أزواج وزوجات خلف الأقنعة

الأحساء- خالد النصيف

 

يدّعي كثير من الأزواج أن الخلافات الزوجية تتفاقم وتتطور نتيجة لرد فعل الزوجة الذي يتسم بالتهويل تجاه المشكلات التي تعترض الحياة الزوجية، خاصة في السنين الأولى من الزواج، وكل من الزوج والزوجة يلقي باللوم ويتهم دائمًا الطرف الآخر، ولا شك أن طريقة التعامل ورد الفعل تجاه المشكلات والمطبّات الزوجية تختلف من شخص إلى آخر عندما يحدث خلاف بين زوجين‏؛ فمن الممكن أن يؤدي خلاف إلى التقارب بين الزوجين وآخر قد يعصف بالحياة الزوجية.

فمع السنين الأولى في بداية الزواج تتساقط الأقنعة للزوج والزوجة ويظهر الأسلوب تجاه الخلافات الزوجية، التي غالبًا ما تكشف عن طبيعة الشخصية. ويلجأ بعض الأزواج إلى الصراخ والصوت المرتفع أثناء الخلاف وتبادل الاتهامات والكلام الجارح‏ إثر استرجاع الأحداث والمواقف الماضية أثناء النزاع.

 

احتجاج

ويقول (عبد العزيز أحمد) رب أسرة: التعبير عن الغضب في هذه الحالة يكون بالاحتجاج الصريح؛ كإغلاق الباب أو الأدراج أو إلقاء الأدوات والأطباق بعصبية، ‏بهذا العمل يحب الرجل فرض مشاكله على الآخرين‏ ولكنها تبحث عن متنفس للغضب دون الاستعداد لتقبل أي نقد أو ملاحظات‏.‏

ويحذر (أحمد عبد الرحمن)، رب أسرة، من استغلال بعض الأقارب والأصدقاء الذين يحاولون بث الشقاق بين الزوجين، مستغلين موضوع “الكرامة والسلطة”، إلى غير ذلك من الأمور التي يجب أن تتلاشى بين الزوجين؛‏‏ فلا يجب على أي من الزوجين الاستماع إلى نصائح الغير‏,‏ مشيرًا إلى أن الزوجين قادران على حل أي خلاف مهما تكن نتائجه؛ إذا ما تنازل كل طرف عن كبريائه بعض الشيء،‏ فالحياة الزوجية تفقد صفة الشركة إذا ما تدخل عنصر خارجي‏ مهما تكن صلة قرابته أو صداقته‏.

‏

نظرة مثالية

ويضيف سعد خالد أنه يجب على الزوج والزوجة أن يعلما أن الاختلاف بين الزوجين أمر طبيعي وحتمي، والصدام يأتي من النظرة المثالية الخيالية للحياة الزوجية قبل الزواج التي تصطدم بالواقع والحياة العملية والفروق الفردية بين الطرفين. وأضاف سعد: على الزوجين أن يدركا أن كل ما يصيب الحياة الزوجية من مشاحنات وخصام وعناد وشد وجذب هو طوارئ عارضة يمكن علاجها بقليل من المرونة في التعامل.

أما (مشاري سلمان) فقال: كي تنجح العلاقة الزوجية في التغلب على المشاكل لا بد من التضحية والبعد عن العناد والاستفزاز والنظرة الصائبة للمنغصات، ووضعها في حجمها المناسب والتعامل معها بقليل من المرونة والعقلانية؛ كل هذا يكفي للقضاء على الخلافات قبل أن تدمر كيان الحياة الزوجية، ومع مرور الوقت سيزيد التفاهم بين الزوجين ويتعرف كل منهما على طبائع الآخر وستحل المشكلات عندما تنحصر الفروق بين الطرفين وتزيد مساحة التفاهم ومعرفة كل منهما بالآخر.