الاستشارة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود استشارتكم في أمر مقلق بالنسبة لي
أنا أبلغ من العمر ٣٥ عاما تقدم لي شاب أصغر مني بثلاث سنوات لا تربطني به قرابة ولا أعرف عنه شيئا قبل الخطوبة
مجرد معرفة بين الرجال بالإضافة إلى أننا نسكن في حي واحد ،
تمت الموافقة
وتم العقد قبل شهر إلا يومين>الملكة< وذلك بعد النظرة الشرعية
ولم يتم اللقاء _لظرف ما لا علاقة له به _ إلا بعد العقد بـ ٣ أسابيع تقريبا
قام بإرسال رسالة في اليوم التالي من العقد لأول مرة
للسلام والتعريف بنفسه
ثم توقف عن الإرسال
أوجست خيفة من اكتفائه بهذه الرسالة
مضى أسبوع كامل بدون تواصل
لم أخبر أحدا من أهلي بذلك بل تظاهرت بأن الأمور على مايرام وأن التواصل موجود
حتى واجهت ضغطا من أسئلة الأهل حول بعض المعلومات
فاضطررت للمبادرة والإرسال
وأخبرته بأني قلقة بشأن هذا الانقطاع
اتصل بي مباشرة وأخبرني بأن السبب هو الانشغال بتجهيز السكن وغيره من أمور الزواج بالإضافة إلى أن التواصل كان محرجا له كونه لم يأخذ على هذا من قبل خصوصا وأنه لم يحدث لقاء سوى دقائق النظرة
وأن الأمر ربما يتغير بعد أن يتم اللقاء في الموعد المتفق عليه بيننا في احتفال بسيط يجمع نساء الأسرتين وسوف يحضر هو معهم ليكون اللقاء الأول
تقبلت العذر وقلت ربما..
وانقطع أيضا عن التواصل حتى أقيم الاحتفال اتصل قبلها بليلة لتأكيد الموعد وأتى وجلسنا معا لوحدنا مايقارب النصف ساعة وهذا هو المتفق عليه من قبل نظرا لحضور الضيوف
كنت أظن بأن المشكلة انتهت هنا
وأن الحواجز في طريقها للإزالة
لم يتم التواصل في اليوم الذي يليه
ثم بعدها بيوم اتصل يريد تكرار الزيارة بحجة أن الزيارة الماضية كانت قصيرة بسبب الحفلة وقدوم الضيوف
وتم الاتفاق على موعد آخر يأتي فيه لزيارتي وكان ذلك بعد لقاء الحفلة بثلاثة أيام
في اللقاء لا يوجد مايدل على خجله ولا جرأته وربما هناك تعبير عن فرحه وسعادته باختياره لي
سواءا بالكلام أو بما أتى به من الورود والهدية
لكن عند الحديث عن ضعف التواصل يخبرني بأنه من أيام عزوبيته لا يميل للتواصل عبر الاتصالات والرسائل ولكن يفضل الزيارات لذلك هو كثير الزيارات لأقاربه حسب زعمه
منذ ذلك اللقاء _قبل ٥ أيام_ لم يتم التواصل!
بادرت بالإرسال يوم الجمعة الذي مضى للسؤال عن الحال
ليرد هو بعدها بساعات ثم يقول بأنه مشغول
ولنا تواصل بإذن الله في الليل إذا كان ذلك مناسبا
ولم يتم الاتصال ولا الإرسال بعدها!
هل هذا الأمر يعد طبيعيا؟؟
أنا أتوافق معه في صفة ضعف التواصل عادة مع الأقارب والصديقات وأخبرته بذلك لكني مؤمنة بأن الأمر هنا يختلف
أخبرته بأن الأمر أقلقني حتى ظننت بأنه مكره على الزواج وأنها ليست رغبته بل رغبة أهله أو أنه أكمل الأمر بعد النظرة مجاملة للأهل وحياءا منهم
فتفاجأت به يقول أنا الذي طلبت الزواج وأنا الذي اخترت البيت بل وقبل سنوات رأيتك دون علمك
وأخبرني أيضا بحادثة أذكرها جيدا هي التي رآني فيها دون علمي ليثبت صدق كلامه
هل يعقل بأن شابا طبيعيا أحسبه صالحا ولا أزكيه على الله لا يوجد لديه ميل أو فضول ليتواصل مع خطيبته ويتعرف عليها أكثر ؟؟ هل من الطبيعي أن لا يشتاق فيتواصل؟!
شهر كامل من العقد حتى هذه الليلة لا يوجد تواصل سوى ثلاث مكالمات الأولى كانت بسبب مبادرتي في الإرسال والثانية كانت لتأكيد موعد اللقاء الأول والثالثة كانت أيضا لتحديد الموعد الثاني
فقط!
ترددت كثيرا في فتح الموضوع مرة أخرى معه
لا مانع لدي من أن يفسخ العقد فلازال حقه محفوظا عندي لم يتم التصرف به إن كان يريد ذلك ويمنعه الخجل من الأهل
لم أر هذا من قبل فيمن هم حولي في فترة الخطوبة
بل البعض منهن تعاني وتشتكي من كثرة التواصل يوميا ،
أخشى أن يكون الأمر كذلك حتى بعد أن نجتمع تحت سقف واحد
فلا يصبح لي من يومه شيء سوى النوم هذا إن وجد أيضا
لست أطمع في زيارات متتالية ولا التواصل يوميا
لكن على الأقل لا يحدث الهجر فوق ثلاث ليال!
ولا أريد أن أكون أنا المبادرة في كل مرة
أفتوني في أمري هل هذا طبيعيا أم لا
وماذا عليّ أن أفعل؟
______________________________________
الرد على الاستشارة:
أختي الكريمة ؛ أسأل الله -عز وجل- أن يفرج عنا وعنك وعن كل مسلم , و أشكر لك ثقتك في الموقع ، و أسأل الله أن نكون عند حسن ظن الجميع . وبالنسبة لما ذكرت فأنا أستغرب هذا التوتر منك والتعجب من كون الشاب قليل التواصل ، أعتقد إنه كما يوجد من النساء من تخجل كذلك يوجد من الرجال من هو كذلك ، لا تأخذي الأمر بهذه الحساسية الزائدة أو تتكلمي عن فسخ العقد أمامه او أمام أحد من أقاربك ، فيبدو من كلامك أن الشاب مستقيم و حيي ولديه أولويات ورجولة ، قد لا يكون ممن يجيد التصنع أو دبلجة العواطف والمشاعر لكن من خلال كلامك عنه يبدوا زوجا رائعاُ .. وعلى كل حال إذا كان الأمر يضايقك فمن المناسب أن تذكري له الأمر مباشرة وأنه يسعدك أن يكون بينكما تواصل يومي أو شبه يومي من خلال الهاتف أو من خلال المقابلة بالمنزل وأن أهلك لا يمانعون في ذلك ، لأنه من الممكن أن يكون يخجل من أهلك أو شيء من هذا القبيل .. كذلك يمكنك طلب مشاهدة السكن الذي يقوم بتجهيزه وإذا كان يسمح لك ببعض الإضافات أو المقترحات .. فارق السن الذي بينكما ليس مؤثراً فلا تجعليه كذلك فأنت لا تزالي صغيرة على التفكير بالفارق العمري .. أيضاَ بالنسبة له فلا يزال يحتاج إلى تعلم المبادرات الزوجية التي يجهلها وإن كان قد قام ببعضها كما تذكرين ..التواصل اليومي أعتقد إنه لا يناسبه وربما يزعجك ، لذلك من الجميل أن يكون هناك تواصل مرتين أو ثلاثة خلال الأسبوع وكوني أنت المبادرة و اسأليه متى الوقت المناسب له . أتمنى لكما التوفيق ، و مباركا لكما ..
_______________________
بواسطة:
المستشار: عبدالسلام صالح عبدالعزيز الصقعبي.
______________________
رابط الموضوع:
Leave a Reply