ما من أسرة ناجحة إلا ووراء هذا النجاح حبّ يتربع في كل زاوية من زوايا البيت، ومما يؤسف له أننا أصبحنا لا نعرف كلمة “الحب” إلا من خلال ما يعرض علينا من الإعلام المرئي أو المقروء من علاقات آثمة تسبق الزواج، أو علاقة عاطفية بين رجل وامرأة تكون نهايتها علاقة آثمة أو فراقًا.
ولأننا حصرنا أنفسنا في ذلك المفهوم الضيق من الحب، أصبحنا نتحرج أشد الحرج من أن نتناوله في أحاديثنا؛ لئلا نتهم بغير ما نريد، بل أصبح هذا الحرج يتسلل إلى داخل البيوت، مما جعل الكثير من الأزواج يتحرج أن يقول لزوجته “حبيبتي” أو أيًا من الكلمات التي تدل على حبه لها؛ بل لا يقبل منها مثل هذه الكلمات، ولئن أخطأت يوماً من الأيام وقالت: “يا حبيب القلب”، “أموت عليك”، “من لي غيرك؟”، “أحبك” نهرها وقال لها: “إحنا مو قاعدين نمثل فيلم عربي”!
من هنا يبدأ الجفاف في هذه البيوت، والذي تعقبه كنتيجة حتمية تشققات تظهر هنا وهناك في ربوع البيت، وإذا كثرت دون أن يدركوها فربما وقعت إحدى زوايا البيت دون أن يشعروا.
Leave a Reply