الزوجة الثانية عصا لتأديب الأولى!

أحمد العطافي ـ الدمام

 

 

 

تعدد الزوجات يحفظ النساء ويحميهن ويكسوهن أرجح وزنًا من البقاء، وتعدد الزوجات تجيزه الشريعة السمحاء بشروط محدودة؛ ولكن هناك حاجة إلى إجراء تغييرات لتسهيل علاقة زواج ونظام أسري أكثر تحضرًا في الأمة الإسلامية، والإسلام لم يأمر بالتعدد على سبيل الوجوب؛ وإنما رخّص فيه وقيّده وحدد العدد بأربع نسوة فقط، ولما حدد الله التعدد بأربع لم يوجبه على عباده؛ بل أباحه بشروطه من العدل والاستطاعة؛ وإذا لم يكتف الرجل بزوجة واحدة إذا كانت زوجته لا تنجب أو غير ذلك فإن الإسلام أوجد له مخرجًا وفتح له آفاقًا فله أن يتزوج بزوجة أخرى.

 

فمن المعلوم أن النساء أكثر من الرجال؛ حيث إن الحروب والحوادث بأنواعها طحنت وما زالت تطحن الكثير من الرجال، فتترمل النساء، ولسان حال كثيرات ممن فاتهن قطار الزواج ونعق الشيب بمفارق رؤوسهن يقلن مرحبًا بزوج أيًا كان.

 

 

 

 

يقول المتخصص الاجتماعي فهد بن محمد الياسري إن قضية تعدد الزوجات ربما تكون حلًا من الحلول للقضاء على ظاهرة العنوسة، وكذلك تحدّ من انحراف الرجل؛ فهو باب واسع للمواساة في الإسلام، وفيه حكمة بالغة في مشروعيته وإن غضبت النساء أو زمجر أعداء دين الله، ويتساءل الياسري: أليست المرأة يسوؤها أن تبقى ويشق عليها أن تظل أرملة، ولكن عاطفتها تسبق عقلها في كثير من الأحيان، والإنصاف عزيز؛ فما دام الأمر كذلك إذا ترملت أو طلقت فلماذا لا ترضى بالتعدد كحل لمشكلة اجتماعية قد تقع فيها المرأة يومًا من الأيام وقد تكون ضحيتها وما مصيرها إذا مات زوجها أو قتل؟

 

 

 

وتوضح متخصصة طب الأسرة والمجتمع أمل العبدلي أن نسبة النساء أعلى من الرجال، وسيأتي زمان يصبح الرجل في مقابل خمسين امرأة، ورد ذلك في العديد من الأحاديث الشريفة، وتغضب أمل النساء بقولها إنه يحق للرجل التعدد؛ لا سيما في زماننا هذا وبالطريقة التي بات الرجال يتبعونها، فلا ترى المرأة إلا وأن أصبحت الزوجة الأخرى، ويقال إن الرجل اشتهى أخرى. ومن جهة أخرى، تعاتب الرجال وتتساءل: إذا كان الأمر كذلك، إذن أين غض البصر؟ وأين واجب الزوج في أن يقضي شهواته في بيته حتى وإن غلب الأمر عليه أن يعود إلى بيته وأم أولاده؟ وتتأسف أمل على الكثير من الرجال بقولها إن هناك من الرجال يتزوج بأخرى ليؤدب الأولى إذا صارت الثانية عصا والبعض يتزوج ليتباهى بذلك لغاية في داخله.

 

 

 

 

تقصير وإهمال

ويقول الشيخ محمد بن إبراهيم الرمضان يجب على من أراد التعدد أن يحسن النية في هذا الزواج، سواء كانت الثانية أو الثالثة أو الرابعة، بأن يكون قصده إعفاف نفسه وإعفاف زوجاته، وكذلك تكثير أمة محمد صلى الله عليه وسلم القائل: “تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة”؛ فلا ينبغي للمرأة أن تقيم الدنيا وتقعدها على زوجها، وإنما عليها بالصبر والاحتساب؛ لأن الزوج لم يرتكب أمرًا محرمًا، بل مارس حقًا من حقوقه المشروعة.

ويضيف فضيلته: على الزوج أن يعدّل بين زوجاته في النفقة والمبيت، ويختتم حديثه بقوله: لا يتزوج الرجل على زوجته إلا إذا كان هناك تقصير وإهمال من الزوجة، والذي كان ينبغي أن توازن الأمور فلا تهمل نفسها وزوجها وكذلك أطفالها؛ فتعطي كل ذي حق حقه.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*