيير طباعه ولكنه إنسان لايسمع سوى صدى صوته ويعتقد بأنه على صواب والآخرين على خطا .

 

 

الحماقة والطلاق

وتؤكد سمر عبدالرحيم بان هناك الكثير من الأزواج الحمقى الذين يتساهلون في مسالة الطلاق فنجدهم سرعان ما يطلقوا زوجاتهم ثم يندموا اشد الندم على ذلك كمن يطلق زوجته بسبب زيادة بسيطة في فاتورة الجوال أو لأنها رفضت إعداد الطعام له ليلة الدخله أو أنها لم تعد وجبة الغدا لمرضها وأخر طلق زوجته بعد عشرة طويلة لأنه سمع بأنها رقصت في زفاف شقيقتها أولأنها أبدت إعجابها بشخصية فنية بل ان احد صديقاتي طلقها زوجها حين سمعها تتحدث بالهاتف مع شخص وتقول له انتظر حتى يخرج فلان من البيت ثم تأتي فطلقها على الفور لأنه حكم عليها بشكل متهور، حيث كانت تحدث شقيقها وطلبت حضوره للمنزل بعد خروج زوجها لرغبتها في إقناعه بخطبة فتاة معينه وحين علم الزوج من براءة زوجته طلب عودتها إلا أنها رفضت ذلك.

 

 

الغيرة الحمقاء

وتروي موضي حكايتها قائلة:ليس من السهل علي ان أخوض تجربة الطلاق للمرة الثانية وما يلزمني الآن هو الصبر والتحمل فلم أكن اعلم باني سأتزوج للمرة الثانية من شخصية حمقاء فالغيرة لدية غير طبيعية جعلتني مكبلة بالقيود حتى وصلت مرحلة الشك ولا يكف بين الحين والأخر عن أسئلته المتكررة عن أدق تفاصيل علاقتي بزوجي الأول حاولت كثيرا ان اخبره بأنه ماضي ولا أتذكر منه شيئا فحياتي كلها له وفي احد الأيام سألني عنه وأصرعلى إجابتي ولكن ما ان جاوبته حتى انهال علي بالضرب والسب والشتم فلا اعلم كيف هو السبيل لإرضائه مع انه هو المخطئ.

 

 

كيف نعاملهم

من جهة أخرى ذكرت الأستاذة ألاء لطفي -أستاذة علم الاجتماع –مجموعة من صفات الأحمق التي تؤدي في النهاية الى تكرار الخصام وإثارة المشاكل بين الزوجين وهي العصبية المفرطة لأنه من الصعب علية التحكم بأعصابه وتهوره في اتخاذ القرارات المصيرية وسوء الظن وزيادة التحسس والأحمق غالبا سريع الغضب وسريع الرضا لا يتنازل عن قناعاته حتى لو كان على خطا ويصعب ثباته على موقف معين ودائما ما يتسبب في استفزاز من حوله وإثارة أعصابه ولا يتوقف في إثارة المتاعب مع كل من حوله لأنه لايهتم بمشاعر الغضب والتوتر لدى ضحاياه.

والإنسان الأحمق هو أكثر من يعاني من حمقه فمثلا قد يحرم نفسه من أمور كثيرة حتى يرضي طبعه الغريب، وهذا في كثير من الأحيان يؤدي الى فرار المقربين منه حتى أصبح بغيضا ومنبوذا من مجتمعه.

وكم سمعنا ان زوجات انفصلن عن أزواجهن لا لشئ إلا أنهم مصابون بداء الحماقة فأيام الزعل والكابه أكثرمن أيام الهدوء والراحة وهناك من يعكر صفو حياة الموجدين بالمنزل وربما يصل الحال الى الضرب والشتم المستمر عند كل موقف مهما كان نوعه، ومن هنا لابد ان يكون دور الزوجة قوي وثابت حتى تبتعد عن كل ما من شانه إثارة المشاكل وهذ يتطلب منها الذكاء والحكمة والتريث قبل ان تقوم بأي خطوة قد تضرها، كما يجب عليها بعد ان فهمت طباع زوجها ان تتجنب الاحتكاك في كل ما يغضبه وعدم تصعيد المشاكل بالإعراض عنها حتى لا ينتقل لنا داء الحماقة. وما يجب ان نؤكده على الزوجات بأنه ليس من السهل ان يتغير الشخص الأحمق فجأة ومن تلقاء نفسه وليس من السهل ان نغير طباعنا معه، ولكن يلزمهن ان يغيرن من ردة أفعالهن بما يضمن عدم تصعيد المشاكل وخلق المتاعب.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*