كيف أتزوج دون أن أعرف الرجل وأجلس معه وأتعرف عليه وأعرفه جيدًا (زين مازين) وأحبه ويحبني بعد ذلك أقرر يناسبني للزواج أم لا؟!
كلام نسمعه في مجتمعاتنا كثيرا، وقناعات موجودة ونؤمن بوجودها، ونحاورها وعلى كل طرف أن يحدد الصواب والخطأ. وأريد أن أوضح أمرا مهما، وهو أن الحديث هنا لا يتعلق بالجانب الشرعي، فالعلماء ليس بينهم أي خلاف في تحريم هذه العلاقة، ولكن الحديث معكم سيكون في الجوانب التربوية والنفسية.
فهناك حالتان لهذه العلاقة، واقصد عند التقدم للزواج إما القبول وإما الرفض. فالحالة الاولى: هي القبول {وتحقيق الهدف}.
فتبدأ العلاقة سواء في الجامعة أو العمل أو عن طريق وسائل الاتصال المختلفة، وتتكون العلاقة بين الطرفين.. وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
نـظـرة فابتسامة فسلام… فـكـلام فـمـوعد فـلـقـاء
ويحدث الزواج ويتم الدخول في دورة الحب.. فهناك دراسات قيمة خليجية وعالمية عن أثر الحب قبل الزواج على الحياة الزوجية، ومن هذه الدراسات دراسة امريكية من جامعة كاليفورنيا سان دياجو. من قبل البروفسور إبشتاين، الباحث النَّشِط في سيكولوجية الحب. ركز إبشتاين على دراسة الحب بين الزوجين. مقسما الزواج الى نوعين، الأول — وهو المشهور في الغرب — “الزواج عن حب”. أما النوع الثاني، فهو ما يسمى في الغرب بـ”الزواج المرتب” وهو الزواج المعروف عندنا الزواج التقليدي.
فتوصل الباحث بعد ما بذل من جهد الى:
- أن الزوجين الَّذَينِ تزوجا “عن حب” يبدأ الحب بينها بمعدلات مرتفعة، ثم يضمحل وينحصر ويقل بمرور الوقت.
- يبدأ الحب في “الزواجات المرتبة (التقليدي) ” بمعدلات منخفضة جدا — إن لم تكن معدومة — ثم يبدأ الحب بالازدياد مع الوقت.
- بعد مرور خمس سنوات على الزواج، تتساوى مقادير الحب في الزواجات “عن حب” والزواجات “المرتبة”، ويستمر انخفاض الحب في الأولى وارتفاعه في الثانية حتى تصبح معدلات الحب في الزواجات “المرتبة” ضعف معدلات الحب في الزواجات “عن حب” بعد مرور عشر سنوات على الزواج.
بناء على هذه الدراسات، توصل إبشتاين الى أن المفهوم “الهيولودي” للحب ليس سوى خزعبلة من الخزعبلات ؛ ويرى إبشتاين أن أخذ الغربيين لهذه الخزعبلة على أنها حقيقة كلفهم ثمنا باهظا، إذ أدى الى تخبطهم عقودا في علاقات زوجية — وغير زوجية.
والدراسة الثانية: هي عبارة عن دراسة خليجية، من دولة الكويت أجرت هذه الدراسة الدكتورة نورية الخرافي على عينة مكونة من 900 من حالات الطلاق، ثبت لديها أن نسبة 50 % من هذه حالات كان سبب الطلاق هو الشك، وسبب الشك العلاقة العاطفية والحب الذي كانت بينهم قبل الزواج مما أدى الى شعور بين الطرفين بأن هذه العلاقة قد تتكرر مع أي شخص آخر بسبب وجود خبرة سابقة لديهم.
وأيضا هناك دراسة ثالثة: أجريت في المنطقة الشرقية، وقد بينت كذلك ان هناك ارتفاعا في حالات الطلاق بين الذين تزوجوا عن طريق الحب قبل الزواج.
وللأسف فشل هذه العلاقة بسبب تفكير الطرفين في ان الطرف الآخر قد يقيم علاقة مع أي شخص آخر كما كانت العلاقة بينهما في السابق، فيحدث الشك وعدم الثقة حتى تتحطم هذه الأسرة. وهذه الدراسات تبين فشل هذا الزواج وأن الزواج التقليدي أفضل بكثير من الزواج عن طريق الحب.
للبنات والأولاد بل للنساء والرجال فها هي هذه الدراسات امام اعينكم منها ما هو من بلاد الغرب ومنها ما هو من الخليج الذي نعيش فيه.. الا تترك لنا نوعا من القناعة ان هذه العلاقة تكون سبب فشلنا في حياتنا الزوجية.
والحالة الثانية: عندما يحدث الرفض للزوج أو عدم موافقة أهل الزوج بالزواج من هذه الزوجة. فنكون امام امرين، اما العزوف عن الزواج، وإما الزواج بزوج أو زوجة أخرى.
وتأملوا معي إخواني وأخواتي، عندما تعاشر الزوجة رجلا لا تحبه من قبل، بل كانت لديها علاقة حب مع رجل آخر، فتتكون لديها صورة واضحة للرجل السابق في عقلها وتتذكر هذه الصورة في كل تفاصيل حياتها الزوجية، اثناء أكلها وشربها، وفي نومها وجلوسها حتى في معاشرتها للزوج الثاني تتخيل الرجل الأول.
وهذا ما يحدث للرجل عندما يتعلق قلبه بامرأة، ثم لا تتم الموافقة على زواجها، فيعيش دائما مع المرأة السابقة في جميع أموره. ولذلك نصيحتي للنساء والرجال والشباب والشابات.. اياكم ثم اياكم ان تتقدموا لزواج من بنت أو رجل كان لدى كل منهما علاقة حب قبل الزواج.
وللأسف إن هناك دراسات تبين ان هذه الحالة لا تستمر كثيرا، وخصوصا اذا دخل الشك في نفس الرجل، أو شعر بوجود علاقة بين الزوجة ورجل آخر أو إعادة العلاقة العاطفية السابقة.
فهذه رسالة نقدمها إلى من تأثر بأفلام الهوليود والأفلام العربية التي تحكي عن الحب الرومانسي قبل الزواج.
وختامًا، أقول: نعم للحب الذي يكون على شرع الله وعلى سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
Leave a Reply