الحب قبل الزواج في الميزان

عبارةٌ نقرؤها دائماً في كثير من الاستشارات الأُسرية:

“تعرفت على شاب أو تعرفت على شابة فأحببت؛ ولا أستطيع قطع هذه العلاقة، ولا تَحمُّلَ ألم الفراق”!!

أسئلةٌ بدأت تتكرر وبكثرة، في حياة اجتماعية لم يتعود أفرادها على مثل هذا السلوك، ومن خلال البحث عن هذا الأمر لم أجد إلا نقاطاً متناثرة غير مكتملة، قد تَحْمِل وجهَة نظرَ أصحابها أحياناً، فآثرت أن أشاركَ في استيضاح بعض الجوانب المهمة التي تمس المجتمع خلال هذا المقال.

 

بدايةً.. هل الحب قبل الخطبة حلال أم حرام؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال يجبُ أن نعلمَ أن هناك نوعان من الحب، حب “المشاعر والأحاسيس” وحب “السلوك” ونحن للأسف لانفرقُ بين الحب كمشاعر وهو الحب العقلي والحب كسلوك وهو تسخيرُ السلوك لتمكين هذا الحب والتعمق فيه. فعندما ينصبُّ التفكير على شخص ما أُعجبْتَ بخصلةٍ فيه ولم يرافق هذا الإعجاب أيَّ سلوك تجاهه، فهذا هو حب المشاعر، على سبيل المثال: عندما تسمعُ المرأة برجلٍ صالح أو تكون للرجلِ جارة أو قريبة فيقع الحب في القلب ويتمنى الزواج فهذا أمرٌ طيب وجميل وهذا هو ملخص حب المشاعر، أما الحب كسلوك فيتبعه المكالمات المطولة واللقاءات وما أشبه ذلك؛ وهذا يعتبر تعدي لحدود الإطار الشرعي.

 

قد يسأل سائل ويقول كيف يتحقق الحب أثناء الخطبة؟ أو ما بعد الزواج ولماذا لا يكون هناكَ علاقات ونظر وحديث ولقاءات تبين وتوضح أخلاقَ المحبوب؟ حتى تتضح مناسبته للزواج من عدمها.

الجواب بسيط، نسألُ لماذا حرم الله سبحانه النظر في قوله: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ﴾ [النور: 30]، بل وقدمه على حفظ الفروج؟.

 

وقد سُئل صلى الله عليه وسلم عن النظرة الفجأة فقال: (اصرف بصرك) رواه مسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تتبع النظرةَ النظرةْ فإن الأولى لك والثانيةَ عليك) رواه أحمد في المسند.

وقال صلى الله عليه وسلم: (انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا). رواه الترمذي وابن ماجه.

 

كل ما سبق يدلُّ على أن النظرَ مهم وأنه طريقٌ للقلب، فمن خلال مراسم الخطبة سواءً السؤال عن المخطوبة أو النظرةَ الشرعية التي يتمُّ فيها النظر والحوار والتعرف، ورؤية ما يسر الخاطب سواءً الجسم أو الوجه، وما آشبه ذلك؛ فقد تعجبه وقد يعجب بأخلاقها أو ما يدعو إلى نكاحها، وقد لا تعجبه تلك الفتاة أو لا يعجبها من خلال هذه النظرة ولا يكتبُ الله الحب بينهما، وكل يذهب إلى سبيله، ولا يتبع ذلك شيء من التعلق أو الحب.

 

والقاعدة الأساسية هي أنّ الحب الحقيقي هو الذي ينشأ أثناءَ الخطبة أو ما بعد الزواج يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21]، فإن لم يكن هناكَ مودة وحب فالرحمةُ بين الزوجين من الأمور الهامة التي يعيشون عليها جل حياتهم.

 

ولا شك أن التواصل بين الجنسين والاحتكاك بينهم، بعيداً عن رقابة الأسرة، إضافة لما يتضمنه هذا التواصل من تجاوزات مخلة بالأدب بمسمى الحب والتعبير عن مكنونات القلب، حيث يقعون في حبائل وخطوات الشيطان التي حذر منها العزيز في كتابه فقال في أكثر من موضع: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [النور: 21]، ولم يقل سبحانه ولا تتبعوا الشيطان نفسه لخطر هذه الخطوات ولتدرجها.

 

وهذه العلاقات قبل الخطبة نقطة مؤثرة على السلوك، حيث يستمرون في علاقات حب طويلة لسنوات، ما يسمونه حب هو شهوة بالفعل فما الذي أحدث التوافق بينهما من أول وهلة؟ وما هو هدف هذا التواصل؟ طبعاً في البداية لن يكون الحب هو الهدف، ومن خلال الإبحار في هذا الحب فإن المحب لا يسمع إلا ما يرضاه الحبيب ولن يسمع ما يغيظه، ويتجاهلان كثيراً من السلبيات لدى بعضهما البعض، ويخوضان في خيالات وعبارات جميلة وساحرة، يبحرون في وعود وردية، وبالتأكيد سيكون الحكمُ على المحبوب حكمٌ غيرَ صادق، ومبنى على تصنع، فلو تحقق الزواج أين ستذهب تلك الوعود؟ في الغالب ستتبخر، فعندما يعيش العاشقان الحياة الحقيقية لكل منهما بعد الزواج ستنتهي الأحلامُ الوردية وتصبحُ الحياة رماديةً خاليةً من الألوان، وتتضح ألوانَ الحياة الحقيقية لكل منهما، والحياة كفيلة بإخراج طبيعة الإنسان ووضعه الذي كان يعيشه من قبل، وهذا هو واقع الحياة.

 

أضف إلى ذلك أنه عند أقرب مشكلة في الحياة قد يشكك الحبيبان كل منهما في الآخر، وسيراودهم الكثير من الهواجيس والشكوك وستتحول حياتهم إلى شقاء وتفكير مستمر، وشكهم بسبب إمكانية الخيانة مع شخص آخر، وهذا الشك كثيراً ما يحدث ويسبب خلافاتٍ كثيرة ويعتبر سبب من أسباب الطلاق.

 

أمر مهم ماذا لو أن أحدَ الوالدين وقف أمام هذا الحب ورفضه رفضاً قاطعاً فسيعيش المحبان قدراً كبيراً من القلق والأسى والحزن ويؤثر على حياتهما، هذا إذا لم يتحول هذا المنع إلى أمراض نفسية وعضوية في ظل طريق مسدود ليس له حل.

 

وعند البحث عن الحب في القرآن الكريم نجد أن هناك آيات كثيرة تناولت الحب بشكل عام، ولعلي أذكر مثالين للحب وردت في القرآن الكريم أحد هذين المثالين حُبَّ سلوك والثاني حُبَّ مشاعر وأحاسيس، مثال حب السلوك كان لامرأة العزيز حيث شغفها الحب، وأرادت أن تطور هذا الحب إلى سلوك وعلاقة محرمة، وقالت هيت لك، وهدفها يوسف حيث نجاهُ الله منها، وتجاوز الحبائل والفخاخ التي نصبت للإيقاع به فكان مثلاً رائعاً وقدوةً حسنة للشاب العفيف المؤمن التقي.

 

والمثل الثاني عن حب المشاعر لموسى عليه السلام؛ حيث وجد امرأتينِ في ضعف تذودان غنمهما حتى يفرغ الناس من سقي مواشيهم، حياءً وحشمة، وجئن للرعي لأن أباهن شيخ كبير، فرق لهن موسى وسقى لهن، ومن الصفات الجميلة أن جاءت إحداهن تمشي على استحياء تخبره أن أباها يدعوه ليجزيه على مساعدته لهن، وطلبت إحداهن بعد ذلك استئجار موسى ﴿ يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص: 26]، ليبتعدن عن هذا العمل الغير مناسب لهن، كلام قصير وعبارات مهذبة فيها أدب جم؛ فموسى عليه السلام أعجب بهذه الصفات الجميلة وأحبها ثم استأجره شعيب وتطور هذا الخطاب إلى لغة الزواج.

 

وعندما نتأمل حياة الرسول صلى الله عليه وسلم فخديجة من أجمل سيدات قريش وأكثرهن مالاً وكل شباب قريش يتمنون زواجها، اختبرت الرسول صلى الله عليه وسلم بالمال وأرسلت مملوكها معه في سفره، ثم سألته عن أخلاق محمد عليه الصلاة والسلام فأخبرها عن صفاته وأخلاقه، ووقع حبه في قلبها ثم عَرضت عليه الزواج مباشرة فتزوجها، وأحبها صلى الله عليه وسلم، وكان دائم الذكر لها بالخير حتى بعد مماتها.

 

هناك بعض الدراسات العربية والأجنبية أوضحت هذا الأمر بشكل دقيق وهل حب السلوك حب معتبر، وهل هو فعلاً مناسبٌ لمجتمعنا في الوضع الحالي؟

• أول دراسة لعالم الاجتماع الفرنسي الدكتور سول جوردون، تقول الدراسة أن الزواج الذي يقوم على الحب فقط يفشل بنسبة 85 % وقال سول بأن الزواجات التي تقوم على العقل والاختيار التقليدي هي التي تنجح وتستمر. هذا في فرنسا، الحب عندهم من أساسيات الزواج، ونتيجة هذا الحب فشل كبير، ماذا سيقول من يعتبر أن الحب قبل الخطبة من الأولويات؟ (الدراسة السابقة منقولة بتصرف من كتاب “شباب جنان”، للمؤلف د. خالد أبو شادي، ص137)

 

• الدراسة الثانية: دراسة أمريكية للبروفيسور أبشتاين الباحث النشط في سيكولوجية الحب من جامعة كاليفورنيا بسنتياقو توصل في هذه الدراسة إلى أن الزوجين الذين تزوجا عن حب يبدأ الحب بينها بمعدلات مرتفعة، ثم يضمحل وينحصر ويقل بمرور الوقت، أما في الزواج التقليدي فيبدأ الحب بمعدلات منخفضة جداً إن لم تكن معدومة ثم يبدأ بالازدياد مع الوقت. وتوصل أبشتاين إلى أن المفهوم الهوليودي للحب ليس سوى خزعبلة من الخزعبلات؛ ويرى أن أخذ الغربيين لهذا الحب على أنه حقيقة كلفهم ثمنا باهظاً، إذ أدى إلى تخبطهم عقوداً في علاقات زوجية، وغير زوجية.

 

• الدراسة الثالثة خليجية، من دولة الكويت للدكتورة نورية الخرافي على عينة مكونة من 900 حالة طلاق سابقة، أثبتت الدراسة أن نسبة 50 % من هذه الحالات كان سبب الطلاق هو الشك، وسبب الشك هو العلاقة العاطفية والحب الذي كان بينهم قبل الزواج، مما أدى الى شعور بين الطرفين بأن هذه العلاقة قد تتكرر مع أي شخص آخر بسبب وجود خبرة سابقة لديهم.

 

• والدراسة الرابعة طبقت في المنطقة الشرقية بالسعودية وبينت كذلك أن هناك ارتفاعاً في حالات الطلاق بين الذين تزوجوا عن طريق الحب قبل الزواج.

 

وأثبتت الدراسة فشل هذه العلاقة بسبب تفكير الطرفين في أن الطرف الآخر قد يقيم علاقة مع أي شخص آخر؛ كما كانت العلاقة بينهما في السابق، وهناك دراسات متعددة على هذا النسق تثبت أهمية الزواج التقليدي ونجاحه وفشل الحب قبل الزواج وقبل الخطبة يتعذر ذكرها، حيث إنه بمجرد اختتام هذا الحب بالزواج تظهر مشكلات كثيرة وكبيرة لا يتحمل الطرفين الحياة بعدها. (الدراسة الثانية إلى الرابعة من مقال للكاتب عبد الكريم الملا صحيفة الشرق القطرية عدد ٢٣ أبريل ٢٠١٣م).

 

بعد هذا التوضيح وهذه الدراسات هل سنمضي في حب السلوك أم نتوقف؟ من هو واقع الآن في هذا الأمر فما مضى قد يكون تجربة جيدة ربما يستفيد منها، وما سيأتي فينبغي عليه أن يحدد مستقبله، ويفكر في هذا التواصل جيداً ويسأل بواقعية هل سيتم الزواج أم لا؟ لابد أن يتلقى رداً مباشراً، فمجال التفكير في هذا الموضوع محسوم من خلال العلاقة المطولة، فإذا لم يكن هناك تحديد فلابد من انتهاء هذه العلاقة مباشرةً حتى لا تسبب إشكاليات للطرفين.

 

لنتحاور في هذا الامر جيداً، وبعيداً عن الحكم الشرعي، لننتقل مثلا للجانب النفسي فعلم النفس أثبت إدمان الحب وأنه أسوأ من إدمان المخدرات، وأن المحب يتحول إلى العبودية والانقياد لمن يحبه إلى حد السيطرة على كيانه ومقدراته، وهو حالة مرضية، خاصة إذا وصلت إلى مرحلة التعلق، وقد يصل إلى الاستغلال من قبل الطرف الآخر، وهل سيكون هذا الشخص عضواً عاملاً في المجتمع؟ وهل سيساهم في بنائه؟ أم أنه سيتوقف تماما عن تطوير ونمو شخصيته على حساب وضعه النفسي، وعلى حساب مجتمعه، لابد أن نفكر جيداً في إكمال هذا المشوار، ونفكر في التبعات، وما يؤدي إليه من عواقب.

 

قد يقول مدمن الحب لا أستطيع قطع هذه العلاقة بتاتاً، حيث يتصور عجزه عن ترك هذا الأمر، صحيح في البداية قد يشعر بصعوبة، لكن العزم الصادق وليس لمجرد إرضاء الضمير، وإثبات المحاولة حتى يتم الاستقرار وتستكين النفس، ويستعيد الثقة مرة اخرى، ويتخلل هذه الخطوات تغيير آليات التواصل حتى لا يكون هناك مجال للعودة مرة أخرى، ولا بد من إشغال النفس بما يبعدها عن التفكير في الماضي، والعودة مرة أخرى، والإقبال على الله سبحانه وتعالى والدعاء والتضرع حيث سيساعد على التحرر فالأمر يحتاج إلى صدق، وقوة عزيمة، وزيادة إيمان، وفي النهاية سيصبح الإنسان حراً وبدون قيود.

 

عندما نرجع إلى أسباب الحب كسلوك نجد أن هناك عدداً من الأسباب نذكر منها:

١- البعد عن الله سبحانه والاستهانة بالأعراض والمحرمات والتساهل في أوامر الله سبحانه وتعالى، والتخلي عن عادات المجتمع الأصيلة المبنية على أساس متين من شرع الله ارتضاه سبحانه وتعالي كمنهاج حياة. وللأسف فقد تبدل مفهوم الزواج عند بعض الشباب اليوم مع تبدلات القيم الاجتماعية من اعتباره رباطاً مقدساً إلى كونه مجرد علاقة يقيمها اثنان إن نجحت العلاقة وإلا يتم الانفصال، وهذا مفهوم قاصر جداً للحياة.

 

٢- يذكر علماء السكان أن المجتمع العربي جله من الشباب بعكس المجتمعات الغربية الذي يقل فيها الشباب وهذا من دواعي هذا الأمر ومن مسبباته في مجتمعنا العربي، ويجب تثقيف المجتمع لمثل هذه السلوكيات.

 

٣- مفهوم الحب لدينا قائم على الكلمة الطيبة، حيث لم ننجح في ثقافة التبيين، وهي أنه ليس كل ما يسمع يُصدّق، إذ كيف نُصدّق من لم نره، وليس لدينا معلومات كافية أو على الأقل ليس لدينا تصور واضح عنه؟ وقد يكون الاختيار قائم أساساً على خطأ فادح قد يكون مدمن مخدرات، أو قد يحمل سلوكيات خاطئة، إلى غير ذلك.

 

٤- قد تلجأ الفتاة التي فاتها قطار الزواج وكبر عمرها لهذا الأمر خوفاً من أن تصبح عانساً، ولا تجد من يقبل بها، على الرغم من أنها لو تفهمت هذا الأمر جيداً، وبذلت الأسباب لما لجأت إليه.

 

٥- الإعلام بما يحمل من مسلسلات أثر وبشكل كبير في ظهور هذا التصور حيث تقدم فيه الخيانة بمسمى الحب.

 

٦- عندما يعيش أي شخص الظلم في أسرته أو يُمارس عليه بعض القيود، فذلك يؤثر في نفسيته وقد يكون مصدراً خصباً ومرتعاً لهذا السلوك لأنه يجد من يفرغ له ما بداخله، ويكون سهل الانقياد.

 

٧- الحرمان العاطفي، وعدم النضج من الأمور الهامة؛ فعندما يفقد الشخص الحب في البيت فإنه يحاول أن يعوض هذا الحب ويكون عرضة لأول اختبار.

 

٨- قد يكون التواصل من أجل التسلية وإشغال وقت الفراغ، وقد أسهمت التقنية الحديثة في شيوع هذا الأمر، حيث سهلت التواصل بشكل لم يحدث له مثيل خلال السنوات القليلة الماضية.

 

٩- ضعف علاقة الآباء بالأبناء، وغياب الحوار العاطفي حيث لا يتم تزويدهم وتثقيفهم بمسؤوليات الحياة وتركهم بدون تحاور وبدون خبرات.

 

١٠- التأثر بالتجارب السابقة في الحب وذلك من قبل الأصدقاء والصديقات.

قبل الختام نأتي إلى بعض الحلول التي قد تفيد في المساعدة على تجنب مشكلات حب السلوك، والمساهمة في حلها.

 

• الاهتمام بمشاريع الزواج الجماعية، وتسهيلها والعمل على دعمها بشكل كبير، حتى يتم احتواء كثير من العوانس، ومن لا يستطيع الزواج من الرجال بمساعدته في زواجات مدعومة.

 

• توعية الجيل الجديد، وتوسيع مداركه وتوضيح الإشكاليات التي يمكن أن يقعوا فيها، ويجب توضيح مفهوم الحب، ومفهوم الزواج الصحيح الذي يعتبر رباطاً مقدساً، وأن الطريق إليه لا يكون بالتعارف الذي لم يشرعه الله سبحانه، وأن ممارسة حب السلوك مدعاة إلى الفوضى والتنصل من المسؤولية، فتكون المسألة مجرد إشباع رغبة وتلذذ، بدون أدنى مسؤولية.

 

• لا بد أن نكون أصدقاء لأبنائنا، محبين لهم حتى يبوحوا لنا ما بداخلهم ولا يلجؤوا لغيرنا، ولابد أن نشجع الحب في بيوتنا، ويكون الحب في الأسرة كاملة.

 

• التحاور مع الأبناء، وتقبل أخطائهم؛ وخاصة لمن سار في هذا الطريق حيث يساهم في إعادة التوازن النفسي لهم، ونستطيع أن نوظف الخبرات السلبية التي عاشوها في حل هذا الموضوع.

 

• شغل أوقات فراغ الأبناء بما يفيد، حيث أن شغل أوقات الفراغ يصرف عن مثل هذه السلوكيات.

 

• اختيار الصحبة الصالحة للأبناء، وتوعيتهم بعدم الانجراف وراء التجارب السيئة التي تحدث حولهم، وتوضيح سلبياتها.

 

ختاماً:

كثيرة هي الاستشارات التي ترد من أشخاص وقعوا ضحايا لعلاقات حب غير واعية، وضحايا هذه العلاقات نشأت علاقتهم في لحظة عاطفية تجلى فيها إقصاء للعقل واحتضان للشهوة، وبعداً عن المعاني الإيمانية.

 

ونتيجة ذلك تصرف غير واعي وغير مدروس انتهى بجني عواقب وخيمة تجلت في قلق واكتئاب، وأمراض نفسية متعددة، لأننا تركنا أصل السعادة، والحياة الطبيعية وبحثنا عن سراب الحب.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بواسطة : أ. عبدالله بن عبدالعزيز الخالدي .

 

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*